أهلا وسهلا بك إلى المسافر السياحة و السفر.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، يسرنا ان تسجل معنا في اكبر مواقع السفر للتسجيل اضغط هنا

"إلى كل من يحب طنجة"

2011-01-18
الصورة الشخصية
عدد المشاركات: 112

بسم الله الرحمن الرحيم

نعرف لماذا نحب طنجة، لكننا – أبدا- لا نعرف لماذا نحبها”. قالها الكاتب المغربي الطاهر بن جلون يوما دون أن يدري – أو لعله كان يدري- أنه يصيب الحقيقة في الكبد.

لها ألف إسم و لا إسم لها. لها عشاق كثر تنافسوا على حبها دون أن ينالوا سوى وعود كاذبة: محمد شكري، بول بولز، تينسي ويليامز، ويليام بوروز.

أدركوا –متأخرين – أي عاشقة متفلتة هي. أي مخادعة. لا خيارات مع طنجة: إما أن تحبها.. أو تحبها.

أما هي – تلك المتعجرفة – فقلما تحن على أحدهم بنظرة ولهٍ أو حتى تعاطف.

ألف بولز عنها – مذ وصل سنة 1946 – عشرات القصص و الروايات علها تمنحه سرها فلم ينل سوى مزيد من الجفاء منها ومزيدا من الهيام منه. جين – زوجة بولز الثانية –

لم تشعر – و يا للغرابة – بالغيرة من ضرتها. أحبت هي أيضا طنجة و عرفت أنها نعم الضرة.

التقى بولز في باريس الشاعرة الامريكية «جيرتورد ستاين» صديقة ماتيس وبيكاسو وقديسة المنفيين الامريكيين خارج حمى الذهب. قرأت قصائده و قالت:

قصائدك لا تساوي شيئا، بدلا من «كان» إذهب الى «طنجة».

يقول بولز: إن المرء يرى في الجبال التي تحوط طنجة أشياء تتبع في دواخلنا سحرا، سحر الليل الذي يبعثه الموسيقيون، والطبول التي تقرع… عندما سمعت

موسيقى ” الطقطوقة الجبلية” قررت أن أتتبعهم أينما يعزفون، استهلك مني الأمر سنة بأكملها، وأخبرتهم أنني كرست كل وقتي لأتتبعهم.

و يقول الكاتب محمود قاسم: طنجة هي بؤرة العالم لدى بولز، ففي كتابه «يوميات رحالة» ينطلق من المدينة نحو الصحراء، ونحو مدن العالم الاخرى، خاصة تلك التي

تتسم بتعدد الثقافات يؤمها البشر من كل الاجناس، والاقطاب مثل بانجوك، ولعل رؤية الكاتب هذه تفسر السحر الحقيقي الذي تتسم به طنجة، ليس لبولز وحده، بل

أيضاً لكل الأدباء الذين جاؤوا إليها، وعاشوا فيها، وظلوا يتغزلون في هويتها فوق صفحات أوراقهم.

يقولون أنها ” طنجيس” زوجة ” آنتي” إبن “بوسايدون” إله البحر و “غايا” التي ترمز للأرض. إن سألتها عن حقيقة الأمر فلن تجيب، لذا لا تتعب نفسك.

سنة 1830، كانت بطنجة – الدولية وقتها – عشر قنصليات. ترى هل كانت تبالي؟

محمد شكري، إبن طنجة البار، الذي ارتبط اسمه باسمها لحسن حظه، كان يعاني من مشكلة كبيرة: أنه كلما غادر طنجة شعر بحنين رهيب إليها فعاد بسرعة.

ألم يكن بولز و شكري – و غيرهما كثير – قادران على الحياة في أي مدينة أخرى في العالم إن اختارا ذلك؟

طنجة مدينة لها روح. و رياح ” الغربي” العليلة الهادئة تهب تشعر أن طنجة تبتسم لك و تداعب وجهك و تدغدغ خصلات شعرك. لكنها ما تلبث أن تمل فتمارس لعبتها

الأثيرة في الشد و الجذب فتفاجأ برياح “الشرقي” كاشفة عن وجه متجهم حانق لا مكان فيه للود و لا للترحيب. لكنك للأسف لا تريد المغادرة. هناك شيء ما يشدك

إليها. ما هو هذا الشيء؟ إسأل طنجة إن كانت تجيب.

في مقهى الحافة يتوقف الزمن للحظات. استمتع به كما هو، متوقفا. أنظر إلى البحر الممتد، إلى الزرقة. تأمل القارة العجوز و هي تبدو من هنالك و كأنها لا تبعد سوى

أربعة عشرة مترا و ليس أربعة عشرة كيلومترا.

أنظر إلى حروبات الرومانيين و الفنيقيين. راقب – آسفا – طنجة و هي تقصف من طرف القوات الفرنسية سنة 1844. تذكر كل شيء و ابكِ حنينا.

تجول في طرقات المدينة القديمة. دع طنجة تسكنك، تصفعك. أحبها كما هي. ستحبك كما أنت. لكن – أكرر- لا تثق بها كثيرا.

هي مدينة تسكنك قبل أن تسكنها. هي مدينة الألق ليلا. مدينة التيه الجميل نهارا.

مغرورة هي. فخورة بحزاميها الأرزقين: البحر المتوسط و المحيط الأطلسي. غير مبالية و قاسية.

طنجة تكره المساحيق. و تصر على استقبال ضيوفها كما هي. بلباس السذاجة، بلباس الحقيقة الفظة.

إجلس على شاطئ البحر و اكتب ما تريد. إن طنجة تحب ذلك.

وإعلم أنها ستذكرك وتحدث الناس عنك،لأنها لا تنسى أثار من مروا بها .

أترككم مع هذه الصور لبعض فنادق طنجة.

فندق ميراج

فندق المنزه

فندق الريف

فندق أنتيركونتيننتال

رياض دارالنور

رياض دارالسلطان

رياض طنجرينة

رياض طنجة

مــــــع تحياتــــــي

انشر هذا الموضوع