لا أدري كيف حضرت إلى ذاكرتي قصة القطار الأزرق
للأديب أحمد بدوي
هل لأن قصته تلك سطرت أحداث رحله إلى المدينة
التي لم يعرفها هو من قبل بإسم سان بطرسبرج
بل عرفها بما أشتهرت به بـ لينينغراد
ولا أدري عندما تذكرت قصص أحمد بدوي
تبادر إلى ذهني الأديب المصري الراحل محمد عياد الطنطاوي
ورحلته التي سطرتها في كتابه تحفة الأذكياء بأخبار بلاد الروسيا
هل لأنهما يحملان دماء مصرية مثلك
فالمصرييون على مر التاريخ صدروا لنا أدباء عجز العالم العربي في وفاء حقهم
ولا أدري أيضاً لماذا عندما قرأت بين يدك معالم زيارتك لينينغراد
ذهب عقلي بعيداً حيث مدينة ستالينجراد
رغم بعد المسافة بينهما فالأولى في أقصى الشمال والثانية في أقصى الجنوب
هل لتقارب النغم الموسيقى بينهما في النطق
أم لأن كلاهما يعرفان حالياً بأسماء مختلفة
لا أدري بعدها لماذا تبادر لذهني إسم فاسيلي زايتسيف
القناص الذي أرهق الجيوش الإلمانية في معركة ستالينجراد
ولا أدري أيضاً لماذا تذكرت بعدها إسم الممثل البريطاني جود لود
الذي قام بتأديه دور شخصية فاسيلي زايتسيف في فلم enemy at the gate
ولا أعلم كذلك لماذا تخيلت نهاية الفاشية الإلمانية
هل لان هزيتمتهم في ستالينجراد كانت أول رصاصة موجعة توجه لهتلر
أعتقد أن الزيارة لروسيا من الخطأ أن تكون مجرد سياحة إستجمامية
فالأحداث التي عاشتها تلك الدولة والمواقف التي عاشها أبنائها
والمعالم التي سجلت وسطرت تلك الأحداث وأفرزتها الكتب والمذكرات
تجعلنا بحق نتوقف عند كل معلم ونستلهم العبره ونقرأ في خفايها آلام الماضي وإنتصار الحاضر
وأنت فعلتها بحق بطريقة ذكية
ما بين قراءه صحيحة للتاريخ وإستجمام رائع يشرح النفس
أستمتعت بقراءه يومياتك
نحن بحاجة ماسة وملحة لأشخاص مثلك
يحركون فينا المياه الراكده
ويجعلوننا نسترجع التاريخ بصور مبدعه
وهم كذلك يقدمون لنا المعلومة الغائبه
بأسلوب سلسل وجذاب
بورك في قلمك وإبداعك
تقبل تحياتي
أخوك الصغير
أبو فراس