كان حدثا مثاليّا بالنسبةِ لي ..
التقيتُ بمكتبةِ الكتاب في شارع الحبيب بورقيبة .!
فأنا من هواة القراءة ومن عشّاق الكتاب ..
مارستُ طقوسي في دخول المكتبات .!
تجوّلتُ بين الكتب بعناية .. قابلتني العديد من العناوين التي أبحرتُ بين صفحاتها قبل سنوات .!
تلمّستُ الأغلفة ومررت بأصابعي عليها ..
واقتنيتُ كتابين : " ساعي بريد نيرودا " و " زوربا اليوناني " .!
أما ساعي البريد فقرأته من مرة واحدة .. كانت ضحكاتي تملأ الغرفة .. لأول مرّة أقرأ لأنطونيو سكارميتا .! هي رواية بطعمِ الفاكهةِ كما يقول النّاشر .. بسيطة وعميقة وساخرة .!
وأما " زوربا اليوناني " فليست المرّة الأولى التي أقرؤها .. لكنّي أعيد اكتشافها .. هذا المتمرّد المقدوني الذي يطرح الأسئلة الشائكة وله فلسفة خاصّة بالحياة يجعل للأشياء معان أخرى ..
ويدخل للأماكنِ المحرّمة ليخرج منها ببساطة شديدة .!
زوربا هو نقيض بوذا كما يقولون ..
وفي شارع الحبيب بورقيبة .. التقيتُ بان خلدون .!
تمثاله المحاط بالأسلاكِ الشائكة .. والعربات المصفّحة !
أرجو أن يكون هذا الإجراء مؤقّتا ..
أما كاتدرائيّة تونس .. فسيّدة جميلة وفاتنة لكنّها غريبة .!
تركها أهلها ورحلوا .!