جبال وتلال ..... وتنفسح أمامك وديان مغلفة بعباءة خضراء حواشيها أشجار التفاح واللوز والدراق ........ وقمتها أشجار السنديان التي تقاوم الزمان , راسخة في الأرض , خضراء على مر الأيام .
إذا وقفت على التلال انفتح الأفق أمامك بكل تلا وينه متماوجا" بين تلة وجبل وواد حتى تصل بناظريك إلى البحر الذي يلتمع كمرآة جبارة .
تتنشق الهواء فإذا به عليل لاتشبع منه رئتاك ,تشعر معه انك أقل وزنا وأكثر نشاطا" .......
وإذا أخفضت ناظريك تجاه الوديان فلا شك انك سترى التماع مجرى ماء ... أو قد يتناهى لسمعك صوت خرير المياه المتدفقة من الينابيع , فتقرر النزول إليها والجلوس بجانبها , وأن تعب منها ما طاب لك ذلك .
الينابيع .... آه من الينابيع
إن ذكراها محفورة بأذهان الجميع فكم من عشاق التقوا عندها وكم من رحلات ضمت عائلات بأكملها تجمعوا تحت افيائها يلعبون ويمرحون ويقضون سحابة نهارهم .
وكم من مزارع أو صياد حط رحاله عندها ليستريح ويبترد ويشرب من مائها .
خضرة وماء ..... إنها الطبيعة بكل تجلياتها .. هذه هي ينابيع منطقتنا .. نشرب منها في بيوتنا ... ونسقي بها مزروعاتنا ... ونجعل ضفافها مرتعا" لمحبي الطبيعة .
وينابيع المنطقة كثيرة سنذكر أهمها :
ولنبدأ من الشمال من قمة جبل النبي صالح ... تخيلوا في القمة نبع كان له أثر كبير في حياة سكان قرية بصيرة الجرد اسمه عين الكروم , حيث كان ماؤه يصل للقرية المذكورة سرحا" نتيجة فرق الارتفاع عبر بواري تنتهي بحنفية واحدة في ساحة القرية حيث تتجمع الصبايا والنساء عندها لملئ الأوعية المختلفة بهذا الماء العذب إذ انه كان المصدر الوحيد لمياه الشرب .
وحاليا" تم فتح بئر ارتوازي لإرواء القرية ولازالت مياه عين الكروم تتدفق من هذه الحنفية .
وعند سفح النبي صالح من جهة الغرب يقع المعلم الأثري المهم حصن سليمان حيث ينبع من تحت سوره الضخم ذو الأحجار الكبيرة جدا" نبع القرية الرئيسي المسمى بنبع الحصن .
وفي قرية كفر جوايا النبع الرئيسي اسمه نبع الضيعة ويوجد في مركز القرية ....... وفي طرفها الغربي يوجد نبع يسمى عين الجديدة تمت الاستفادة من مياهه للشرب لبعض القرى المحيطة .
بعد ذلك نصل لناحية سبة التي تحوي الكثير من الينابيع الصغيرة , لكن أكبرها الموجود في وسط القرية ويسمى عين الغسيل ... وعند مدخلها الشمالي هناك نبع المغارة وهو جميل جدا" ومياهه طيبة .
وبعد أن نتجاوز سبة وباتجاه الجنوب هناك في وسط بساتين التفاح عين جميلة تدعى عين الحجل .
أما في قرية متبت فإن النبع الرئيسي الذي يتوسط القرية بجوار الطريق العام يسمى نبع الشيخ عبد الله .....
نصل بعد ذلك إلى قرية جنين ونبعها الرئيسي المسمى عين حمزة ..... ويقع تحت الجسر على الطريق العام .
نصل بعد ذلك إلى المشتى ونبعها الرئيسي الذي يميزها والعلامة الفارقة والمرافق لاسمها إنه نبع العروس الذي مهما تكلمنا عنه فلن نفيه حقه إذ يكفي أن عددا كبيرا" من قرى المنطقة يشرب من مياهه العذبة ....
وكم من مزروعات تروى منه ومياهه تصل إلى سد الباسل .
وبجواره مقصف يعرف باسمه ................................
أيضا" النبع الرئيسي في المشتى والذي يوجد تحت الدلبة في وسط القرية هو نبع الغبيط وسمي المقصف الذي يجاوره باسم رأس النبع .... ولازال المصطافون والسكان يشربون من مائه ويستظلون بفيء دلبته العظيمة .
وإذا اتجهنا شرقا" باتجاه عيون الوادي فسيطالعك في منتصف القرية نبعها الرئيسي والذي سمي بعين الضيعة
وبعد أن تتجاوز القرية باتجاه الجويخات وقبل أن تصل لباب الطاقة هناك نبع صغير هو نبع سلوم يتفجر من بين الصخور .
أما إذا عدنا باتجاه المشتى فهناك نبع صغير مقابل معمل الحرير في العيون سمي باسم عين بو عثمان وهو على الطريق الرئيسي .
ومقابل مؤسسة العيون تحت الطريق عين الحلاج الغزيرة والتي كانت مياهها تصل للمشتى طوال الصيف .
أما إذا اقتربت من المشتى وفي قلب البساتين التي تحوي الأشجار المتنوعة فهناك النبع الذي كان بعض الناس يقصدونه صيفا" لتناول الطعام وقضاء بعض الوقت إنه نبع البصل .
أما قرية المهيري فأهم نبع فيها هو نبع داوود الذي يقع في سفح الجبل المطل على القرية حيث تجمع مياهه ضمن خزان كبير مغلق لاستعمالها للشرب وذلك عن طريق توصيلها عبر بواري للمنازل في الحارتين وهذا المشروع قائم منذ عام 1965 وحاليا تستفيد القرية من مياه الشرب من بئر القشعات نظرا" لشح المياه في النبع المذكور .
أيضا يوجد نبع البلاط ونبع الفوار الغزير المياه لسقاية المزروعات .
وقبل أن نرنو إلى الكفرون كيف لنا ألا نتجه صوب قرية بقرعوني ونبعها المشهور والذي تحول جواره لمقصف خلاب .
أما الكفرون فإن ذكرتها ذكرت معها نبعها الدافق الغزير نبع الشيخ حسن والذي أقيمت على جانبيه المقاصف والقعدات الشعبية ... فكيف لا والزائر يأتي من شتى الأماكن بحثا عن جو ظليل ومياه عذبة صافية كالبلور
باردة كالثلج وذلك في عز الصيف .
إنه النبع الذي يشكل مع نبع العروس الرافدين الأساسيين لنهر الابرش وذلك بعد أن يلتقيا في منطقة سميت ملتقى النهرين في قرية وادي المجاور ليشكلا مجرى واحدا" يصب في النهاية في بحيرة الباسل .
وفي الكفارين أيضا" وعند حدود التلال ينبع نبع كركر الذي سمي باسم القرية التي ينبع منها .
أما في قرية كفرون سعادة فهناك النبع الرئيسي بين بساتين التفاح وقرب مجرى النهر وهو نبع بيت دنيا
والنبع الآخر هو نبع الفوار ويقع بين قرية بقرعوني وكفرون سعادة وهو غزير المياه شتاء" لكنه يجف تقريبا" في الصيف ......إضافة لنبع صغير آخر هو عين النويرة .
وهناك أيضا" الكثير الكثير من الينابيع الصغيرة التي لم يتم ذكرها في العديد من القرى المجاورة للمشتى .
إن الله وهب هذه المنطقة جمالا" ومناخا" رائعين .... وما يميزها هي هذه الينابيع الدافقة صيفا" وشتاء"
هي كاللؤلؤة على فستان العروس ..........
إنها مصدر فخرنا وحياتنا ...... فعلينا أن نحافظ عليها ....... كيف لا والماء هو أساس الحياة .
هيثم حداد - مشتى الحلو
10/3/2010
