يا شامُ، إنَّ جراحي لاضفافَ لها فمسّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا
http://s7aaaib.jeeran.com/bsm_ubh.gif
http://www.alsea7.com/upload/uploads/a45b69ec5c.jpg
http://www.alsea7.com/upload/uploads/77543a76c2.jpg
فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهرِ الهدبا *** فيا دمشقُ...لماذا نبدأ العتبـا؟
حبيبتي أنتِ..فاستلقي كأغنيةٍ ***على ذراعي، ولاتستوضحي السببا
أنتِ النساءُ جميعاً..ما من امرأةٍ ***أحببتُ بعدك..ِ إلا خلتُها كذبا
يا شامُ، إنَّ جراحي لاضفافَ لها *** فمسّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا
وأرجعيني إلى أسوارِ مدرستي *** وأرجعي الحبرَ والطبشورَ والكتبا
تلكَ الزواريبُ كم كنزاً طمرتُ بها ***وكم تركتُ عليهاذكرياتِ صبا
وكم رسمتُ على جدرانِها صوراً ***وكم كسرتُ على أدراجها لُعبا
هذي البساتينُ كانت بينَ أمتعتي *** لما ارتحلتُ عن الفيحـاءِ مغتربا
فلا قميصَ من القمصانِ ألبسهُ *** إلا وجـدتُ على خيطانـهِ عنبا
كم مبحرٍ.. وهمومُ البرِّ تسكنهُ ***وهاربٍ من قضاءِ الحبِّ ما هـربا
يا شامُ، أينَ هما عـينا معاويةٍ *** وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُّهبا
فلا خيولُ بني حمدانَ راقصةٌ *** زُهـواً... ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا
وطالعوا كتبَ التاريخِ..واقتنعوا ***متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا؟
شردتِ فوقَ رصيفِ الدمعِ باحثةً ***عن الحنانِ، ولكن ماوجدتِ أبا.
ماذا سأقرأُ من شعري ومن أدبي؟ ***حوافرُ الخيلِ داست عندنا الأدبا
وحاصرتنا..وآذتنـا..فلا قلـمٌ ***قالَ الحقيقةَ إلا اغتيلَ أو صُلبا
يا من يعاتبُ مذبوحاً على دمهِ *** ونزفِ شريانهِ، ما أسهـلَ العـتبا
من جرّبَ الكيَّ لا ينسى مواجعهُ ***ومن رأى السمَّ لا يشقى كمن شربا
حبلُ الفجيعةِ ملتفٌّ على عنقي *** من ذا يعاتبُ مشنوقاً إذا اضطربا؟
lالشعرُ ليسَ حمامـاتٍ نطيّرها *** نحوَ السماءِ، ولا ناياً.. وريحَ صَبا
لكنّهُ غضـبٌ طالت أظافرهُ *** ما أجبنَ الشعرَ إن لم يركبِ الغضبا
نزار قباني