الجزء الثالث من سفرتي الى اسطنبول وبغداد حقائق واستكشاف

السلام عليكم ..
بعد ان قررت المغادره الى بغداد بعد ان غادرتها منذ عشرون عاماً مظطراً حجزت على موقع القوقيت الاسكندنافي تذكره ذهاب فقط من اسطنبول الى بغداد على خطوط بيقاسوس التركيه من مطار صبيحه كانت الرحله ثلاث ساعات تقريباً وصلت مطار بغداد وكان الجو صحو واجهتني مشكله بسيطه في مطار بغداد بخصوص الفيزا لكون جوازي سويدي وليس لدي فيزا لكن حل هذا الامر بنسخه من جنسيتي العراقيه ولكون ذي الاصول العراقيه معفيون من الفيزا خرجت من المطار الى ساحة عباس بن فرناس عبر طريق المطار الذي يبدو ان تعبوا عليه كثيرا لكي يخرجوه بهذه الصوره الجميله وللعلم لولا القمة العربيه لم يجعلوه هكذا كان جميلا ملئ بالورود والنخيل وساحه عباس بن فرناس كانت مصممه بإتقان وحرفيه كمحطه نقل للمطار من جميع النواحي الامنيه والجماليه والخدميه والنضافه الى هنا الامور جيده لكن بعد الساحه تفاجئك الحواجز الكونكريتبه العاليه من جهة الدوره وبعض المناطق .رغم ان زيارتي كانت عائليه لكن قررت ان تكون اقامتي في فندق ووقع اختياري على فندق بابل اوريك ذو الخمس نجوم كان الفندق فخم جداً وراقي لكن سعره نار وغالي جدا 180دولار لليله الواحده عموماً بغداد مدينه غاليه جداً متوسط الصرف فيها اغلى من الاردن او دبي اوغيرها عن تجربة طبعاً التنقلات غاليه جداً اي مشوار في تاكسي يعادل عشره دولار اي وجبة في مطعم محترم تعادل 40دولار لشخص واحد كانت رحلتي خمس ايام ابتديت اول يوم بالذهاب من الفندق الى منطقه الجادريه حيث الاهل والاصدقاء وقد فاجأتهم بوصولي لقد كان انطباعي عن بغداد مختلف نوعاً ما لقد وجدت بغداد مختلفه تماما عن بغداد التي تركتها قبل عشرين عام هناك كثره في المباني الجديده ونشوء احياء جديده هناك مناطق جميله ومنسقه ومنظمه ودخلتها التقنيات والحداثه مثل شارع الربيعي والمنصور والكراده والحارثيه وهناك مناطق منهكه لاتزال تعج بالعشوائيات وصور رجال الدين والاعلام والرايات واليافطات الانتخابيه والفوضى وللاسف لاحظت ذلك في سنتر بغداد في الباب الشرجي وفي كذا منطقه
خلصت يومي مع الاهل والاقارب وقد عزمني صديقي ابو وسن على مطعم الجادريه السفينه وكان بحق مطعم جميل على شكل سفينه ثلاثه طوابق داخل دجله طابقين مطعم وطابق كوفي شوب اسمه ورد كان العشاء سمك بني مسكوف مع الخبز الحار والطرشي والعنبه والسلطه ثم ختمناها بشاي ابوالهيل ونارقيله في الطابق الثالث بالمقهى . في اليوم الثاني كان برنامجي ان اشاهد ملامح بغداد ذهبت الى الشورجه والسوق العربي الذي وصل الزحام فيه الى باب المعظم وكان سوق عظيم يزخر بكل البضائع لكن هناك فوضى وعدم اهتمام بالنظافه فلارض مليئه بالكراتين والقمامه ثم ذهبت الى شارع المتنبي شارع الكتب ووجدت كما كان جميلاً يتصدره مقهى الشاهبندر ثم ذهبنا بعد ذلك الى مطعم ابن سمينه في السعدون وتناولنا قوزي اللحم بالدهن الحر ومرق الباميه الذيذه وتشريب دجاج احمر مع طوس اللبن البارد .ثم ذهبنا الى الفندق لكي ارتاح قليلاً للاستعداد لعزومتي من قبل صديقي العزيز احمد العزاوي في مطعم عيون بغداد ومقهى دار الاطرقجي ذهبنا الى مطعم عيون بغداد في الجادريه وكان عباره عن مبنى كبير جدا على شكل سوق مسقوف حديث فيه عدة اماكن للجلوس ذات طراز بغدادي لكن بصراحه كان الاكل طيب جداً والمطعم كريم في المقبلات والمشروبات لكن غااااالي جداً لقد طلب صديقي نصف خروف محشي لخمس اشخاص وكان الحساب 290دولار تقريبا حسب ما لمحت الفاتوره بيد النادل بعدها عزمنا صديقي الى مقهى دار الاطرقجي في المنصور وكان مقهى جميل تراثي انيق تحضره النخبه لم ندخن فقط شربنا الشاي المهيل وخرجنا في جوله في المنصور وشارع 14رمضان الذي كان يعج بالناس مساءً مما جعلني اناغير قناعتي او الصوره التي في بالي عن الحياه في بغداد التي رأيتها لاتختلف عن الحياه في القاهره اوعمان اوبيروت .دخلنا المنصور مول وكان مول جميل وكبير وحديث في كل المتاجر العالميه والمقاهي صعدنا الى الطابق الثالث في مقهى tuch العالمي وطلبنا قهوه ونارقيلات وصراحه كان زوار المول كلهم من الناس راقيه جداً مثلا قلة المحجبات في المول الاغلب كانت سفور كانت ايام شهر محرم لكن كانت الاغاني تملى المقاهي في المول عبر شاشات البلازما اذن هذا المكان نستطيع ان نقول انه يجسد الحياة الحقيقيه التي يريدها الناس بعيداً عن الطائفيه والسياسه عموماً كانت رحلتي عائليه لكن استغليت قسم منها للاطلاع على واقع الامور وطلعت بإنطباع ان بغداد مدينه لاتقبل الاندثار لقد وجدتها حيه جميله رغم كثرة الاجرائات الامنيه والتفتيش الحياة طبيعيه ما يعيبها فقط العشوائيه والصور لشخصيات دينيه وسياسيه وشعارات حزبيه واعلام سوداء وغيرها من التجاوزات وكذلك كثرة المباني ذات الالوان الزاهيه الخارجه عن الذوق وطراز بغداد العمراني يجب ان اذكر بصراحه ان بغداد مدينة التناقضات بإمتياز ففي بغداد هناك العشرات من النوادي الليليه التي تسهر للصباح في الكراده وابونؤاس وهناك ايظاً مئات الكوفي شوبات التي تقدم فيها الفتيات الارجيله والمشروبات بلبس ومكياج فاضح ومعظم فنادق بغداد يوجد فيها بارات ومشارب لكن رغم ذلك تمتلئ الشوارع بصور رحال الدين وعبارت دينيه وصور شهداء
ورايات سوداء وخضراء مكتوب عليها عبارات دينيه هذا جانب من التناقض ومن جانب اخر عندما تسير في شوارع الحارثيه او المنصور او الزيونه او الكراده او الجادريه تحس نفسك في مدينه عصريه جميله نظيفه منظمه مليئه بالبنايات الحديثه والمولات والمحلات وسيارات الشارجر وغيرها من المظاهر الراقيه وعندما تذهب الى مدينه الصدر او الشعله او الشعب اوغيرها تجد نفسك في شوارع منهكه وفوضى وقمامه ومباني باليه .اتمنى ان اكون ليس قاسي بتقييمي ودمتم