+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: سياحةٌ كربونيّة

  1. #1
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    سياحةٌ كربونيّة


    السلام عليكم : )

    هذا مقالٌ قديم لي


    مع بداية كل صيْفٍ نشد الرّحال ونستنفرُ كل طاقاتنا المالية والبدنية استعدادا للبدء في فترة الاستجمام ولنسمّها الاستحمام من وعثاء عام كامل من العمل والجهد النفسي والعقلي والبدني ، ونعقِدُ مع كل رحلة ألف أملٍ بفسحة جميلة متجددة ومُجددة لخلايا الروح والجسد ، لكن سرعان ما تتفاجأ بإزهاق هذا الأمل عند الانتهاء من قراءة دعاء السفر .


    يبدو عنوان المقال غريبا وربما فهم البعض الفحوى منه وربما التبس على البعض المقصود بـ سياحة كربونية ، وما دعاني إلى كتابة هذا الطرح هو ما ألمسه في كل عام خلال جولة السياحة الداخلية والتي أنادي دوما بها وأشجع على تربيتها وتنشئتها تنشئة تؤهلها لمقارعة الدول الأخرى ويبدو أن نوعية السياحة في بلادنا هو ما جعلها تبدو بـ كربونية الشكل ذلك لأنه سياحة مصنوعة وقليلا ما يكون للطبيعة النصيب الأسد فيها .


    عندما تحط بك الطائرة في إحدى المطارات تبدأ أولى درجة في سلم الدهشة ، كل الأشياء من حولك نسخةٌ طِبق الأصل من السنين الفائتة ، الازدحام والفوضى وحتى عقول البشر هي أيضا لم تنل شيئا من التحديث .


    تقترضُ سيّارة مؤجرة وتطلق لإطاراتِها العنان بحثا عن أماكن جديدة لتكتشف أن " الأماكن كلها مشتاقة لك " لأنها وببساطة مازالت كما هي عليه عندما زُرتَها آخر مرة !


    الفنادقُ بتصنيفاتها هي أيضا تعاني من الكربونية فذات الخمسة نجوم لم تزددْ نجمة واحدة وذات الأربعة مازلت تحتفظُ بنجماتها والثلاث كذلك وهلمّ قهرا .


    الشققُ المفروشةُ تزداد تشقّقا وتصدّعا في كل عام ، يتقدم بها السنّ فتتقادم في التهلكة ، وتصبح أشبه بعجوز دردبيس شمطاء شهربة .


    المطاعمُ تقعُ تحتَ رحمةِ عمالةٍ لا تعرفُ الرحمة ، برغم توجيهاتِ الجهات البلدية التي تغطّ في نومٍ عميق مازال هؤلاء يتمادون في خيانة بطوننا ، وهي نموذج آخر للكربونية وذلك حين رأيت بأم عينيّ عاملا يتفانى في صناعة وجبة بيده اليسرى في تكرار مأساوي لما رأيته في السنة الماضية .


    تخطيطُ الطرقاتِ داخل بعض المدنِ وكثرةُ الإشارات الضوئية والتي أعتقد أن ضررها أكبر من نفعها تزيد الأمور تعقيدا ، يقولون أنّ اليابان احتفلت قبل فترة بإطاحة آخر إشارة ضوئية في شوارعها ، تُرى كم سنةً ضوئية نحتاج للإطاحة ببعضها هنا ؟!


    سأحكي لكم نموذجا صغيرا ، مدينة الحلم " أبها " تلك العروس التي تقبع فوق قمة الجنوب في نقطةٍ تلتقي فيها الأرض بالسماء ، تلك المدينة لا ترضى بغير الغيم أنيسا ، تحيك من خيوط الضباب ظفائر المطر ، وتسكُب قطراتِ الندى لحنا يستقي الوتر ، حباها الرب جلّ في علاه طعما ولونا ورائحة وكأنها تطلّ على شرفةٍ من شُرفات الجنة ، حين تتأمل ما حولها من السحاب تشعر وكأن الجاذبية انتقلت من الأرض إلى الغيوم ، تلكَ الدرّة الجنوبية تنمو وتكبُر بسرعةٍ يتطلبها عشقُ محبيها لها ، المشكلةُ الوحيدة التي تعانيها هذه الأنيقة هيَ هبوط كمًّ هائل من المصطافين يفوق قدرات احتضانها لهم ، حتى إنها تشبه في لحظاتٍ عنقَ الزجاجة الصغير ، هي أيضا تعاني من بعض الكربونية فالمنتزهات والبرامج الترفيهية هي ذاتها تتكرر في كل عام مع فرق التواريخ فقط .




    هناك طامّة كُبرى أشد فتكًا للآمال والغريب أنها خلت من الكربونية لأنها تزداد عاما بعد عام ألا وهي الأسعار وارتفاعها المتواتر رغم تهالك وكربونية كل ما ذُكر أعلاه ! .

    مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:

    فنادق عطلات



  2. #2
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    يعطيك العافية مشرفنا على هذا الموضوع ،،، شخصيا سمعت عن ابها الكثير ولكن لم يسبق لي السفر اليها وإن شاء الله يكون لي زيارة لها في القريب العاجل

    فنادق عطلات


  3. #3
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    وعليكم السلام

    يعطيك العافية على الموضوع والسياحة الداخلية بحاجة للمزيد من الاهتمام

    فنادق عطلات


+ الرد على الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
X