عمان- قال ممثل منظمة الصحة العالمية في عمان الدكتور محمد هاشم الزين ان الأردن تحول الى مركز طبي إقليمي متميز، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهه في تنشيط السياحة العلاجية ومكافحة الأمراض المزمنة والوراثية والتدخين والإدمان.

واضاف الزين "ان عدم اقرار الحكومة قانون المساءلة القانونية وافتقار المستشفيات الأردنية لشهادة الاعتمادية الدولية بالإضافة الى نقص المعلومات لدى المريض العربي حول مرجعيته لانصافة في حال اسغلاله، عوامل تؤثر على عملية تنشيط السياحة الطبية العلاجية".

وتدرس وزارة الصحة ونقابة الأطباء حاليا مسودة قانون المساءلة الطبية الذي يكفل حماية حقيقية للمريض والطبيب، من خلال معالجة الأخطاء الطبية وآلية تعويض المريض إذا وقع عليه الضرر بشكل موسع وشامل بما يضمن تحقيق العدالة لجميع الأطراف.

يشار الى ان وزارة الصحة أيدت سابقا إصدار قانون للمساءلة الطبية، يراعي مصالح الطبيب والمواطن، وهو المشروع الذي أعدته في العام 2002. لكن النقابة رفضت هذا القانون حينها باعتبار أنه "مفروض على الجسم الطبي من خارجه، ولم يؤخذ رأيها فيه، أو رأي الأطباء، المعنيين بالدرجة الأولى به".

واوضح الزين في تصريح لـ"الغد" ان شكاوى من مرضى عرب وبالذات من السودان تشير الى ارتفاع الاسعار العلاجية في الاردن وتعرضهم الى "استغلال محدود" من قبل بعض المستشفيات والاطباء، بالاضافة الى غلاء الحياة المعيشية لمرافقي المرضى من حيث إيجارات الشقق السكنية والمواصلات مما يدفع المرضى للانتقال الى دول مجاورة بتكلفة أقل". ولفت الى ضرورة التعامل بمفهوم شامل ومتكامل مع مفهوم السياحة العلاجية.

واشاد بالمستوى الطبي الذي وصل اليه الاردن وبخاصة في تخصصات علاجية مثل زراعة الكبد وعلاج أمراض الاعصاب والدماغ وعمليات القلب المفتوح وغيرها.

وبدأ القطاعان العام والخاص بالتوجه نحو تأسيس المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة والحفاظ على الكوادر الطبية من الهجرة الى الخارج وتشجيع الفتيات نحو امتهان التمريض، حسبما اضاف الزين.

ودعا الحكومة الى ايلاء قضايا كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة اهتماما في الاستراتيجية الصحية في ظل ارتفاع نسبة كبار السن في المجتمع نتيجة ارتفاع معدل العمر المتوقع عند الولادة.

وأضاف الزين انه لا بد من العمل على تعزيز أنمـاط الحياة الصحيـة ورفع معدل استخدام خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وتحسـين جودة الخدمات المقدمة في المراكـز الصحيـة والمستشفيات وتطوير خدمات الإسعاف الفوري، بالاضافة الى العمل على اعداد خطة وطنية لتقليل مخاطر العدوى المصاحبة للرعاية الصحية على مستوى النظام الصحي في المملكة.

وشدد على أهمية الكشف المبكر للأمراض ولا سيما سرطان الثدي لدى النساء والقولون عند الرجال، مؤكدا ان الكشف المبكر يساهم بشفاء أكثر من 90 في المائة من الامراض.

وقال ان على الحكومة أن تتنبه لخطر انتشار التدخين بين طلبة المدارس الذين تتراوح أعمارهم من (13-15) بعد أن خلصت أحدث دراسة الى ان ربع طلاب المدارس في المملكة مدخنون.

وأضاف الزين ان على صانعي القرار وضع استراتيجيات عاجلة تكبح جماح ظاهرة تدخين النرجيلة في اشكاله كافة، مشيرا في تحذيراته الى تفاقم المشكلة وإحصائيات الدراسة الأخيرة التي أجرتها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومركز الأمراض الأميركي في اتلانتا بولاية جورجيا الاميركية.

ووجدت الدراسة التي نشرت تزامنا واليوم العالمي لمكافحة التدخين في نهاية الشهر الماضي ان 22.7 في المائة من طلبة المدارس في الأردن النرجيلة بحسب دراسة مسحية أظهرت أيضاً ان 13.6 في المائة يتعاطون السجائر.

ودعا الزين الى تضمين المناهج المدرسية معلومات عن مضار التدخين والنرجيلة وزيادة الأنشطة المدرسية اللامنهجية التي تحث الطلبة على أخذ قرار والتزام عدم التدخين، وتطبيق التشريعات والقوانين والأنظمة المعمول بها في المملكة.

وأظهرت نتائج المسح الذي شمل 2250 طالبا وطالبة في 50 مدرسة حكومية موزعة على مختلف اقاليم المملكة من أصل قرابة 1.5 مليون طالب وطالبة، ضمن الفئة العمرية من 13 إلى 15 سنة من طلبة المدارس، أن" نسبة مدخني السجائر في المنازل بلغت 20.4 في المائة في حين وصلت للنرجيلة الى 10.8 في المائة".

وتطرق الى أهمية الاستثمار في مجالي التعليم والصحة وانه ناجح ومضمون بكل المقاييس من خلال برامج الصحة المدرسية المساهمة الفاعلة في التخفيف من المشاكل الصحية العامة في المجتمع ورفع كفاءة الأنظمة التعليمية وتطوير الصحة العمومية وتحقيق التنمية بكل اشكالها.

وعملت منظمة الأمم المتحدة الطفولة اليونسيف في العام الماضي بالتعاون مع وزارتي الصحة والتربية على تفعيل مشروع الصحة المدرسية وتوعية الطلبة والمعلمين والمجتمع بالنشاطات ذات البعد الصحي ومنها ما يتعلق بمكافحة التدخين.

وركز الزين على ضرورة مكافحة الأمراض الوراثية والمزمنة أيضا، مثل السكري وضغط الدم ومكافحة السمنة وذلك من خلال تكثيف الحملات التوعوية تفاديا لحدوثها مستقبلا". مؤكدا " إمكانية السيطرة عليها على غرار السيطرة على معظم الأمراض السارية والقضاء على أمراض الملاريا والكوليرا وشلل الاطفال".

ولم تتمكن منظمة الصحة العالمية التي طرحت مبادرة استئصال مرض شلل الأطفال في العالم بما فيها من إعلان الأردن خاليا من هذا المرض، لحين استئصاله نهائيا من إقليم الشرق الأوسط، إلا ان عدم استقرار الوضع السياسي والاجتماعي في بعض الدول المتنازعة حال دون تحقيق هذا الهدف.

يشار الى ان برنامج التطعيم الوطني في وزارة الصحة أعلن خلوه من مرض شلل الاطفال عام 1992 ومن مرض الدفتيريا منذ أكثر من عشرين عاما ومن الكزاز الوليدي عام 1995 وكذلك تمكن من السيطرة على السعال الديكي، في حين انه لم يرصد سوى حالة واحدة مصابة بمرض الحصبة العام الماضي في الوقت الذي يسعى البرنامج نحو التخلص من مرض الحصبة والحصبة الألمانية بحلول عام 2010.

وأشار الزين الى ان المنظمة قررت إقامة (شراكة شرق المتوسط لقطع دابر السل) قبل نهاية العام الحالي لتجاوز الفشل في تحقيق الأهداف العالمية على المستوى الإقليمي في ما يخص الكشف عن الحالات المعاندة (المقاوِمة للأدوية).

واعتبرت منظمة الصحة العالمية ان داء السل، هو القاتل الأول للبالغين في الإقليم، وهو السبب المباشر لما يقل عن 111 ألف وفاة في الإقليم والمسؤول عن مليوني وفاة على مستوى العالم، بحسب الزين.

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: