مهن بعضها مازال صامداً وأخرى تستنجد دعماً ينقذها من الاندثار2009-08-29
ارتبط تطور قيام المهن والحرف بتطور المجتمعات وتقدمها ففي كل مرحلة من المراحل ظهرت حرف وانتعشت ودخلت إليها التكنولوجيا واستمرت فيما اندثرت أخرى لعدم الحاجة إليها.
وقال المؤرخ والباحث فيصل شيخاني إن معظم الأسر العاملة في عدد من المهن اتخذت اسما لها أرخ لتاريخ العائلة كما أن العديد من تلك المهن التي تربت عليها أجيال وكانت المورد الاقتصادي للكثير من العائلات الحمصية اندثرت وبالمقابل فان مهنا أخرى حظيت اليوم بالانتشار الواسع وتطورت أساليب العمل فيها نظراً للتقدم الصناعي والتكنولوجي الذي شمل مختلف مناحي الحياة.
وأشار إلى أن مهنة الحياكة من المهن التي اندثرت بشكل كلي بعد أن عرفت بها بيوتات بعض مدن وقرى حمص ومنها حياكة البسط حيث كانت تصنع اما من الصوف أو من الثياب القديمة إضافة إلى صناعة السجاد اليدوي التي انتشرت حتى زمن قريب في قرية صدد نظراً لاعتماد السكان على تربية الأغنام وتوافر المادة الأولية للصناعة من الصوف لافتاً إلى أنه بالنظر إلى بيوت حمص الطينية قديماً فقد سادت مهنة المعرجلاني أي الشخص الذي يمتلك المعرجلينة وهي مصنوعة من حجر بازلتي طويل إسطواني الشكل له أطراف مثبت عليها مسكة يد لدحرجتها على السطوح الطينية ورصها لجعلها أكثر تماسكاً وخاصة في أيام الشتاء لمنع الدلف أي المياه الزائدة على السطح.
أما الحفار فهي مهنة اختفت كلياً حيث كان البئر العربي أحد أهم مكونات البيوت الحمصية القديمة وكان الحفار يعتمد عليه في حفر الأراضي لصنع أساسات البيت المراد بناؤه أو في حفر القبور وإخراج الصخور الصعبة كما اندثرت حرفة الحجار أيضاً الذي يقوم بقص وإعداد الأحجار البازلتية السوداء التي تشتهر بها حمص لاستخدامها في بناء البيوت والمساجد إضافة إلى حرفة تعشيق الزجاج حيث دلت الآثار في تدمر على أن صناعة الزجاج وتعشيقه أي عملية تداخل الزجاج مع بعضه أو مع معادن أخرى كالنحاس صناعة حمصية قديمة.
ولفت شيخاني إلى أن مهنة الخطاط والكتابة بمختلف أنواع الخط العربي قضت عليها التقنيات الحديثة الكمبيوتر ولم نعد نرى خطاطاً الا ما ندر بالإضافة إلى اختفاء مهنة التصوير الفوتوغرافي الذي كان يجوب في الأسواق حاملاً معه عدة التصوير.
وبين أن العديد من المهن والحرف اليدوية معرضة للاندثار اليوم اذا لم تلق الدعم الكافي من قبل الجهات المعنية ومنها صناعة الفخار والأواني الفخارية فلم يعد يوجد بحمص الا فاخورة واحدة تقوم بصناعة ما يطلبه محبو التراث والأصالة من جرار ومشربيات وصمديات للزينة في حي كرم الزيتون وهي أقدم فاخورة بالمحافظة بالإضافة إلى مهنة خياطة العباءة التي تنتشر في سوق العبي بحمص حيث أصبح عدد العاملين فيها بضع عشرات وتخلى عنها الجيل الجديد نظراً للتغيير الكبير الذي طرأ على اللباس وباعتبارها من المهن المتعبة التي لا تدر عليهم أموالاً تكفيهم وكذلك صناعة الطرابيش حيث لم يبق غير محل واحد لصناعتها في حي باب هود وكذلك مهنة صناعة النحاسيات الشرقية التراثية وصناعة الآلات الموسيقية كالعواد حيث لم يبق بحمص الا شخص واحد.
وقال محمد فؤاد جمران رئيس فرع اتحاد الحرفيين بحمص إن المحافظة تضم 65 ألف حرفي يتوزعون على 33 جمعية حرفية كما يوجد فيها الأسواق المهنية التراثية كسوق النحاسين والعطارين والصاغة والفلاحين وسوق العبي أي العباءة وباعة الصوف والندافين والمنجدين وغيرها مشيراً إلى أن معظم الحرف والمهن اليوم هي استمرار لمهن وحرف قديمة ولكن دخلت إليها الآلات الحديثة واليوم تصنيع الفرش من الاسفنج الصناعي وكذلك أغطية النوم من مادة الديكرون نوع من أنواع النايلون بدل مادتي الصوف والقطن حيث كان النداف أوالقطان يقوم بتنعيم القطن أي ندفه عبر عصا طويلة في رأسها قطعة معدنية تساعد على تنعيم وتنظيف القطن من المواد العالقة به كالبذور الشوكية ويصنع اللحف والفرش منها.
كما اندثرت مهنة صناعة المكانس بأنواعها الخشنة من القش والناعمة من الريش الموجود في قصب الزل وحلت المكانس الكهربائية والنايلون محلها اليوم فيما اختفت مهنة العشي أي الشخص الذي يصنع مختلف أنواع الماكولات حسب التواصي ويوزعها على الناس التي كانت مهنة رائجة في الزمن الماضي.
وأوضح جمران أن مهنة الحداد دخلت عليها الزخارف فيما برزت مهنة نجارة الالمنيوم الى جانب نجارة الخشب الذي لا يزال يشكل أحد أهم مكونات البيوت من نوافذ وأبواب وزخارف لافتاً إلى أن مهنة الخياطة بأنواعها العربي والأزياء النسائية السائدة في الماضي اندثرت ولم يعد لها أثر اليوم الا في حدود ضيقة جداً لأن الآلات الحديثة استطاعت تلبية احتياجات الناس المتزايدة من مختلف الموديلات وحتى اللباس العربي منها.
ونوه بان القرويين ما زالوا منتجين لمختلف أنوع الألبان والأجبان وتحضير المونة والصناعات الريفية من توالف البيئة كالقش الذي استخدم في صناعة العديد من الأطباق مختلفة الأشكال والأحجام والرسوم والقفف وكذلك صناعة الخبز العربي بالتنور وحتى بناء البيوت من الحجر أو الطين وتربية الحيوانات والعناية بها والاستفادة من منتجاتها فيما لا تزال تنتشر مهنة الراعي بشكل محدود في ريف المحافظة والتجمعات البدوية أي رعي الأغنام والماعز مقابل أجر بشكل سنوي.
يذكر أن أروع ما قدمته هذه المهن للإنسان شعوره بالعطاء وممارسة كل فرد لدوره بالحياة بالإضافة إلى المردود المادي له ولأسرته.
ساناhttp://www.nobles-news.com/news/news...ge=12&id=69172http://www.nobles-news.com/news/news...w_det&id=69172http://www.nobles-news.com/news/news...age=12#commenthttp://www.nobles-news.com/news/news...ge=sia_comment

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: