+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: في مديرية كسمة اخضرار دائم وشتاء معفي من الدوام

  1. #1
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    في مديرية كسمة اخضرار دائم وشتاء معفي من الدوام


    في مديرية گسمة
    اخضرار دائم وشتاء معفي من الدوام

    مهـــدي الحيــــدري


    من هنا.. من قمة يفوز قلب منطقة الجعفرية في ريمة.. حيث تقيم الطبيعة هناك معارضها الدائمة لخلاصة طبيعة الجمال في جمال الطبيعة عبر مهرجانات الخضرة والماء والشمس والضباب المقامة أبداً تحت رعاية الله.
    ـ من هذه القمم التي تفتح نوافذها للشمس كل صباح لتأخذ منها قبلتها الأولى ثم تأذن لها لترتشف برفق حبيبات الطل والندى الملتمعة في عطف كل ورقة شجر قبل أن تنزل مع المزارعين والراعيات إلى غابات البن ومناعات السفوح في واد طنقان وذكور وبني الحرازي وبني نفيع واليمانية ووادي اللواء.
    ـ من هنا.. من هذه البلدة التي استأثرت لنفسها بنصف ميراث السعيدة من الاخضرار والازهرار والظل والطل وشاركت غيرها في النصف الآخر.
    وهي لذلك تعفي الشتاء من ثلاثة أرباع دوامه وتكتفي بثلاثة فصول في السنة.. وهي لذلك تزرع اليسر في حقول الزنجبيل وتصنع بين كل شجرة وشجرة وردة، وبين كل سفح وسفح شلال ماء، وبين كل جبل وجبل غابة بن، وبين كل شمس وشمس سحابة ظل، وبين كل مهجل ومهجل زقزقة عصفور..
    وهي لذلك تصنع على رأس كل قمة قلعة، وعلى رأس كل شاهق حصناً، وفي كل بطن كل واد قبة، وعلى رأس كل فتاة ظلة وعلى وجه كل عابر دهشة..!!
    وهي لذلك تصنع بين كل قبة وقلعة وظلة قشعريرة انتشاء.. تأخذ الروح من تلابيبها وتشرب منك ماتبقى فيك من شجن..
    من هنا.. من قرى الصيف المعلقة بين السحاب والقمم على أكتاف هذه السفوح المخضرة حتى آخر سنتيمتر مربع والمخضلة آخر نقطة في الطل.. اقرأ لكم ماتيسر من سور السحر والعشق والجمال الأخضر الذي اتخذ من الجعفرية مقره الدائم منها يذهب إلى كل الدنيا وإليها يعود.
    الجعفرية وأزمة الصحفي الشاعر
    بداية أطلب من قارئي العزيز أن يعنون إذا وجد بين مادتي الصحفية خلطاً بين لغة الشعر ولغة الصحافة.. فأنا في الجعفرية أولاً..
    إذا كان الصحفي لا يستطيع أن يكون في الجعفرية إلا شاعراً فما بالك بشاعر وجد نفسه في الجعفرية؟!
    لقد حار قلمي ابتداء من أين يبدأ؟ وبماذا يبدأ بالكتابة عن هذه البلدة؟ تماماً، كما حار بصري وشجني هناك بماذا يمثلان؟
    هناك أنى التفت لمحت عنواناً جميلاً جديراً بالكتابة.. فكل شيء رائع وكل رائع موضوع.. لكل بما أبدأ وعن ماذا أكتب؟؟
    لقد حاولت ابتداء أن أعنصر بعض العناوين التي ينبغي أن يقف عندها القلم قليلاً في وصف عام للجعفرية ومعها أغلب السفوح الغربية من مديرية كسمة فكان الوصف كما يلي:
    الصيف ينهب الشتاء ثلاثة أرباع عمره في العام لكثرة المطر في الشتاء.. والشمس تقاسم الضباب ساعات النهار وأعالي القمم«برد/حزر/كبورة/ظلملم» شبراً شبراً وساعة ساعة.. والتاريخ ينافس الجغرافيا في عروض القوة في قلاع وطرقات جبال«برد/حزر/كبورة/ظلملم/يحي/أسود» والأحجار تغلب الأخشاب سقوف«المدافن.. المساجد.. القلاع.. القباب.. السدود» والصناعة تسبق الزراعة في غرف البن نصف المستديرة المرصوصة أفقياً كشريط من القمريات«البيات» والريف يزاحم المدينة على أطباق الموائد وعلى أزياء الفتيات في هذه البلدة التي تتلاشى فيها الحدود الفاصلة بين الصيف والشتاء والتاريخ والجغرافيا والمدينة والريف تماماً كما تتلاشى الفواصل بين التوزيعات الموسيقية لوصلات الرحباوي وفيروز وبين أغاني الراعيات على جنبات السفح الأخضر الغربي لجبل ظلملم.. ومن بين عناصر وألوان هذ الوصف سنختار عناويننا التالية التي رأينا أن نسلط عليها بعض ماتستحقه من الضوء وهي جزء من كل وقليل من كثير.. مما سجلناه في رحلتنا الأثيرة إلى منطقة الجعفرية والسفوح الغربية لمديرية كسمة حيث كانت الانطلاقة من مديرية كسمة فإلى هناك.
    البرواز الشرقي
    من هذا الخط المستقيم كالسيف في أعالي عزلة الجبوب الممتدة باتجاه الشمال مروراً بقمة برد وانتهاء بجبل كسمة تبدأ مرحلة فرز الألوان الجديدة لصفحات القمم المتحدرة عن قمة برد باتجاه الغرب حيث يمثل هذا الخط البرواز الشرقي لواحدة من أجمل لوحات الطبيعة في الشرق الأوسط.
    وكان قمة برد لم ترتفع 3000قدم عن مستوى سطح البحر لتكون أعلى قمة في ريمة وواحدة من أعلى قمم اليمن.. إلا لتكون معلماً فاصلاً بين جمال الطبيعة العام الذي يظلل ساحة ريمة خارج هذا الخط بشكل عام وبين خلاصة أجمل مافي جمال هذه الطبيعة من جمال، وأروع مافي طبيعة هذا الجمال من ابداع واشراق وابهار وشجن وفتن في اطار هذه الرقعة المؤطرة بقمة برد من الشرق وقمم الحوادل وماجر بخط استوائها من الغرب على أن تظل الجعفرية مركز الدائرة في هذا الاطار.
    الجبوب بني الطليلي النصف الأول
    ومما يلي هذا البرواز من الداخل تبدأ خطوط وألوان الجمال الطبيعي الساحر من السفوح الغربية لعزلة الجبوب التي تسند رأسها على قمة برد وتطأ بأقدامها جنوباً على ثغر وادي «رمع».. ومن السفوح الغربية لعزلة بني الطليلي المتكئة على أكتاف مديرية الجعفرية.. تحظى سفوح بني الطليلي هذه بمقادير كبيرة من ثروة الجمال الطبيعي في هذه اللوحة وبمقدار أكبر من التاريخ.. كما تحتفظ لنفسها كحق خاص بامتيازات سياحية نوعية مثل هيبة التاريخ في«ظلملم» ورهبة الجغرافيا في«عسملة» وسر جمال الطبيعة في شغف.
    شغف
    «شغف» تلك الواحة الرائعة الجمال المتدلية من سفوح برد كوردة في صدر الغانية أو كشامة في خد الطبيعة تزاحمت على نسجها نصف مليون شجرة بن وطلح وأشجار الفاكهة وشجرة القات أيضاً في شغف لايغرسون الأشجار حول المنازل لتزيين المنازل أو لتوفير الظل بل يغرسون المنازل في ظلال الأشجار لتطعيم هذه الوشاح الأخضر ببعض الألوان المغايرة.
    ومن قمة حزر على بعد 2كيلومتر تقريباً تنحصر الألوان المغايرة للأخضر في واحة شغف إلى لونين هماالأبيض المتمثل في مربعات المنازل المنتثرة كالنجوم.
    الأزرق.. الملتمع في مثلثات بضع عشر سداً توزعت في نسق واحد كطابور عبر مجرى السيل والغيل المختط من تقاطع شعبين عملاقين.. أفرغت فيهما الطبيعة بأمر ربها سر جمالها وتركتهما في شغف كعلامة مميزة للجمال الجعفري القادم أو كماركة مسجلة لجمال استثنائي يقرأ بصرياً فقط ولايكتب.. إنها شغف الفاتنة التي لاتستطيع أن تضيف إليها من معالم الجمال شىئاً سوى نقطة واحدة على عينها المفتوحة أبداً ولا تستطيع أن تضيف بعد ذلك سوى كلمة واحدة هي.. سبحان الله؟!
    ـ منتجعات الضباب
    تمتاز عزلة بني الطليلي مع قسيمتها عزلة الجبوب.. بامتلاكهما المنتجعات الأولى للضباب والصقيع في قمم «برد ـ حزر ـ كبورة ـ كسمة ـ وزيم ـ نوبة زاهية ـ دار منصورة».. حيث يتخذ الضباب من الدنيا خلف هذه القمم مزارات له ومهاجر، ويتخذ من هذه القمم سكناً له ومقاماً وساحة حرية مع الشمس حيث.. تفتح هذه القمم شبابيكها للشمس كل صباح فيغلقها الضباب كل عصر لكأنما يغار الضباب من الشمس أويخاف من أشعتها على معشوقته، فيسد على جسدها الأخضر ستائره البيض وتغالبه الشمس على ذلك فتمزق عنوة هذه الستائر وتسقط روعة دفئها على ماسلبته من الضباب.. وينهزم الضباب ويأتي السحاب فتنهزم الشمس.. وينهمر المطر.. وتأتي الشمس بعد المطر.. فتضحك القمم.. وتبدو الصخور الصوان و«الأصفية» المبتلة المتباعدة في أرجاء السفوح المخضرة كمرايا تعكس أشعة الشمس أو كالتماع الوشي في الوشاح الأخضر ترتديه أميرة فاتنة استحمت ولم تزل مبتلة بالماء تضحك الشمس في الخضرة من كل صوان فيها تضحك نجمة
    ضحك الوشي في الغلالة شفت.. عن عروس مخضوبة مستحمة
    ـ السلم الطبيعي
    لو أن كائناً عملاقاً أو عفريتاً من الجن وقف على قمة برد وعن له النزول براً إلى تهامة كي يغتسل في البحر الأحمر على أساس أن يقفز من القمة الأعلى إلى الأدنى في نسق واحد دون أن يصطدم أو يتعثر.. لكان تقافزه الطبيعي تباعاً كما يلي من برد إلى حزر إلى كبورة إلى ظلملم إلى يفوز إلى فوعز إلى جبل أسود وهلم جرا.. وهو مايعكس مدى طبيعة التدرج الجبلي المتناسق في هذه السلسلة الجبلية الواقعة كهمزة المد خلف شامخ برد بحيث لو أردت وصفها تصاعدياً لقلت قمة فوقها قمة فوقها قمة أو من الأعلى إلى الأدنى لقلت جبل دونه جبل دونه جبل ولو شئت لزدت فقلت وأصبت طابوراً من الأشقاء مرتبين بحسب أعمارهم وأطوالهم خلف شقيقهم الأكبر«بَرَدْ».
    كبورة واخواتها
    المتأمل في جبال.. حزر ـ كبورة ـ بني مصعب ـ ظلملم ـ شيبوب: من مديرية كسمة وفي الجبال الموازية لهذه الجبال من مديرية الجعفرية كجبال.. اليمانية ـ وبني الغزي ـ وبني الحرازي ـ وبني سعيد.. يجد أنها تتشابه كثيراً في كثير من المعالم الجمالية والملامح في القمم وفي السفوح وفي القواعد.. إلى حد أنها تتماثل في بعض اسمائها واسمالها كما يتماثل الزي الرسمي لأفراد الفرقة الواحدة من وحدات الجيش وكأنها فعلاً كوكبة من الأشقاء المتشابهين تعرف أحدهم بملامح الآخر، بحيث لو أردت جمع كبورة وبرد وحزر في صورة وصفية واحدة لأمكنك القول بأنها جميعها مكسوة بالخضرة من مفرق هاماتها إلى أخمص قدميها.. وأنها مسطرة عند تقاطع السفح بالسفح بمجرى الغيل والسد.. محصنة من جنوبها بالشواهق.. وموشاة ارجاؤها بالعيون.. متوجة رؤوسها بالقلاع.. معممة نواصيها بمزارع الشعير.. متدرعة أوساطها بمزارع القات.. مرصعة مزارعها بالأشجار.. متسربلة في أسفلها بغابات البن.. مطرزة في عمومها بالقرى والمنازل المطلية بالأبيض أوالمزخرف به هنا وهناك فرادى وجماعات، تبدو في انتشارها كصورة أخذت أثناء انتشار فريقي كرة القدم في أرجاء الملعب المزروع بالعشب الأخضر.
    ـ جن عسملة واشاهق الأول في اليمن والجزيرة العربية
    على قمة صغيرة فوق«زيلة الترك» من السفح الغربي لجبل برد تستوقفك الجغرافيا وجن عسملة والأتراك أيضاً؟ حيث تسمى هذه الواحة الصغيرة شرق هذه القمة«زيلة الترك» نسب إلى معركة وقعت بين كتيبة من الأتراك وبين كمين من المقاومة أدت إلى قتل كل أفراد الكتيبة التركية لتتحول هذه الزيلة إلى مقبرة تحمل اسم أهلها الذين عبروا البر والبحر واجتازوا السهل والجبل ليصلوا إلى هذا المكان ليكون منتجعاً سياحياً لجثامينهم إلى يوم القيامة..
    هنا على هذه القمة الصغيرة ترسل الطرف شمالاً عبر هذه السلسلة الجبلية المتعاقبة حيث لا يرد طرفك راد إلا تلاشي الضباب مع أقصى حافة جبال «برع»، وترسل الطرف جنوباً لا يرده إلا انقطاع الرؤية فوق جبال «شرعب السلام» بمحافظة تعز وقبالة عينيك من جهة الغرب قرية الذراع الواقعة على كتف جبل حزر... بينك وبين هذه القرية قرابة كيلو متر ولكي تصل إليها عليك أن تهبط أولاً مثل ذلك وتصعد مثل ذلك على ضلعي المثلث حد الزاوية مروراً بهذا الحرف الحاد الدقيق المسمي الصراع؟! المدهش اسماً ومعنى.. ولو تهيأ لك أن تبحث في الأسماء التي علمها الله لآدم عليه السلام كي تختار اسماً لهذه المجازة لم اخترت لها اسماً إلا الصراط والركوة.. حيث يمثلان الحدود الفاصلة بين منحدرات وادي حرز وبين شواهق عسملة المرعبة ويمثلان خط الموت سابقاً.. إذ كان هو الطريق الوحيد بين كسمة وحزر، وكان سابقاً لشدة ضيقة لا يتسع لأكثرمن قدمي المسافر الذي يجب عليه أن يخلع النعل ويخفض الطرف إلى حيث يضع قدميه دون أن يرسل طرفه جهة النوب كيلا ينخلع قلبه هلعاً ويفقد توازنه فيهوي إلى حيث لايجده أحد.
    ولعل هذا الطريق وحده هو من كان يستطيع إرغام الشيخ ـ منصور حسن على النزول بعيداً من فوق بغلته ويمشي على قدميه حافياً.. لكن هذا الشيخ الذي لم يكن ليذعن لأي استعمار أياً كان نوعه وبعده نجله الأكبر الشيخ ـ أبو الفضل منصور ومعهما ثلة من مواطني بني مصعب الذين صنعوا هذا الطريق العملاق الذي يزيد عن الاثنين كيلو متر تقريباً المرصوفة على هيئة درجة البيت التي تبدأ في التوائها هبوطاً وصعوداً وتقاسيم بين اخضرار الأرض كأفعى عملاقة تضع رأسها في قلب سفح جبل «برد»وتذهب بذيلها بعيداً هناك خلف جبل «حزر» حيث لا ترى وتعد هذا الطريق من أهم وأجمل الطرق المرصوفة في هذه المناطق التي تتكرر كثيراً على سفوح «ظلملم ـ كبورة» وكثير من عزلة الجعفرية.
    وعلى جنوب الصراط وطريق الشيخ ـ منصور حسن عموماً تقع شواهق عسملة المرعبة وما أدراك ما هيه؟ فما أن تقف على أعتاب حزر أو برد وترسل الطرف ليرى منها ما يرى حيث لا تستطيع أن تراها كاملة إلا من فوق طائرة.. حتى تجزم مستيقناً بأنها الشاهق الأول في اليمن على الأقل والذي ليس له نظير في عمقه أو في طوله أو في عرضه أو في خطورته يقول لي خالي الظريف أحمد محمد طاهر وهو يقرب لي حجم هذا الشاهق ومداه بصورة طريفة كثيفة وذلك عندما كنت صغيراً «لو أن أحداً سقط من أعلى شاهق عسملة ربما يصل نبأ سقوطه إلى أهله قبل أن يصل هو إلى وادي السهلة».
    استخدامات شواهق عسملة
    1ـ تتخذ النسور أوكارها الشهيرة في أوساط هذه الشواهق العملاقة حتى أنها لشهرتها وكثرتها صارت هي وعسملة مضاف ومضاف إليه.. «نسور عسملة».
    2ـ ومن عسملة تجد الثقافة الشعبية مادتها المناسبة لنسج أساطيرها وحكايتها الكثيرة المرتبطة بالجن والإنس معاً..
    3ـ كما تتخذ العجائز وعموم العوام من الناس على مستوى البلاد من عسملة هذه منشأة عقابية لكل عاق من الأبناء فترسله إلى جن عسملة أو تستدعي له جني من عسملة «لك جن عسملة أو حملوك إلى عسملة»..!!
    4ـ كما يمكن لوزارة الثقافة والسياحة أن تجعل من شواهق عسملة معلماً سياحياً طبيعياً لا نظير له في الشرق الأوسط، على غرار شواهق سويسرا السياحية المدججة بالمصاعد الهوائية السياحية «التلفريك» التي تطير بالسياح جواً في الفضاء الطلق من قمة إلى قمة ومن شاهق إلى شاهق على قمم هذه السفوح الغاية في الخضرة والجمال والدهشة والروعة..
    5ـ كما يمكن أن تكون شواهق عسملة يوماً ما مضماراً ضخماً للمنافسات والتحدي وتحطيم الأرقام القياسية بين هواة التسلق في العالم.
    6ـ كما يمكن أن يستفيد من شواهق عسملة مشاهير المخرجين العالمين في سيناريو وإخراج أفلام الرعب..!!
    7ـ كما يمكن أن تكون عسملة هذه ومدائن الجن فيها مهرباً آمناً وملجأ صعباً لكل هارب من جن أمريكا فتمنحه عسملة وجن عسملة حق اللجوء الآمن..
    8ـ وأخيراً يمكن أن تروج إعلامياً شواهق عسملة المرعبة بأنها اضمن مكان للانتحار الناجح والبقية تأتي.
    ظلملم
    ـ من هنا من قمة ظلملم وأنا أمشي على أطراف قدمي فوق نمارق التاريخ الرافد مع أحجار الطريق المسمارية السداسية الزاويا في دهاليز وأروقة وسلالم جبل ظلملم المتهيئ كقصر نصف أخشابه من الأحجار؟!! تخيلوا أن جبلاً عملاقاً يتشكل من دهاليز وأروقة وسلالم ودرجات كلها تتكئ على الشجر ونصف أخشابه من الحجر؟!!
    ـ من هنا وأنا مازلت هنا في ظلملم أطأ برفق فوق سطور التاريخ أعبر بين كلماته.. استلهم عباراته جملة جملة، أتهجى مفرادته حرفاً حرفاً، اتجسس على معانيه معنى معنى، فتذهب بي معانيه بعيداً على صهوات المفردات، «صفا الرصاص ـ بيت المدفع ـ نيحة الخيل ـ القصر ـ بيت الرباط ـ القاهرة ـ بيت الدولة ـ النواب ـ بيت القاضي ـ المدافن ـ الوصية ـ بيت الكاتب ـ دار المنسف ـ سد الجن ـ السلطاني ـ الميدان» تخيلوا أن كل هذه المسميات تحتشد في قمة واحدة اسمها ظلملم.. وتستغرقني القراءات التأويلية أو المقاربات الدلالية لهذه المفردات حتى أكاد أضيع في دهاليز الزمن ولا ينتشلني من دهشة المعنى إلا معنى الدهشة يقول لي زاجراً لا تندهش أنت في ظلملم.. لاتثر زوابع الشجن.. لا تحاول نقل هذه المفردات إلى أي بلد في الدنيا فأنها أشياء خاصة بالتاريخ منحها لهذه القمة كحيازة تاريخية لا تقبل التصرف إلى الغير.. ظلملم رابع أربعة شوامخ في اتجاه الغرب من شامخ «برد» ويعتبر الجبل الفاصل بين جبال مديرية كسمة وجبال مديرية الجعفرية من جهة ومن جهة أخرى الفاصل بين القمم العليا والقمم السفلى حيث أن أكبر قمة بعده من جهة الغرب تعد أصغر منه وأصغر قمة بعده من جهة الشرق تعد أكبر منه!!
    هذا الجبل العملاق المتشكل كحاملة الطائرات الأمريكية.. المتخم بالخضرة والتاريخ والجمال الباذخ، والمتخم بالأساطير أيضاً.. حيث يروي الأبناء عن آبائهم حكاية مفادها أن اسم جبلهم هذا أي الاسم الحقيقي لظلملم هو جبل النور وأنه سمي بجبل ظلملم لأنه حل فيه ذات يوم من أيام تاريخه الغابر حاكم مستبد اسمه «لم» طغى واستبد وظلم.. وقتل كثيراً من أهل جبل النور وعن سبب ظلمه قالوا «ظلم... لم» ومن حينها سمي جبل النور بجبل ظلملم.
    هذا الجبل الذي تشعر وأنت تطوف أرجاءه أنك تطوف بأطلال دولة أزدهرت هنا يوماً من أيام التاريخ الباذخ ورحلت.. إنها آثار دولة بكل أشيائها التاريخية السيادية.. لم يبق منها كاملاً إلا الأسماء التي تتوالى على الزائر العابر لظلملم فتأخذه هيبة هذه الدولة التي لم يعد لها المسميات..
    «القصر ـ القاهرة ـ بيت الدولة ـ دار المسنف ـ الرباط ـ الميدان ـ بيت المدفع ـ بيت القاضي ـ بيت الكاتب ـ النواب ـ صفا الرصاص ـ نيحة الخيل».
    وتشغلك في ظلملم القراءة البصرية وأنت تتصفحها بدهشة صفحة صفحة ابتداءً من هذا العقد الأثري في قلعة القاهرة الذي يتشكل ضمن عمارة القلعة ويرتفع مع العمارة إياها من الدور الأولى حتى الدور الرابع.. إلى سدودها الأرضية المسقوفة بالأحجار الطويلة السداسية الزوايا بأطوال تتراوح من متر إلى خمسة أمتار بشكل هندسي عجيب يشبه اسقف الأطباق الطائرة في مسلسلات أفلام الكرتون للأطفال.. على حد تعبير الزميل محمد ناجي سعيد تعكس القوة والضخامة والجمال.. وينم كثرة وجودها الزائد عن حاجة سكانها أن قمة ظلملم كانت مقر حكم يأتيها الناس من كل مكان.. إلى دار الدولة أو بيت الحاكم التي يستطيع الفارس أن يصعد درجاتها راكباً على فرسه إلى الدور الرابع.
    إلى الأسوار القوية المحكمة البناء التي تحيط بالقلاع والجبل من جميع اتجاهاته.
    إلى السراديب الخفية والظاهرة المرتفقة بالقلاع والحصون التي تمتد إلى حوالي خمسمائة متر على الأكثر إلى الطرق والممرات العادية التي تشبه دهاليز مفتوحة السقف تقوم على جانبيها الجدارات المحكمة البناء وهي مرصوفة كدرجات المنزل.. إلى الطريق المعلقة في الهواء عبر أحجار طويلة تخرج من المدرجات الزراعية تمتد هبوطاً كأفعى تتلوى من قلب جبل ظلملم إلى بني زياد أسفل الجبل بطول كيلو متر تقريباً.. إلى آية مسجد جبل ظلملم المتربع في قلب العمران المبني بشكل وحجم الكعبة المشرفة تماماً فيه منبر يشبه منبر صلاح الدين الأيوبي في المسجد الأقصى بجواره منارة مربعة لم يبق إلا نصفها وكان طولها يزيد عن اثني عشر متراً وكانت الوحيدة في المنطقة وفي سقفه رقعة عليها من الزخارف والنقوش والمخطوطات ما يملأ النفس روعة وعظمة وجلالاً.

    مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:

    فنادق عطلات



  2. #2
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارس أبوبارعة
    http://www.arabtravelersforum.com/tr...0/#post3216843

    في مديرية گسمة
    اخضرار دائم وشتاء معفي من الدوام

    مهـــدي الحيــــدري


    من هنا.. من قمة يفوز قلب منطقة الجعفرية في ريمة.. حيث تقيم الطبيعة هناك معارضها 7ـ كما يمكن أن تكون عسملة هذه ومدائن الجن فيها مهرباً آمناً وملجأ صعباً لكل هارب من جن أمريكا فتمنحه عسملة وجن عسملة حق اللجوء الآمن..
    إلى السراديب الخفية والظاهرة المرتفقة بالقلاع والحصون التي تمتد إلى حوالي خمسمائة متر على الأكثر إلى الطرق والممرات العادية التي تشبه دهاليز مفتوحة السقف تقوم على جانبيها الجدارات المحكمة البناء وهي مرصوفة كدرجات المنزل.. إلى الطريق المعلقة في الهواء عبر أحجار طويلة تخرج من المدرجات الزراعية تمتد هبوطاً كأفعى تتلوى من قلب جبل ظلملم إلى بني زياد أسفل الجبل بطول كيلو متر تقريباً.. إلى آية مسجد جبل ظلملم المتربع في قلب العمران المبني بشكل وحجم الكعبة المشرفة تماماً فيه منبر يشبه منبر صلاح الدين الأيوبي في المسجد الأقصى بجواره منارة مربعة لم يبق إلا نصفها وكان طولها يزيد عن اثني عشر متراً وكانت الوحيدة في المنطقة وفي سقفه رقعة عليها من الزخارف والنقوش والمخطوطات ما يملأ النفس روعة وعظمة وجلالاً.











    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي فارس عبدالله أبوبارعة

    تقرير رائع عن إحدى أجمل المحافظات في اليمن والمظلومة إعلامياً وكنت أتمنى لو دعمت المشاركة بالصور حتى نتعرف بشكل أوضح على مديرية الجعفرية ومناطقها السياحية وقممها الشامخة التي تعانق السحب وتحتضن القرى كأم حانية.
    لك مني كل التقدير ودمت بصحة وعافية.

    فنادق عطلات


  3. #3
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    اين تقع وهل هي قريبة من حدود السعودية

    فنادق عطلات


+ الرد على الموضوع

المواضيع المتشابهه

  1. بمناسبة رالي حائل رحلة من سجل الرحال لمرابع حائل
    بواسطة Robot في المنتدى بوابة الرحلات البريه و البحرية مكشات
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 02-04-2015, 04:50 PM
  2. وادي الملوك دائم الخضرة صيفا وشتاء والسوريون بدؤوا بقضاء عطلتهم فيه
    بواسطة Robot في المنتدى النمسا العرب المسافرون فيينا سالزبورغ انسبروك زيلامسي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-03-2015, 04:10 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
X