[align=center]الرسومات على صخور غوبستان تعتبر جزءا من الموروثات
الثقافية المهمة التي تلقي الضوء على نمط حياة الإنسان القديم.
[/align]


[align=center][/align]

تقع منطقة (غوبستان) التاريخية على بعد حوالي 70 ‏ ‏كيلومترا الى الجنوب من مدينة باكو عاصمة اذربيجان على الطريق الرئيسي الذي ‏ ‏يربطها بايران ومدن الجنوب والذي يعتبر جزءا من طريق الحرير التاريخي.‏ ‏ وتعتبر الرسومات الغنية على الصخور والآثار جزءا من الموروثات الثقافية المهمة ‏ ‏التي تلقي الضوء على نمط حياة الإنسان القديم الذي استوطن المنطقة منذ عشرات آلاف ‏ ‏السنين.‏

من المعروف أن أذربيجان وكغيرها من بلدان الشرق تعتبر موطنا للحضارات القديمة ‏ ‏التي سكنت المنطقة و كانت تشكل جزءا من حضارة الميديين ومن ثم الحضارة الفارسية ‏ ‏وكان اهلها يدينون بعبادة النار حتى ان كلمة "ازري" تعني في اللغات القديمة ‏ ‏النار واطلق عليها اسم "بلد النار الخالدة" وذلك لاشتعال الغاز والنفط الذي كان ‏ ‏يتدفق من باطنها بشكل دائم.‏

تقع غوبستان في منطقة جبلية تتكون من صخور ضخمة لا نبت فيها و لا شجر وتقول ‏ ‏الدليل السياحي سعيدة احميدوف أن ‏ ‏المنطقة كانت في يوم ما مغمورة بمياة بحر القزوين قبل أن ينحصر وتقل مساحته.‏ ‏ واضافت أن غالبية الرسومات التي جرى الكشف عنها من قبل العلماء السوفييت في ‏ ‏العام 1939 تعود لحيوانات عاشت في المنطقة ومنها الثيران والغزلان والماعز وقد ‏ ‏رسمت بحجمها الطبيعي كما كانت تبدو عليه قبل اكثر من 20 ألف عام خلت.‏

وتشير الحفريات والآثار المكتشفة في المنطقة الى أن الناس الذين سكنوا المنطقة ‏ أقاموا في ثلاث مغارات كبيرة رئيسية أطلق الباحثون على الاولى "مغارة الصيادين" ‏ ‏لوجود رسم كبير على بابها يصور مجموعة من الرجال الصيادين يحملون بايديهم اقواسا ‏ ‏وسهاما و يمتازون بقوة الرجلين.‏

وعثر على جدران المغارة ايضا رسومات لثور وحصان وماعز رسمت في وضع يشير الى ‏ ‏انها أصبحت اليفة و مدجنة والتي تعتبر من أولى الحيوانات التي تم تدجينها في ‏ ‏المنطقة.‏

ورسم على جدران المغارة لوحة كاملة لمصارعة بين صيادين و ثيران عدة و ‏ ‏ليس فقط لحيوان بمفرده الامر الذي يشير الى التطور الذي حصل في عقلية وتفكير ‏ ‏السكان الذين اقاموا في المنطقة.‏ ‏

وزينت جدران المغارة برسومات قوارب بحرية صغيرة الحجم اثبتت الكشوفات بأنها ‏ ‏صنعت من خشب (البلوط) الذي كان يغطي المكان في الأزمان الغابرة قبل ان تغطية مياه ‏ ‏القزوين.‏

وأطلق على المغارة الثانية اسم "مغارة الأم" و ذلك لوجود رسم على بابها لامرأة ‏ ‏يدل على العطاء واستمرار الحياة الإنسانية.‏

أما المغارة الثالثة فقد أطلق عليها اسم "مغارة الثيران" لان بابها زين برسم ‏ ‏كبير لعدد من الثيران و رسم آخر لقارب صيد انقلب في البحر وسقط الصيادون من على ‏ ‏متنه.‏

ويعتقد الباحثون بان الرسمين غير مرتبطين وقد يعودان لعهود زمنية مختلفة بعد ‏ أن غطى الطين الرسم الأول.‏

وتوجد في اسفل الجبل في مكان منبسط صخرة بداخلها فتحة دائرية متوسطة الحجم ‏ ‏يطلق عليها "الصخرة السحرية" تقول الأسطورة بان الفتيات كن يعبرن عبرها ومن ‏ ‏تستطع المرور فإنها تكون محظوظة بالزواج.‏ ‏ وتنتشر في أرضية المكان عشرات الحفر التي يعتقد الخبراء بأنها نحتت في الصخر ‏ ‏من اجل جمع دماء الأضاحي التي تنحر خلال الاحتفالات الدينية.‏ ‏

وفي مدخل الساحة تقبع صخرة صغيرة منبسطة يطلق عليها "الحجر الموسيقي" تصدر ‏ ‏رنينا ونغمات مختلفة عند الطرق عليها في أماكن مختلفة والذي يفسره البعض بأنه ‏ ‏مكون من بقايا حيوانات وحلزونات بحرية وبالتالي فان به فراغات كثيرة ذات أحجام ‏ ‏مختلفة تصدر أنغام مختلفة عند الطرق عليها.‏ ‏

وكان الصيادون يرقصون على أنغامه قبل التوجه إلى الصيد ظنا منهم بان الرقص ‏ ‏يجلب لهم الحظ و يوفقهم في صيدهم.

[align=center]منقول[/align]

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: