بينما تتعالى أصوات الباعة المتجولين وأصحاب "البسطات" في ساحات وشوارع عمان القديمة، أو ما يسمى بـ "قاع المدينة"، ممزوجة بأصوات أبواق المركبات وصخب المارة، يسير أبو محمد ( 61 عاما ) ليقضي بعض من الوقت في تلك الساحات، وليلتقي بعدها بصديق قديم في أحد المقاهي القديمة، ويتبادلا الأحاديث بعد قراءة الصحف.
ويستعرض أبو محمد مشواره اليومي، انطلاقا من البيت، ثم يستقل حافلة توصله إلى أطراف المدينة، وليكمل مسيره مشيا على الأقدام حتى يصل إلى مقصده الذي اعتاد على زيارته، يوميا، للجلوس هناك بالساعات، ولعب الطاولة، ومناقشة بعض القضايا الحياتية مع صديقه، بصحبة "نارجيلة التمباك" وكأس من الشاي.
ويعشق السبعيني مصطفى أحمد أجواء الماضي، التي يعبق بها وسط البلد، قائلا "أنزل كل فترة لأزور وسط البلد، وأتمشى وأنظر إلى هذا التطور العمراني الذي يمتزج فيه القديم بالحديث، والذي اكتست به شوراع عمان القديمة".
ويتذكر أحمد المرة الأولى من زياراته لهذه الشوارع، حيث كان كل شيء فيها تقليديا وبسيطا، مقارنة بما هو موجود الآن من تطور ومحلات ومقاه، ويقول "ما أزال أعشق تلك الأيام، وارتباطي بوسط البلد جاء من ارتباطي بالماضي".
وتقول الحاجة الستينية أم علاء إنها اعتادت على التسوق والشراء من البسطات المنتشرة في وسط البلد، وبخاصة التي تبيع الخضار والفواكه، لأنها تبيع بسعر أقل من المحال الأخرى، كما أن التسوق في البلد أسهل لأن كل البضائع معروضة وتريح المرء من عناء البحث عنها داخل المحلات.
وتضيف أم علاء "أصبحت زيارة البلد عادة شبه يومية بالنسبة لي ، وغدت نوعا من تغيير الجو، وقضاء الحاجات".
بدوره، يقول المواطن فراس عبد الحميد إن "الحنين إلى الماضي ليس مجرد أغنية نرددها على ماض مفعم بأجمل اللحظات، بل نلمسه في كل وجوه الذين يزورون وسط البلد، ومنهم من يكون قد جاء ليقضي أوقات فراغه، وبعضهم لأسباب أخرى".
ويشيرعبد الحميد إلى أن العديد من كبار السن يأتون إلى وسط البلد، للترويح عن النفس، "وهذا ما نفعله الآن لتذكر الماضي وما تحمله هذه الأماكن من ذكريات جميلة".
ويشير أبو العبد (71 عاما )، وهو أحد رواد المقاهي، بأن المقاهي التي ارتبط إنشاؤها بتطور المدينة الحديثة، صارت سمة بارزة وعلامة مميزة من علاماتها الفارقة دائما، والمقاهي ليست للغرباء وحدهم، أو للعاطلين عن العمل أو المتقاعدين، بل هي أماكن يذهب إليها الجميع كل حسب حاجته.
ويضيف "كثيرا ما كنت أرتاد مقهى في وسط العاصمة عمان، وأذكر أنني كنت آتي باكرا، وأجلس على شرفة المقهى الواسعة، لأنظر إلى فضاء عمان الواسع، لتصبح زيارة وسط البلد من عاداتي الأساسية التي أقوم بها".
واعتاد الموظف عامر ( 24 عاما ) على أن تكون جلسته شبه يومية في مقهى ذي بناء تاريخي في وسط البلد، ليتمتع بالتراث الذي تزخر به "ربة عمون"، وهو الاسم القديم للعاصمة المحمولة على أكفّ الجبال.
ويرجع عامر سبب زيارته إلى مقاهي عمان القديمة، لاتصافها بالجو الهادئ والبساطة، وأيضا لتوفر خيارات عديدة أمام الزائر لتحديد مكان جلسته، لأن حب التراث لا يقتصر على كبار السن، بل يشمل سائر الفئات العمرية في المجتمع.
بدوره، يروي أبو حاتم قصة ارتباطه بوسط البلد، فيقول " في المرحلة الثانوية كنت من رواد المقاهي حتى المرحلة الجامعية، حتى إنني كنت أدرس في أحد المقاهي، مع كوب من الشاي ونفس أرجيلة، وها أنا أطرق باب الستين من عمري وما أزال أزور هذه الأماكن".
ويصف أبو حاتم جلسته مع رفاقه بأنها تشبه جلسة العائلة الواحدة، حتى مع من يعملون في المقهى، ومشاركتهم الطعام والشراب، و"تعرفت على أصدقاء كثر في المقهى، وكانت وما تزال تربطني بهم علاقة وثيقة، وهذا دلالة على صدقها".
أبو حاتم يرى أن جلسة المقاهي وزيارة وسط البلد فتحت المجال أمامه للتعرف على أشخاص من جنسيات أخرى، من سياح أجانب يأتون إلى وسط البلد للتعرف عليه وعلى عادات رواده، بما يحتويه من مقاه شعبية ومحلات للتراث وغيرها.
ويظل وسط البلد منطقة شعبية تمزج بين الأصالة والحداثة، وهو ملتقى الشباب والشياب، ويبقى رواده الدائمون على علاقة مستمرة مع مقاهيه وشوارعه، حيث يواصلون التردد عليه، إلى حد الإدمان أحيانا، وصار صعبا عليهم التحول إلى منطقة أخرى.
عن الغد الأردنية
مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
- وين فيه مقهى يقدم خدمة وايرلس بالاردن عمان؟
- أريد السفر إلى الجزائر وهران أتمنى المساعدة
- شحن السياره الى تركيا؟
- طلب هاااااااااااا م جدا
- محتاج مساعدتكم احتاج فندق قريب من مستشفى
- كيف استطيع السفر براً بسيارة ليست مُلكي
- برنامج سياحي مقترح لأجازة في الأردن
- الأحوال الحوية في البحر الميت لشهر ديسمبر
- بشرى سارة لسالكي طريق الجوف القريات وخارطة الطريق
- استفسارات عن عمّان وماجاورها
- فندق قصر سوسة في تونس
- نوفمبر افتتاح مطار النفيضة الدولي تونس
- دائما معي صورة و ال أروع بعدستي ربيع الجزائر خضرة و لا أروع
- ثعبات
- تونسية متنقلة الف الف مبروك التميز
- مهرجان صيف عمّان
- «®°·¸•°°·¸•° غراند سيتي مول تجربتي والإيمان «®°·¸•°°·¸•°
- ارجوا منكم المساعدة
- استفسار حول علاج الأسنان في الاردن
- مساعدة بخصوص السفر للبحر الميت عن طريق عمان
المفضلات