.
.
أخواني لقد أخذ الأمن في سوريا الكثير والكثير جداً من القيل والقال والقصص التي منها واقعية والأغلبية مفبركة وأنا هنا وددت أن أخبركم بأمرٍ طالما انتظرتموه .. لقد سافرت إلى سوريا هذا الصيف وتحديداً في 1/7/1428هـ وعودتي قبل ثلاثة أيام فقط ولكن رحلتي هذه ليست بقصد السياحة فحسب بل للاستطلاع والتحري والبحث عن كثب عن الوضع الأمني هناك .. دخلنا سوريا في تمام الساعة الحادية عشرا مساءً ومنّ الله علينا بالحصول على سكن مناسب في غضون دقائق معدودة وكان لتوفيق الله دور في ذلك عطفاً على الزحام الشديد الذي تعاني منه العاصمة ولكن الله يسر لنا السكن .. قمنا في الصباح الباكر ولكن ماذا أرى ؟؟ بالفعل يا إخوان شام الأمس ليست كشام اليوم فالزحام خنق الجمال لذلك تعمدت أن أبقى ليلة إضافية كاستطلاع للأمر. فكانت التمشية في دمشق أحياناً بالسيارة وأحيان كثيرة راجلة حاولت من خلال ذلك تعمد مخاطبة المواطنين السوريين وكذلك النازحين إليها وذلك بالاحتكاك المباشر معهم ومنها طرح مثلاً أسئلة مباشرة عن أماكن أعرفها تمام المعرفة ولكي أرى ردة فعلهم تعمدت سؤالهم فكانت الأصالة عنواناً لردودهم وليس هناك فرق بين هذا وذاك فقد كانت الإجابات فورية بل أن هناك من يجتهد ويبالغ في وصف المواقع كي ييسر لي الحصول على ما أريد بكل يسر وسهولة .. ومن ثم تعمدت كذلك الدخول إلى المحلات التجارية على مختلف أنواعها حتى محلات بيع اللحم ( القصابين ) أيضاً دخلتها وحاولت جاهداً إثارتهم بتحفظ طبعاً ؟ وذلك من خلال الإلحاح المبالغ فيه من طرفي فيما يخص التنزيل بالسعر ( الخصم ) ولم أجد غير حالة واحدة فقط من بين 21محل دخلتها ومارست بكل أريحية دور المشتري المشاكس الذي لا يلبث أن يحصل على مبتغاه من أصحاب المحلات الطيبين باستثناء محل واحد الحقيقة أجزم بأن صاحب المحل هذا لديه مشاكل خارج نطاق المحل لذلك كان ومن أول وهلة دخلت بها محله وأنا أراه مضطرباً نوعاً ما !؟ لذلك ومن خلال السؤال والمبالغة في طلب تخفيض السعر بادرني هذا الرجل قائلاً : ( يا أخي إنتا بدك تشتري لا بدك تحكي ؟؟ ) فقط هذه الكلمة وقالها ووجه يكاد يتفطر من الغضب وأنا لا ألومه مطلقاً فلو كنت مكانه لفعلت أكثر منه . إذا نتاج تلك الرحلة هي تلك الطيبة والبحث الحقيقي عن لقمة العيش كانت بالفعل سيدة الموقف هناك .. ومن ثم قمت برحلة خارج حدود دمشق مع صاحب تاكسي ( ختيار ) حيث قمت بإيقاف سيارتي أمام أحد البنايات المطلة على ملعب العباسيين وكان ذلك الرجل حليماً لدرجة لا توصف فلقد أحرجني بلطفه لدرجة أني خجلت من أن أوجهه بمعنى أن آمره بالانعطاف يمين ويساراً تقديراً له فقد كان لطيفاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. كانت وجهتي حينها إلى الزبداني ومن ثم إلى بلودان ياااااااالله ماذا أرى ؟ إني أرى شعب الخليج على رأس القاطنين هناك ناهيك عن روعة الأوضاع بها والأمن مستتب حقيقة هذه سوريا التي أعرفها وأعهدها من قبل حيث لا تغيير يذكر .. بعدها ذهبت بسيارتي إلى عشقي الأبدي إلى اللاذقية بلد الحب وتمتعت بها وحاولت الإكثار من الإحتكاك بالمواطنين هناك علَّني أرى ما قد يثير حفيظتي ولكن الوضع جميل وجميل جداً يا إخوان . سرت نحو صلنفة ولها أيضاً في قلبي عشق لا يختلف عن الأم اللاذقية فهي نتاج رحمها بكل جمال طبيعتها . أيه الإخوة الكرام مني لكم ومن قلبي إلى قلوبكم أجمع .. لا تنظروا إلى الخلف بل أنظروا إلى الأمام ولا تلتفتوا إلى القيل والقال .. ولكي تعرف أن سوريا بخير أنصحك بمتابعة جريدة عكاظ وهذه ليست دعاية للصحيفة؟ ولكن كي تطلع على الجرائم التي يشيب لها الولدان والتي تقع في بلاد الحرمين بلاد الأمن والأمان .. وهذا ليس قصوراً في حفظ الأمن عندنا لا والله ولكن ليعلم الجميع أننا في آخر الزمان وفي آخر الزمان تكثر الفتن ونحن الآن في بداية الفتن وهذه بدايتها ولن تنتهي حتى يتحقق قول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه عندما قال : فيما معنى الحديث أنه سيأتي يوم تكون به الفتن كقطع الليل الدامس وهذا ما نلحظ بوادره الآن . ونسأل الله أن ينجينا وإياكم منها.. أخي الكريم الاضطراب الأمني ليس وليد اليوم بل هو من أزل وهذا واقع الحال وما يحدد ذلك هو (( وجود )) و (( عدم )) وجود الوازع الديني الذي يردع الإنسان من أن يقوم بعمل من أعمال الشيطان .. ولو افترضنا جدلاً وقوع أي جريمة لخليجي في سوريا ؟؟ فلماذا نستعجل في الحكم لماذا لا نناقش الأمر بالعقل ونتحرى الدقة فيما نقول وما نقراء لماذا لا نقف قليلاً ونسأل أنفسنا عن كيفية حدوث مثل هذه الجريمة؟ لماذا لا نفتح لأنفسنا مجالاً متزناً عندما نتلقى مثل هذه الأخبار؟ لماذا نعطل الجانب الفكري ونتبع جانب العاطفة الذي لا يكسب صاحبه إلا الخسران المبين؟ .. فلو تريث أي شخص منا عندما يتلقي أي خبر مشين وفكر ثم فكر لوجد الحل بسيط وتصرف تصرف الحق لا تصرف الهمجية التي لا تغني صاحبها بشيء إلا كما أسلفت بالخسران المبين .. يأتي واحد من الإخوة ويتساءل طيب الذين يتم اعتقالهم من قبل الأمن السوري ومن ثم يتم المساومة عليهم إما أن يدفعوا مبلغ من المال أو يتم تسليمهم للأمريكان بتهمة الإرهاب. أقول كلام عارٍ عن الصحة. أما الذين سمعنا بقصصهم عبر وسائل الإعلام والموقوفون حالياً في سوريا في قضية محاولة التسلل إلى العراق أو على ذمة قضية جنائية هناك فإننا نؤكد صحة اعتقالهم من قبل السلطات السورية لسبب بسيط وهو أننا دائماً نطهر أنفسنا من الزلل وأننا أي السعودي من أطهر عباد الله ومن المستحيل أن يصدر منه ما قد يخل بالأمن في دول الجوار . وأنا أقول للأسف الشديد أننا واهمون فلدينا من الأخوة السعوديين هداهم الله من يخرج عن حدود الدين والأدب والقانون ويسعون في الأرض فسادا ولنكن واقعيين وننظر من هم الذين يحاربون ضمن الخارجين عن القانون في نهر البارد بلبنان ؟ أليسوا سعوديين مغرر بهم ؟؟ هل خطر في بالك أخي الكريم أن يكون نهر البارد يحتوي على عناصر سعوديه ؟ هل تعلم أن ما يفوق الثلاثين سعودياً هناك ؟ هل بدر في ذهنك أخي الكريم أن تمتد يد التظليل في لبنان وتطول أبناءنا ؟ لو قلت لك في العراق لقلت بكل تأكيد ولكن في لبنان بلد الأمن والأمان فلا اعتقد أن سعودياً سوف يكون ضمن إرهابيي نهر البارد ولمصلحة من كي يجازف أبناءنا بأرواحهم لمحاربة مجرد وهم صنعه مجرمون محترفون في بلاد العرب . الأمر كبير وكبير جداً يا إخوان هناك من يغرر بأبنائنا ولذلك نسمع بين الحين والآخر أن السلطات السورية اعتقلت شاب سعودي بتهمة التسلل إلى العراق ليس لمصلحة السوريين تلفيق التهم مهما كلف الأمر.. يجب علينا أن لا نطهر أنفسنا ونلوم غيرنا فمن سلك طريق الردى باء بالفشل مهما أوهم نفسه بأنه أنتصر .
إخواني بربكم أبحثوا وتأكدوا أن لكل جريمة تقع أطراف وخيوط ؟.. هل هناك ثمة جريمة وقعت دونما المرور بما ذكرت ؟ بكل تأكيد أخي الكريم أنت من يحدد أمنك هناك وإذا ما اتبع الإنسان هذه الخطوات فلن والله يضره شيء إلا أن يكتب الله له ذلك ولعلها خيراً له ..
الخطوات :
• الغاية من السفر لا بد أن تحدد .
• اختيار منطقة السكن .
• اختيار نوعية السكن .
• اختيار وقت التمشية .
• اختيار الأماكن التي تزورها .
• اختيار الرفقة المرافقة .
• عدم المبالغة بالبذخ .
• كن أنت العاقل ومن حولك مجانين . حتى تبرمج حالك مع مختلف شرائح المجتمع ولا تحقرن أحداً مهما كان دون ذلك .
• عليك أن تعلم أنك الشخص الوحيد الذي يعلم مقدار تحملك وتأقلمك مع مجتمع غريب بالنسبة لك واعلم أن لباقة حديثك مع الغير تنشئ في نفوسهم احترامك . واعلم كذلك أن في رحلتك الحياة ( عرض وطلب ) بمعنى صاحب العقار يعرض عقاره وأنت تطلب منه تأمين السكن وكذلك البقال يعرض سلعته وتطلب منه مبتغاك من السلع وكذا صاحب التاكسي يعرض عليك سيارته بتكرار تردده بين شوارع المدينة وتطلب منه إيصالك إلى حيث وجهتك .. إذاً أنت الآن مجرد طرف في دائرة الحياة وما عليك فعله فقط هو أن تدرك انك آتٍ للسياحة لذلك عليك أن تتغاضى عن كثير من الأمور ومنها فلسفة الآخرين بقصد التسويق بمعنى خذ من الحديث ما ينفعك ولا تعلق على ما لا ينفعك لأنك بكل تأكيد سوف تتعب ولن تظفر بما تريد . كذلك عليك أن تكون حذراً بل لا مانع من المبالغة في الحذر والخوف ليس عيباً في أغلب الأمور ولكن أنا هنا أتكلم عن شخص ما؟ يعيش في غربة ولعل المثل القائل ( من خاف سلم ) لم يأتي به الأول هكذا بل لأن له فاعلية كبيرة لذلك أتى به أجدادنا ليتعظ به أسلافهم . وإياك إياك من الخوض بالأمور السياسية وارفض حتى الإصغاء إلى المتحدث فلربما توقع بنفسك قرار إدانتك .
ختاماً رحلتي ممتعة وسوريا ستظل بيت الخليجيين الأولى .. وكم تمنيت أن تكون رحلتي إلى سوريا طويلة ولكن لعل لظروف العمل دوراً في تقليصها . ولي عودة قريبة بإذن الله لك ياشام العروبة .
تحياتي لكم .

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: