في الرابعة والنّصف فجرا صحوتُ ..
سيّدة عجوز تعبرُ الشارع ..
يا ترى أيّ أمر أجبر هذه المسكينة لتغادر فراشها في مثل هذا الوقت .!
كانت ليلة هادئة .. فيما عدا الريح يا نزار
كانت الريح تعوي عند نافذتي .!
تحرّك النوافذ العتيقة .. وتمنح الشتاء هيبته ..
أفتح التلفزيون فأجد شيخا يقرأ القرآن الكريم
أنزلُ إلى المطعم مثقلا بملابسي .. بعد أن شيّكتُ على كل شيء .!
كان ملفتا قلّة نزلاء الفندق .. فالمطعم كان شبه فارغ ..
لكنّها فرصة لأن يشعر الإنسان ببحبوحة المكان .! باتساعه
لأن يتنقّل بين أطايب الطعام والشراب بحريّة .!
أصبحنا وأصبحُ الملك لله ..
ستكونُ البدايةُ من المدينةِ القديمة .!
ستكونُ البداية من " باب بحر " .. الذي يقفُ متماسكا بداية شارع الحبيب بورقيبة .. معزولا عن المدينة التي يحفظُ قصّتها
ويعرفُ أسماء كل الذين ولدوا فيها .. وعبروها .! يعرف أسماء كل الصالحين والمنافقين والعبّاد والزّهاد والمجرمين والغزاة والفاتحين .! كلهم عبروا من تحت هذا القوس .!
أودعوه أسرارهم .. وتعاهدوا على الكتمان .!
ورحلوا ..!
وعبرتُ من تحت قوسك يا باب بحر ..
احفظني في ذاكرتك .. وصنّفني حيثُ تريد .!
المفضلات