[align=center]



الطفل الصياد " أبو الضباع " يحدث سيريانيوز عن مهنته وعن ضباعه "الحبابة"

يدخل الطفل وكر الضبع مع بيل .. وورق لاصق .. وحبل ، يربط الضبع و يلصق فمه وعيونه ، ثم يجره إلى خارج الوكر حيث ينتظره والده.



ومن تفاحة نيوتن إلى دافعة أرخميدس إلى إدخال الأطفال لوكر الضباع لاصطيادها ، توصل والد محمد صيموع إلى هذا " الاكتشاف " ، كما يقول محمد لسيريانيوز ، عن طريق الصدفة.

" فبينما كان ينصب الفخاخ ، وجد وكرا فيه ضبع جامد ، وكزه بالعصا فلم يستجب ، فأدخل قدمه و حصل على نفس النتيجة ، عندها طلبني وأخي الأكبر فدخلنا لنرى الضبع الميت أو المريض , ربطناه و أخرجناه وإذا به لا يشكو من شيئ ".

ويضيف محمد " واستنتجنا وقتها إنو الضباع داخل أوكارها لا تعض ، وحتى لو ضربتها ، ترد بحركات من جسدها فقط بس ما بتعض ".



" إذا لم تكن (أبو الضباع) مات أخوتك جياعا"

بلغ محمد الثامنة عشرة من عمره مؤخرا, و في رصيده " أكثر من مئة ضبع مرّوا على يديه وعلى بيته ومنهم من شاركه سريره" .

وبدأ " أبو الضباع" ، كما يلقبه أبناء قريته الواقعة في محافظة إدلب ، باصياد الضباع مع أخويه الأكبر منه ، منذ اكتشاف والده لهذه الطريقة قبل عشر أعوام ، و استمر وحده بعد أن غادر أخواه إلى العسكرية.

وفي رقبة محمد شابين و طفل ، حيث أصبح فجأة مسؤولا عنهم بعد وفاة والده بحادث على الموتور ، فيصطاد محمد الضباع في الشتاء ويبيعه بسعر من 15_20 ألف ليرة ، و في الصيف يصطاد الثعابين و " فروخ البواشق و الصقور".

ويساعد أمجد ابن الاثني عشر عاما أخاه في الصيد " عند الضرورة " في الشتاء ، حيث تكثر الضباع في مغاور جبل قريتهم التي يحفظانها عن ظهر قلب .

وقد يدله أحدهم على مكان ضبع فيعطيه نسبة من ثمن المبيع ، يتفق عليها.

وعما يجري في المغارة عندما يدخل قال لنا محمد " أدلل الضبع فأمسح بيدي على رقبته و رأسه ، و أتفرج على أسنانه " ، علما أن قوة فكي الضبع تبلغ من 3,5 _4 طن .

وعندما لاحظ محمد نظرات التعجب والخوف في عيوننا ، أكد " الضبع حباب لا يؤذي إلا وقت بجوع و خارج وكره فقط ".

وروى لنا محمد أنه دخل " مرة على مغارة كان فيها أم ترضع ضباعها الصغار ، فمددت يدي لآخذ ابنها فرفعت قدمها لتسهل علي سحبه" .



يعيش الضبع في حمام العائلة ومعها حتى يأتي شاريه

يصطحب محمد الضبع من الوكر إلى منزله ، ويضعه في الحمام الذي يتصرف فيه الضبع " مثل وكره باستسلام و خضوع ".

قال لنا أبو الضباع " بفك قيود الضبع و بطعميه ، بمساعدة أهلي ، لحتى يجي حدا ليشتريه ، وحتى أخواتي البنات بيدخلوا عالحمام لتنظيفه ، وبيجروا الضبع لتنظف تحته وبرجعوه بس يخلصوا ".

ويتابع محمد " مرة بس ، استشرس ضبع بحمامنا ، فتركناه تسعة أيام حتى أصابه الوهن و الجوع وسيطرنا عليه ، ومن وقتها حطينا باب لمغارة قريبة من السفح ، وصرنا نحط فيها الضباع اللي صدناها ".

ويدخل أمجد الماء والطعام إلى المغارة التي تضم " مجموعة من 6 ضباع أحيانا " ، وعند إخراجها يقوم بعملية صيد جديدة.

قادنا محمد إلى هذه المغارة ، وبرغم ارتدائه للـ" مشاية " , كان يتسلق دون أن يهتز أو يتغير تواتر تنفسه، و على أصوات لهادثنا ، شرح لنا كيف يدخل الضباع إلى المغارة وكيف يخرجهم.

واعتذر محمد على المغارة الخالية " لأن الدنيا صيف " ، وبالطبع لم نبادله أي أسف.



لحمه مقوي جنسي وأعضاؤه تفك السحر وتطرد الشياطين وتروض الأزواج

للضبع السوري خصائص ومزايا عديدة ، وأبرزها أن الضبع السوري مخطط خلافا لأغلبية الضباع التي تكون منقطة " وهو مطلوب جدا" .

ويباع مخ الضبع الذكر لدول الخليج و فرنسا و المغرب بالغرام و أحيانا بالقيراط كالألماس , أما دمه ف" يدهنون منه حواجبهم وأعضاءهم ، ويجفف لتستعمل اجزاء صغيرة منه تحمل داخل خاتم او ايقونة ".

وقال حسان شوكانه أحد العاملين في صيد الضباع لسيريانيوز " أفرد الجاحظ والدميري صفحات طويلة للحديث عن خصائص الضبع واستخداماته الطبية وفي مجال السحر ، فالضبع لا ينتمي لفصيلة حيوانية معينة ، فهو لا ينتمي إلى فصيلة الكلاب ولا إلى القطط بل يجمع بين الفصيلتين ".

وأضاف شوكانه " دماءها وأجزاءً منها تستخدم في السحر ويعتقد أن مخه ودمه وأعضاءه التناسلية تبعد الحسد والسحر والعين ، وكلو غلط ومالو أساس من الصحة ".

وروى شوكاني في لقائه مع أحد المواقع "انهم يعتقدون أن جبهة الضبع تستخدم حرزاً ليحمي الشخص وطرد الشياطين، كما أن مخّه يجعل المرأة تسيطر على زوجها فلا يرفض لها طلباً ، أما الجهاز التناسلي فيقول العرّافون إنه لمنع الزواج أو للتفريق بين زوجين أو لمنع الحمل".

في الوقت الذي قال فيه لسيريانيوز " هذه خرافات و أصلا نحنا بطلنا نبيع الضباع لمين مابدو من خمس سنين ، و صرنا نبيعها بس لحدائق الحيوان أو المزارع اللي بدها تربيها " .

وكان شوكانه قد روى في اللقاء قصة راقصة لبنانية مشهورة قصدته "وقد طلب منها أحد السحرة دم ضبع سوري لإجراء سحر أسود لتتمكن من قهر منافساتها ، وأصرت حينها على أخذ مخ الضبع، حيث قالت إن ساحرة مغربية تقيم في بيروت ستساعدها على النجاح وتحقيق مرادها عن طريقه".



حلب أم الضبع و أرضعه وهو واحد من عابري منزلهم السنويين

حدثني محمد بشغف عن الضبع الذي رباه منذ أن وضعته أمه ، و حرصا على صحة الوليد حلب محمد أم الضبع و أرضعه في حضنه .

وقال محمد " أحيانا كنت غطيلها وجهها ، وحط الضبع الصغير على صدرها مشان يرضع بدون ماتشوفه ، لأنو إذا شافتو وهي بالأسر بتاكلو مشان مايعيش بالظروف التي عمتعيشها" .

ويتابع محمد " كان بارود ، اسم الضبع ، يهرب من مكان نومه لينام حدي على السرير ، بس اضطرينا نبيعه لأنو سافر أبي ليشتغل بلبنان ، ولما رجع كان الضبع نسيانه و هجم عليه عدة مرات ، فاضطررت لتسفيره".

ويقول أهالي القرية لمحمد بأنه لن يموت إلا بين فكي الضبع لكنه يستبعد ذلك " فأنا أثق به و هو يعرف أني لا أخاف منه لذلك لا يمكن أن يمسني بسوء".

ويضيف أبو الضباع " أنا ربيت مع الضباع ، بحس فيهم ، وبعرف إذا كان منزعج أو مهموم ، معصب أو مرتاح ، بدو يهرب أم مستكين ، أنا بفهم عليه فهو و أنا منحكي بنفس اللغة ".

و قال الصيدلاني مصفى الرحابي الذي يعمل في هذه القرية لسيريانيوز " تعتبر عائلة محمد الضبع فردا من أفرادها ، ومرة جاءني والدهم يطلب دواء لضبع يربونه في منزلهم ، و ناقشني أكثر من نصف ساعة خوفا أن تكون الحقنة ثقيلة عليه أو أن تزعجه ".




زينة ارحيم - سيريانيوز

http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=60725


[/align]

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: