موريتانيا: إمكانيات سياحية في انتظار السياح
تنوع المناظر وكثرة الطيور يغري هواة الصيد بزيارتها

تشتهر موريتانيا بأنها من المناطق الصحراوية الغنية بأصناف نادرة من الحيوانات والطيور وتنتشر على طول البلاد حدائق ومحميات طبيعية فريدة مثل محمية حوض آرغين في الشمال وحديقة جاولينغ في الوسط، وفي الغرب يمتد شاطئ طويل من المحيط الأطلسي بمياهه الزرقاء الصافية ورماله البيضاء الناصعة، بينما تغلب الصحاري الشاسعة التي ترصعها الواحات الخضراء على تضاريس هذا البلد القصي من المغرب العربي.
وهذا التنوع في المناظر الطبيعية والثروة الحيوانية جعل البلاد تستقبل أعداد متزايد من السياح من هواة الصيد حيث تنظم وكالات الأسفار رحلات صيد ممتعة في البرية الغنية بالغزلان والأرانب وطيور الحبارى وغيرها، كما تؤمن للسائح القيام بجولات سياحية عائلية مريحة وآمنة في المنتجعات المطلة على المحيط الأطلسي والتي توفر الراحة والاسترخاء وفي المحميات الطبيعة والمراكز السياحية المخصصة للصيد البري والبحري للتمتع بمغامرات الصيد المثيرة، وفي المدن الأثرية التاريخية لاكتشاف تاريخ وحضارة موريتانيا.
وقد أصبحت موريتانيا مؤخرا تهتم بالنشاط السياحي بعدما لاحظت تدفق السياح الأوربيين إليها، بينما لا تزال أعداد السياح العرب ضعيفة، أغلبهم خليجيون من هواة الصيد وحياة البرية. وزائر موريتانيا يجد نفسه مشدودا إلى عبقها التاريخي وإلى خصوصية مجتمعها، فهو بطبعه زائر خاص، فإذا كان تنوع المناظر العمارنية والحضرية وتميز المناخ، والرفاهة في الإقامة والتنقل أكثر ما يغري السائح لزيارة بلد ما فموريتانيا قلما توفر لسياحها تلك المتطلبات حيث يتوقف زائر موريتانيا أو بلاد شنقيط كما يطيب لأهلها تسميتها، عند جاذبية الصحراء وروعة منظر الواحات وعند ثراء معالمها وآثارها التاريخية.
شمالا أو جنوبا سيتمتع السائح بمناظر طبيعية متنوعة ائتلافا واختلافا من هضاب صخرية نحتت وديانا عميقة وجبال ومرتفعات، ومن نهر إلى ساحل إلى صحراء وأحواض، وبين رأس تيميريس وخليج الكلب شمال البلاد يقع حوض آرغين وهو حظيرة وطنية محمية تمتاز بأهمية وتنوع تجمعات الطيور التي تأوي إليها، حيث نجد أسراب البجع الأبيض والخطاف الملكي والبقويق الأشقر والنحام الوردي، وبين خضرة الخوض وزرقة السماء والشمس الساطعة على الرمل الأشقر يتشكل منظر بديع تزينه أسراب الطيور المتنوعة، وغير بعيد من الحوض تمتد شواطئ الأطلسي بمياهها العذبة وأسماكها المتنوعة الكثيرة ولا عجب لأن هذا الساحل يعتبر من بين أغنى سواحل العالم بثروته السمكية.
وفي جنوب الصحراء الممتدة على طول البلاد نجد نهر السينغال وهو الحاجز الحدودي الطبيعي بين موريتانيا ودولة السينغال وعلى ضفافه سهول خصبة تشكل منطقة زراعية وسياحة هامة للبلاد بالأخص منطقة "كرمسين" عند مصب النهر حيث منظر البحر والنهر يشكلان لوحة فنية غاية في الجمال والروعة.

مخيم واحات


وموريتانيا اسم أطلقه الاستعمار على الجزء الشمالي الغربي من افريقيا ومعناه بلاد السمر، واشتهر البلاد بتجارة القوافل التي كانت تربطها بافريقيا وباقي البلاد العربية، أما سكانها الذين يقدرون ب2.8 مليون نسمة فهم نسيج من عرب وزنوج، حيث استوطنت البلاد قبائل عربية من "عرب بني حسان" الذين يشكلون
النسبة الغالبة من السكان، وهم من قبائل معقل التي زحفوا مع الهلاليين وبني سليم، وامتزجوا بالقبائل البربرية والزنوج. ويعتمد السكان في معيشتهم على التجارة والزراعة وتربية الماشية والصيد، لكن المهنة الأكثر تداولا هي التجارة، وإن كانت البلاد قد سميت ببلد المليون شاعر لولع أهلها بالشعر فالأجدر أن يسمى المليون الباقي من السكان بالتجار لإتقانهم هذا النشاط وإقبالهم الكبير عليه بالأخص النساء.
ومن أقدم المدن الموريتانية نجد "ولاتة" و"ودان" و"تيشيت" ورغم أن غالبية سكان هذه المدن هجروها إلا أنها تبقى شاهدة على تاريخ حافل وعصور زاهرة. وبحكم خصوصية المجتمع البدوي القائمة على تنقل القبائل من مكان لآخر بحثا عن مراع لماشيتها فإن المدن المشيدة قبل استقلال البلاد قليلة، وكان القلب النابض للبلاد ومركز الإشعاع الثقافي والمبادلات التجارية لها على مر العصور مدينة شنقيط ومعناها عيون الخيل يعود تاريخها لسنة 100هـ وتتميز بطرازها المعماري الفريد حيث تبنى البيوت والمساجد من حجارة جافة متراصة على شكل هرم وتضم مكتبة شنقيط 1400 مخطوطة نادرة من مختلف فروع العلم أقدمها يعود إلى 480 هـ.
أما العاصمة نواكشوط فلا يتعدى عمرها نصف قرن تمتاز بعمرانها البسيط والمترامي على أطرافها وكذا البناء العشوائي المعروف محليا بـ"الكزرة" عدد سكانها يقدر ب 500 ألف نسمة. كذلك من المدن المهمة العاصمة الاقتصادية للبلاد انواذيبو والتي تحتوي على أهم مراكز الصيد البحري وميناء دولي يؤمن التصدير والاستيراد، ومدينة ازويرات بالشمال الشرقي بها أكبر مناجم الحديد، ومدينة أكجوجت وسط البلاد التي تحتوى على مناجم النحاس، ومدينة عيون العتروس بالجنوب الشرقي ذات الكثافة السكانية العالية والثروة الحيوانية المهمة إضافة إلى مدن النعمة وكيفه وألاك وتجكجة.

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: