مسائكم ياسمين دمشقي
في مثل هذا الشهر الكريم وبالتحديد في مثل هذا اليوم 18 رمضان من عام 21 للهجرة النبوية
الشريفة رحل وبمدينة ( حمص )التي تطهرت بجثمانه الطاهرة أعظم قائد عرفته البشرية عن عمر ناهز
السابعة والخمسين بعد حياة مليئة بالمعارك الطاحنة التي لم يشهد مثلها أي قائد بالتاريخ إطلاقا
وهذا القائد هو

خالد إبن الوليد
هو خالد إبن الوليد إبن المغيرة المخزومي القرشي ويلتقي مع الرسول صلى الله عليه وسلم
في الجد الخامس ولد بمكة ونشأ وترعرع فيها وأبوه الوليد من كبار سادة قريش...
كيف أسلم..؟
ركب فرسه وذهب إلى قريش عند الكعبة وجرد سيفه وقال : لقد أسلمت ثم ضرب صنم قريش
بالسيف وقال : من يرد علي لقد ضربت إلهكم فلم يرد أحد فقال خالد : إني ذاهب لمحمد ( ص )
وعندما ركب فرسه قال أحد شباب قريش وهل ندعه يذهب فرد عليه أحد كبار قريش : يا سفيه
إنه خالد ومن يرد خالد عن أمر كان في نفسه...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن في سيف خالد رهقا ) دليل على قوة وقسوة وغلظة
شخصية هذا القائد العظيم...
أشار عمر بن الخطاب على أبو بكر أن يعزل خالد عن قيادة الجيش فقال أبو بكر : كف عن خالد
يا عمر والله لن أغمد سيفاسله الله في الإسلام ومن يجزي عني جزاء خالد...
وقال عنه الأكيدر ملك دمة الجندل : أنا أعلم الناس بخالد لا يرى قوم وجه خالد أبدا قلوا أو كثروا
إلا إنهزموا منه...
توجه لفتح الشام وأستطاع أن يعبر طريق كان يسمى بطريق الموت لصعوبته وهو صحراء ليس
فيه حياة ولقد عبره في فصل الصيف والأرض كأنها لهب من نار وأعتبر هذا العبور أعظم مهمة
يقوم بها جيش في التاريخ...ولما وصل الجيش حدود الشام وكانت الإمبراطورية الرومانية مسيطرة
عليه وكانت العاصمة دمشق فخاض الجيش بقيادة القائد خالد إبن الوليد معارك عظيمة وكثيرة
حتى فتح سوريا والأردن ولبنان وفلسطين...
عندما عزل خالد إبن الوليد عن الجيش أصبحت الفتوحات الإسلامية تسير كالسلحفاة خلاف
ما كانت عليه أثناء قيادته وهذا ما يؤكد الخطأ الفادح في عزله...
وفي آخر سنة لسيف الله المسلول قال : أن أحمل سيفي في ليلة شاتية شديدة البرودة
لا أنام فيها حتى يطلع الفجر ثم أغير على عدوي أحب إلي من أن تزف لي أجمل النساء...
وعندما حضرت وفاة خالد إبن الوليد قال : لقد قاتلت في أكثر من مئة معركة فوالله ما في
جسدي شبر إلا وبه ضربة سيف أو رمية سهم أو طعنة رمح ( فلا نامت أعين الجبناء )...
مات خالد إبن الوليد رضي الله عنه ودفن بمدينة حمص بعد أن داس بقدميه على أعظم
الدول وقاداتها في عصره...
الغريب والعجيب أن فرس خالد إبن الوليد أخذت تصهل صهيل فيه حزن وحنين ودموعها تنهمر
ولم يستطيع أحدالإقتراب منها وأخذت تدور حول دار خالد طوال الليل حتى سقطت وماتت...
مؤلف كتاب إنحطاط الدولة الرومانية وهو من إحدى الدول الأوربية يقول : إن خالد إبن الوليد
أشرس وأعنف قائد عرفته البشرية...
عندما حضرت الوفاة أمير المؤمنين عمر إبن الخطاب قال : والله لو خالد إبن الوليد بينكم لوضعته
من بعدي خليفة عليكم حتى إذا لقيت ربي وسألني جل جلاله عن حال أمتي أقول : لقد
وضعت عليهم سيفا من سيوف الله...
هذه بعض المقتطفات المختصرة عن سيرة هذا القائد العظيم والتي تحتاج لمجلدات كبيرة...
للأمانة منقول...لا تنسوا الدعاء لكاتب هذه السيرة والدعاء أيضا للي تعب ببنقلها...




:24: ذيب الشمال :24:

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: