مرحباً بكم و شكراً لجميع من شجعني و رحب بتقريري، و أطلب إليكم العذر حيث أنه التقرير الأول و لا أخفيكم أني مع انشغالي ترردت في كتابته .. فليس قلمي محلقاً في فضاء الروح كقلم الهروي المتقن، و ليس هو ريشة فنان مبدع كما هو حال الجبل الأخضر، و لا حرفي ملون بالنسائم كحرف نبض الحرف .. و لا هو قادر على الرواية العذبة كقدرة أب الشهيدين و سعيد الحمادي و الصقر ، و لا أظن فيه صدق البساطة في الحكاية كما حكايات الشملان، و لا بساطة الصدق في القصص كقصة سويلم الباثفندرية .. و ليس لي عذوبة لسان مثل الرائعات في الطيبة و النبل: تاريقت و أحلى من العقد ... و لا أرى كلماتي قوية في جريانها كسيل الخير من أعضاء هذه البوابة الرائعة ... و كلهم رائعون.
قررت المجازفة .. و قلت مالي لا أكتب !
قصتي مع الشام أخالها سراً من أسرار روحي، و لا أعرف لفك رموز هذا العشق طريقاً .. زرتها أول مرة منذ ما يقارب الـ عشر سنوات .. و منذ ذلك الحين و أنا أبذل ما أستطيع كي أجد متنفساً لروحي بين سحائب دمشق مرة كل عام ... و لكن منذ ما يقارب الأربعة سنوات أو تزيد شاء الله الحكيم الخبير أن لا أجد إلى الوصول إليها سبيلاً ... و في كل مرة نعد فيها للسفر نكون قاب قوسين أو أدنى .. ثم لا نسافر .. و الحمد لله على قضائه و قدره.
و في هذا العام بلغت غربتي ذروتها .. فعزمت أمري و حزمت ... و سألت الله التيسير، و قدمت من لندن (مدينة الضباب) و هي كذلك و الله .. ضبابا و ظلمة و عتمة ... لا حول و لا قوة إلا بالله .. قدمت منها في شعبان يوم السبت الموافق السادس عشر من أغسطس .. ووصلت لدياري الأولى في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم .. و لقيت هناك أحبتي ... و الحمد لله.
و قد رتبت للسفر عبر الإنترنت بالحجز على الخطوط السعودية من المدينة إلى طريف يوم الأربعاء من نفس الأسبوع... المسافرون أو المسافران أنا و ابن أختي "مروان" البالغ من العمر 17 عاماً و أسأل الله له طول العمر في طاعته فقد كان نعم الرفيق في السفر. :24:
جهزنا كل شيء و أخذت ضربات قلبي تتسارع! سألتقي دمشق .... أظن أن السر بيني و بينها أنّ كلاً منا قد وجد الآخر في الوقت المناسب فلم أضيعها و لم تضيعني! :101:
رحلة المدينة إلى طريف كانت في فجر الأربعاء .. توقفنا في تبوك 45 دقيقة و بقينا في الطائرة ... ثم واصلنا إلى طريف....
وصلنا مطار طريف ، و إذا به صالة صغيرة .. الحقيقة تفاجأت ... لكن أخذنا الحقائب، و توجهنا حسب تعليمات بوابتنا الغالية إلى محطة الفهد، الوضع بالنسبة لي كله غريب .. لأني تعودت السفر بالطائرة مباشرة من المدينة إلى دمشق ، و في هذه المرة قررت السفر بروح المغاااامِرة :106:
توقفنا فرأينا باصاً واقفاً للتزود بالوقود، سألت أحد الركاب الذين نزلوا للشراء من السوبر ماركت في المحطة: من أين يمكننا قطع التذاكر إلى دمشق .. قال لي لا تحتاجون: سأكلم السائق و سنأخذكمت معنا! استغربت ... ذهب مروان للشراء و ظللت واقفة أتأمل ... مر بي رجل عيونه أشد احمراراً من الجمر و هيئته غير مناسبة، شعرت للأسف بالقرف! قال لي بأنه سائق معتمد من دمشق و أنه بإمكانه أخذنا بسيارته بعد تسجيلها في المكتب ... الحقيقة لم أجد صعوبة في أن أرفض ... لم يستغرق ذلك مني ثانية في التفكير.
حضر مروان و أخبرته ,, قال نذهب بالباص .. فعلاً كلمنا السائق و دفعنا له و أريناه جوازات السفر و قمنا بتحميل الحقائب ... و جعلت أردد دعاء الاستخارة ... و لما ركبنا الباص ... لم نشعر بالارتياح مع أنه لم يكن مزدحماً! تشاورنا .. قررنا النزول.
في الحلقة القادمة ... سأخبركم كيف أراد الله لنا أن نسافر مع السائق الأحمر!
:112::112:
عفواً هذه مقدمة و الصور ستأتي تباعاً إن شاء الله .. مع أنني لم ألتقط الكثير ...
المفضلات