الموضوع: ذكرياتي عن رحلتي لسوريا ولبنان مع وكالة سياحية لمدة تسعة أيام

ذكرياتي عن رحلتي لسوريا ولبنان مع وكالة سياحية لمدة تسعة أيام


مقدمـــــــــــــــة :

إذا كنت ممن بينك وبين القراءة عداوة فأنصحك أن لا تتعب نفسك في قراءة هذه المذكرات لأنها سوف تكون طويلة ومفصلة وفوق ذلك مملة وأنا أعتبر نفسي من أصحاب الميداليات الذهبية في الإملال و(الهذر) وكثرة الكلام والاستطراد لذالك وجب التنويه وقد أعذر من أنذر!! ومن الأفضل لمن أراد قراءة هذه الذكريات أن ينسخها على قرص مرن أو يطبعها على ورق حتى يتجنب الأرقام الفلكية لفاتورة الهاتف إذا كن من المشتركين في الانترنت عن طريق البطاقة مسبقة الدفع.


أما أولئك الذين يستخدمون طرقا أخرى في التصفح فأنصحهم أن يقرءوا المذكرات مباشرة !! وعلى العموم كل واحد (أبخص) بالطريقة التي تعجبه لقراءة المذكرات بس المهم أن لا تزعجوني بالأسئلة عن نوع الكاميرا التي التقطت بها الصور لأنها من النوع الذي يطلق عليه (مشي حالك!!) كما أن بعض الصور التقطتها الوالدة بطريقة احترافية!! بعد أن علمتها على الطريقة الصحيحة للإمساك بالكاميرا وضبطتها عدة مرات وهي ممسكة بها بشكل مقلوب إلا أن هذا لم يمنع ظهور بعض الصور التي التقطتها لنفسها وهي تحاول التقاط صورة لي لأنني سهيت عن تنبيها بتعديل اتجاه الكاميرا!!

أعود إلى بداية القصة (أنت بدأت لكي تعود للقصة!!) كانت البداية من هذه المنتدى وعن طريق عضو من أعضاء المنتدى أسمه( سعــksaـــودي).

وضع هذا العضو رابط لشركة تعمل في مجال السياحة وكان من ضمن العروض التي طرحتها هذه الشركة عرض لزيارة سوريا ولبنان لمدة تسعة أيام شاملة التنقل ووجبات الإفطار والسكن في الفنادق وأربعة وجبات عشاء مع مرشد سياحي بقيمة(1344 ريالا فقط) طبعا لم يكن السعر يشمل تذاكر السفر وإلا كان الموضوع فيه إن!! ارتفع سعر العرض إلى 1580 ريال لأنني تأخرت في الحجز.

حقيقة كان العرض مذهل ويوفر الكثير من الجهد والمال.

لم تكن وجهتي قد تحددت بعد لكن العرض استقر في الفص الأيمن من دماغي كما أن البرنامج أخذ مكانه في نخاعي الشوكي حتى يحين الوقت.

مرت الأيام وتصفحت كثير من الوجهات السياحية من خلال تجارب الأعضاء في العرب المسافرون واستقر الاختيار على الاتجاه لسوريا ولبنان بالرغم من الكلام الكثير الذي قرأته في المنتدى عن السياحة في سوريا والذي كان (مش ولابد!!) فكثير من الأعضاء الذين سافروا لسوريا أعطوا انطباعا بأنها لا تصلح للسياحة بسبب الاستغلال والغش الذي يعاني منه السائح الخليجي هناك
ولكن من يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر!!

قلت لنفسي من لها غير أبا سلطان ؟! ألم يقل عنترة في وصف هجومه الكاسح عندما استصرخه بنو عبس:


[poem=font="simplified arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="sienna" bkimage="backgrounds/23.gif" border="solid,4,darkblue" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
لما رأيت القوم أقبل جمعهم يتدافعون كررت غير مذمم
يدعون عنتر والرماح كأنها أشطان بئر في لبان الأدهم[/poem]

والتجربة خير برهان في معرفة الصورة الحقيقية لسوريا!!


كنت قد حجزت مسبقا مقعدين لي ولوالدتي حفظها الله لسوريا بتاريخ الثلاثاء 17/8/2004 على الخطوط السعودية وصادف أن كان البرنامج الذي أخبرتكم به يبدأ من يوم الثلاثاء وينتهي الأربعاء (ثمان ليال وتسع أيام) تشمل سوريا ولبنان وسيأتيكم تفصيل هذه الرحلة يوم بيوم على شكل حلقات تبدأ باليوم قبل السفرالأول وتنتهي بنهاية اليوم التاسع.. إن كان بالعمر بقية.

وهنا لي وقفة (وأنا أحب التوقف كثيرا!) مع الأسف الشديد القليل منا من يحرص على اصطحاب والديه للترفيه عنهما بينما تستأثر الزوجة والأولاد أو الأصدقاء بكل السفرات داخل المملكة وخارجها.

وأنا لم أسمع عن أحد ترك زوجته وأطفاله واصطحب والده أو والدته في سفرة من سفراته فلماذا هذه العقوق من الأبناء تجاه الآباء؟!

سمعت قبل سفري برنامج في إذاعة القرآن الكريم يتحدث فيه الضيف عن البر بالوالدين ومن البر الترفيه عنهم واصطحابهم عند السفر فعزمت على المضي قدما فيما نويت عليه من اصطحاب والدتي معي رغما عن ما سوف يسببه ذلك لي من بعض المنغصات في حياتي الزوجية.

وحصل شئ يوم سفري لم أتوقعه واثر في تأثيرا كبيرا سوف أقصه عليكم فيما بعد عندما يأتي دوره في تسلسل الأحداث إذا كان (جلدكم) على القراءة طويلا! وصبركم على كثرة استطرادي عظيما!

عزمت على السفر بوالدتي وترك أطفالي وليحدث ما يحدث رضى الوالدين عندي أغلى مما عداه .. أليست الجنة تحت أقدام الأمهات(وإن كان الحديث فيه ضعف على ما اذكر) ولكن كثير من الآيات والأحاديث حضت على البر بالوالدين وخفض الجناح لهما.

وبعد هذه المقدمة والتمهيد آتي على ذكر ما حصل لنا في رحلتنا من أحداث غيرت صورتي عن سوريا ولبنان واللتان أزورهما لأول مرة في حياتي!!
وإليكم الحلقة الأولى.

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:

• للصغار فقط سياحة ثلجية مصورة
• يوجد في سوريا شلالات رووووووووووعه
• لمن زار كسب ، افيدونا
• الطريق من الشام إلى الرقة
• من الأردن الى سوريا وبعض الأسئلة البسيطة
• اكتشافات أثرية مثيرة في موقع تل قطنة في المنطقة الوسطى من سورية
• صور مطعم ألف ليلة وليلة اخيراعالم من الخيال
• المكاتب السياحية فى صلنفة
• لكل الاعضاء محبه
• خارطة جديدة بالعربي لسوريا لم يسبق مشاهدتها في المنتديات هدية للأخوه الاعزاء
• جزيرة أرواد
• المسافة من مطار دمشق للصالحية وإيجار شقة صغيرة
• كيف الجو الأن في سوريا
• استفسار عالي السرعة
• رحلة المشمش
• خبراء سوريا طلب لو سمحتم
• للتوضيح موضوع ما هَكَذا يُعَامَلُ الضَّيفُ يا أهلَ الشَّام
• طريق بيروت القديم الربوة منتزه الدمشقيين منذ القدم
• استفسار عند فندق ديمديان دمشق
• اتمنى نقل مباشر للوضع لمن يسافر قريبا

الحلقة الأولى : يوم الأثنين 16/8/2004 م ( قبل السفر بيوم)
كانت إجازتي قد بدأت منذ يوم السبت قضيتها في انجاز بعض الأعمال والتوسط لتوظيف زميل يريد الانتقال من وظيفته الحالية إلى وظيفة أخرى والذهاب مع الوالدة للسوق لشراء بعض المستلزمات المتعلقة بالسفر

( العرب مولعون بالتأجيل والانتظار حتى اللحظات الأخيرة لشراء حاجياتهم والتخطيط لأمورهم الشخصية والعائلية )

اشترت الوالدة حقيبة كبيرة لوضع الأدوية الخاصة بها أدوية السكر والضغط والروماتيزم ووهن العظام والكولسترول وأدوية الاكتئاب والقلق والصداع والحموضة والأدوية الإضافية الأخرى التي تستخدم عند الطوارئ كأدوية المغص والإسهال والغثيان إضافة إلى جهاز تحليل السكر والإبر والشرائط ولو واصلت سرد باقي القائمة لتحول المنتدى من العرب المسافرون إلى العرب المريضون!!

ولي مع المرض والأدوية وقفة أخرى عندما يحين دورها.

بعد أن اشترت الوالدة الحقيبة وبعض المستلزمات الأخرى عدت إلى البيت لأبد فصلا جديدا من تهدئة الخواطر ( مع الاعتذار لمشرفنا!!)

خواطر أم سلطان التي لم تستطيع إخفاء تبرمها وتضايقها من سفري دون اصطحابها هي والأولاد.

وطوال شهرين من التحضير للسفر وأنا أحاول تهدئة هذه الخواطر وإعطاء الوعود تلو الوعود بأنني سوف أعوضهم بسفرة أخرى في السنة القادمة إنشاء المولى إلى (سيريلانكا).

وأم سلطان تعتقد بأن وعودي تلك كوعود (شارون) للفلسطينيين أو وعود (بوش) بالحرية للعراقيين!!

ولم تقتنع إلا بعد أن أدخلتها لمنتدى العرب المسافرون وأريتها الموضوع الذي كتبه أخونا العضو في المنتدى( أبو عمر) ورأت صور سيريلانكا حتى هدا بالها وصدقتني بالرغم من المثل المصري المشهور ( يا مئامنا الرجال مئامنا الميه في الغربال!!).

ومما زاد من خوفها وشكوكها أنني مسافر إلى سوريا ولبنان!!

وضع خط تحت كلمة لبنان!! أي امرأة عاقلة تسمح لزوجها بالسفر إلى لبنان لوحده؟!

ولو لم تكن معي والدتي لفرضت علي حظرا كاملا وسحبت زواج سفري !!

المهم (عدى) هذا اليوم على خير وأعلنت أم سلطان موافقتها النهائية قبل سفري بيوم واحد! وإن كان ما زال في نفسها شئ من حتى!

كنت قد اتصلت بالوكالة السياحية والتي يقع مقرها في جدة واستفسرت منهم عن كيفية ارسال

رسوم الرحلة فأبلغوني برقم الحساب الذي أحول له المبلغ واستلمت منهم فاكس بالبرنامج وعدد الليالي

أقدمه لمندوبهم في دمشق عند الوصول

وجاء موعد سفري وحدث فيه أمر حرك عواطفي وشعرت بغصة في حلقي كغصة عادل إمام في شهادته شاهد ما شفش حاجة عندما طلب الكوكاكولا!! ما هو هذا الحادث؟! واصل النقر على (الفأرة) لمتابعة التفاصيل.

الحمد لله على السلامة اخوي ابو سلطان

والله كتبت الرد وانا مابعد اقريت ولا حرف من مقالك بس يوم شفت اسمك قلت ضروري نسلم على الرجال من زمان عنه

الحمد الله على سلامتك وسلامه الوالده اخوي ابو سلطان....

وفعلا مثل ما قالوا الاخوان نفتقد في هذا المنتدى الى سرد قصص واحداث الرحلات..

وانت يا ابو سلطان أبدعت في سرد قصتك وما زلنا ننتظر المزيد..

ولا اخفيك اخي ابو سلطان انني متخوف مع كل حرف اقرئه من قصتك ...

خوفنا من ان تكون الشركه غير مهتمه با المرافقين وتتعامل بنصب..

ولاكن الا الاءن الوضع شبه مناسب.. وننتظر بقيه القصه... بسردك الرائع لها...

وبنسبه للنصب تمنيت ان تقراء اخي ابو سلطان المزيد من عمليات النصب في المنتدى

لكي تحاول ان تتجنب ان ينصب عليك...

ولاكن جميع من ذهب الى سوريا تعرض لنصب ... حتى الخبراء في سوريا...

واخيرا اخي ابو سلطان مره اخرا نحمد الله على سلامتكم.. وننتظر بقيه تفاصيل الرحله

الحمدلله على السلامه

تقرير رائع ابو سلطان
وفي إنتظار بقية الأجزاء

الحمد على السلامة ياأبوسلطان..
الموضوع جدا جميل وحفضته عندي وهنتابعك من البداية
والله يوفقك بإذن الله..

الحمد لله على سلامة الوصول

وان شاء الله تكونون انت والوالده باتم صحه وعافيه

وشف اكتب كل كبيره وصغيره وتأكد ان هناك اناس متلهفين لقرأة كل حرف تكتبه

وننتظر الحلقات بس الله يعين اذا جات الاخيره

تحياتي لك

اخوك ... السحاب

بسم الله ما شاء الله .. عيني عليكم باردة يا أعضاء المنتدى

أثلجتم صدري بترحيبكم السريع وأنا توي منزل الموضوع .. لذلك لا بد من رد التحية لكم واحدا واحدا

وأبدأ بأخونا العزيز :

[align=center] الراي [/align]

نعم صحيح فندق بلازا دمشق بينه وبين فندق الشام شارع أو مدخل صغير ولكن بلازا دمشق يصنف

على أنه أربع نجوم فيما يصنف الشام في فئة الخمسة نجوم

وبالنسبة للبخشيش فكان التوسع فيه في البداية أول ما وصلت ولكن بعد ذلك تم ضبط الأمر.

كنت أعتقد أنه لا يوجد رسوم للمغادرة وأنها مقتصرة على المسافرين السوريين فقط وهذا مما كاد أن

يوقعني في موقف محرج عندما حان وقت عودتنا للرياض ولهذا قصة أرويها في الحلقة الأخيرة..

شكرا يا الراي على تواصلك وبالمناسبة أنا من المعجبين بمشاركاتك في المنتدى.


[align=center] الأخ oms 282 [/align]

فيك الخير والله ..

دائما وصول .. ومتابع الله لا يحرمنا من تواصلك..

على فكرة تراني ما نسيت السودان!!


[align=center] أخي العزيز سعـــKSAـــــودي[/align]

كلك خير وبركة .. وأكرر لك شكري على مساعدتك في وضع ذلك الرابط والشركة تعاملها

ممتاز ومن أحسن ما يكون وتابع الحلقات وسوف يتبين لك ذلك...

والموضوع كله أشارك فيه عرفانا بجميلك.


[align=center] الأخ مهاجر[/align]

شكرا على تشجيعك .. وأنا ملاحظ أنك مشاركاتك ما شاء الله كثيرة في المنتدى

ويتبين ذلك من متابعة الشريط المتحرك الذي في أعلى الصفحة.

شكرا لمرورك وتواصلك..


[align=center]الأخت ميسون محمد[/align]

أحرجتيني بمتابعتك الدائمة لما أكتب ..

سواء متابعتك لذكرياتي في بوابة السفر إلى بريطانيا وإيرلندا والآن في بوابة سوريا..

شكرا لك رعاك الله ..


[align=center] الأخ AlSahab [/align]

السحاب مرة وحدة؟! أنا في علم ولا حلم؟!

حالتي تشبه حالة من استطاع الحصول على توقيع أحد المشاهير!!

شكرا لتفضلك بالمرور على موضوعي المتواضع أيها السحاب ..

جعل الله أيامنا سحابا وأمطارا وخضرة وربيع دائم ..

الحلقة الثالثة: يوم الاربعاء 18/8/2004 م ( اليوم الثاني من الرحلة)

كنت أمام خيارين لا ثالث لهما :

الأول تناول الإفطار الساعة الخامسة صباحا قبل أن يمر علينا (الشوفير) لاصطحابنا مع المجموعة وبدء الرحلة إلى الشمال السوري.

والخيار الثاني الانتظار إلى الساعة التاسعة صباحا عندما نتوقف على الطريق للاستراحة حسب البرنامج المخطط له ..

واخترت الخيار الأول لخوفي من أن ينخفض السكر عند الوالدة إذا لم تتناول إفطارها.

كانت الوالدة مجهدة والأدوية النفسية التي تتناولها تجعلها تشعر بالرغبة في النوم لفترة طويلة ولكن ما باليد حيلة فمن يذهب مع مجموعة سياحية لا بد أن يلتزم بالوقت فالوقت ملك الجميع وليس ملكه وحده.

اقترحت أن نلغي الرحلة ونجلس بالفندق إذا كانت لا تستطيع المواصلة ولكنها بكل شجاعة وإصرار أصرت وألحت على المضي قدما في الرحلة رغم التعب الذي كانت تشعر به.

نزلنا إلى بهو الفندق في تمام السادسة صباحا ونزلت بعدنا عائلة سعودية مكونة من ثمان أفراد جاءت عن طريق نفس الشركة شركة( ريكسون) ولكن برنامجهم كان يشمل بالإضافة إلى زيارة سوريا ولبنان زيارة تركيا أيضا فيما كان برنامجي أنا والوالدة زيارة سوريا ولبنان فقط.

وقف (الباص) الذي سيقلنا طوال يومين قريبا من الفندق وصعدنا إليه وهذه صورته:


[align=center][/align]

توقف (الباص) ليقل ركابا آخرين من مكتب سياحي آخر هو مكتب (الأمير) وصعد إليه شاب سعودي وزوجته وثلاثة أطفال وأسرة عراقية مكونة من خمسة أفراد وطفلين ورجلين من اليمن وعائلة من سوريا مكونة من امرأتين وطفلتين ورجل سوري كبير في السن ومعه شاب أعتقد أنه ابنه أو حفيده وثلاثة شبان من الأردن وصلوا فجر نفس يوم الرحلة ورجل سوري وزوجته الحامل وثلاثة نساء أختان
وأمهم وأخوهم الشاب..

ورجل سوري وشاب سعودي ووالدته ( يظهر أنني لست الوحيد الذي يصطحب والدته معه!!)

إضافة إلى العائلة السعودية ذات الثمانية أفراد وأنا والوالدة وكان عددنا يقرب من 40 شخصا.

كان( الباص) عبارة عن جامعة دول عربية مصغرة ولكن بدون عمرو موسى!!

توكلنا على الله وحيانا المرشد السياحي نيابة عنه وعن أبو أنس (الشوفير) والمساعد وبدأنا طريقنا متوجهين إلى حمص للتوقف في أحد الاستراحات القريبة منها لتناول الإفطار.

في الطريق مررنا بضاحية اسمها (قارة) ثم حمص على بعد 60 كيلوا مترا.

لفت نظري( باص) آخر تجاوزنا على الطريق السريع كتب صاحبه عبارة على الزجاج الخلفي تقول : يا رسول الله إذا ضاقت فأنت لها!!

استغفر الله لو كان رسول الله بيننا( لتمعر) وجهه الشريف من هذه العبارة التي تضعه في منزلة مساوية لرب الأرض والسماء!! ولكنه الجهل والغلو الذي يعمي بصيرة صاحبه نسأل الله الهداية لنا وللمسلمين والناس أجمعين.

في أثناء الرحلة نادى الرجل كبير السن صاحب الروح المرحة المرشد السياحي وعاتبه على صمته طوال الرحلة والمفترض فيه أن يحدثنا عن المناطق التي نمر بها ويشرح لنا تاريخ المنطقة ..

فاعتذر الرجل بأن السبب هوأن ميكرفون (الباص) كان متعطلا كما أن المرشد ليس هو الرجل الذي يصاحبنا خلال الرحلة وإنما هو متدرب والمرشد الأساسي سوف نقابله في الطريق قادما مع مجموعة سياحية أخرى وسوف يتبادل الرجلان الأمكنة.

وصلنا إلى استراحة (هادي قاردن) على الطريق السريع قريبا من حمص للتناول الإفطار.

كانت الاستراحة مكتظة بالوفود السياحية من كل مكان ولكن طاولاتنا كانت محجوزة في الطابق العلوي من المطعم .

الاستراحة نظيفة وجميلة وتحتوي على ملاعب للأطفال ومحل لبيع التذكارات وشلال مياه صناعي .


جلست أنا والوالدة على طاولة مجاورة بانتظار أن يفرغ الجميع من تناول الإفطار
لأننا كنا قد تناولنا إفطارنا بالفندق.

نزلت للأسفل لأشتري بعض الماء وأثناء وقوفي بالشباك حدث أن كان المعلم الذي يقوم بتوزيع الطلبات قد طلب من الصبي أن يحضر له كيسا لكي يضع به احتياجات امرأة خليجية اشترت بعض العصائر والمشروبات وبدلا من أن يحضر الفتى كيسا من (النايلو) أحضر سفرة طعام فكان جزاءه أن تلقى ضربة عنيفة من المعلم على كتفه كادت أن تخرج قلبه من بين ضلوعه.

سقط الصبي بعد هذه الضربة العنيفة على الأرض وأمسكنا نحن بالمعلم مهدئين من عصبيته ( يا رجال أذكر الله وتعود من إبليس الصبي أخطأ خطأ بسيطا لا يستدعي كل هذا العنف).

قام الفتى سريعا ليحضر المطلوب قبل أن يتلقى ضربة أخرى كان المكان مزدحما والمعلم والعمال متوترين يسابقون الوقت لخدمة هذه الجموع من الزبائن التي تتوافد على المطعم بلا انقطاع.

بعد أن انتهت المجموعة من تناول الإفطار صعدنا إلى (الباص) متوجهين إلى مدينة( طرسوس) الساحلية وفي هذه الإثناء كان قد تم إصلاح (المايكروفون) فأتحفنا المرشد السياحي ببعض النكت والفوازير والمعلومات السياحية.

وفي الطريق قابلتنا ظاهرة غريبة لا أدري إن كان أحد ممن ذهب إلى سوريا قد لاحظها أم لا كانت الأشجار على جانبي الطريق كلها وبلا استثناء مائلة نحو اتجاه واحد وبطريقة تبعث على الاستغراب ..

كل الأشجار على طريق حمص طرسوس مائلة باتجاه مدينة دمشق ..

علمنا بعد ذلك أن هذا ناتج عن التيار الهوائي المستمر و القادم من البحر الأبيض المتوسط باتجاه سلسلة جبال لبنان الشرقية باتجاه واحد نحو مدينة حمص مما يجعل الأشجار بسبب تعرضها المستمر لهذا التيار الهوائي تنموا باتجاه مائل فيا سبحان الله!!

وصلنا إلى مدينة( طرسوس) وهي مدينة ساحلية وميناء هام على البحر الأبيض المتوسط ونحن متوجهين إلى الكورنيش قابلتنا لوحة إعلانية كبيرة مكتوب عليها : نانسي عجرم تدعم الثقافة والفن!! فعلق المرشد السياحي متهكما : الله يخليها لنا يارب!! وضج الجميع بالضحك.

ونحن في طريقنا لفت انتباهي مقبرة على الكورنيش يمتلئ سورها الخارجي بالإعلانات الدعائية على شاكلة : تذوقوا فلافل أبو رشاد!! .. ترقبوا السهرة الفنية للمطرب المشهور شبرم!! .. محلات أبو شادي للملابس ترحب بكم!!

ويطل على المقبرة فندق وتصطف المقاهي على طول امتداد الكورنيش في لوحة سريالية عجيبة تتغلب على أفكار( سلفادور دالي) تجمع ما بين المقبرة والفندق والإعلانات التجارية عن الحفلات والسلع والمقاهي التي تعبق برائحة (الأرجيلة) وأصوات الزهر في لعبة الطاولة!! حكمتك يا رب!!

وصلنا إلى الكورنيش وهذه صورته :


[align=center][/align]


وأعطانا المرشد السياحي ساعة للتجول في المدينة والعودة إلى( الباص) الذي توقف بجانب مسجد اسمه مسجد (السلام) على كورنيش(طرسوس) ولم ينسي أن ينصحنا بعدم ركوب البحر لأنه كان هائجا وابلغنا بأنه يخلي مسؤوليته وان ركوب البحر على مسؤوليتنا الخاصة .

وكان البرنامج يحتوى على رحلة لركوب القارب لمن يرغب والتوجه لجزيرة (أرواد) القابعة على مرمى حجر من الشاطئ. وجزيرة أرواد عبارة عن جزيرة صغيرة تشتهر بصناعة التحف المصنوعة من الصدف
وحسب كلام المرشد فإنه تنبعث من الجزيرة رائحة كريهة كما أن الرطوبة عالية ويكون الوصول إلى هذه الجزيرة عبر قارب سريع وهذه صورة الجزيرة :


[align=center][/align]


جلسنا أنا والوالدة لتناول مشروب بارد في إحدى المقاهي المتناثرة على الشاطئ فيما فضل آخرون تجاهل نصائح المرشد السياحي وتوجهوا إلى جزيرة أرواد بالرغم من الأمواج العالية.

انتهى الوقت المحدد للتجمع أمام (الباص) ولم تعد المجموعة التي توجهت إلى الجزيرة .

استغلينا فترة الانتظار الإجبارية وذهبنا أنا وبعض رفقتنا في الرحلة لأداء الصلاة في المسجد القريب وعندما عدنا لم تكن المجموعة التي ذهبت للجزيرة قد عادت بعد ..

وبعد انتظار طال قليلا عادت المجموعة في حال يرثي لها فقد كان الموج عاليا وسبب تمايل القارب وتأرجحه في أن يفرغ بعض أفراد المجموعة ما في معدتهم في مياه البحر لاشك أن الأسماك قد تناولت وجبتها مما خرج من أمعاء تلك المجموعة التي لم تستمع لتعليمات وتحذيرات المرشد!!

بعد هذه الحادثة كرر المرشد السياحي تأكيده على التزام الجميع بالوقت المحدد لكي لا يتأثر البرنامج ويضيع الوقت في الانتظار.

خرجنا من( طرسوس) متوجهين إلى مدينة اللاذقية وفي الطريق إلى اللاذقية توقف (الباص) على الطريق السريع متوازيا مع (باص) آخر على الجانب الآخر من الطريق يحمل المرشد السياحي الذي سوف يصحبنا في باقي الرحلة.

كانت المرة الأولى التي أتعرف فيها على المرشد السياحي الحقيقي صاحب المعلومات الغزيرة والثقافة الواسعة والصوت الهادئ الذي يبعث على الارتياح.

صعد المرشد السياحي (أحمد) إلى (الباص) وتمعن في وجوه المجموعة وبصوته الهادئ الجميل بدأ في التعريف بنفسه : اسمي أحمد (...) أحمل درجة البكالوريوس في علوم السياحة من إيطاليا أتحدث الانجليزية والفرنسية والايطالية وتدربت فترة في هولندا واعمل مرشدا سياحيا منذ اثني عشر عاما!!

يا سلام.. أعتقد أن سوريا بمثل هؤلاء قد وضعت رجلها على أول درجة من درجات تطوير السياحة لان السياحة كما أفهمها أنا تقوم على عدة عوامل..

العامل البشري هو الأساس .. انظروا إلى تجارب الآخرين في الإمارات وفي ماليزيا وسنغافورة وغيرها من الدول التي وظفت قدراتها البشرية التوظيف الأمثل فحصدت نجاحات متتالية جعلتها في مصاف الدول المتقدمة سياحيا.

أحمد هذا كان موسوعة متنقلة لم يترك حجر ولا شجر إلا وحدثنا عنه بالتفصيل.

تحرك (الباص) بعدما انتقل إليه أحمد متوجها إلى اللاذقية ومستمرا في طريقه نحو مشقيتا ومطعم القلعة الذي يطل على البحيرات السبع أو بحيرة 16 تشرين نسبة إلى السد الذي يحجز مياه النهر القادم من تركيا.

وإليكم صورة البحيرات من شرفة مطعم القلعة:


[align=center][/align]


في الطريق حدثنا أحمد عن العثور في سوريا على حجر بحجم الإصبع مكتوب عليه أول أبجدية معروفة في التاريخ قبل ميلاد المسيح بألفين وخمسمائة سنة.

وحدثنا عن آثار سوريا وتاريخ سوريا كان خير متحدث عن بلده ..

وصلنا إلى مطعم القلعة القابع فوق جبل يطل على البحيرات السبع وسبب التسمية لا يعود إلى ان عدد البحيرات سبعة بل لأن التلال تقسم البحيرة وهي بحيرة واحدة إلى سبعة أقسام فسميت البحيرات السبع.

لم يكن سعر الغذاء مشمولا ضمن سعر البرنامج السياحي وإنما يدفعه الزبون مباشرة للمطعم.

كانت إطلالة المطعم رائعة ولكن ما حدث فيه أفسد علي متعة المنظر والقصة كالتالي:

اخترنا أنا والوالدة طاولة مطلة على البحيرات بعد قليل حضر (الجرسون) ووضع على الطاولة قارورة ماء ومناديل وصحن به فستق وفصفص ولوز وتقدم منا بانتظار كتابة الطلبات وعندما سألته عن قائمة الطعام أين هي قال لا يوجد قائمة للطعام ولكني سوف أخبرك بالموجود..

أملى علي القائمة شفويا واخترت طلبي وسألته أن يعطيني سعر كل صنف طلبته وبعد أن ذهب سجلت في ورقة صغيرة قائمة الأشياء التي طلبتها وأسعارها دون أن يشعر.

بعد أن انتهينا من الطعام وطلبت الحساب جاءتني الفاتورة بمبلغ يزيد كثيرا عن المبلغ الذي سجلته في ورقتي الصغيرة وزيادة في النصب تمت إضافة قيمة المناديل الورقية التي لم أطلبها ووضعها (الجرسون) على الطاولة عند قدومنا وصحن المكسرات الذي لم نمسسه والذي كنت أعتقد أنه على سبيل الضيافة والترحيب ولكنني لم أكن أعرف أن الضيافة والترحيب في سوريا (بفلوس!!) ..

وعلى الجميع ملاحظة أن كل ما يوضع على الطاولة أمامك داخل في سعر الوجبة المناديل والماء والموالح وغير ذلك ..

وإذا كنت لا ترغب في دفع قيمة مثل هذه الأشياء فاطلب من الجرسون أن يحملها قبل أن تطلب طلبك.

وعلاوة على ذلك تمت إضافة قيمة طبق لم أطلبه وعندما لفت نظر المحاسب إلى ذلك أعتذر بحصول لبس في الفاتورة وصححها وعندما راجعت الفاتورة مرة أخرى اكتشفت أن طبق (التبولة) الذي طلبته وكان سعره الذي أخبرني به (الجرسون) في البداية 50 ليرة قد قفز بقدرة قادر إلى 100 ليرة!!

وعندما واجهته بورقتي الصغيرة التي سجلت بها الأسعار التي أخبرني بها من قبل اسقط في يده وعاد وصحح الفاتورة مرة أخرى!!

لم أكن في وضع يسمح فيه برفع الصوت والشجار فلقد أتيت لكي أرفه عن والدتي ولم آتي لأدخل في مشاحنات على فاتورة وجبة غذاء !!

ولكن هذه الحادثة (عكننت) علي استرخائي واستمتاعي بمنظر البحيرات السبع وعرفت فيما بعد أن المطعم لم يتم تصنيفه من قبل وزارة السياحة لذلك طاب لكي الجو فقومي والعبي على رأي الشاعر!!

وهذه صورة الفاتورة بعد التعديل الثالث عليها ورغم ذلك كنت متأكدا بأنه قد تم الضحك علي واستغفالي ولكن معليش مشيها عشان خاطر الوالدة!!



[align=center][/align]

تركنا مطعم القلعة صاحب الإطلالة البارانومية ( لا أحد يسألني عن معنى بارانومية لأني لا أعرف!!) وأخذنا طريقنا باتجاه سد بلوران الذي يحجز خلفه 200 مليون متر مكعب من مياه الأمطار وهذه صورته:

[align=center][/align]


وللمعلومية فقد أخبرنا المرشد السياحي( أحمد) أن المسلسل السوري (الجوارح) الذي عرض في شهر رمضان قبل عدة سنوات قد تم تصويره في المنطقة التي تحيط بالبحيرات السبع فيما تم تصوير مسلسل (الكواسر) حول المنطقة المحيطة بسد بلوران.

نزلنا من (الباص) والتقطنا الصور التذكارية لبحيرة السد وواصلنا الطريق باتجاه( كسب) ...

يا سلام على كسب وجمال كسب!! الذين يعشقون(بلودان) و(الزبداني) لا يعرفون شيئا عن( كسب) تلك البلدة التي تقبع هادئة على علو 950 قدم فوق سطح البحر والتي تشتهر بصناعة صابون الغار ذو الخصائص العلاجية وشجر الزيتون وأشجار التفاح.

في الطريق إلى( كسب) كان الجو داخل( الباص) يميل إلى المرح رغم اجهاد السفر إذ أضفت(لمى) (ونورة) وهما طفلتان سوريتان جوا من المرح على الركاب باستلامهما المايكروفون من المرشد أحمد وبدأتا في إلقاء النكت والفوازير على الركاب..

وإذا بدأت في ذكر جميع النكت التي قيلت فلن أنتهي قبل انتهاء الأيام القليلة الباقية من إجازتي كما أن الفوازير والنكت ليس مكانها منتدى( العرب المسافرون) الذي يركز على التجارب السياحية وتبادل الخبرات بين الاعضاء

وذكرلنا المرشد (أحمد) لغزا وامتنع عن حله قبل نهاية رحلتنا بعد يومين!!

واللغز يقول: (ميت في بطن أمه يتكلم لما تموت أمه ويقول من قتل أمه)

لم يستطع أحد أن يحل اللغز طوال مدة الرحلة وأنا بدوري لن أخبركم بالحل إلا في نهاية الحلقة الخامسة من هذه المذكرات!!

وصلنا إلى كسب مخترقين الطريق الجبلي الصاعد ومتوجهين إلى ضاحية قريبة منها اسمها( تشماليا) ترتفع 1050 متر عن سطح الأرض وتبعد عن كسب ثلاثة كيلو متر والتي يقع فيها فندق النبعين الذي سنقضي فيه ليلتين كاملتين هما من أجمل ما يكون.

تتميز كسب وضواحيها بأن 90% من سكانها من النصارى الأرمن الذين هاجروا من أرمينيا أيام الدولة العثمانية واستقروا في المنطقة لذلك يغلب الطابع المسيحي على هذه المنطقة وتجد الكتابات باللغة الأرمينية والسريانية القديمة إضافة إلى اللغة العربية التي يتحدث بها معظم السكان.

وتبلغ نسبة المسلمين في (كسب) 10 % كما يوجد بها مسجد وحيد اسمه مسجد (علي بن أبي طالب) وأهل البلدة مسلمين ومسيحيين يعيشون في توافق ووئام تامين.

يستمر الموسم السياحي في هذه المنطقة الواقعة على الحدود التركية مدة أربعة أشهر فقط هي شهور 6 و7 و8 و9 من كل سنة أما باقي السنة فيكون فيها كساد سياحي بسبب برودة الجو.

وصلنا إلى الفندق في الساعة السابعة مساء بعد يوم طويل ومجهد بدأ من دمشق في السادسة من صباح يوم الأربعاء.

الفندق متواضع ويقوم على تشغيله أسرة أرمينية مؤلفة من الأب والأم والعم والجد (وظيقته لعب الورق فقط!!) وأربع فتيان وثلاث فتيات يقومون بترتيب الغرف وطبخ الوجبات ونقل حقائب النزلاء وغسل الصحون وكل ما يمت للخدمات الفندقية.

واكتسب الفندق اسمه( النبعين) من وجود نبع للماء ملاصق للفندق يشرب منه أهل المنطقة وهو عبارة عن ماء بارد نقي يأتي من ذوبان الثلوج التي في أعالي الجبال.

ولأول مرة أشرب ماء طبيعي بهذه البرودة والنقاء.


صعدنا إلى غرفنا والغرف متواضعة ولكنها نظيفة ويتواجد بها جهاز تلفزيون وثلاجة صغيرة وتخلو من أي وسيلة من وسائل التكييف (ومن يحتاج إلى التكييف في مثل هذا الجو الطبيعي البارد والصحي؟؟!!).

اغتسلنا من عناء السفر وارتحنا ثم نزلنا لتناول العشاء ( المدفوع قيمته مسبقا حسب البرنامج) والذي كان عبارة عن لحم بقر ومكرونة لازانيا وشربة شعيرية بالدجاج وبطيخ عشاء بسيط وطعمه مقبول لمن يحب لحم البقر المعلب!!

وبهذا انتهى اليوم وفي الحلقة القادمة نلتقي لمواصلة الحديث عن اليوم الثاني من رحلة التعرف على سوريا وتصبحون على خير..

رائع اخي الكريم هذا الوصف
انتظر باقي الحلقات بشغف

تحياتي العطرة لك

الإخوة شرهان وشمشون

شكرا لتشجيعكم ومروركم وإليكم التكملة

الحلقة الرابعة: يوم الخميس 19/8/2004 م ( اليوم الثالث من الرحلة)

كان موعد الإفطار الساعة الثامنة قبل الانطلاق في التاسعة صباحا إلى قمة الجبل المطل على خليج (اسكندرون) التركي والذي يقول السوريون أنه محتل من قبل الأتراك بدليل أن جميع سكانه يتحدثون العربية بلهجة سورية.

كان إفطارا بسيطا يتكون من البيض والجبن واللبنة والزبدة والمربى والزيتون والشاي (بدون نعناع!!).

تناولناه على عجل لكي نصل إلى هذه القمة التي لا يستطيع (الباص) الوصول إليها لضيق الطريق فتم استئجار ما يعرف بالـ(السيرفيس) وهي (باصات) صغيرة تحمل عشرة ركاب .

ركبنا (السيرفيس) وانطلقنا في الطريق الجبلي الضيق وسط مناظر غاية في الروعة والجمال والسحاب الذي يكاد يعانق الأرض والزهور البرية وأشجار التفاح المتناثرة هنا وهناك حتى وصلنا إلى استراحة في أعلى الجبل توقفنا عندها في انتظار المرشد وبقية المجموعة التي سوف تلحقنا.

وهذه صورة التقطناها عند وصولنا :


[align=center][/align]

كانت المسافة بين فندق النبعين مقر سكننا والاستراحة يقطعها (السيرفس ) في ربع ساعة تقريبا.

وهذه صورة فندق النبعين:


[align=center][/align]

تجولت أنا والوالدة وسط هذه المناظر الطبيعية الرائعة واستأذنا عامل الاستراحة في قطف تفاحتين من التفاح المتناثر حولنا فأخرج لنا طبقا مقطوف حديثا وأعطانا منه والابتسامة على محياه.

وصلت باقي المجموعة وبدأ المرشد في قيادتنا بين الجبال على طريق ترابي سيرا على الأقدام يمر صاعدا إلى الأعلى بجوار الاستراحة.

فضل بعض كبار السن الجلوس بانتظارنا في الاستراحة فيما أصرت الوالدة على المضي قدما في التسلق!!

يمه الله يخليك لنا ما يحتاج تطلعي فوق تعب عليك!!

ولكن الجو الرائع والمناظر الخلابة كانت حافزا للوالدة في المضي قدما تسابق من هو أصغر سنا منها وأشد بأسا!!

عجيب هذا الأمر؟؟! والدتي التي كانت تتعب من خطوتين تمشيهما في (الرياض) رغم تشجيعي تسابق الريح في جبال تشماليا؟!

يا سبحان الله !! لا شك أن الجو له تأثير بالغ على صحة الإنسان ونشاطه كيف لا وقد كانت ليلتنا السابقة هادئة ونمنا نوما عميقا بدون مكيف ولا مروحة مستمتعين بالهواء النقي الطبيعي الخالي من الملوثات؟!

وصلنا إلى القمة لتقابلنا إطلالة ولا أروع على خليج (اسكندرون) وشاطئ البحر يتراءى لنا من بعيد مستعيرا زرقة السماء ملتحفا بغطاء من الأمواج البيضاء تراها تصطدم بالشاطئ من بعيد لترسم لوحة من أبدع ما يكون فسبحان الخالق!


[align=center][/align]

التقطنا الصور التذكارية من هذا العلو الشاهق وقفلنا راجعين إلى الأسفل عائدين إلى (الباصات) الصغيرة التي كانت بانتظارنا ( لم تكن رسوم هذه الرحلة ضمن البرنامج وتكلفة الشخص الواحد 125 ليرة ما يعادل 10 ريالات).

عدنا للاستراحة بالفندق استعدادا للمضي بعد ذلك إلى رأس البسيط وهي منطقة ساحلية على البحر.

أبلغنا المرشد بأن وقت التحرك هو الواحدة بعد الظهر والعودة إلى الفندق الساعة الخامسة والرسوم 50 ليرة للشخص (3،5 ريال) وذلك لمن يرغب بممارسة السباحة.

كانت الوالدة مجهدة ولم ترغب بالذهاب كما أنها خافت من أن يكون الجو في رأس البسيط حارا فآثرت المكوث في الفندق.

وبقيت معها وعندما أبدت رغبتها في الذهاب إلى السوق تكلمت مع صاحب الفندق والذي هو موظف الاستقبال والمحاسب أيضا بأن يطلب لي سيارة أجرة وذهبنا إلى سوق كسب وذهبت المجموعة مع المرشد السياحي (أحمد) إلى رأس البسيط.

السوق في مدينة كسب عبارة عن عدة محلات لا تتجاوز أصابع اليد العشرة تبيع صابون الغار والعسل والملابس والتذكارات والأدوات المنزلية وألعاب الأطفال.

وتجد أن معظم المحلات يعمل فيها أصحابها وأبنائهم وبناتهم فالأب يحاسب الزبائن والأولاد يساعدون الزبائن في التعريف بالسلع وأسعارها.

وهذه صورة لوسط السوق:



[align=center][/align]

طبعا الوالدة لم تقصر في شراء الهدايا لبعض الأقرباء وخاصة أحفادها الصغار والذين هم أولادي! نورا وسارة وسلطان ..

عدنا إلى الفندق وبعد قليل عادت المجموعة من رأس البسيط بعد أن مارسوا السباحة على تلك الشواطئ الجميلة التي لم نذهب إليها مع الأسف! ولكن (الجايات) أكثر.

قبل أن تعود المجموعة كنت أنا الوالدة نتجول حول المنطقة المحيطة بالفندق حيث أشجار التفاح التين والتوت البري تطل علينا برؤوسها من أمام بيوت أصحابها المجاورة للفندق ولكننا امتنعنا عن قطف أي منها قبل استئذان أصحابها وعندما لم نجد أحدا عدنا أدراجنا إلى الفندق.

ولأن الوالدة كانت تشتهي التين فقد نزلت مرة أخرى أبحث عن أحد يبيعني التين رغم أن الشجرة قريبة من الفندق وأراها تلوح لي مبتسمة ولكن ما باليد حيلة لا أستطيع أن أقطف منها بدون أذن.

بعد فترة وجدت من يبيع التين وابتعت منه بعضا منه وقدمته للوالدة التي دعت لي دعوة من دعواتها المخصوصة!! هل علمتم فائدة أن يصطحب الواحد منا والدته؟! فمثل هذه الدعوات قد تكون سببا في سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة...

أعرف من معلوماتي الطبية أن المسافر عندما يزور بلدا لأول مرة يجب عليه أن يتجنب تناول الخضروات والفواكه الطازجة (التي ليس لها قشرة خارجية صلبة كالتفاح والتين والمشمش ..الخ) حتى ولو كانت مغسولة وذلك في الأيام الأولى من وصوله للبلد حتى يتعود الجسم على نوع البكتيريا الموجودة ويبني مناعة ضدها بالتدريج ليتجنب ما يعرف بإسهال المسافرين ..

وهو إسهال يحدث بواسطة عدوى تسببها بكتيريا تدعى ( إيشيريشيا كولاي) وهذا النوع من البكتيريا مصاحب للإسهال في جميع الأعمار.

وهذه النوعية من البكتيريا الموجودة في باريس وروما وبومباي والقاهرة ودمشق ليست مطابقة من الناحية المناعية لبكتيريا (إيشيريشيا كولاي) الموجودة في حي (فينشلي) في شمال لندن مثلا أو في حي (غبيرة) أو (حلة الأحرار) بجنوب الرياض أو حي (الرويس) بمدينة جدة ..

وبالرغم من كل هذا تجاهلنا مثل هذه المعلومات والتهمنا التين إلى أخر حبة!!

وعينك ما تشوف إلا النور!!

كان مرشدنا السياحي قد اقترح علينا أن يتحدث مع صاحب الفندق (ميشيل جاغلاص) لكي تكون الوجبة المدفوعة هي وجبة الغذاء بدلا من العشاء (كما هو مقرر بالبرنامج).

أيدنا هذا الاقتراح لأنه في الغالب أن الوجبة الرئيسية لدينا نحن العرب هي وجبة الغذاء أما العشاء فمن الممكن أن يتناول الواحد منا عشاء خفيفا ( لم نكن نعلم أن العشاء الخفيف الذي تناولناه بعد ذلك قد صار ثقيلا وكاد أن يحرمنا متعة الرحلة!!).

لذلك عندما وصلت المجموعة من رأس البسيط في الخامسة كان الغذاء جاهزا وهو عبارة عن لحم مفروم بالطماطم ولحم مشوي بالفرن ورز أبيض وبطيخ غني عن القول كما ذكرت سابقا أن من أعد الطعام زوجة صاحب الفندق وبناته!!

كان البرنامج كما هو مسجل في الورقة يشتمل على زيارة سوق مدينة كسب في الثامنة مساء وكنا نحن قد زرنا هذا السوق من قبل ولم ترى الوالدة مانعا من تكرار الزيارة مرة أخرى!!

وقبل الذهاب إلى السوق كانت هناك فترة للراحة ما بين الخامسة والثامنة.

فتركت الوالدة لتأخذ قسطا من الراحة في الغرفة وذهبت أنا لاستراحة الفندق المطلة على منظر غاية في الجمال لكي أتناول كوب من الشاي بالنعناع في تلك الأجواء.


[align=center][/align]





[align=center][/align]



وجدت على الطاولة المجاورة بعض رفقاء الرحلة أخوان من اليمن يعملان في أحد مستشفيات صنعاء وأخ سعودي يعمل مشرفا تربويا بالمنطقة الشرقية وشاب من مدينة جدة.

ومن عادتنا نحن العرب أن نفر من أبناء جلدتنا فرارنا من الأسد!! لماذا ؟؟ لا أعرف!!

نخشى من التعرف على من يشاركونا في الدين واللغة بالرغم من الشعارات التي أصبحت بالية كالشعار الذي يقول : أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة!! (بالمناسية هذا الشعار قرأته مكتوبا على أسوار كثير من المباني التي مررنا بها في طريق ذهابنا من دمشق إلى كسب إضافة إلى شعارات أخرى كثيرة لتمجيد القومية العربية) وويلك يلي تعادينا ياويلك ويل!!

وتطبيقا لهذا الطبع المتأصل فينا فقد اتخذت مكاني على طاولة أخرى وطلبت شاي بالنعناع من العامل الذي هو ابن صاحب الفندق!!

لم يكن الشاي بالنعناع متوفرا في تلك اللحظة بالرغم من أن النعناع كان يزين طبق اللبنة في الإفطار صباح هذا اليوم .. طلبت الشاي وجلست أتأمل المنظر.

بعد مدة عزمت على كسر هذا الجمود والتعرف على بعضا من رفاق الرحلة متغلبا على طبع العرب الذي تحدثت عنه آنفا..

حملت كوب الشاي وتوجهت صوب الطاولة المجاورة وألقيت التحية وعرفتهم بنفسي وعرفوني بأنفسهم ..

تطرق الكلام بعد ذلك إلى السياحة في سوريا وأخبرني الأخ السعودي الذي يعمل مشرفا تربويا بأن هذه أول وأخر مرة يقوم فيها بزيارة سوريا ..

لماذا يا أبو الشباب ؟! فكان رده التالي:

يقول : بعد أن عزمت على زيارة سوريا سألت بعض الإخوان كم المبلغ الذي يكفيني أنا وزوجتي وأطفالي الثلاثة لقضاء بضعة أيام في سوريا فأجابوني بأنه في حدود أربعة آلاف ريال وهي كثيرة على سوريا ( كان الأخ قادما بسيارته الخاصة).

يقول الأخ : فأخذت معي مبلغ ستة ألاف ريال احتياطا وتوكلت على الله.

ولكنني صرفت في هذه الرحلة حتى الآن ما يقارب التسعة آلاف ريال في أسبوع !!

فلقد انتهت الآلاف الستة وكان عندي مشكلة في الصراف الآلي فأرسلت إلى بعض أقربائي بتحويل مبلغ من المال لي عن طريق الحوالة وفقدت أربعمائة ريال قيمة الحوالة لسوريا وكل ذلك بسبب الاستغلال ..

يواصل فيقول : استأجرت شقة بغرفة وصالة بالزبداني بمبلغ أربعة ألاف ليرة سورية في الليلة الواحدة عن طريق أحد المكاتب وعندما تركتها صادف أن قابلت سائح سعودي كان يبحث عن شقة فأعطيته عنوان صاحب الشقة التي كنت فيها وأستأجرها بألفين وخمسمائة ليرة فقط !!

والسبب أنني جئت عن طريق مكتب فيما ذهب هو مباشرة إلى صاحب الشقة!!

ويقول أيضا: ذهبت إلى لبنان ( ولم أرتاح فيها) فعدت في نفس اليوم إلى سوريا وعند الحدود أخذ الموظف مني جواز السفر ووضعه بجانبه ..

انتظرت فترة طويلة لكي يختم جوازي وجواز عائلتي دون فائدة ولما كلمته قال أنني يجب أن أدفع غرامة لأنني فقدت كرت الدخول ولما سألته عن مبلغ الغرامة قال : مائة ليرة.

أعطيته المائة ليرة وانتظرت أن يختم الجواز دون فائدة فمر بي أحد الموظفين عندما رآني انتظرت كل تلك الفترة وسألني : ماذا لديك؟! ولماذا كل هذا الانتظار؟! فقلت بأن علي غرامة ودفعتها ومع ذلك لم يختم الموظف الجواز فسألني وكم مبلغ الغرامة فقلت : مائة ليرة . فقال وكم أعطيته؟
قلت : مائة ليرة . فقال : فقط ؟! لماذا لم تزدها قليلا حتى تمشي أمورك؟!

وغير هذا الكثير من الحوادث التي عصفت بميزانيتي وأرهقتني..

قلت في نفسي لقد قرأت مثل هذا الكلام من خلال تجارب بعض الإخوة في منتدى(العرب المسافرون) وهذه حادثة تؤكد ذلك.

تأثرت لما وقع لهذا الأخ وشارك الإخوة من اليمن في الموضوع وقالوا لي بأنهم بعد عدة سفرات إلى سوريا استطاعوا أن يتجنبوا وقوع عمليات استغلال كهذه بعد عدة تجارب وقعوا فيها ..

وعقد هذا الأخ مقارنة بين زيارته السنة الماضية لصلالة بسلطة عمان وبين سوريا وكانت الكفة تميل في نظره إلى صلالة إذ يقول أن جميع المقومات السياحية والمناظر الطبيعية والتعامل يصب في صالح عمان ووعدني بأن يريني صورا من رحلته إلى هناك على ( اللاب توب) وأخبرني بأنني لن أصدق أن مثل هذه المناظر موجودة في عمان!!

جاء موعد الذهاب إلى السوق وصعدنا (الباص).

تجولنا مع المتجولين وكان السوق يعج بالحركة في المساء وكنت تلمح سيارات ذات لوحات سعودية وكويتية تسير هنا وهناك.

كما كنت ترى الشباب يتسكعون في الطرقات مطلقين أنظارهم يمينا وشمالا ( علمت أن وضع شبابهم هناك لا يختلف عن وضع شبابنا هنا مساء كل خميس في شارع التخصصي والتحلية!!!) الله يصلح الأحوال ..

بحثنا عن مخبز يبيع خبز الصاج – وكانت الوالدة قد اشتهته- فلم نجد إذ كانت كل المخابز مغلقة فاكتفينا بتناول (البيتزا) التي كانت هي والتين وبالا علينا فيما بعد ..

عدنا إلى الفندق في العاشرة مساء بعد زيارة السوق استعدادا للمغادرة صباح الجمعة والعودة إلى دمشق مرورا بغابات الفرلق وسلوى وصلنفة.

ولم نكن نعرف ما تخبئه لنا الأقدار في اليوم التالي .

تابعوا بقية الموضوع لتتعرفوا على ما حدث وتصبحون على خير...

اقسم بالله العظيم






انك رائع .................



ودمك خفيف ................ ماشاء الله ... ماشاء الله تبارك الله
هل يوجد إبداع مثل هذا ... سبحان الله


أكمل بارك الله فيك....

انا مستمتع حتى الثماله ...

تحياتي
اخوك / إمبراطوري

كعادتك رائـــــــــــع يا ابو سلطان...

استمر في نشر ابداعك ونحن سوف نستمر في الاستمتاع معك ...

ولاكن عندي ملاحظه بسيطه بخصوص الصوره في الحلقه الثانيه ... لم تظهر عندي..

اتمنى الافاده من الاعضاء ومن ابو سلطان بخصوص الصور لكي نستمتع برحله مع ابو سلطان..

كلمة رائع قليلة فى حقك فانت فعلاً تملك موهبة فى تسجيل ادب الرحلات ، اسلوب رائع وعرض بديع . وحرام عليك مقدمتك التى تتهم فيها نفسك بالإملال والهذر فانت خلاف ذلك تماما ، تابع فأ نت رائع واسلوبك يجبر القارئ على المتابعة.

السلام عليكم رحمة الله بركاته
الموضوع جدا أكثر من رائع قرأته من أول إلى الآخر
والله يحفظ لك الوالدة ويطول في عمرهاإن شاء الله..
وننتظرمنك المزيد بفارغ الصبر ولك مني جزيل الشكر..

اخوى ابوسلطان يكفيك دعاء الوالده فهنيئا لك. جميل البر بالوالدين بشتى صوره وكلما تزيد المعاناه ويصيبك الحرمان من بعض الامور اكثر لك فى الاجر.
ياليت صورتك لم تكن ظاهره بهذا الشكل فى المناظر فهى تؤثر على المشهد بالطبع هذه تعليمات المنتدى .لذا اتمنى ان تكون تجربه لنا جميعا ان لاتظهر الصوره المغطاه اما بها واضحه اوفلا.
مشكله الاكل فعلا احدى المعوقات السياحيه خاصه لبعض الناس الحساسين امثالنا تحتاج الى تحرز اكثر .لكن لم ارك تذكر عن جمال ولذه الاكل شىء فى المصايف بالطبع من خبرتى الاكلات شاميه والحلويات حلبيه.
النظره السلبيه لبعض اخوانا فى الشام خاصه اصحاب المطاعم او المرافق السياحيه تتمثل فى محاوله الاستغلال بشكل متنوع ولازم تصير خبير حتى تتجنب هذه الامور فياليت الوعى السياحى يكون اعمق فى انفسهم وذلك من مقومات السياحه التى يجب ان يتمتع بها اى بلد .ويتركون مساله مبدا الفلوس مدفوعه مدفوعه يازلمه فانا اولا بها حتى لو كنت صديق.وهذا امر مؤسف
-من يرغب القراءه فى ادب الرحلات تجد ما كتبه ابن بطوطه اعنى ابوعبدالله اللواتى( وليس زميلنا بالمنتدى....وهو يستاهل).اقول تجد ان وصفه للشام خاصه دمشق وكانك فيها اليوم وخاصه الفواكه وامور اخرى فى الكرم لانراها الان.
هناك سياح من اليمن بكثره فى الشام اضافه الى الجزائريين ولاادرى السبب
انا اسف لمداخلتى الثقيله لكن طول فى الوصف ترى ننتظرونرى من يتعب نحن فى القراءه ام انت فى الكتابه .وهنيئا لك مره اخرى....

[align=center]الأخ مسافر 2010 :-[/align]

الله يعافيك .. شكرا لك ولتشجيعك.

أثرك يا مسافر 2010 راعي سهر!!

قرأت لك كم مشاركة .. بس ترى النوم بدري مفيد خاصة في سوريا ولا إنت وش رأيك؟!

أشكر لك تواصلك واهتمامكم بما أكتب ..


[align=center]الأخ إمبراطوري:-[/align]

عفوا العين ما تعلى على الحاجب

استفدت كثيرا من قراءة تجربتك عن سفرك لسوريا مع العائلة الصيف الماضي..

حقيقة لقد كانت رحلتكم متعبة وخاصة في العودة الله يعطيك العافية..

وترى إنت خبير أكثر مني ..

أنت جلست في اللاذقية وصلنفة وأنا مررت بهاتين المدينتين مرور فقط!!

أنت الرائع والمبدع ولست أنا..

شكرا لتشريفك موضوعي وتواصلك مع شخصي المتواضع..

لك مني أجمل تحية.


[align=center]الأخ سعـــــksaــــودي:-[/align]

شكرا لتشجيعك المتواصل وهذه بعضا مما عندكم يخليك ربي..

أما بالنسبة للصورة فلا أدري ماذا حدث لها لكن لا تشيل هم بالنسبة للصور

فهي مجرد أداة للتوضيح وكسر ملل الكتابة فقط.

وردتني ملاحظة من أخونا الراي عن الصور وهي ملاحظة في مكانها ..

تابعي ردي على ملاحظة أخونا الراي أدناه ..

شكرا لك مرة أخرى..


[align=center] الأخ أبو عمر :-[/align]

كلماتك وسام أعتز به ..

شكرا لحسن ظنك وتشجيعك ..

موضوعك عن سيريلانكا من أبدع ما يكون والمعلومات التي وردت فيه لا تقدر بثمن..

رزقك الله أجر كل من تابع الموضوع واستفاد منه وجعله في موازين حسناتك..

شكرا لك وبارك الله فيك ..


[align=center]الأخت ميسون محمد:-[/align]

شكرا على متابعتك المستمرة ..

وجزاك الله خيرا على دعوتك المباركة ولك مثلها..

حفظك الله ورعاك ..


[align=center]الأخ الراي:-[/align]

ملاحظتك عن الصور في محلها ..

ولكن المشكلة أنني عندما التقطت صور الرحلة لم يكن يدور في ذهني أن أكتب عنها وإنما

هي صور سوف أحتفظ بها للذكرى ..

وعندما تذكرت وعدي لأخونا في المنتدى (سعـksaــودي) ووعدي له بالكتابة عن الرحلة

وجدت أنه من المناسب أن أكسر روتين الحلقات ببعض الصور التي تساعد على تخيل

الرحلة .. صحيح أن طريقة إخفائي للصور بدائية جدا ( الصاق قطع صغيرة من الورق المتبقي

في الخرامة!!) ولكن هدفي كان مجرد مساعدة القارئ على تخيل الموقف ..

حاولت أن ألغي صورتي الظاهرة عن طريق الـ (سكانر) ولكن جزء كبير من المنظر

سوف يختفي .. خاصة وأني من المبتدئين في مجال الكومبيوتر والتعامل معه ..

لذلك عملا بنصيحتك سأحاول بقدر المستطاع أن أقلل من استخدام الصور إلا عند

الظرورة القصوى أو لتوضيح موقف ما ..

شكرا لك مرة أخرى وبالعكس لم تثقل علي بل أن ملاحظاتك واقتراحاتك ستساعدني فيما

أكتب .. وتقديرا لهذه الملاحظات إليك أنت وباقي إخواننا المتابعين باقي الحلقات..

الحلقة الخامسة : يوم الجمعة 20/8/2004 م ( اليوم الرابع من الرحلة):-

أصدر المرشد السياحي تعليماته في اليوم السابق بأن يتم تجهيز حقائبنا ووضعها

أمام الغرفة في الثامنة صباحا ثم ننزل لتسليم مفاتيح الغرف لموظف الاستقبال

ونتناول الافطار استعدادا للتحرك في الساعة التاسعة للعودة إلى دمشق مغادرين كسب

وفندق النبعين اللذان قضينا فيهما أوقاتا لا تنسى ..

كنت في الليلة السابقة قد رتبت ملابسنا والدتي وانا في الحقائب وكانت أم سلطان

قد أعطتني في الرياض دورة تدريبية مكثفة في كيفية طي الملابس في الحقيبة

بطريقة معينة لكي يكون هناك فراغات أكبر بالحقيبة ..

كما علمتني كيفية استخدام مكواة الملابس ..

يعني باختصار أصبحت (ست بيت محترمة!!) ..

أعان الله النساء فالأعمال المنزلية ليست سهلة على الاطلاق..

لكن كلها كم يوم وأرجع إلى الرياض( رجل ملو هدومه!!) أصيح في البيت :

حطوا الغداء يابنت!! ... ليش تأخر الشاي بالنعناع؟؟! ..

لا أريد أن أسمع إزعاج الأولاد ..أريد أن انام!! .. وين ثيابي؟! ...

ليه ما جهزتوا الحمام؟!

تعالي يا أم سلطان غطسي رجولي في ماء وملح!! وهلم جرا ..

أليست هذه وظيفة الزوج عندنا نحن العرب؟!! الزوج منا يعتقد أن وظيفته في الحياة أن يصرخ ويأمر

وينهى!! .. لكن أن يساعد في أعمال البيت أو يبتسم في وجه ام العيال أو يلعب سويعات

مع أطفاله يعلمهم ويشعرهم بالعطف والحب والحنان ويقص عليهم قصصا قبل النوم

فهذه دونه خرط القتاد!! ( من يعرف معنى خرط القتاد فلا يبخل به علي!!).

على العموم ومن غير ان أطول عليكم فلقد افادتني هذه الدورة المكثفة كثيرا

في جعل حقائبنا تتمكن من حمل الهدايا ويبقى فوق ذلك مكان للمزيد!!

والنساء ماهرات جدا في مثل هذه الأعمال أما نحن الرجال (فالله يخلف علينا)

فوضويون وغير مرتبين ولولا زوجاتنا وأمهاتنا وأخواتنا لأصبحت حالتنا يرثى لها

وإذا أردتم الدليل فادخلوا إلى شقة أو غرفة أي شاب (عازب) لتروا بأنفسكم (فناجيل)

القهوة والشاي المبعثرة في أنحاء الغرفة والملابس المتناثرة هنا وهناك وبقايا الطعام المتروك لعدة أيام

في المطبخ!!

رأيت صورة لغرفة أخي الصغير في أحد معاهد تعليم اللغة في ألمانيا وكأن إعصارا قد مر بها

وجعل عاليها سافلها .. هذا وإنت جاي من ألمانيا بلد الترتيب والنظام !!

أجل كيف يكون الحال لو قدمت من الباكستان أو الكونغوا أو أحد البلاد العربية؟؟!!

تزوجوا أيها العزاب لكي تنصلح أحوالكم ترى الزواج زين مهما قال المتزوجون وأولهم أنا!!!!

دعونا من سيرة الزواج ولننزل لتناول إفطارنا في الفندق اتباعا لتعليمات مرشدنا (أحمد)..

ركبنا (الباص) وتحركنا باتجاه غابات (الفرلق) وهي غابات محمية من الدولة وتتميز بكثافة الغطاء

النباتي فيها ومن أراد أن يتعرف على الغابة التي يرد ذكرها كثيرا في قصص الاطفال فليذهب إلى غابات

(الفرلق) ..

من يضرم نارا في هذه الغابة فإنه يسجن ستة أشهر!!

ولقد أنشأت الحكومة السورية هيئة خاصة مهمتها حماية الغابة من عبث العابثين ..

وغابة (الفرلق) تحتوي على ما يقرب من 200 نوع من النبات وأنواع عديدة من الحيوانات

وهي متنزه وطني يئمه السوريين وخاصة سكان حلب..

عندما ركبنا (الباص) استعدادا لمغادرة فندقنا نحو غابة الفرلق قام المرشد (أحمد)

بعمل أكبرته فيه حيث أخذ المايكروفون عندما تحرك (الباص) وقرأ دعاء السفر..

جميل أن نحرص على مثل هذه الأدعية المأثورة عن حبيبنا وقدوتنا عليه الصلاة والسلام ..

والشعب السوري وخاصة المتواجد في المناطق الشمالية من سوريا والأرياف

محافظ بطبعه وتجد فيه تمسكا بأداء الصلاة وإن كان لدى البعض منهم

بعض الأمور الشركية عن جهل وتقليد ..

واعتقد أن هذا الالتزام يعود في جزء منه بعد توفيق الله إلى سهولة تقبل الناس للنصح

والارشاد ودور العلماء والدعاة في دعوة الناس إلى أداء الفروض واصلاح

العقيدة كما أن لمكوث العلامة المحدث ناصر الدين الالباني ( يرحمه الله ) في

بلاد الشام دوره في تصحيح عقائد الناس هو وغيره من العلماء الأجلاء.

ومن خلال تجوالي مع المجموعة لم ألحظ كثرة انتشار الاضرحة كما كنت اتوقع

قبل قدومي إلى سوريا فالحمد لله أن الخير لازال موجودا في بلاد المسلمين رغم المصائب والمحن.

تحرك (الباص) ووصلنا إلى غابات (الفرلق) وتجولنا فيها قليلا مستمتعين

بجو الغابة الذي لا يشعر به إلا من دخلها وشعر برهبتها وعايشها عيانا بيانا.

رائحة الغابة مثيرة والجو الهادئ المحيط بك لا أستطيع التعبير عنه سوى بكلمتين:

شعور غريب ورائع!!

وهنا بدأت تظهر علينا (أو علي أنا بالذات) آثار البيتزا التي تناولناها في كسب

وكان طعمها غريبا وكذلك كيلوا التين الذي قضينا عليه عن بكرة أبيه أنا والوالدة

رغم تنبيهي لها بان لا تكثر منه لكي لا يرتفع السكر عندها.

ولكن دع الأيام تفعل ما تشاء وكن حكما إذا حكم القضاء كما قال الإمام الشافعي رحمه الله ..

فلقد حكم القضاء وظهرت أعراض الاسهال..

وأحمد الله أنه كان يوجد دورات مياه واستراحات في غابات (الفرلق) ولو طلبني الصبي

الذي يقوم بتنظيف الحمامات 500 ليرة بدلا من خمسين لأعطيته إياها رغبة في تخفيف

آلام المغص الذي كنت أشعر به!

تناولت دواء الاسهال من صيدلية الوالدة العامرة بكل ما لذ وطاب من أنواع

الحبوب والدواء والشراب ولو تركت لها الحبل على الغارب لأحضرت معها أيضا من الرياض

بعض الأعشاب والأدوية الشعبية والعسل وماء السدر وحبة البركة وزيت السمسم

وكل ما يتواجد عند أخونا العطار!! ..

تناولت الدواء وسألت الله أن أصل باسرع ما يمكن لمحطتنا التالية في (صلنفة) قبل أن أحتاج لدورة

المياه مرة أخرى.

وبالرغم من ان (الباص) الذي كنا فيه كان يحتوي على دورة مياه إلا أنها كانت

مغلقة بالضبة والمفتاح!! لماذا يا أخونا الشوفير أبو أنس؟؟!

وأتاني الجواب بأن دورة المياه لا يتم فتحها إلا عند المسافات الطويلة

وعندما لا تتواجد استراحات على الطريق!! آمنا بالله وتوكلنا عليه ..

تحركنا باتجاه(صلنفة) وكان الطريق مرتفعا وضيقا ومخيفا لا يناسب من عندهم

مشكلة مع الارتفاعات العالية وكانت الوالدة تعاني من هذه المشكلة فهي تخاف

من الطرق الضيقة في المرتفعات ( ولم تكن تعرف أن ما سوف يواجهنا في لبنان بعد ذلك أشد وأنكى .. والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين).

وأنا هنا أطبق كلام أخونا في المنتدى ( وأخونا في الله أيضا) AlSahab إذ طلب مني أن أذكر كل

كبيرة وصغيرة في هذه الرحلة وأنا كما قلت لكم سابقا أحمل ميدالية ذهبية في ذكر التفاصيل التي تصل

لمستوى الإملال وكثرة الكلام

ولكن ما يجعلني أتمادى في هذا الأمر وجود فئة صابرة محتسبة من أعضاء هذا المنتدى وضيوفه

تقرأ هذه الذكريات التي أكتبها عن الرحلة فأسأل الله أن يجزل لهم المثوبة على

تحملهم وشدة بأسهم ومثابرتهم على مواصلة قراءة هذا الكلام!!

في أثناء صعودنا مررنا بطريق يوجد به اصلاحات وأخبرنا مرشدنا السياحي

أن الدولة بصدد توسيع الطريق الذي يصل ما بين حلب وصلنفة وتقوم بأعمال التوسيع شركة ألمانية.

لا حظت كثرة وجود البساتين و(الضيعات) في هذه المرتفعات وتناثر البيوت بجانب

الطريق الاسفلتي الضيق وهنا أعلنت طفلة عن رغبتها في الذهاب إلى الحمام ..

فتوقف (الباص) عن الكلام!!

أوقف الشوفير او الكابتن (أبو أنس) الباص بجانب الطريق عند أحد البيوت

ونزلت الأم لتستأذن أصحاب البيت في استخدام دورة المياه .

وكان امام باب البيت كلب من نوع (الوولف) من الذين يقولون للأرض

قومي انهدي ما عليك قدي!! طول بعرض بعضلات ..

بمجرد أن رأى هذا الكلب (الباص) يتوقف وتنزل منه السيدة حتى قام بكل صمت وأدب

من أمام البيت واتخذ مكانا آخر بعيدا عن الباب ليفسح الطريق أمام الأم وابنتها للدخول

( منتهى الأدب والأخلاق والمجاملة التي تنقص كثير من البشر!!)

ويظهر لي والله أعلم أن أهل هذا البيت قد تعودوا على كثرة من ياتيهم من السواح

لطلب الدخول إلى دورة المياه!!! وعودوا كلبهم على عدم النباح عند قدوم الغريب

الذي قد يكون مجرد باحث عن دورة المياه!!

أما أنا فأثرت الصبر والتحمل حتى نصل إلى (صلنفة).

واصل (الباص) طريقه مرورا ببلدة اسمها (سلمى) تبعد مسافة ليست بالطويلة عن (صلنفة)

ويكثر فيها البناء والتعمير..

أخبرنا المرشد أن هذه البلدة تحاول أن تصبح بلدة اصطيافية كما هو الحال مع (صلنفة)

وبدأ فيها بناء بعض الفنادق والمنتجعات..

ولاحظت أثناء مرورنا بالبلدة وجود بعض السيارات التي تحمل لوحات سعودية ..

ما شاء الله ربعنا وصلوا حتى سلمى!!

الأمر الذي لم يعجبني أثناء الرحلة الموسيقى والأغاني التي تصدح طوال الوقت من

مسجل (الباص) مع ان اليوم يوم جمعة!! ويستحب فيه الصلاة على الرسول وقراءة القرآن..

وأمر آخر استغربته سواء في رحلتي للشمال السوري أو رحلتي بعد ذلك إلى

لبنان وهذا الأمر هو: الست فيروز!!

ففي صباح كل يوم وقبل أن يتحرك (الباص) من مكانه لا بد أن نستمع إلى مقاطع

من صوت فيروز!! وكانه فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين!!

يا أحباب بدلا من أن يبدا الواحد منا يومه بسماع القرآن يبدأ بسماع فيروز؟!

تكرر هذا الأمر في جميع الأيام التي ركبنا فيها (الباص)...

حتى في الرياض عندما أهم بالذهاب إلى عملي في الصباح الباكر وأضع مؤشر المذياع

على إذاعة ( بانوراما) لسماع الإخبار قبل الانتقال لإذاعة القرآن الكريم يطل علي

صوت فيروز: حبيتك بالصيف حبيتك بالشتاء !!

وانا هنا اقول رأي الخاص ولا تهمني آراء اللآخرين من محبي فيروز!

الأمر الثاني هو (علوش) وأنا والله ما أعرفه ولا قد شفته لكن طول الرحلة والمسجل شغال ...

علوش يا علوش!! طل الصباح لك علوش ... سبقه نهار حصاد.

هات المنديل والمنكوش ..والحقني بالزواد.

أمك طعمت الجاجات ( الدجاج باللهجة السورية) .. راحت لتشوف الغنمات (الأغنام)

خيتك (أختك) تسقي سكوبات .. هي وعمك بو شادي!! علوش يا علوش!!

والأخوة الذين معنا مندمجين مع الكلمات والالحان والكل بصوت واحد يردد علوش يا علوش!!

وواحد مغني آخر أزعجني باغنيته التي تقول أن قلبه لما انصدم (بيكيدم بيكيدم!!) ..

وطوال الرحلة وانا أحاول معرفة معنى( بيكيدم) هل هي كلمة تركية أم هندية

إلى أن اتضح لي أخيرا مع كثرة تكرار الأغنية على مدى عدة أيام أن الأستاذ المحترم

لما قلبه انصدم عندما هجرته حبيبته بكى بدلا من الدمع دم! ... يعني بكي دم!!

يا سلام على المعاني والكلمات!!

المهم وصلنا مدينة الاصطياف (صلنفة) قريبا من الظهر وتم إيقاف (الباص) بعيدا

عن الازدحام في مركز المدينة وأعطانا المرشد (أحمد) ساعتين للتجول في المدينة

وتناول الغداء واداء صلاة الجمعة.

طبعا تفكيري انصب في البداية على (دورة المياه) قبل أداء الصلاة فيممت وجهي

نحو المسجد وأنا اتمنى أن يكون فيه قسم للنساء لكي تستطيع الوالدة أن تؤدي الصلاة

بدلا من تركها في الشمس تنتظر..

ونحن متوجهون صوب المسجد كانت المقاهي على شمالي تعج بالمصطافين واصواتهم

فيما أذناي تلتقط صوت الإذان وهو قادم من بعيد.

وكل في فلك يسبحون أصحاب الدنيا واصحاب الآخرة!!

وصلت المسجد الذي كان فيه قسم للنساء وسلمت الوالدة لإحدى النساء التي كانت

ترافقنا في الرحلة والتي حضرت بدورها لأداء الصلاة ودخلت أنا إلى المسجد..

كان المسجد ممتلئا عن آخره وعامرا بالمصلين ولكني استمعت إلى جزء كبير من

الخطبة وأنا معتكف بالحمام ( الله لا يريكم مكروه).

الاسهال قطع مصاريني !! والطريف أننا عندما كنا في الباص وصلتني رسالة من أم سلطان

على الجوال تقول : أنت مبسوط في سوريا وتاركني أنا وعيالي بين أربع جدران!!

الله أكبر عليكي يا أم سلطان الله يسامحك .. مصاريني تقطعت من الاسهال!!

وين مبسوط يا بنت الناس!!

استمعت إلى الخطبة وكان الخطيب يعقد مقارنة بين حر جهنم والجو اللطيف في( صلنفة )

ويطلب من المصلين أن يشكروا الله الذي أنعم عليهم بهذا الجو الجميل وجعلهم

قادرين على التمتع به والشكر يكون بالامتناع عن المعاصي وأداء حق الله من الفروض والواجبات

والعطف على المساكين.

انتهت الصلاة وبدلا من أتجه إلى الخارج يممت وجهي مرة أخرى صوب دورة المياه!!

وعندما خرجت كانت الوالدة بانتظاري فتوجهنا إلى أحد المطاعم لتناول طعام الغذاء

قبل موعد العودة إلى( الباص).

وفي الحقيقة لم يكن لي رغبة في تناول الغذاء ولكن مجاملة للوالدة بينت أنني ميت من الجوع!!

وذلك حتى لا تشعر بأنني لست على مايرام..

كان المطعم يطل على ساحة المدينة والسيارات

بعد صلاة الجمعة تملأ الشارع ومختلف الأجناس والألوان تروح وتجئ

عابرة الشارع من جهة إلى أخرى..

حضر الجرسون وأحضر علبة المناديل والماء ( ولكن على مين؟!)

لا يلدغ المؤمن من جرح مرتين (هل تذكرون مطعم القلعة في الحلقة السابقة؟!)

أمرته بأن يرجع المناديل لأنني لست بحاجة لها وكذلك قنينة الماء لأني لم اطلبها..

وكنت أريد شيئا خفيفا يساعد على إيقاف الاسهال والمغص الذي أشعر به

عندك لبن زبادي؟! ... لأ

عندك حساء ؟! ... لأ

عندك مهلبية ؟؟ ... كريم كراميل؟؟ ... رز بلبن؟؟ .. لأ لأ لأ!!!

طيب مالذي عندك ؟؟ ... مقبلات ومشاوي!!

طيب زي بعضه هات مشاوي!

أنا بعد السفرة هذه كرهت المشاوي من كثر ما أكلتها في سوريا ولبنان!! ..

لذلك عندما اتصل بي أحد أنسبائي بعد عودتي من السفر ليعزمني على مشاوي

كدت ان أغلق السماعة في وجهه!!

أكلت مجاملة للوالدة وأنا أشعر بالغثيان ولكن الوالدة شعرت بما أعانيه فأخرجت

بعض الأدوية من حقيبتها وأعطتني إياها!! ولكنها تنبهت إلى أنها قد نسيت دواء المغص

في الرياض ( كل هذه الأدوية بالشنطة أكيد حتنسى!!) فلم يمنعها ذلك من

سؤال إحدى النساء في مجموعتنا والتي كانت تتناول الغداء على طاولة تقع خلفنا

مباشرة إن كان معها دواء للمغص فأخبرتها بأن الدواء موجود في حقيبتها

(بالباص) وسوف تعطيها بعضا منه عندما نعود.

( يظهر انه ليست والدتي فقط التي ملئت حقيبتها بالأدوية فهناك من يشاركنها في هذه الهواية!!).

دفعت الحساب وخرجنا عائدين إلى الباص فأخذت صورة تذكارية في الموقع

وآثار التعب والارهاق بادية على محياي ( حلوة محياي .. الظاهر بأطلع كاتب أد الدنيا!!)

ولا يمكنكم مشاهدة هذه الآثار على وجهي بسبب أن من شروط المشاركة في المنتدى حجب وجوه الأعضاء والحمد لله على وجود هذا الشرط وإلا كان من الممكن أن تشاهدوا أشكالا (تقطع الخميرة من البيت!!).

وهذه صورة لصلنفة قبل التحرك منها:


[align=center][/align]

وهذه صورة الباص قبل أن يتحرك:


[align=center][/align]

ومع الأسف فلم أكن في حالة تسمح بالتقاط المزيد من الصور عن هذه البلدة

كما ان فترة توقفنا فيها كانت قصير للغاية فلا أستطيع أن أعقد مقارنة بينها وبين (كسب)

وقد أخبرنا المرشد السياحي بان (صلنفة) تعتبر مصيفا لسكان (حلب) وخاصة من الأرمن

الذين يأتونها لقضاء بعض الوقت فيها وبعضهم يملك منزلين واحد في حلب وأخر في (صلنفة)

بالنسبة لي فانا وقعت في عشق (كسب) وارتحت فيها أكثر وإن كان هذا الانطباع

لا يعتد به لأني لم أقضي فترة أطول في(صلنفة).

تحرك الباص متجها إلى استراحة (هادي جاردن) وهي نفس الاستراحة التي توقفنا

عندها في طريق الذهاب وهذه صورة الاستراحة لمن فاتته رؤيتها في الحلقة السابقة :


[align=center][/align]


نزلنا لأداء صلاة العصر وتناول شراب بارد وواصلنا طريقنا عائدين إلى دمشق

التي وصلناها قريبا من الثامنة مساء.

وقبل أن نصل أخبرنا المرشد السياحي أحمد بإجابة اللغز الذي أخبرتكم به من قبل

وهو : ميت في بطن أمه يتكلم لما تموت أمه ويقول من قتل أمه؟

وكانت اجابة اللغز الذي لم يعرفه أحد طوال وقت الرحلة هو : الصندوق الأسود بالطائرة .

يقول (أحمد) : عندما ألقيت هذا اللغز على أخي الذي يعمل طيارا

قال لي روح إلعب بعيد!!) إنت تلعب على مين ؟! طبعا الصندوق الأسود في الطائرة!

توقف الباص عند وكالة الأمير للسياحة والسفروهي نفس الوكالة التي

صعد منها الركاب في رحلة الذهاب..

تحدث رب العائلة ذات الثماني أفراد مع المرشد السياحي ليأمر سائق (الباص) أن يعيدنا

من المكان الذي أخذنا منه وهو فندق( بلازا) فاعتذر المرشد بأن (الباص) عائد إلى حلب.

فأنزلنا حقائبنا واشتركت انا ورب العائلة السعودية في استئجار باص صغير (سيرفس)

لإيصالنا إلى فندق( بلازا) وهنا تقدم مني الشاب السعودي الذي كان برافقنا هو واهله

في هذه الرحلة ( الشخص الذي خرج بانطباع سئ عن سوريا والذي ورد ذكره في حلقة سابقة هل تذكروه؟) اقترب مني هذا الاخ وسألني عن اسم الفندق الذي أنزل فيه لانه يرغب في

استجار غرفة في نفس الفندق وكانت سيارته (الكراون فيكتوري) تقف أما وكالة الأمير

فاقترح عليه رب العائلة أن يتبعنا بسيارته إلى الفندق ويسأل هناك بنفسه عن سعر الغرف.

وصلنا إلى الفندق وانزلنا الحقائب وقابلته وهو خارج من بهو الفندق بعد أن استفسر

عن قيمة الليلة الواحدة ولما سألته عما فعل قال : لن تصدق !!

قالوا لي بان قيمة الغرفة للشخص الواحد 80 دولار يعني أنا وزوجتي 160 دولار(600 ريال)

هذا دون حساب تكلفة أطفالي الثلاثة!!

أعتقد أن أخونا بعد ذلك قد تأصلت في ذهنه وتأكدت الصورة السلبية للسياحة في سوريا!!

شعرت بالاشفاق عليه وهو يهم بركوب سيارته للبحث عن سكن له ولعياله في هذه الساعة المتأخرة

من الليل بعد يوم طويل مرهق من السفر ولا أدري ماذا حدث له بعد ذلك ..

إذا كانت تكلفة الغرفة في هذا الفندق المتوسط والذي لايحتوي على أي مظهر من مظاهر الفخامة

(حتى بركة سباحة وصالة ألعاب رياضية ما فيه) تقارب الـ ستمائة ريال لشحصين وبدون إفطار!!

فكيف يمكن أن تكلف رحلتنا نحن والبرنامج كاملا بما فيه المواصلات والسكن والتجول

في سوريا ولبنان والوجبات والمرشد السياحي 1580 ريال فقط للشخص الواحد؟!

فأي تفاوت في الاسعار هذا؟!

معنى هذا ان البرامج السياحية المتكاملة أرخص بكثير من أن يستأجر المسافر السكن بنفسه!!

كان الحجز في الفندق جاهزا فاستلمت مفاتيح الغرفة وانا أكاد أن أقع من شدة التعب والارهاق

والحمد لله أن غدا السبت هو يوم مفتوح لسنا مقيدين فيه بأي برنامج ..

وساعدنا هذا على استرداد نشاطنا والتجهيز لرحلة يوم الأحد إلى لبنان

والتي سوف أخبركم بتفاصيلها إذا شاء المولى..

ألقاكم في حلقة قادمة وإلى اللقاء ..

ابو سلطان .... رائع ... وفلته

تكه ... بتكه ..... وكل وقفه هناك ... ربكه

بصراحه الواحد ... ينبهر بطريقة العرض والتفصيل الممتاز

ومن ذوقك انك اخذت بطلبي ... هذا يخليني انتظر الحلقات

وخاصةً حلقات لبنان اللي يمكن ازرق لها قريباً

اشكرك حتى تستغيث من هذا الثناء

اخوك ... السحاب

[align=center]أخي الفاضل أبو سلطان

السلام عليكم والحمد لله على وصولكم بالسلامة

رائـــع .....
تجمع ما بين الرواية والفكاهة والكوميديا وفن الكتابة والسرد القصصي في آن واحد !

هل تصدق أن نوبات الضحك لم تفارقني طوال قراءتي للموضوع ...

أشكرك مرة أخرى ووفقك الله
أخــوك عمـّـــــار[/align]

كلما واصلت القراءة ازداد اعجابي

في انتظار اكمال حلقات موضوعك الرائع

تحياتي

الأخوة المتابعين الأعزاء أكاد أغرق في بحر كرمكم وتشجيعكم ..

واشكر كل واحد منكم فردا فردا وأبدأ بالأخ العزيز

[align=center]سعــKSAــــودي[/align]
أخشى أن يزيد الطلب على النعناع فيرتفع سعره كارتفاع سعر البن

في أريتريا ويصعب علي بعد ذلك التمتع بشرب كوب منه للاستعانة

به في كتابة هذه الذكريات..

وبالنسبة لي فإنني كمن يبيع الماء في حارة السقايين!!

بوابة السفر إلى سوريا مليئة بالخبراء الذين ( لفوا سوريا طول وعرض)

وهم أفضل مني وإنما هذه انطباعات أكتبها مستمدا الطاقة من تشجيعكم المتواصل..

شكرا على متابعتك ومشاعرك الطيبة ..


[align=center]الأخ العزيز AlShab :[/align]
ما شاء الله عليك سجع جميل .. تكه بتكه !! إنت كلامك هو الفلتة!!

غمرتني بهتان كلامك وأنعشتني برذاذ تواصلك .. وثنائك العطر لا يمكن أن أستغيث منه!

أحفظ لك هذا الجميل وهذا الثناء أيها الخبير..



[align=center]الأخ العزيز عمار:[/align]
مرحبا بك أخا عزيزا .. لقد بالغت في المديح الذي أرى أنني لا أستحقه ..

وهذا يدل على طيب معدنك .. جعل الله أيامك فرحا وسرورا ومسكا وعبيرا..

شكرا لك مرة أخرى ..


[align=center]الأخ العزيز شرهان :[/align]
لن أدعك تنتظر طويلا ..

واصل قراءة الحلقات أيها المتابع المثابر ..

شكرا لتواصلك ..

يعطيك العافية أخي أبا سلطان على روائعك..
ننتظر باقي المغامرة بفارغ الصبر ...رجاء لا تتأخر..
أقترح إلى الإخوة المشرفين تثبيت الموضوع في بوبة سوريا ليستفيد من اراد السفر لتلك البلاد وذلك نظرا للأسلوب الرائع والسرد القصصي المنظم والفكاهة التي أضفت على الموضوع رونقا وجمالا...
ولكم تحياتي

الحلقة السادسة : يوم السبت 21/8/2004م (اليوم الخامس من الرحلة):

كنت قد وضعت وانا في الرياض خطة متكاملة للاستفادة من هذا اليوم في التعرف
على معالم دمشق القديمة وزيارة المسجد الأموي وقصر العظم وجبل قاسيون.

وقضاء نصف اليوم في الزبداني أو بلودان وتجربة الحمامات السورية التي كنت قد قرأت عنها في المنتدى متشوقا لرؤية (الفانيلة) المشهورة التي يقال أنها تخرج من جلدك بعد أخذ الحمام السوري وبعد أن ينتهي زبانية الحمام من دعك جلدك وتدليلكك بالليفة والصابون!!

كما كنت قد وضعت خطة لزيارة بعض الأسواق مثل الحميدية وباب توما والبزورية والصاغة إضافة إلى سوق الحمراء والصالحية اللذان كانا قريبين من الفندق.

باختصار أردت أن أقوم بزيارة كل هذه الأماكن في يوم واحد وهو السبت وهو اليوم الذي لم نكن مرتبطين فيه بأي برنامج إذ كانت رحلتنا إلى لبنان في اليوم التالي ومن ثم العودة للمبيت في دمشق والعودة مباشرة إلى الرياض.

ولكن كما تقول الحكمة : أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد!

إذ كنا في حالة يرثى لها بعد رحلتنا المرهقة إلى الشمال السوري في اليومين السابقين صحيح أنها كانت رحلة رائعة وممتعة بكل المقاييس ولكنها كانت مجهدة لنا أيضا نحن الذين لم نتعود السفر مع مجموعة سياحية..

كان من المستحيل القيام بمجهود مرهق آخر ( لا سيما والوالدة معي) ونحن أمامنا رحلة أخرى غدا لا ندري عن المجهود الذي سوف نبذله خلالها؟!

لذلك ألغيت جميع الخطط السابقة للاستفادة من هذا اليوم وانتظرت التعليمات من الوالدة إذا كانت ترغب في زيارة أماكن معينة أو ترغب في البقاء بالفندق للراحة استعدادا للسفر غدا إلى لبنان ..

وأتتني التعليمات : دلوني على السوق!!

كانت الوالدة بعد أن ارتاحت في الليلة السابقة قد شعرت بتحسن طفيف ولكن هذا التحسن والنشاط لا يكفي إلا للتبضع وشراء الهدايا للأقارب!!

لذلك نزلنا إلى بهو الفندق بعد أن تناولنا افطارنا في الغرفة في العاشرة صباحا

وأوقفت أول تكسي قابلني لإيصالي لسوق (الحميدية) ولما سألته عن القيمة قال : خمسين ليرة ..

وركبنا التاكسي ( التكاسي في سوريا بدون تكييف ) لم أرتح لشكل صاحب التاكسي ولكن هذا لا يهم طالما المشوار قصير ولن يأخذ وقتا..

سألني في البداية السؤال الاعتيادي المألوف : من وين الأخ؟!

قلت: من السعودية ..

من وين من السعودية ؟!

من الرياض ...

شرفتونا وآنستونا ..

شكرا ..

وبدأ بيننا هذا الحديث :

قال : بتريدوا شي معين من الصالحية؟!

قلت : نريد التجول في السوق فقط وممكن أن نشتري بعض الملابس..

قال : تبغى نصيحتي ؟!

قلت : اتفضل..

قال : انتبه من حاجياتك في السوق فيه ناس ما تخاف ربها..
السوق عجئه (مزدحم) ومن الممكن أن يسرقوك..

حافظ على المحفظة وعلى النقود وابتعد عن الازدحام..

الله وكيلك أبي راح على الحج ونشلوه بغى يطير عقلوا ..

كيف تركب هاي؟! .. في الحرم وعند الكعبة بيت رب العالمين؟!

قلت : مع الأسف ضعاف النفوس كثير ومن المؤسف أن يحدث هذا لأبيك في الحرم..

قال : والله إنت رجال طيب وانا ارتحت لك .. لكني أنصحك ما تروح الحميدية روح باب توما ..

أنا ركب معي واحد إماراتي ووديته للحميدية هو ومرتو ( زوجته) وقال انطرني (انتظرني) شوي ..

بعدين رجع وقال شو هاد يا زلمة ؟! .. الدنيا (عجئة) كتير والبضاعة
ما تسوى!! وديني سوق أحسن من هاد ..

ولما وديتو باب توما انبسط كتير وقال لي هيك البضاعة ولا بلاش..
مو سوق الحميدية!!

ثم التفت إلي وقال : شو رايك أوديك سوق باب توما؟؟

التفت إلى الوالدة وقلت لها ما رأيك؟! نذهب إلى باب توما ؟!

الوالدة كان نفسها في الحميدية لكن بعد الذي سمعته من السائق غيرت رأيها

ولما سألته عن قيمة التوصيل إلى باب توما قال : بسيطة وما بنختلف ..

باب توما مو بعيد عن الصالحية إنت باين طيب وابن حلال!!

ولما وصلنا إلى باب توما سألني إن كنت أريد منه أن ينتظرنا إلى أن ننتهي من التسوق

فأجبيته بان لا داعي لذلك ..

وعندما سألته عن قيمة الأجرة قال : اللي بدك اياه!!

فأعطيته 100 ليرة فالتفت إلي وقال شو هاد يا زلمة ..

خليهم 150 ليرة !!

لم يكن المشوار يستحق في نظري مثل هذا المبلغ ولكنها طبيعتنا نحن معشر السعوديين

يصيبنا الاحراج وليس لدينا القدرة على المجادلة على خمسين ليرة!!

لو كان الراكب سوري أو مصري لجعل الناس تلتف حوله متهما صاحب التاكسي

بالنصب والسرقة وطالب بمقابلة وزير السياحة ورجال الأمن والمطافي وشرطة مكافحة الشغب!!

ولكن هذه طبيعتنا التي تعودنا عليها وجعلتنا لقمة سائغة في كل مكان نذهب إليه وجعلت
الناس يأكلون أموالنا وفي نفس الوقت يتهموننا بالغباء والسذاجة !!

ويعيدون الكرة تلو الكرة في كل سنة وكل موسم سياحي تهاجر فيه طيورنا إلى الشمال كما تقول رواية الأديب السوداني الطيب صالح ..

أعطيته الـ 150 ليرة وبدانا في التجول أنا والوالدة في السوق ..

كنت أعتقد أن سوق باب توما عبارة عن مجمع ضخم تتناثر فيه المحلات يمينا وشمالا وترى فيه المقاهي عامرة بالناس والمطاعم هنا وهناك ..

ولكن اتضح لي ان الصورة التي كونتها عن سوق باب توما صورة خيالية لا تمت إلى الواقع بصلة (ولا ثوم!!)..

كان السوق عبارة عن شارع عرضه أربعة أمتار وطوله لا يزيد عن مائتي متر وتقع محلات
بيع الالبسة على اليمين والشمال والموقع برمته لا يستحق ان يطلق عليه مسمى سوق!!
الله يسامحك يا راعي التاكسي !!

تجولنا قليلا في السوق ثم أخذت تاكسي وعدنا إلى الفندق ..

كانت أجرة التاكسي إلى الفندق 50 ليرة فقط !!

قارن هذا المبلغ بالمبلغ الذي حصل عليه صاحب التاكسي الذي أحضرنا إلى السوق !!
ليته كان هو الذي (اتنشل) في الحرم وليس أبوه!!

وموضوع (التكاسي) وأصحاب (التكاسي) أشبع بحثا ومناقشة في منتدى العرب المسافرون
فليس غريبا ان يتناقل الناس أرقام هواتف أصحاب (التكاسي) في مصر وسوريا من
الذين يخافون الله ويتعاملون بأمانة وصدق مع السياح ويقنعون بالربح المعقول..

نتمنى ان لا يأتي الوقت الذي يقال فيه في البلد الفلاني رجل أمين!!

إن حدث هذا فهو علامة من علامات يوم القيامة نسأل الله أن يصلح أحوالنا
ويتجاوز عن السيئات ..

كنت قد سألت المرشد السياحي (أحمد) الذي كان معنا في رحلتنا إلى طرسوس وكسب
عن أفضل الاسواق في سوريا فسألني : ما نوع البضائع التي تريد ان تشتريها؟

فقلت : في الغالب ملابس ..

فقال : أين تسكن ؟ ..

قلت : في فندق( بلازا) بالصالحية ..

فقال : عندك سوقين قريبين من الفندق ..

الأول سوق الحمراء ..

والثاني سوق الصالحية ..

ولكن سوق الحمراء غالي وهو من أغلى الاسواق في سوريا أما سوق الصالحية فأسعاره مناسبة

ولكن يجب عليك أن تقلب البضائعة وتتأكد من جودتها ومن أنها تناسبك ومن ثم فاصل في السعر.

لذلك أخذت بنصيحته وذهبت إلى سوق الصالحية ولكن قبل أن نذهب تغذينا في مطعم (الكمال)
وعدنا إلى الفندق لنأخذ قسطا من الراحة قبل صلاة العصر.

كانت أعراض الاسهال قد خفت وبدأت بالشعور بالراحة والتحسن وبدأت أمعائي تتعود على نوع (البكتيريا ) الموجودة في سوريا!!

كان سوق الصالحية قريب جدا من الفندق الذي ننزل فيه رغم أننا أول ما وصلنا إلى دمشق من الرياض وصلنا إلى بداية الشارع الذي يقع عليى السوق ولكننا لم ننبه إلى وجوده على بعد خطوات منا!!

وهذه صورة السوق من شرفة الفندق الذي كنا نسكن فيه والشرفة تقع بجانب المصعد وبلاحظ
الطريق المؤدي إلى السوق في أقصى اليمين وأمامكم مباشرة نادي الضباط:


[align=center][/align]


يقع سوق الصالحية على شارع بعرض الشارع الذي يقع عليه سوق باب توما الذي زرناه في الصباح
ولكن سوق الصالحية يقع على شارع مخصص للمشاة بعكس باب توما الذي يقع على شارع تمر فيه السيارات ..

كما ان سوق الصالحية أكبر وأكثر حركة وتجد فيه مختلف الملابس المتنوعة ولا تنظر إلى الأسعار المعروضة في (فترينة) العرض لأنها غالبا ما تكون أرقامها فلكية وذلك ليستعين بها البائع في بيان أن التخفيض الذي أعطاه للزبون لا يمكن الحصول عليه في مكان آخر ..

والعملية كلها تكتيكات وخطط وأنت وشطارتك في المكاسرة.

دخلت أنا والوالدة إلى محل يعرض بعض (البلايز) النسائية وقيمة البلايز في العرض
700 ليرة(51 ريال) أخذناها بعد المكاسرة بـ (200 ليرة!!).

ودخلنا محل لشراء قطعة أعجبتنا وكان سعرها 800 ليرة وأوصلنا السعر إلى 500 ليرة
ولكنني كنت أرغب في مزيد من التخفيض وحاولت أن أنزل بالسعر إلى 400 ليرة
ولكن البائع وقف عند 450 ليرة.

حاولت معه ولكنه رفض فتركته ومشيت لكي أبين له أنني زاهد في السلعة وانا في نيتي أن أعود له وآخذها بالسعر الذي طلبه ويظهر أنه غضب ولما عدت له وأنا أبين له موافقتي على الشراء
وسألته عن المقاس المتوفر عنده رد علي بجفاء ولما سألناه عن قيمة قطعة أخرى لم يرد علينا

فقلت له : لماذا أنت غاضب ؟! المسألة بيع وشراء وإذا لم يرزقك الله مني رزقك من أحد غيري

ليست هذه الطريقة المثلى للتعامل مع الزبائن كن بشوشا لكي يفتح الله عليك!!
وتركته ومشيت في طريقي..

الشاهد أن بعض الباعة يشعرك بأنه تفضل عليك وأسدى لك معروفا بتخفيضه من قيمة السلعة بعكس بعض البائعين الذين قابلناهم في لبنان بعد ذلك والذي يجعلك تشتري المحل بأكمله وأنت تبتسم!!
( الله يبعد عنا البائعين اللبنانين إنه سميع الدعاء!).

قضينا فترة من الوقت ونحن نتجول في السوق وارتاحت الوالدة لنوعية البضائع الموجودة فيه
وتمنت لواننا لم نذهب إلى باب توما واتينا إلى هنا منذ البداية.

بعد أن حملنا مشترواتنا إلى الفندق رغبت الوالدة في التجول قليلا حول المنطقة المحيطة بالفندق
وبما أننا سنغادر إلى لبنان فلا حاجة لنا بشريحة الجوال السوري الذي ابتعناها أول ما وصلنا دمشق

فأعدت الشريحة إلى المحل الذي اشتريتها منه ودفع لي فيها مبلغ 500 ليرة بينما
اشتريتها أنا منه بـ 1500 ليرة!!

كنت أريد التوجه إلى جبل قاسيون لأتناول انا ووالدتي عشاءنا هناك ونستمتع باطلالة على دمشق في المساء ولكني تذكرت كلام مدام (ريما ) مسئولة المكتب السياحي الذي نظم لنا رحلتنا إذ نصحتني بعدم الذهاب إليه لأن أسعاره مرتفعة جدا حتى بالنسبة للخليجيين!!

واصلنا سيرنا أنا والوالدة للتعرف على المنطقة المحيطة بالفندق وإذا بي أعثر على كنز!!

فلقد رأيت معرضا للكتاب تنظمه جمعية الصداقة السورية الروسية خاص بعرض الكتب
المترجمة للعربية عن الأدب الروسي ..

وأنا أعتبر نفسي من الشغوفين بالأدب الروسي منذ ان كنت طالبا بالجامعة..

رأيت كتب لكتاب وأدباء روس كبار معروضة من امثال ( ديستوفيسكي) و(ليو تولوستوي)
و(بول جاكوف) وغيرهم

وكان شعوري وأنا أدخل إلى المعرض كشعور الطفل الذي يدخل إلى مدينة الملاهي
ولا يعرف من أين يبدأ اللعب!!

بدأت في تصفح المعروضات وقراءة أسماء المؤلفين :

(غويغتن) ، (روزوف) ، (بوشكين) (تشيكوف) (باسترناك) وغيرهم ..

واستغرقت في المطالعة وانا أحسب كم من النقود احتاج لشراء عدد من الكتب
التي لن أجدها في مكتباتنا.

وفجاءة فطنت إلى أن والدتي تقف بجواري تنتظرني ولم يكن يوجد كراسي لترتاح عليها
كما أنها برغم ثقافتها إذ كانت قارئة نهمة وكانت من أوائل الخريجات من معهد المعلمات
في وقت كان فيه عدد الطالبات اللاتي يذهبن للمدرسة لا يكاد يذكر!!

ولكن بمرور الزمن وتكالب الأمراض ضعفت لديها الرغبة في القراءة.

لذلك لمت نفسي لوما شديدا لنسياني لها وانشغالي عنها بتصفح الكتب المعروضة!!

لذلك تركت المعرض دون أن أشتري كتابا واحدا عقابا لنفسي التي ألهتني عن الاهتمام بالوالدة.

ميزة الفندق الذي كنا نسكن فيه وجود ثلاث مكائن للصرف الألي قريبة منه

( عجبا ثلاث مكائن للصرف الألي في سوريا ما هذا التقدم المدهش؟!!).

لذلك لم أهتم بسحب أي مبالغ لثقتي أن باستطاعتي الصرف في أي وقت أشاء
بوجود هذا العدد من المكائن حول الفندق ..

ولكن( لحسن الحظ) أنني رغبت في سحب بعض المال على سبيل الاحتياط

فتوجهت إلى أول ماكينة للصراف الآلي قابلتنا ووجدت العبارة التالية :

الجهاز موقوف عن الخدمة مؤقتا!!

فقلت في نفسي لعل الجهاز تعطل!! وذهبت إلى ماكينة أخرى لا تبعد كثيرا عن الماكينة الأولى ووجدت العبارة نفسها!!

يا دي المصيبة !! لم يتبق معي إلا 500 ليرة وموعد سفرنا إلى لبنان غدا ولا أعرف كيف الوضع على الحدود هناك وهل سأجد مكائن للصرف الآلي في الفندق الذي سنذهب إليه؟؟

حاولت التصرف بسرعة وذهبت إلى أملي الأخير وهي ماكينة للصرف الألي في
الشارع المقابل للفندق واقترحت على الوالدة أن أذهب بها للفندق لترتاح واحاول انا
أن أجد حلا لهذه المعضلة أو لنقل المصيبة!

وأصرت الوالدة على الذهاب معي..

وصلت إلى الماكينة ووقع ما كنت أخشاه الجهاز خارج عن الخدمة مؤقتا! .. والحل ؟! ..

إنني لا أعرف مكانا آخر وضوء النهار بدأ في التلاشي وإذا لم أجد حلا سريعا فليكن الله في
عوننا جميعا..

قررت أن أنتظر بجانب الماكينة لعل وعسى تنفرج هذه الأزمة.

فاقترب مني رجل كما يقترب المروجون للمخدرات وسألني وهو يلتفت حوله :
هل تريد سحب بعض النقود؟!

قلت : نعم ولكن كل أجهزة الصراف لاتعمل..

قال لي لا تشيل هم تعال وراي!!

بدأ الحذر يتسلل إلى عقلي إلى أين سوف يأخذنا هذا الرجل وكيف سيساعدني في سحب
النقود من بطاقة الراجحي التي أحملها؟!

ولكن حاجتي والموقف الذي وضعت نفسي فيه بإهمالي في أخذ الاحتياطات لمواجهة
مثل هذه المواقف دفعاني لأن أتبع الرجل وهو يدخل في عمارة على ركن الشارع وينزل إلى قبو
يشبه قبو العصابات وطالعتني لوحة عند المدخل : مؤسسة (...) للشحن والتصدير..

ورجل ذو شارب كث يجلس خلف مكتب وأمامه جهاز للدفع عن طريق البطاقة وعلى الجدار
المقابل لوحة معلقة مكتوب فيها هذا الجزء من الأية القرآنية : ولأن شكرتم لأزيدنكم ..

الآن عرفت الموضوع وهو ببساطة استخدام جهاز الدفع بالبطاقة لبيع سلعة وهمية وأخذ قيمتها
نقدا مع أضافة عمولة المكتب ..

سألني في البداية كم تريد أن تسحب ؟! ..

قلت له : أخبرني أنت في أولا لماذا كل أجهزة الصراف الآلي الملحقة بالبنوك معطلة عندكم؟!

قال هذا أمر يحدث كثيرا لأن هذه الخدمة جديدة في سوريا والأعطال على الشبكة كثيرا ما تقع
لذلك بدانا في تقديم هذه الخدمة للسياح الخليجيين الذين يحتاجون للمال عندما تتعطل المكائن ونأخذ عمولتناعلى هذه العملية..

سألته وكم عمولتكم ؟

قال : كم تريد ان تسحب ..

قلت : 150 دولار ( كنت أحتاج أكثر من ذلك ولكني خفت من ان يكون الموضوع فيه نوع من الاحتيال كما أن هذا المبلغ يكفيني حتى الوصول إلى لبنان لا سيما وانني ذاهب مع مجموعة سياحية مدفوعة التكاليف مسبقا).

قال : معنى ذلك أن المبلغ الذي سوف تحصل عليه هو 6000 ليرة سورية..

فقلت له : إن سعر صرف الدولار حسب تسعيرة البنك هو 51,43 أي أنني من المفترض أن أحصل على 77145 ليرة وليس 6000 كما ذكرت!

قال: هذا صحيح ولكن سعر الدولار عن طريق بطاقة الدفع الآلي يختلف عن سعره نقدا
إضافة إلى عمولتنا التي نأخذها على عملية السحب..

كنت مضطرا فوافقت لا سيما وأنني تعمدت استخدام بطاقة صراف يحتوي رصيدها على
مبلغ قليل من المال زيادة في الاحتياط!!

لا أفقه في الشئون المالية شيئا ولكني أعتقد أن هذا النوع من التعاملات المالية
فيه شبهة شرعية والله أعلم!

أسأل الله أن يتجاوز عن جهلي وتقصيري ..

ولكن الشئ الذي أعرفه هو أن استخدام بطاقة الائتمان في السحب من غير مكائن الصرف
الآلي هو الأمر الذي فيه مخالفة شرعية ..

وبالنسبة لموضوع بطاقات الأئتمان فالكلام فيه يطول ولكن ينصح باستخراج بطاقة ائتمان
( مثل الفيزا والماستر كارد) من بنوك لديها هيئة شرعية وأنا شخصيا ارتحت لبطاقة الائتمان الصادرة من بنك الراجحي..

حيث أن امامك مهلة 45 يوم لتسديد مستحقات البطاقة بالكامل وإلا تم إيقاف البطاقة ولا تتم إضافة أية مبالغ أو فوائد على مستحقات البطاقة إذا تاخرت في التسديد كما هو الواقع في بنوك اخرى مع الأسف!

لقد أطلت الحديث في هذا الموضوع ولكنه موضوع هام واتمنى أن في هذا المنتدى من يبين لنا بعض التعاملات الغير شرعية لكي نتجنبها أثناء السفر..

على العموم أخذت المبلغ وأنا عازم على أن لا اضع نفسي في مثل هذا الموقف مرة اخرى.

تناولنا العشاء وعدنا إلى الفندق استعدادا للسفر إلى لبنان ونحن في اتم الصحة والعافية نسأل الله أن يديمها علينا وعليكم نعمة.

ونزلت أنا بعد أن استأذنت من الوالدة للأسترخاء في بهو الفندق قبل موعد النوم ..

وأثناء ترتيبي للحقائب قبل موعد السفر إلى لبنان تذكرت أنني أخفيت 3000 ليرة
في إحدى الحقائب على سبيل الاحتياط فيما لو حدث أمر لم أتوقعه..

وبذلك أصبح معي تسعة آلاف ليرة سورية وبعض (الفكه!!)..

وفي لبنان اكتشفت أنني من اصحاب الثروات ولهذا قصة أرويها لكم عندما
يحين موعد الحديث عن لبنان ..

فإلى اللقاء في حلقة أخرى لأواصل معكم سرد باقي الرحلة إلى لبنان وما أدراك ما لبنان ؟!

كان الله في عون من يتابع هذه الذكريات لا شك أنه من أهل العزم !! وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم ..

نلتقي على خير بإذن الله ..

الموضوع حلو بس انا تعبت ونا اقراء.
يبغالى اكمله بكره (فصفصه)

المهم اخوي حاول تعجل علينا بالموضوع
انا متابع لمواضيعك واحب تفصيلك الطويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــل

الله يعطيك العافية ولا تبطي علينا

على فكرة وش رايك بالاسم الجديد اكتشفت ان عندي واسطة وانا ما ادري :d غيروا لي الاسم على طول.

[align=center] الأخت جوز هند[/align]

أنا وضعت تحذير في البداية إن الموضوع طويل!!

وبعدين إيش قصة (الفصفص) هذه؟! ..

يمكن أخونا في المنتدى (اسبرانزا) عداك لأنه ( مفصفص) موضوعي اللي كتبته في

بوابة السفر إلى بريطانيا وهولندا! ..

أشكر لك مرورك على موضوعي السابق..

واعتذر إن كنت قد أتعبتك بقراءة الموضوع .. لكن ماذا أفعل

مواضيعي دايما طويلة .. وإذا كنتي تعبتي من القراءة فماذا أقول أنا الذي

تيبست أصابعي من كثرة الكتابة على (الكي بورد)!!

شكرا لك مرة أخرى..


[align=center] الأخ محمد 901 :[/align]

مرحبا بك معنا ..

والله إني أحاول الانتهاء من الموضوع باسرع ما يمكن..

لكني مرتبط بكتابة عدة مواضيع في مجلات وصحف ..

قبل يومين فقط استلمت (فاكس) من رئيس تحرير إحدى المجلات

يطلب مني المشاركة في تحقيق تجريه المجلة عن موضوع يتعلق بصحة الأطفال..

ولم أستطع التأخر أو الاعتذار ..

إضافة إلى مشاركات أخرى في بعض المجلات المتخصصة ..

وأيضا عملي الذي يبدأ في الثامنة وينتهي في السادسة ..

والبيت .. والأطفال .. والوالدة ..

والالتزامات العائلية الأخرى ..

وصلة الأقارب والأرحام ..

والترفيه عن الأسرة .. وصيانة السيارة .. وعمل بعض الاصلاحات التي يحتاجها المنزل..

ومواعيد المستشفيات للوالدة .. ومراجعة بعض الدوائر الحكومية لإنجاز بعض الاعمال المتأخرة..

وجدول حضور بعض الدروس في المساجد للرفع من مستوى ثقافتي الدينية ..

وجدول حفظ بعض السور من القرآن ..

وعضويتي في بعض الهيئات كنوع من العمل التطوعي ( أسأل الله أن يتقبل

أعمالناويجعلها خالصة لوجه الكريم)

وترتيب وفرز بعض الأوراق المتناثرة هنا وهناك والتي تملأ بيتي ..

وعمل جدول لزيارة بعض الأصدقاء ..

والتواصل مع بعض أصدقاء الوالد يرحمه الله كنوع من البر بالوالدين الذين أمرنا الرسول

بإكرام صديقهما ..

وممارسة بعض أنواع الرياضة ..

وجعل بعض الوقت للقراءة الحرة ( عندي كثير من الكتب تنتظر دورها في القراءة) ..

ومتابعة بعض البرامج و المقابلات والأفلام الوثائقية على الشاشة ..

والتحضير لرسالة الماجستير ( الظاهر انني لن أستطيع إكمالها .. دعواتك!!)

وقصص ما قبل النوم التي أحكيها لإبنتي نورا وسارة (أما سلطان فتوه صغير!!)

أكمل ولا يكفي ؟! .. الظاهر أنك يا محمد 901 ضربت على وتر حساس!!

أتمنى أن يكون ما كتبته عذرا لي في بعض التاخير عن التواصل مع المنتدى ..

وأحمد الله أنك لست مديري في العمل!!

شكرا لك ولتواصلك وتشجيعك حفظك الله ..


[align=center]الأخ العزيز اومس:[/align]

بالنسبة للتأخير فأحيلك إلى ردي على أخونا محمد 901 أعلاه ..

مبروك عليك الاسم الجديد يا عم!! .. اعطونا بعضا مما عندكم!!

شكرا لمرورك ..

ابو سلطان تقريرك رائع
وننتظر الجديد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مشكور وما قصرت وننتظر منك الحلقة القادمة بفارغ الصبر
وأرجوا أن يكون اليوم المنتظر قريب جدا..
وشكرا مرة أخرى .. لك

الحمد لله على السلامة اخوي ابو سلطان
والف شكرا لك على هذا السرد الجميل لرحلتك
لسوريا وبانتظار باقي الاجزاء..

اخي ابوسلطان

من المتابعين لابداعك

وفي انتظار باقي الحلقات بشوق

تحياتي

أخي العزيز : ابوسلطان

سلمت أناملك على ما كتبت ، ودعواتي لك بالتوفيق والبركة في العمر والمال والوقت ، أطال الله في عمر والدتك ورزقها الصحة والعافية .

خذ وقتك فنحن متابعون لك .

اخوك

اخوى ابو سلطان اود الاشاده الى الموضوعيه فى الطرح التى تميز بها تسطيرك للموضوع اعطى بعض الاخوان شىء من الامل فى السياحه السوريه التى عصفت بها بعض مقالات الاخوه كرد فعل لما يلاقونه من بعض الاخوه السوريين وكان بقيه الدول العربيه بالذات براء من كل ذلك.ليس هذا هو الموضوع ارجو المواصله وسلمت مع جميع الاعضاء الذين مروا من هنا

[align=center]أخي الفاضل الراي

نعم أوافقك الرأي فيما ذهبت إليه بأن البعض جعل سوريا (كالبعبع) المخيف الذي سيلتهم كل قادم إليه. بالطبع هناك سلبيات ومساوئ ولكن كما تفضلت أخي الكريم بأنه باقي البلدان ليست براء من تلك المساوئ.

أما فئــة (الدشـــير والدّشر والداشرين) باعترافهم (بدون ذكر أسماء) ممن يرتادون الملاهي الليلية في التل والربوة وغيرها فأقول لهم: تستاهلوا اللي يجيكم واللي من إيدو الله يزيدو والمثل السوري يقول: "لا تنام بين القبور ولا تشوف منامات بشعة". أما بالنسبة لباقي السياح ممن يحترمون أنفسهم فعلى الرحب والسعة.

أخي أبو سلطان أشكرك على سردك الشائق وإلى الأمام.

أخوكم عمـّـــــار[/align]

اخي ابو سلطان نحن في نتظار بقيه سرد قصتك الرائعه...

اخي عمار هل كان المشرف التربوي الذي صاحب ابو سلطان في الرحله من مرتادي الملاهي الليليه؟؟

حتى ينصب عليه بهذه الطريقه..؟؟

اخي العزيز النصب والاحتيال في سوريا لا يستثني سائح يحترم نفسه وسائح لا يحترم نفسه...

والكثير يشتكون من النصب وهم برفقه عوائلهم....

وليس بضروري ان يكون جميع من نُصب عليهم في سوريا من مرتادي الملاهي الليله...

فاالكثير نصُب عليهم وهم برفقه عوائلهم...

نحن نريد ان نحذرالاعضاء ممن يريدون السفر الى سوريا من النصب بطرقه العديده.....

فلا تعطي اخي عمار جرعه أمان زائده للاعضاء..

وفق الله الجميع.

[align=center]أخي ســKSAــعودي

لم أعطِ جرعة أمان زائدة أخي الكريم ولكني واقعي ودائما ً أحذر من النصب

أحيلك إلى مشاركاتي التالية لتعرف موقفي من تلك الشرذمة التي تمتهن النصب والاحتيال

http://www.travel4arab.com/vb/showthread.php?t=14287

http://www.travel4arab.com/vb/showthread.php?t=7134

http://www.travel4arab.com/vb/showthread.php?t=797

أكتفي أخي سعودي بوضع الروابط فحسب كي لا أعكر صفو السرد الشائق للأخ أبو سلطان.

وفقك الله
أخوك عمـّــــار[/align]

شكرا اخي عمار على التوضيح...

وفعلا لسنا في وقت يسمح للمزيد من النقاش في هذا الموضوع...

مانريد هو ان نستمتع بموضوع اخونا ابو سلطان...

وفق الله الجميع..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أحبابي وأصدقائي ممن يتابع هذه الذكريات التي أكتبها

عن سوريا ولبنان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

لا ادري ماذا أقول أو ماذا أفعل للتعبير عن سعادتي بحبكم الذي غمرني
وحسن ظنكم بشخصي وتواصلكم معي رغم غيابي.

غبت أسبوعا واحدا لأجد رسائلكم التي تدعمني وتشجعني
وتدعوني للمواصلة تملأ بريدي الإلكتروني إضافة إلى دعواتكم التي غمرتنا والدتي وأنا ..

أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء ويجعلنا وإياكم من الفائزين في الدنيا والآخرة ..

حدث معي الأسبوع الماضي موقف جعلني أعيش ساعات

من الرعب والترقب إذ خشيت أن يتحقق ما حذرنا منه أحد أعضاء

المنتدى ( للأسف لا أذكر من هو) ولكن قبل أن أقص عليكم

هذا الموقف أود أن أرد التحية بأحسن منها وأبدأ بالأخ العزيز:

[align=center]مهاجر[/align]

شكرا لتقريضك .. وجديدي نابع من تواصلك

وتشجيعك .. لك مني أزكى تحية..



[align=center]الأخت ميسون محمد[/align]

دائما ما تشجعني كلماتك ..

فأنت من المتابعين القدامى لما أكتب ..

واتمنى أن لا أكون تأخرت عليكم ..

شكرا لك ..


[align=center]الأخ العزيز المشاغب[/align]

لا شكر على واجب ..

وهو دين في عنقي للمنتدى وأعضائه وضيوفه ..

أفتخر بالتعرف على شخص مثلك .. ولا تحرمني من مشاغباتك

أيها المشاغب !! .. دمت لي ذخرا وسندا ..

لك مني أجمل تحية ..


[align=center]الأخ العزيز شرهان [/align]

انا الذي في شوق لكلماتك وتشجيعك أخي شرهان ..

شكرا لتواصلك ومرورك .. حفظك الله ورعاك ..


[align=center]سعادة الأخ العزيز أبو خالد[/align]

شكرا لدعواتك .. وموافقتكم الكريمة على الإجازة القصيرة ..

مع أن الانقطاع عن المنتدى أمر يحز في النفس لكن القلوب عند

بعضها وأنتم دائما في البال ..

المنتدى أصبح بمجهوداتكم .. أنتم وأخوانكم في حلة جميلة ..

اللهم زد في أعضاء المنتدى وبارك لهم في أوقاتهم وجازيهم خير الجزاء على ما خطت

أناملهم .. شكرا لك أخي أبو خالد .. رعاك الله وحفظك من كل سوء..


[align=center]الأخ محمد 901[/align]

شكرا على دعواتك المخلصة ..

بس تراك خليتني أقول وأفصح عن أشياء ما كنت أحب

أن أفصح عنها أو أقولها .. لكن معليش جعلت زوار المنتدى

يعرفون بعض أموري الخاصة ..

شكرا لك مرة أخرى على تواصلك ..


[align=center]أخي العزيز الراي[/align]

كلامك صحيح ..

أحيانا تكون صورة البلد غير الصورة التي يرسمها الآخرون

أحيانا تكون أفضل .. وأحيانا أسوء !!

يرجع هذا للمواقف التي تواجه كل شخص يقضي إجازته

أو جزء من اجازته في الخارج ..

شكرا لتواصلك .. وملاحظتك التي في محلها ..



[align=center]الأخوان العزيزان عمار وسعــKSAـــودي[/align]

تابعت السجال الذي دار بينكما والحق معكما جميعا ..

قد يتم استغلال الانسان حتى في البلد الحرام !!

شكرا لمحاورتكما ومداخلتكما ..

وفقكما الله ..


أما قصة الحادث الذي وقع معي الأسبوع الماضي فهي كالتالي:

أستلم راتبي في الرابع والعشرين أو الخامس والعشرين

من كل شهر هجري أي يوم الخميس أو الجمعة على أبعد تقدير

ولكن حل يوم السبت السادس والعشرين من الشهر دون أن

ينزل راتبي في حسابي بالبنك!!

ذهبت إلى البنك وسألت إن كان يوجد أي مشكلة في حسابي لديهم

فأجابوني بأن الحساب لا يوجد به أي خطأ وأن رواتب باقي الموظفين

قد دخلت في الحساب منذ يوم الجمعة!!

ابتدأ الفأر ( أي فأر؟! .. قولوا أسد!!) يلعب في عبي كما يقولون!!

لماذا لم ينزل راتبي حتى الآن؟! دونا عن بقية خلق الله من الموظفين؟!

والمصيبة التي زادت في قلقي هو الموضوع الذي قرأته في المنتدى

لأحد الأعضاء ( الله يوفقه و يسامحه!) بخصوص عمليات السحب

من بطاقة الصراف للسائح السعودي دون أن يشعر ..

وتذكرت أنني قد استخدمت بطاقة الصراف الآلي لسحب مبلغ بسيط

عندما كنت في سوريا عن طريق أحد الأشخاص عندما تعطلت مكائن الصرف الخاصة بالبنوك ( أخبرتكم بهذه القصة في حلقة سابقة من هذه الذكريات).
كنت قد استخدمت البطاقة الخاصة بالحساب التي ينزل فيه راتبي نهاية كل شهر لأنه لم يكن فيه إلا مبلغ بسيط وغاب عن ذهني أنه في نهاية الشهر سيعود إلى الامتلاء بالراتب من جديد !!

وأخذ ذهني يرسم سيناريو محبوك لعملية النصب التي من الممكن

أن أكون قد وقعت فيها وأخذت أتخيل أنني بمجرد ما غادرت المحل

نسخ الرجل (الذي سحبت من عنده) رمز الشريط الممغنط الخاص ببطاقة الصراف التي تخصني وانتظر بعض الوقت ليتأكد من عودتي إلى بلادي وبدأ في استخدام رمز البطاقة في عمليات سحب أو مشتروات وهمية من راتبي !! لا سيما وأن السحب من بطاقة الصراف لا تحتاج إلى معرفة الرقم السري الخاص بكل بطاقة ..

أزعجني هذا الخاطر وكدرني لا سيما وأنني مرتبط بالتزامات عائلية ومالية لا تحتمل التأخير أو التأجيل.

عدت لأوراقي في محاولة للعثور على الوصل الذي استلمته من الرجل لإنجاز عملية السحب للتعرف على العنوان ورقم الجهاز لو ثبتت عملية النصب هذه وكان الله في عوني..

وتذكرت أيضا أن الرجل مرر بطاقتي في الماكينة عدة مرات بدعوى أن الخط مشغول!! ( مصيبة لو حدث ما كنت أخشاه؟!)

وازداد قلقي وتأكدت مخاوفي عندما أتى اليوم السابع والعشرين من الشهر دون أن يدخل في حسابي ريال واحد!!

طلبت كشف حساب مختصر وراجعته فلم أجد أي سحوبات وهمية وكان آخر مبلغ سحبته هو المبلغ الذي سحبته من حسابي من عند الرجل في سوريا وباقي المبالغ التي سحبتها كانت عن طريق الصراف الآلي ومن حساب آخر يخصني..

فما الذي حدث إذا ؟!

الذي حدث وببساطة شديدة جدا هو خلل في تحويل رواتب جميع الموظفين في القطاع الذي أعمل به وهي حادثة تحصل لأول مرة!!

وفاتني بسبب هلعي وخوفي سؤال زملائي في العمل الذين عانوا من نفس المشكلة التي عانيت منها..

قراءتي لبعض التجارب غير السعيدة لبعض الأعضاء في بوابة السفر إلى سوريا سببت لي الرعب !! والعفريت يطلع للي يخاف منه!!

نأتي الآن للمفيد ..

أرجو منكم إن شعرتم بأنني قد تعديت الحد المعقول في الاستطراد أثناء سردي لما جرى في الرحلة أن توقفوني وتنبهوني ..

أعود وأكرر .. الحد المعقول من الاستطراد !! وليس منع الاستطراد تماما!!

إذ أن هذا الأمر صعب جدا بالنسبة لي ..

ولو لم أسجل بالمنتدى باسم ( أبو سلطان) كان سجلت نفسي باسم ( استطراد)

لا سيما وأنني لا أملك واسطة مثل التي يملكها أخونا اومس (oms282 ) سابقا ..

سوف أعمل على إكمال باقي الذكريات وأنزل الحلقة السابعة يوم الخميس الثاني من شعبان (حسب تقويم ام القرى) الساعة الحادية عشر وخمس وأربعين دقيقة صباحا حسب توقيت مدينة الرياض وليس حسب توقيت ساعة منتدى العرب المسافرون المخبطة!! (التي لا تعمل) إذا شاء الله العلي القدير..

وعلى فكرة أنا دقيق في مواعيدي (اثنعش إلا ربع يعني اثنعش إلا ربع!!)

ولا أقول ...! طالما أن الموضوع جاهز والصور جاهزة ليه ما أنزله اللحين واريح راسي وأصدع رووسكم أنتم ؟!

ها وش قلتوا أنزله اللحين؟؟

طيب على أمركم ..

هذا الموضوع نازل ( عطوني نص ساعة ) بس ترى ما استغني عن مشاركاتكم وملاحظاتكم .. والأهم انتقاداتكم وتوجيهاتكم ورحم الله امرؤ أهدي إلى عيوبي!

أتركم لمتابعة الذكريات ألهمكم الله الصبر والسلوان وفي رعاية الله وحفظه ..

مرحبا بعودتك اخي ابو سلطان...

ونشكر لك سردك الرائع ...

با الفعل اخي ابو سلطان يجب على الشخص الحذر بستعمال بطاقات الصرف الألي ...

اذ تطلب الامر الصرف هناك مكائن صرافه معتمده لبنوك معتمده في سوريا واغلبها في ساحه المرجا

ولاكن الحذر كل الحذر من اماكن الصرافه المنتشره في سوريا بطريقه مشتروات وهميه....

اخي ابو سلطان نحن في انتظارك مره اخرا وفي انتظار ابدعاتك...

بارك الله فيك يا ابا سلطان فانت قصصي رائع امل استغلال هذه الموهبه

ما شاء الله اخي ابوسلطان

كلما قرأت اكثر ازداد اعجابا بابداعك

في انتظار المزيد من الابداع

تحياتي

[align=center]أهنيك أخي أبو سلطان

سرد رائع
وأســلوب مشـــوق

ذكرتني بأيام طفولتي لما كنت أمسك بالقصة أو الرواية القصيرة وما أتركها إلا لما أخلصها بغض النظر عن موعد النوم كل ذلك شوقاً للخاتمة !
بالتـــوفيق وإلى الأمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــام [/align]

أسمحلى التأخير فى المشاركة أخوى ابو سلطان ، وبصراحة السرد والصور والموضوع اكثر من رائع ، وأمانة خليتنا
وكأنا معاك فى الرحلة خطوة بخطوة ، جزاك الله خير 000هذا الجهد المميز والتميز الرائع 000
تحياتى

اخوي ابو سلطان:
جميع واسطاتي في هذا المنتدى تحت تصرفك

لكن ما قلت لنا عن رايك في الفندق اللي سكنتوا فيه في اهدن.. كم نجمه؟ وهل هو نظيف وفخم؟ وكم سعر الغرفه اذا اخذتها مباشره من الفندق؟

وابغاك تسوي لي مقارنه بين مطاعم لبنان وسوريا من حيث: جودة الاكل - النظافه - المعاملة - السعر

ثانكيو ان ادفانس

تسلم يا بو سلطان

شكل المرشد السياحي غير المرشد ( احمد )

لأنك لم تذكر لنا بالسابق ان احمد كان يضع ( الجل ) على شعره

وبعدين كثيراً ما سمعت ان تعامل اللبنانيين بالدولار ونادراً ما يستخدمون عملتهم !


تقبل وافر تحياتي


اخوك ..... السحاب

يعطيك العافيه ....

السلام عليكم ورحمة الله

[align=center]الأخ العزيز سعــKSAــودي[/align]

كلامك صحيح ..

يجب الحذر من هؤلاء الذين يقدمون خدماتهم ..

بطريقة السحوبات الوهمية ..

شكرا لتواصلك ..



[align=center]الأخ العزيز زمزووم[/align]

شكرا لك ومرحبا بك معنا في المنتدى ..

أشكرك على كلماتك المشجعة والرائعة ..

تحياتي لك ..


[align=center]الاخ العزيز شرهان[/align]

شكرا لك أخي على تشجيعك الدائم ان شاء الله ما أنحرم منكم جميعا..


[align=center]الأخ العزيز عمار[/align]

كلنا ذلك الطفل الموجود في داخلنا..

ولكن الفضائيات والانترنت حرمتنا متعة القراءة

وانتظار انتهاء الرواية ..

كلماتك المشجعة دافع لي للمواصلة ..


[align=center]الأخ العزيز بن بطوطة:[/align]

شكرا لك يا صاحب الانتاج الغزير!!

ما شاء الله عليك .. ما يمديني أخلص من قراءة موضوع من

مواضيعك .. أو الاطلاع على صور من صورك التي تشارك

بها إلا وأجد موضوعا جديدا آخر وصورا أخرى ..

يا أخي اتعبتنا معك!!

انت من المتابعين الجيدين لكل ما يكتب في المنتدى ..

على فكرة!! صورة سيارة ( بيل جيتس) رائعة الله يرزقنا ثمنها!!

شكرا لمرورك وكلماتك وتشجيعك..


[align=center]الأخ العزيز اومس:[/align]

شكرا لك مخليك لوقت ( العوزة!!)

ما أستغني عن واسطاتك!!..

أما فيما يخص الفندق فتابع قراءة الحلقات ستجد

الاجابة على تساؤلك .. وبالنسبة عن المقارنة بين المطاعم

في سوريا ولبنان فلا أستطيع الحكم بموضوعية

لأن الفترة كانت قصيرة كما ان افطارنا في الفندق وعشائنا

بالفندق .. والغذاء كان وجبات سريعة ..

ولكن الأكل اللبناني معروف بجودته وطعمه ..

وفوق ذلك نظافته!!

شكرا لمرورك ومتابعتك ..

لكن حلوة (ثانكيو ان أدفانس!!) الظاهر إني

بأضيفها إلى قاموسي شكرا لك مقدما!! أدفانس وفيوتشر كمان!!


[align=center]الأخ العزيز AlShab [/align]

نعم .. المرشد السياحي الذي صاحبنا في لبنان غير المرشد الذي صاحبنا في سوريا

مرشد لبنان معلوماته غزيره وجيدة لكنه شاب ( لعاب) لا يلتزم بالمواعيد

ودايما يكرر علينا الالتزام بالوقت ويأتي هو متأخرا عن الجميع

لكنه يعطيك معلومات لا تجدها في الكتب السياحية!!

أما عن التعامل المالي فطوال مكوثي في لبنان لم أدفع دولارا واحدا

وكل معاملاتي كانت بالليرة اللبنانية ..


[align=center]الأخ THREE HORSE[/align]

الله يعافيك!!

شكرا لتواصلك وتقبل تحياتي ..

[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]الاخ الغالى / ابو سلطان
والله ياخوى أخجلنى كلا مك الرائع وبارك الله فيك وانا فى خدمة المنتدى واهله ، ويشرفنى مرورك الدائم
وحضورك للمواضيع التى هى منكم واليكم ، وان شاء الله يقدرنا على خدمة الجميع 000
والله لا يحرمنا قلمك يالغالى 000
تحياتى[/grade]



على فكرة السيارة أعتبرها عندك بس اسمحلى بعض الوقت اطلبها لك اخى الفاضل ، تبيها كاش ولا
بالا قساط000 ؟

أخي العزيز بن بطوطة:

أثرك على الهواء مباشرة ؟!..

كنت توني بأسكر الجهاز وأروح لكن لما شفت تعليقك قلت لازم

أرد التحية خاصة وإن فيها سيارة !!..

أي كاش يا بن الحلال؟!

حتى بالأقساط ما تنفع .. إلا إذا كان ابني سلطان

اللي عمره سنة يكمل أقساطها بعد ما أموت؟! ولا يمكن حفيدي!!

بعدين مين قدك يا عم ؟! عندك جزيرة في سيريلانكا باسمك !!

أكيد حا تكون أغنى من بيل جيتس!!

أخوي بن بطوطة :

لا أستطيع مجاراتك في سرعة الكتابة ..

كنت قبل قليل أتابع موضوعك عن دبي ..

موضوع رائع بكل المقاييس ..

لا غرابة في ذلك من شخص مبدع مثلك ..

شكرا لردك وألقاك على خير..

مشاء الله اخي العزيز / ابا سلطان ...ذكرياتك تسعدنا وتمتعنا وتجعلنا نسافر من هنا...ونمر بكل ما تمر به....حتى مجموعة الاسئلة التى طرحتها على ذهنك بشان ادوية والدتك...حفظها الله ....

ونلقاك على في حلقات قادمة على خير

تفبل تحياتى

ابولمى

الأخ العزيز أبو لمى
لا أستطيع التعبير عن مدى سعادتي بمرورك..

كلماتك وتشجيعك زادتني حماسا للانتهاء من هذه المذكرات

بأسرع وقت ممكن ..

شكرا لك مرة أخرى ..

وفيما يلي تفاصيل اليوم السابع من الرحلة ..

الحلقة الثامنة: يوم الأثنين 23/8/2002م ( اليوم السابع من الرحلة)

كان من المفترض أن يتم إنزال هذه الحلقة قبل هذا الوقت ولكنني اكتشفت بعد أن جهزتها لكم بأن إحدى الصور توضح تفاصيل وجهي كاملا بدون إخفاء ولأنني خفت من أن هذا الخطأ غير المقصود قد يسبب للبعض منكم صدمة عصبية عندما يرى وجهي كاملا!! وقد يغمى على البعض منكم!!
وأكون أنا السبب في ذلك!!

لهذا فضلت تأجيل الحلقة قليلا لإصلاح الخلل!!

لا أريد أن اكرر نفس الكلام الذي قلته في حلقة سابقة عن مدى الراحة التي شعرنا بها في( كسب) عندما نمنا بدون تكييف ولا مراوح في الجو اللطيف!

نفس الامر تكرر في (اهدن) بل وأفضل!! ..

تخيل نفسك تفتح النافذة وتترك العنان لبصرك ليسافر إلى أبعد مدى يصل إليه دون أن يصطدم بحواجز الاسمنت والعمائر التي تسد الأفق!!

تتنفس بملئ رئتيك هواء ا قادما من أعلى الجبل نقيا صافيا باردا جميلا رائقا هادئا وديعا يداعب أجفانك ويجعل عندك (جوانح!!) تساعدك على الطيران والتحليق في الأجواء..

بس من غير ما تشرب شراب( بايسون) ولا ( بورهورس !!) ولا حتى (ريدبول) اللي (صاجينا!!) بدعاياته كل يوم ..

لم نكد ننتهي من اعلانات سفن أب ( يالذيذ يا رايق!!) حتى جائنا ريدبول!
(ريدبول) يخلي عندك جوانح!!

مجرد أن تجلس جلسة شاعرية في الشرفة تكفيك عن زيارة ألف منتزه من منتزهات الثمامة!! ( الثمامة منطقة تشتهر بالمنتزهات في مدينة الرياض يقصدها الناس للترويح عن أنفسهم هربا من الحر ليواجهوا حرا أشد!!).

آه لو كانت معي أم سلطان .. كنا جلسنا في شرفة الغرفة نحتسي الشاي بالنعناع !! ونستعيد ذكريات شهر العسل مستمتعين بهذا الجو الشاعري..

كان البرنامج السياحي في هذا اليوم يبدا بعد الظهروالفترة من الصباح إلى ما بعد الظهر كانت فترة حرة لسنا مقيدين فيها بشي..

نزلت أنا والوالدة لتناول الافطار والذي كان عبارة عن بوفيه مفتوح يطل على المسبح ..

البوفيه عادي جدا وليس به شئ مميز مجرد جبنة بيضاء ولبنة وحمص وبيض وكان الله بالسر عليما!!

البوفيه في الحقيقة لا يتناسب مع فخامة الفندق وموقعه واطلالته الرائعة التي (تفتح النفس) ..

ولأتحدث عن الفندق قليلا تحقيقا لطلب أخونا العضو في المنتدى اومس..

للفندق ثلاث مداخل من الجهة الغربية والشمالية والجنوبية..

ولكن المدخل الرئيسي يقع في الجهة الغربية المواجهة للمسبح وعندما تدخل يقابلك بهو واسع تجدعلى يسارك وأنت داخل الاستقبال وعلى يمينك المدخل الجنوبي الذي يطل على حديقة وملاعب للأطفال وقاعة منفصلة عن الفندق تعقد فيها الحفلات بعيدا عن ازعاج النزلاء ..

يوجد في الفندق مصعد واحد فقط ..

ويحتوى الفندق على ثلاث طوابق..

الفندق مبني على طراز القلاع الاوروبية القديمة ويوجد به مكان مخصص للانترنت وقاعة تستخدم لعرض الاعمال الفنية..

غرف الفندق فسيحة تحتوي على ثلاجة وتلفزيون ولكن الحمام ليس بتلك الفخامة التي تراها في فنادق الأربع أو الخمس نجوم ولكنه نظيف والأمر الوحيد هو عدم وجود شطاف للغسيل ( أعزكم الله)..

كما أنه لايوجد به( بانيو) للاستحمام وإنما (دش) للاستحمام وقوفا..

قد تكون الغرف الأخرى فيها مميزات أفضل .. وتواضع مستوى غرفنا ممكن يرجع

إلى أننا أتينا كمجموعة سياحية .. وغرف المجموعات السياحية تكون في العادة

أقل مستوى من الغرف الأخرى ..

ميزة الفندق أن جميع غرفه تطل على مناظر غاية في الروعة!!

وهو مصنف على درجة أربع نجوم ولكنه حسب بعض روابط الفنادق على الانترنت مصنف على أنه نجمتان ..

أما أنا فأعطيه ثلاث نجوم وهي قليلة عليه!! وأعتبره أفضل فندق في مدينة (اهدن) كلها وهذا تقييم شخصي ..

الفندق هادئ وعائلي ولا تشعر فيه بذلك الصخب والضجيج والازدحام الذي تراه في بعض الفنادق..

أما المسبح فهو كبير وواسع ولكني لا انصح بالسباحة فيه ما بين الساعة العاشرة صباحا والواحدة بعد الظهر وذلك تجنبا لبعض المناظر المؤذية!!

وبالنسبة لسعر الغرفة فلقد لمحت عند الاستقبال أول ما وصلنا الفندق لوحة مبين فيها الاسعار وكان سعر الغرفة (ستاندرد) حوالي 95 دولار لليلة ولا أدري هل تشمل الافطار ام لا؟

لم أرى في الفندق محلات لبيع الصحف والتذكارات ولا مكتب لتأخير السيارات وقد يعود ذلك

لهدوء المدينة وبعدها عن الصخب والضجيج الذي نراه في المدن الأخرى..

ويمتاز الفندق بوجود صالة فسيحة يتم فيها عرض بعض الأعمال الفنية لبعض الفنانين..


تناولنا افطارنا ولأول مرة منذ فترة أغير عادتي وأشرب شاي بالحليب بدلا عن الشاي بالنعناع!!

لا بد للواحد منا أن يغير من روتين حياته قليلا بين الفينة والاخرى أليس كذلك؟!

بعد الافطار اقترحت على الوالدة أن نقوم بجولة على الأقدام لنتعرف على المنطقة المحيطة بالفندق طالما اننا سنتظر حتى الواحدة ظهرا قبل أن يبدأ البرنامج السياحي ..

اتخذنا طريقنا نزولا حتى الشارع العام وسرنا لمسافة قصيرة حتى وصلنا إلى محل يبيع بعض التذكارات ..

ولما هممت بالدخول أمسكت بي الوالدة وقالت : أمجنون أنت ؟!

تريد أن تدخل محلا يبيع فيه لبناني!!

ألا تعرف بأن اللبنانين ماهرون في البيع وقد يبيعونك شئ لست بحاجة إليه؟!

كانت الوالدة محقة في ذلك فميزة الشعب اللبناني أنهم يأسروك بحلاوة كلامهم ولطفهم ومجاملتهم ..

ولكني أردت أن أثبت للوالدة ان( مش كل الطير اللي يتاكل لحمو!!)

كنت عازما على تحدي الوالدة وأنني قادر على الخروج من المحل دون أن أشتري شيئا ..

اتضح لي بعد ذلك أنني من صنف الطيور التي يسهل أكل لحمها وعظمها أيضا!!!

دخلنا إلى المحل وفوجئت بأن الذي يبيع في المحل بائعة وليس بائعا!!

أهلا!! يبدو أنني سوف أخسر التحدي!!

في الرياض لا نستطيع أن نواجه تاثير البائع اللبناني فما بالك بلبنانية؟!!

ألقيت التحية وقرأت آية الكرسي والمعوذتين وتمتمت ببعض الأدعية الماثورة مثل : أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة!! ومثل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق!!

رسمت ملامح الصرامة على وجهي وأخذت أتجول في المحل أقلب في المعروضات مبديا عدم اهتمامي بأي شيء ولما هممت بالخروج اقتربت البائعة مني ودار هذا الحوار:

البائعة : مرحبا .. أهلين ..!

انا : أهلا ..

البائعة : حضرتكن بدكو شي معين؟!

أنا : لا .. مجرد التجول والتعرف على المعروضات ..

البائعة : الأخ من وين ؟!

أنا : من السعودية ..

البائعة : يا مرحبا .. شرفتونا إنت والمدام ..(تقصد الوالدة!!)

تعال لفرجيكوا .. اجتني بضاعة جديدة .. هلأ واصلة..

أنا : شكرا .. لا داعي.. نحن في عجلة من امرنا..

البائعة : أنت مجوز؟! ( وبعدين؟! إذا طالت هذه المحادثة سأخسر التحدي!)

أنا : نعم متجوز وعندي ثلاثة أطفال ..

البائعة : الله يخليلك اياهن ..

أنا : شكرا..

البائعة : شو رأيك بهاي التحفة .. ما بدك تفرح مرتك بشي تزكار حلو!!

( الترجمة : ألا تريد أن ترسم السعادة على وجه امراتك بهدية تذكارية حلوة؟!).

عندي ليك لحاف مطرز شغل يد بياخد العقل ..!!

شوف هاي الأساور .. ما بقى منهن إلا حبتين ..

عندي طقم فناجيل قهوة عربي من الخزف .. ما بتلائي منه بالسوق ..

خلاصة الكلام أنني خرجت من هذا المحل بمشتروات قيمتها ثمان وسبعون ألف ليرة اغلبها سلع لست بحاجة إليها ..

ولولا أن الوالدة تدخلت في اللحظات الأخيرة وسحبتني من يدي إلى الخارج بالقوة لتمكنت هذه البائعة من جعلي أشتري كل البضاعة الموجودة بالمحل!!

وانا مسوي فيها ذكي ومو كل الطير اللي يتاكل لحمو!!

طلعت ( خرطي!!) وما عندي سالفة!!!

المهم عدنا إلى الفندق وصعدنا الغرفة ولا زال في الوقت متسع قبل موعد الذهاب مع المجموعة السياحية في الواحدة بعد الظهر لإكمال البرنامج السياحي.

ألقيت نظرة على مسبح الفندق فوجدته مليئا بالسابحين و(... ت!).

فخطرت في رأسي فكرة لمداعبة أم سلطان .. فأرسلت لها رسالة على الجوال أقول فيها:

هل تسمحين لي بالنزول للسباحة في مسبح الفندق يا أغلى زوجة بالدنيا؟..

أرسلت الرسالة وجلست انتظر الجواب منها ..

طبعا فهمت أم سلطان ما أعنيه على الفور وبدلا من ان ترسل رسالة بالجوال ترد فيها على رسالتي..

جاءني صوتها مباشرة عبر الهاتف وهو يهدر : إن نزلت المسبح سأرمي بملابسك وأغراضك في الشارع!!! واجعل منك عبرة لمن لا يعتبر!! ألا يكفي أنني سمحت لك بالسفر وحدك دون أن أكون معاك؟!

أعطني خالتي ( تقصد الوالدة) لأكلمها لكي تراقب حركاتك وسكناتك!!

كدت أن أقع على الأرض من شدة الضحك ..

يحب الرجل دائما ان يثير غيرة زوجته عليه .. ويشعر بمتعة وهو يستقبل
تهديدها وتغير صوتها ودعائها بالويل والثبور وعظائم الأمور إن زاغ بصره هنا أو هناك!!

هدئت من ثورتها وذكرتها بأنني لست من هذا النوع من الرجال وأنها تعرفني جيدا كل ذلك وانا لا أستطيع أن أكتم ضحكاتي!!

شعرت بعدها أم سلطان بأن الأمر كله لا يعدو محاولة مني لإثارة غضبها
وانفعالها ولقد نجحت في ذلك بجدارة!!

حل موعد الصعود إلى(الباص) وهذه صورته من الداخل :


[align=center][/align]

عندما ركبنا سمعت المرأة القصيمية تبدي امتعاضها من الفندق لأنه لا يطل على البحر!!..

وقالت للمرشد : وش نبي بالمسبح والمناظر نبي فندق يطل على البحر!!
( معها حق جاية من القصيم حيث المزارع والاشجار!!)

قال لها المرشد: ولكن المنطقة منطقة جبلية ولا يوجد هنا فنادق تطل على البحر إلا في الأسفل على بعد ثلاثين كيلوا مترا!

فأبدت استعدادها أن تدفع فرق السعر بشرط أن يطلب لها المرشد سيارة أجرة تأخذها هي وصاحبتها السورية إلى أحد الفنادق المطلة على البحر على أن نمر عليهم ونحن عائدون إلى سوريا..

وعدها المرشد خيرا وتحرك بنا (الباص) متجهين إلى مدينة( بشري) مرورا بوادي( قديشا) وهو وادي عميق لا تستطيع رؤية نهايته وأخبرنا المرشد السياحي بأنه ونظرا لعمق الوادي أطلق عليه الناس اسم ( وادي جهنم) وهذه صورته :


[align=center][/align]

إذا كان هذا الوادي الذي تحيط به الجبال الخضراء في هذا الجو الجميل ومع ذلك أطلق عليه الناس وادي جهنم! ..

فكيف بجهنم نفسها التي أعدها الله للكافرين المكذبين؟؟!

أعاذنا الله واياكم من النار وادخلنا الجنة مع الأبرار..

توقفنا لإلتقاط بعض الصور لهذا الوادي ثم المواصلة صعودا باتجاه مدينة (بشرى) أو مدينة (جبران) وأطلق عليها هذه الاسم لانها مسقط رأس الشاعراللبناني جبران خليل جبران من شعراء المهجر والذي طلب أن يدفن بعد موته في مسقط رأسه حيث نقل جثمانه من الولايات المتحدة الأمريكية إلى مدينة ( بشرى).

مررنا بهذه المدينة متوجهين إلى منطقة( الأرز) الشهيرة في أعلى الجبل ولكننا توقفنا قليلا في( بشرى) لنشرب من نبعها الصافي البارد الذي ذكرني بنبع المياه في( كسب) إلا أنه أكبر قليلا ..

وعندما أقول نبع فأنا أقصد صنبور مياه يتدفق منه الماء القادم من أعالي الجبال بشكل متواصل وترى الناس يتوقفون بين الفينة والأخرى للشرب منه ..

وصلنا إلى منطقة (الأرز) وهي غابة محمية تحتوي على حوالي مائتي ألف شجرة أرز ( شعار العلم اللبناني) وبجانب هذه المحمية محلات تبيع تذكارات مصنوعة من خشب الأرز الذي لم أشم في حياتي رائحة خشب أجمل منه!!

لشجر الأرز رائحة زكية مميزة تبقى في يديك وملابسك فترة طويلة ..

وهذه المحمية التي تحتوي على أشجار الأرز ليست الأكبر حيث توجد محمية أخرى في لبنان تحتوي على أكثر من مليونين شجرة !!..

ولكن تعود شهرة هذه المحمية إلى أنها كادت تندثر بسبب القطع المستمر لاشجارها أثناء الحكم العثماني إذ أخبرنا المرشد أن العثمانييون كانوا يستخدمون أخشاب شجر الأرز لتسيير القطار الذي كان يصل ما بين اسطنبول ومكة المكرمة وذلك لجودة الفحم المستخرج من هذه الشجرة ورائحته الزكية ..

ولما جاء الانتداب او الاستعمار الفرنسي منع قطع شجر الأرز.

وبعد الاستقلال جعلت الحكومة اللبنانية مناطق شجرة الأرز مناطق محمية.

وشجرة الأرز من الأشجار المعمرة والتي من الممكن أن تعيش لمدة خمسة آلاف سنة!! على ذمة المرشد السياحي!!

تجولنا في المنطقة واشترينا بعض التذكارات المصنوعة من خشب الارز
وهذه صورة للمنطقة ويلاحظ في خلفية الصورة شجرة الارز شعار العلم اللبناني :



[align=center][/align]

عدنا إلى (اهدن) وبالتحديد ميدان (اهدن) حيث المقاهي والاسواق واخبرنا المرشد السياحي أنه اتفق مع أحد المطاعم على اعطائنا سعر خاص لوجبة الغداء المكونة من اختيارين حسب رغبة الزبون إما هامبرجر مع البطاطس والسلطة الروسية ومشروب غازي..

أو قطع من الدجاج المشوي مع البطاطس والسلطة الروسية ومشروب غازي ..

وكلا النوعين بسعر واحد هو : خمسة آلاف ليرة لبنانية ( 13 ريال فقط)
وللكل مطلق الحرية في تناول غذاؤهم في مطعم آخر إذا لم يعجبهم السعر أو نوعية الطعام..

استقر راينا على تناول الطعام في المطعم الذي اقترحه المرشد السياحي..
كان موعد عودتنا إلى(الباص) في الخامسة والنصف بعد تناول الغذاء والتجول في منطقة مركز المدينة ..

عدنا انا والوالدة إلى (الباص) قبل الجميع وجلسنا ننتظر باقي المجموعة التي تاخرت في الحضور بما فيهم المرشد السياحي!!

وأثناء انتظارنا كان يوجد يمين (الباص) تمثال لاحد البطاركة( لا أعرف جمع بطريارك؟!) وهي درجة متقدمة في سلم الديانة المسيحية ولعل هذا البطريارك مشهور عندهم وأراد أحد المقتدرين أن يبني له تمثالا كنوع من التبرك به وتخليدا لذكراه ..

أتذكر انني قرأت ضمن الكلام المكتوب أسفل قاعدة التمثال تاريخ ولادة أو وفاة هذا البطريارك في القرن السادس عشر الميلادي!!..



المهم بعد أن قرأت الكلام المكتوب على قاعدة التمثال اسندت ظهري إلى (الباص) بانتظار باقي المجموعة وهنا بدأ بعض الفتيان والفتيات الصغار التحرش بنا وأخذوا ينادون بصوت مسموع : يا يسوع .. يا مريم ..

محاولين اثارة غضبنا لأننا مسلمين نعبد الله وحده ولا نعبد عيسى ولا مريم عليهما السلام.

تذكرت حينها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا أذكر نصه بالضبط : " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

وتذكرت ايضا قوله تعالى: ( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي ان أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب) المائدة آية 116.

مساكين!! .. أمرهم عيسى بعبادة الله فتركوا عبادة الله وعبدوا عيسى وأمه!

( ما قلت لهم إلا ما امرتني به ان اعبدو الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شئ شهيد) المائدة 117.

اسأل الله أن يهدينا إلى طريق الصواب ويرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ..

لم أرد على هؤلاء الصغار الذين لا يفقهون ما يقولون ..

حضرت المجوعة وركبنا(الباص) عائدين إلى الفندق ..

ولم يكن يبعد مركز المدينة عن الفندق سوى مسافة خمس دقائق مشيا على الاقدام ..

وعندما وصلنا إلى الغرفة استاذنت الوالدة في الذهاب إلى الحلاق الذي رأيته في مركز المدينة ..

وصلت إلى صالون الحلاقة الذي كان عبارة عن غرفة في بيت يطل على الشارع العام علق صاحبه لوحة قماشية على الجدار مكتوب فيها :

صالون حلاقة للرجال!! ( أجل للنساء؟! طبعا للرجال!) نسيت أننا في لبنان وكل شيئ جائز!!

دخلت إلى الصالون ورأيت الحلاق اللبناني يلعب الورقة هو زميله قلت : يبدو أنني قطعت عليكم اندماجكم في اللعب ؟؟ قال : أبدا ولو.. تفضل..

كان الحلاق طويلا عريضا ولو لم يكن حلاقا لكان مصارعا ينافس (هوك هوغن) أو (جيمي سوبر فلاي سنوكا) تراني دقة قديمة وكل المصارعين اللي أعرفهم تقاعدوا أو ماتوا!!

المهم حلق لي هذا الحلاق أسرع حلاقة حلقتها في حياتي حيث استغرق أقل من ستة دقائق!! كان من المفترض أن يدخل كتاب (جينيس ) للأرقام القياسية!!

وكان المبلغ المطلوب ثلاثة آلاف ليرة لبنانية ( 8 ريال ).

عدت إلى الفندق ورتبت حقائب السفر استعدادا للمغادرة صباح اليوم التالي والعودة إلى سوريا..

سأقص عليكم في الحلقة القادمة ماذا حصل في ساعة متأخرة من الليل وبرنامج زيارتنا لمغارة جعيتا وتجولنا في بيروت مرورا بصخرة الروشة والفرق بين بيروت الغربية وبيروت الشرقية..

فإلى ذلك الحين أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

من المتابعين

في انتظار باقي الحلقات

تحياتي

تسلم يديك ابو سلطان على السرد الرائع
وفي إنتظار ما تبقى من الرحله

الله يعطيك العافية يابو سلطان على هالعرض الرائع المشوق
ويحفظ لك الوالدة وأم سلطان ونورا وساره وسلطان
وانا انتظرك عند زيارتك للشرقية كما وعدت (دعوة خاصة)
فعجل ترى الجو زين الآن وفرح عيالك بالبحر :surf
وعوضهم عن رحلة الصيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف

بصراحة أنك أكثر من رااااائع....
كأني أنا المسافر.. لدقة الوصف ولروح الدعابة التي تضفيها على مذكراتك..
الله يرضى عليك يا أبا سلطان لا تتأخر في تنزيل باقي الحلقات ....ترانا ننتظر على أحر من الجمر ....
ولك التحية

شكرا اخوي ابو سلطان على الشرح الوافي عن الفندق..

بس زعلتني يوم حشيت في الريد بول انت ماتدري انه من ريحة الغالية النمسا؟؟

بانتظار اليومين الثامن والتاسع.