بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

بداية أتقدم بكل الشكر والتقدير لجميع الإخوة والأخوات ممن هاتفني وراسلني عبر البريد الألكتروني من زملائي بالعمل وأصدقائي ومن تشرفت بالتعرف عليهم عبر أثير الشبكة العنكبوتية على دعمهم وثنائهم اللامحدود عبر المذكرات اليومية والموسومة بـ من ألف ليلة وليلة رحلة إلى الأرخبيل والتي كانت دافعاً لي لتسجيل ثنايا وأحداث الرحلات على شكل مدونة يومية وإن كانت ذا أسلوب ركيك نظراً لكون كاتبها هاوي قراءة لم يُمارس الكتابة من قبل...كُنت قد أدرجت موضوعاً سابقاً لي قبل أقل من سنة تقريبة...معنوناً بنفس عنوان هذه الرحلة ونظراً لظروف أستجدت على تلك الرحلة جعلتني أقطع الرحلة وأرجع لبلادي دون إكمالها...كان لِزاماً علي أن أعيد كتباتها في أقرب فرصة وبالفعل كان لي ماأردت وأسأل الله أن أوفق بإكمالها على الوجه الذي يرضيكم إن شاء الله.

إهداء خاص:
أُهدي هذه المُذكرة لوالدي العزيزين ممن أتبرك وأتقرب بدعائهما صُبح مساء سائلاً المولى أن يرزقني برهما وأن يحفظهما لي من كُل عين وآفة...

إهداء

أهدي هذه المذكرات كذلك لكل مُحب لمتعة السفر والترحال ممن منعته الظروف والأقدار في أن يسيح بأرض الله سائلاً المولى لنا وله التيسير.



لازلت أذكر تاريخ شرائي لتذكرة السفر لمحبوبتي وساحرتي بلاد المغرب حيث كانت بعد السفرة الأولى بأسبوع من ولعي وسحري بها!
كُنت أتردد بين الفينة والأخرى على مكتب الحقيبة بروتفيلو لدينا بينبع لتجديد الحجز وفي كل مرة ألغي السفر أما للعمل أو لظروف أسرية أو لإنشغال ممن أريد زيارتهم هناك...تنوعت الأسباب والمُحصلة واحدة
شوق يزداد وحنين يتأصل لم يقطعه سوى إتصال من صديقي الحسن العباسي مساء يوم الأحد الموافق 23-11-2008 حيث يخبرني أنه ينتظرني في المغرب هو والعائلة الكريمة لقضاء أيام العيد الكبير معهم...وبالفعل وحيث أن المكالمة أتتني وأنا في طريقي للمنزل عبر السيارة لم أشعر إلا وأنا قد توقفت امام مكتب الطيران السالف ذاكره...وماهي إلا دقائق وأنا أتأبط حجزي الجديد بعد غد يوم الثلاثاء...تحدثت مع الوالدين عن نيتي للسفر وسمحا لي ولسان حالهما لاينقطع عن الدعاء بأن يحفظني الله وييسر لي السفر وكذلك الحال مع أخوتي...كان إنتظار يوم الثلاثاء كإنتظار الطالب لنتيجة دراسته حيث تخوفت كثيراً من قضية التأخير والإرجاء حيث لاأخفيكم أني توقعت ان تلغى الرحلة بسبب ظرف ما....ولكن تيسرت والحمدلله وهذا من فضل الله وحده...تجاوزت يوم الأثنين بقضاء بعض الحاجات وشراء لوازم السفر ونمت في ساعة متأخرة بعد سهرة قضيتها برفقة الوالدين مابين نصيحة ومداعبة حتى غلبني النوم..وأستقيظت على أذان صلاة الفجر حيث تحممت وتوجهت للمسجد القريب لأداء صلاة الفجر ونظراً لإقتراب وقت الرحلة فقد حزمت حقائبي من الليلة السابقة وبطبيعة الحال سيقوم الوالد الكريم بإيصالي للمطار على الرغم من إعتراضي ولم تكن الغلبة إلا له بطبيعة الحال...قابلت الوالد عن باب المسجد وأستلم مقود السيارة وأنطلقنا صوب المطار خارج مدينة ينبع حيث توقفنا في إحدى المحطات لشراء بعض البسكويتات لي نظراً لطول خط الرحلة ولقلة الزاد...بعد خمسة عشر دقيقة كُنت على باب المطار اودع الوالد الكريم وأطلب منه الدعاء وواعدته على الإتصال حال وصولي إن شاء الله...دخلت المطار وشحنت الحقائب وسلمت على بعض الإخوة ممن تشرفت بلقائهم بإحدى المناسبات ممن يعملون في السلك العسكري وجلست على مقاعد الإنتظار وصادف جلوسي وجود الأخ العزيز المهندس محمد الحربي زميلي في العمل حيث تبادلنا أطراف الحديث حتى أعلن المذيع الداخلي عن موعد صعود الطائرة....بعد صعودنا للطائرة وأنطلاقها في جو السماء وحال وصولنا لمنطقة المطار تفاجأنا برجوع الطائرة لخط سيرها مُيممة صوب ينبع وسرت الهمهمة بين الركاب وانا ساروتني الشكوك ان هناك ثمة عطل في الطائرة لم يقطع حبل الشكوك وهذه الهمهمة سوى صوت كابتن الطائرة حيث أعلن عن تأخر في هبوط الطائرة نظراً للضغط الشديد على المطار من كثرة الحجاج الوالجين إليه بطائراتهم...وأننا سنتأخر قرابة نصف ساعة سنحلق بالقرب من المطار حتى يحين موعد هبوطها وبالفعل بعد نصف ساعة كُنا على أرض المطار صاعدين للباص المُخصص لإيصالنا حيث توجهت حال وصولي لمصرف الراجحي بالمطار لإستبدال العملة بالعملة الأوروبية ( اليورو ) بعد نصيحة من الأخوة في المغرب...توجهت بعد الصرف للجهة المقابلة من المطار حيث المطعم الفسيح والغالي نوعاً ما على أبناء الطبقة المتوسطة كحالنا...طلبت ساندويتش بالجبن مع كأس عصير وكُنت أشاهد في التلفاز أخبار عن الأزمة الهندية ولم أستوعب الموقف لحظتها نظراً لإنشغال عقلي الباطن بوجهتي...ولم أعرف عن الأحداث إلا صبيحة يوم الجمعة!!




بعد تناولي للإفطار توجهت صوب الصالة الدولية وصادف مروري موقفاً مُضحكاً حيث سألني موظف الخطوط عن التذكرة وبعد رؤيتها قال لي هل لديك تأشيرة خروج وعودة أم خروج نهائي...ضحكت وقلت بُمزاح إن أردتها خروج نهائي فهاك جوازي بارك الله لك فيه وأعطيته جواز السفر السعودي فتبسم مُحرجاً وأعتذر..تجاوزته وواجهت موظف الجوازات شاب لم يجاوز الثلاثين من عمره كما بدا لي...سألني عن الوجهة فقلت له بلاد السحر إن شاء الله...ترك الجواز من يده وبدا يحملق في...مع إبتسامة تحمل ورائها وله وشوق وردد مخاطبني الله لايلوم اللي يلومك...لي عشر سنين أسافر كل سنة وأقضي كُل أجازتي هناك...بالفعل هي بلاد السحر!
ختم الجواز وبانت أمامي صالة الركاب الدولية حيث تغيرت عن آخر زيارة لي حيث بدى لي التطور الواضح سواء من ناحية الواجهات الزجاجية أم من ناحية المطاعم والمقاهي ولم يُُزعجني سوى أمر واحد هي قلة دورات المياه لدرجة ان عددها لم يتجاوز الستُ دورات أعزكم الله والعشرات ينتظرون على أبوابها في مشهد أرجعني للحج وزحامه..ولكننا نجد لهم العذر في كون الصالة تمر بمرحلة التجديد...بعد خروجي توجهت لمقهى قريب يوفر خدمة النت استغللتها في تدوين بعض الأماكن السياحية بمكناس وفاس وأفران وغيرها ومضت الساعة وصادف مرورها إعلان الرحلة عبر المذيع الداخلي....توجهت لموظفي الخطوط لقص بطاقة الصعود وهُنا لي إستدراك وموقف أوجهه لرجال الخطوط أواجهه للمرة الثانية...حال توجهي لموظفي الخطوط رايت تبايناً وبوناً واسعاً في تعامل الموظف مع الرجل عن المرأة...حيث تجد أنواع الإبتسامات وبأشكال أراها لأول مرة وألفاظ أعتقد أني لأول مرة أسمعها من جمال وصفها حينما يقطع موظف الخطوط التذكرة لأخواتنا النساء بينما نحن الرجال لانجد سوى أنواع العبوس ولنقل إن أحسنا الظن وجه المغاضب دون أن يكلف الموظف نفسه عناء كلمة ترحيب..!
وكان الحال هو نفسه في سلم الطائرة ومع المضيفين ايضاً نفس التعامل!!
على كل حال نرجع لموضوعنا وأنا في الطائرة كان لي سابق تجربة في رحلة ماضية حينما رأيت الجميع يتسابق للظفر بأكبر غنيمة حال صعودهم للطائرة لاسيما في موسم الحج حيث تأتي الطائرت للمغرب شبه خالية وترجع محملة بالحجيج...الغنيمة التي أشرت إليها كُنا نحن الرجال نصطادها بالمعطف وأخواتنا النساء بالعباءات والغنيمة كانت مقاعد الطائرة وبالفعل حال صعودي توجهت مباشرة لمؤخرة الطائرة حيث جلست في المقاعد المنتضفة للطائرة ووضعت على يميني المعطف وعلى يساري شنطة صغيرة في إيحاء ودلالة على أن المكان محجوز..وبالفعل أستمر الحال حتى أقلعت الطائرة...وصادف جلوسي رؤية شاب سعودي عن يساري في المقاعد الجانبية تظنه عريساً من جميل مالبس..كان يختلس النظرات لسيدة كبيرة في السن تجلس خلفي وكان من كثرة إلتفافه شعرت بزغللة العين حينها لم أجد بُداً من النظر إليه وتوجيه نظرة تأنيبية وبالفعل اعتدل وجلس على مقعده..وتمددت على مقعد او لنقل على سرير نوم لم نكن لنجده في مقاعد الدرجة الأولى والحمدلله...تذكرت موعد صلاة الظهر والعصر قد دخل منذ سويعات فتوجهت صوب مُصلى الطائرة ولعله من حسنات الخطوط السعوديه البارزة على كافة الخطوط الأخرى...بعد أداء صلاتي الظهر والعصر مع أحد الإخوة جمع تقديم...رجعت للمقعد ووجدت المضيف يبحث عني لإعطائي وجبة الغداء الخاصة بي....ولعل هذه من حسنات بطاقة الفرسان أن يقدم لك الطبق المفضل..بعد أن قدم الطبق توجست منه خيفة لاسيما أنه كان مُنعزلاً عن بقية أخوته وللأسف وحيث أني من قام بتسجيل بطاقة الفرسان هو أحد أخوتي فقد طلب لي وجبة خاصة عبارة عن مأكولات بحرية ( لا أعلم إن كانت بحرية أو فطرية فلم أجد شيئاً يبين لي انها استخرجت من البحر سواء مذاق او رائحة على الرغم من أني أبن البحر!!) لاحظ الموظف ترددي في تناول الوجبة فأعطاني مشكوراً وجبة أخرى فأجبته أني سأقوم بتغير الوجبة المفضلة حال وصولي فحمدني على هذه النية...بعد تناولي للوجبة كان للنوم معي أجمل قصة خلال الرحلة لم يقطع لذته سوى كابتن الطائرة عن موعد هبوط الطائرة وأقترابنا من المطار...توجهت مباشرة لدورة المياه حيث غسلت وجهي وفرشت اسناني ورجعت للمقعد إستعداداً للهبوط وقمت بملء تذكرة خاصة بالأمن المغربي تتعلق بمعلومات شخصية عني يُعبئهاً كل مسافر كما هو الحال في جميع بلدان العالم....أثناء تعبئتي لها طلب مني احد الشباب الواضح انه يسافر لأول مرة عن معنى كلمة إزدياد والتي تعني الميلاد بالمغربية فشرحتها له ووجهت له بعض النصائح التي ارجوا من الله اني قد أفدته بها وكنت بحاجتها في زيارتي الأولى ولم أجد من يوجهني إليها...هبطت الطائرة ونزلنا عبر الممر الخاص حتى وصلنا لساحة المطار حيث موظفوا الجوازات تجاوزتهم دون أي مشاكل وكذلك الأمر مع موظفي الأمن....توجهت صوب سير الحقائب لإستلام حقيبتي حيث كُنت الواقف الأول والمغادر الأخير!!
حال وصولي تحرك السير وأتت الحقائب وبدأ الجميع يستلم حقيبته ولم يتبقى إلا أنا وخلال 15 دقيقة كانت فترة إنتظاري لم تصل الحقيبة وتوقف السير...تلفت يمنة ويسرة فلم أجد سواي يقف...أبصرت من بعيد سيدة ترتدي ملابس الخطوط السعودية مقبلة تجاهي فأخبرتني عن حقائبي فرددت عليها أنها لم تصل وللمعلومية هذه الحقيبة والله أعلم بينها وبين الخطوط السعودية من الحُب والألفة ماسأخبركم عنه في نهاية الرحلة!!
ردت علي نادية وهو أسمها...أن علي الحظور لتسجيل بلاغ فقدان حقيبة...توجهت معها وأنا أفكر بها وبكيفية تدبير نفسي حيث ان الحقيبة تحتوي كل ماأريد من ملبس وأدوات وأمور ضرورية...فجأة وبلا مقدمات...





أشتغل السير وألتفت للوراء دون شعور ورأيت أجمل حقيبة في حياتي كدت أن أفقدها...جريت إليها كما يجري المحبوب لحبيبته والطفل لأمه...أنزلتها وتوجهت مباشرة لناديه أخبرها أن هذا التأخير لم يكن لُيُبرر مهما كانت الأسباب...وإلا فما تفسير تأخر شنطة قرابة 30 دقيقة وحضورها على السير منعزلة إلا أن تكون هناك نية لا أعلم بها فعرفت ماأعنيه فطلبت مني فتحها فأستجبت لها وقمت بالتنبيش عن محتوياتها ولم أفقد منها شيئاً واخبرتها ان ردة فعلي طبيعية ومن حقي أن أتكلم بما شئت لطالما رأيت الأمور تسير بمنحنى على خلاف الواقع وأعتذرت لي عن التأخير بأسلوب لبق وأعتذرت لها بدوري عن أنفعالي وبرر كل واحد منا للأخر وودعتني على أمل ألا أواجه مشاكل اخرى...توجهت لموظفي الجمرك ورجال الدرك حيث محطة تفتيش الأغراض والحقائب تفتيشاً دقيقاً كما بدى لي مع أخر ثلاث مسافرين....حضر الضابط المسؤل عنهم وتحدث معي عن محتوى الحقيبة فأخبرته أنها أغراض شخصية...فكرر السؤال ورددت عليه نفس الإجابة فكرره في الثالثة وتحركت تجاه موظف التفتيش وأنا أقول سأفتحها الأن لتتأكد فقال لي
أهلاً بك و رحلة سعيده في بلدك المغرب..لاحاجة لتفتيش أغراضك أنصرف

بالفعل توجهت صوب محطة القطار وحيث أن رحلتي السابقة قد عانيت منها أشد المعاناة حيث وقفت في القطار ساعة ونصف على أقدامي لعدم وجود أماكن خالية بالدرجة الثانية وترك هذا الموقف أثراً سيئاً في نفسي كان من الأسباب التي عجلت برجوعي في الرحلة الماضية لذا أستفدت من هذا الدرس وحجزت على مقاعد الدرجة الأولى لاسيما أن الفارق لم يتجاوز 30 درهماً...وصل القطار بعد 5 دقائق وصعدت للقطار وصادف وجودي بالكبينة وجود زوجين مع طفلهما بعد دقائق كان القطار يشق الطريق تجاه محطة الرباط...وأنشغلت أثناء ذلك بالقراءة وملاعبة الطفل الصغير حتى وصلنا لمحطة عين السبع...نزلت لمحطة الإنتظار وحيث أنها كانت أول مكان تلامس به قدماي ارض المغرب بعيداً عن أرض المطار فقد شعرت بالبرد والبرد الشديد الذي أرغمني على التحرك ذهاباً وإياباً في محاولة لتدفئة نفسي حتى نزل المطر مما أضطرني للجلوس ومزاحمة الناس تحت مظلة المطر...بعد عشرين دقيقه وصل القطار وهنا حدث لي موقف هو درس لي ولكل من أراد ركوب القطار في المغرب وغيرها....سأذكره هذه الليلة أو غداً إن شاء الله...


أتمنى أن لايزعجكم كثرة توقفي حيث انني أقوم بقراءة المذكرات وأسترجاع مالم أكتبه ومن ثم تنقيحها وكتابتها مرة أخرى...التقرير يوجد به مئات الصور بالإضافة لكثير من الواقف المُضحكة المبكية والعجيبة..

أشكر كل من مر على التقرير وأعطاني وقته لقرائته وأعده بأن يقضي معي الرحلة كما لوكان معنا إن شاء الله

في أمان الله والله يرعاكم ويحفظكم



مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: