الخميس 09 رجب 1430هـ - 02 يوليو2009م
انخفاض الأسعار والأزمة العالمية و"الأنفلونزا".. عوامل إيجابية وليست سلبية
مصر.. إقبال خليجي يُنعش الموسم السياحي رغم الأزمات العالمية
"سياحة الدول المجاورة"
الوجهات القريبة
إقبال خليجي ملحوظ
دبي – محمد عايش
يشهد الموسم السياحي الحالي انتعاشا في مصر ينسبه مختصون وعاملون في القطاع إلى عدة عوامل، من بينها الأزمة المالية العالمية التي جعلت زبائن الوجهات الأوروبية من الخليجيين يلتفتون إلى المناطق القريبة، وكذلك الانخفاض الكبير في أسعار المنتجات والخدمات المرتبطة بالسياحة، وفي مقدمتها أسعار تذاكر الطيران، وأجور الفنادق.
وتُعتبر مصر من الوجهات السياحية التقليدية في المنطقة؛ إذ تستقطب مئات الآلاف سنويا من مختلف أنحاء العالم، إلا أن العاملين في القطاع السياحي يقولون إن الموسم الحالي يشهد انتعاشا أكبر، فيما لم تعلن أية مصادر رسمية في مصر أرقاما أو بيانات تتعلق بالموسم الحالي أو تشير إلى ارتفاع أو انخفاض.
وهذا الموسم السياحي الحالي هو الأول منذ بدأت الأزمة المالية العالمية أواخر العام الماضي، وكانت التوقعات تشير إلى أن غالبية القطاعات الاقتصادية على مستوى العالم بما فيها قطاع السياحة ستشهد ركودا أو انكماشا، لكن القطاع السياحي في بعض دول المنطقة كمصر والأردن وسوريا قد يكون خالف التوقعات؛ إذ ازدادت أعداد الذين التفتوا إلى هذه الوجهات لكونها أقل تكلفة بكثير قياسا بالعواصم العالمية الكبرى أو المناطق البعيدة من العالم.
"سياحة الدول المجاورة"
وقال المدير العام لشركة "ترافكو" للسياحة والسفر في الإمارات أسامة بشرى إن "سياحة الدول المجاورة تشهد انتعاشا كبيرا، لأنها أوفر ماليا ولأنها أكثر أمنا"، وذلك وسط المخاوف من وباء أنفلونزا الخنازير الذي يرعب العالم مع انتشاره في دول أوروبا والولايات المتحدة.
وأضاف بشرى في حديث خاص لـ"الأسواق.نت": "رصدنا زيادة في الطلب على السفر إلى مصر والاصطياف فيها، سواء من جانب السياح في دولة الإمارات، أو الدول الخليجية المجاورة، وذلك بسبب الانخفاض الكبير في أسعار تذاكر السفر، وكذلك العروض المغرية التي تقدمها الفنادق، وهذه كلها عوامل من شأنها تحفيز السياحة في مصر"، مشيرا إلى أن بعض السياح التقليديين الذين يزورون مصر سنويا قرروا العام الحالي زيادة مدة إقامتهم فيها.
وأشار بشرى إلى أن أسعار تذاكر الطيران من مختلف الدول الخليجية إلى مصر سجلت انخفاضا بنسبة تتراوح بين 30% و40%، كما أن أسعار الفنادق انخفضت بنسبة تتراوح بين 10% و15%، كما أن تكلفة الرحلة الكاملة بكل تفاصيلها إلى مصر انخفضت بنسبة تتراوح بين 15% و25% عما كانت عليه في الأعوام السابقة، وهذه نسبة ممتازة جدا بالنسبة لرحلات منخفضة التكلفة أصلا، بحسب بشرى.
وقال بشرى إن مصر استحوذت على نسبة جيدة من السياح الخليجيين الذين كانوا يقصدون وجهات أوروبية مكلفة مثل لندن وباريس، كما أن "اللغة وقرب المكان" عاملان إضافيان لاستقطاب السائح العربي عموما.
وبحسب بشرى فإن تذكرة الطيران من دولة الإمارات إلى مصر تتراوح حاليا بين 1500 درهم و1700 درهم، ووصلت لدى بعض الشركات إلى 1200 درهم، كما تتراوح أجرة الليلة الواحدة في الفنادق السياحية بين 50 و100 دولار، بحسب الدرجة والتصنيف السياحي للفندق، بينما تتراوح أجرة اليوم الواحد للسيارة مع السائق بين 60 و70 دولارا.
ووصف بشرى هذه الأسعار بأنها "متدنية جدا ولم نشهد لها مثيلا منذ سنوات".
الوجهات القريبة
وردا على استفساراتٍ لـ"الأسواق.نت" أكد رئيس مجلس إدارة مجموعة الطيار السعودية الدكتور ناصر الطيار ارتفاع الطلب على الوجهات العربية القريبة، ومن بينها مصر، وذلك بسبب المخاوف من وباء أنفلونزا الخنازير الذي يغزو الدول الأوروبية والولايات المتحدة.
وقال الطيار إن كافة حجوزات العطلات من السعودية إلى مصر أصبحت مقفلة حتى نهاية الموسم الحالي، مشيرا إلى أن "قصر العطلة الصيفية والدخول المبكر لشهر رمضان المبارك عزز من الطلب على الوجهات القريبة إلى المملكة، وفي مقدمتها مصر".
إقبال خليجي ملحوظ
واتفق مع كل من الطيار وبشرى المدير العام لشركة القمر للسياحة التي تتخذ من القاهرة مقرا لها، إذ قال هاني البدري لـ"الأسواق.نت" إن إقبال الخليجيين على السياحة في مصر أصبح ملحوظا، وارتفعت أعداد السائحين القادمين من دول الخليج للاصطياف في المدن المصرية.
وقال البدري لـ"الأسواق.نت" في اتصال هاتفي من القاهرة إن الموسم السياحي الحالي في مصر يشهد انتعاشا ملموسا بعكس التوقعات التي كانت تشير إلى تأثير سلبي على القطاع بسبب الأزمة المالية العالمية.
وأضاف البدري: "الأزمة المالية العالمية أثرت إيجابا وليس سلبا على السياحة في مصر؛ إذ إن كثيرا من الخليجيين والعرب أصبحوا يفضلون الرحلات منخفضة التكلفة وقصيرة المدة، والتي تتوفر في مصر وبعض الدول المجاورة فقط".
وأشار إلى أن الأسعار شهدت انخفاضا كبيرا في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أن الفنادق طرحت عروضا مغرية جدا منذ شهر أيار/مايو الماضي وحتى نهاية حزيران/يونيو، إلا أن العديد من هذه الفنادق أعادت أسعارها إلى طبيعتها مع دخول شهر تموز/يوليو، لكنها تظل دون مستويات العامين الماضيين 2007 و2008.
وبحسب البدري فإن بعض الفنادق التي كانت تتقاضى 700 جنيه في الليلة الواحدة عرضت غرفها بـ320 جنيه شاملة كافة الوجبات، مؤكدا أن هذا الانخفاض في الأسعار غير مسبوق.
يشار إلى أن مصر هي الدولة الأكثر استقطابا للسياح في العالم العربي؛ إذ تقول المصادر الحكومية الرسمية إن نحو 11 مليون سائح يقصدون مصر سنويا من مختلف أنحاء العالم، بينهم مليونا عربي؛ إلا أن الهيئة العامة لتنشيط السياحة تقول إنها تخطط لتنمية هذا القطاع من أجل أن يستقطب 14 مليون سائح بحلول عام 2011
مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
المفضلات