الحلقة الثامنة
اليوم السابع
أصبحنا وأصبح الملك لله
كنا قد اتفقنا سابقاً مع ابومحمد أن يذهب بنا إلى مدينة الإنتاج الإعلامي (ماجيك لاند) فوعدنا بذلك
إلا أنه وبسبب الحركات الأخيرة التي صدرت منه قررت الاعتماد على أنفسنا ولا توجد صعوبة في الوصول لمبتغانا
000000
استيقظنا مبكراً ونزلت من العمارة لاحضار الفطور
000000
اللص الذي حاول (يألبني)
أثناء سيري 00 فجأة أحسست بمن ضربني بشكل خفيف في مؤخرة قدمي مما كاد يتسبب بسقوطي ولكني تمالكت نفسي وواصلت سيري وفجأة أصبح أحدهم بجانبي قادماً من الخلف وتبسم معتذراً فبادلته الابتسامة وواصلت
وإذا به يدخل عرض ويقول مالك يا أفندم مكشر كذا ودحنا أخوات وكثير من (الرغي) الذي ليس له داعي
تبسمت وقلت له يا أخي حصل خير
في تلك الأثناء أمسك بيدي بطريقة مزعجة ويحاول سحبي نحوه بشكل خفيف
ويتكلم محاولاً صرف نظري عن ما سوف يقدم عليه ويحاول أن يقربني منه
عندما فهمت أن الوضع غير طبيعي
قمت بدفعه على صدره بكل ما أوتيت من قوة
أقسم بالله يا أخوان ثلاثاً
أنه اختفى 00 أين لا أدري
والله الذي لا إله إلا هو أنني تلفت في جميع الاتجاهات ولم أجد له أثراً
كأنه فص ملح وذاب
كيف تم ذلك 00 حتى هذه اللحظة وأنا غير مستوعب اختفائه بهذه السرعة الخاطفة
على العموم لو استطاع أن (يألبني) فهو لن يجد سوى مبلغ (5) جنيه حق الفول والطعمية
000000
عدت للشقة وأفطرنا ومن ثم نزلنا وأخذت تاكسي أبيض بالعداد لماجيك لاند
000000
من خلال تجربتي المتعددة ارتحت كثيراً في التعامل مع التاكسي الأبيض لعدة أسباب
التكلفة معقولة إلى حد كبير
السيارات جديدة ومريحة
سائقين على مستوى عالي من الرقي والاحترام
000000
وصلنا للهدف وطلع الحساب رغم بعد المسافة حوالي (40) جنيه
تذكرة الدخول (40) جنيه للشخص
وتشمل عدة ألعاب مجانية وليس كل الألعاب
كما تشمل عرض للدلافين
وتوجد جولة بالقطار لمدينة الإنتاج الإعلامي ومشاهدة أماكن التصوير
سعر التذكرة (2) جنيه
000000
دخلنا وكان المكان شبه خالي إن لم يكن خالياً بالفعل
خلال سيرنا صادفنا لعبة اسمها (سيلامتور) وسعر تذكرتها (5) جنيه
أكيد تعرفوها
لقد كنت من المحترفين في ركوب الألعاب الخطرة واستمتع كثيراً ولكن منذ سنوات طويلة اعتزلت وأصبحت أخشى ركوب أي لعبة مهما كانت خفيفة
ولا أعلم السبب في عزوفي هذا
عموماً اللعبة المذكورة ليست بتلك الخطورة
دخلناها وكنا لوحدنا فقط وهي عبارة عن غرفة مظلمة وكراسي كأنك في عربة وأمامك شاشة وتصبح وكأنك أنت من يسير داخل الشاشة
وشوف الهبال والسرعة الرهيبة والعوائق التي تواجهك
إضافة لتحرك المكان الذي تجلس عليه
بصراحة طار عقلي رغم ضحكاتي المتواصلة وتمثيل دور المستمتع
000000
حوالي الساعة الواحدة ظهراً بدأ عرض الدلافين وهو عرض للأسف سخيف وقصير
جلسنا في المدرجات ولم يكن هناك سوى القليل من الحضور ولم ينقذ الوضع سوى رحلة مدرسية كبيرة من طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة وقد كانوا بالعشرات
وامتلأت المدرجات مما ساعد في سخونة العرض والتجاوب
000000
بعد الانتهاء من العرض تم التوجه لركوب القطار لمشاهدة مدينة الإنتاج وأماكن التصوير
لفة استغرقت حوالي (25) دقيقة
عدنا بعد ذلك وأكملنا اللعب في بعض الألعاب البسيطة
وفي تلك الأثناء اتصل ابومحمد يسأل إن كنا نريد الذهاب لمدينة الإنتاج
صح النوم يا بومحمد
000000
وقفة
أنا ممن يهوى العروض المسرحية وكلمت ابومحمد عدة مرات حتى يشوف الوضع وكان يماطل
في الأخير قمت بشراء جريدة الأهرام وقمت بالاتصال بمسرح الزعيم وذكروا أن العرض اثنين وخميس
وهذا يعني أنني لن أستطيع الحضور بسبب سفري
وذهبت لعدة مسارح واتضح أنهم لا يعملون خلال هذه الفترة
يبدوا والله أعلم أن النشاط المسرحي يتوقف خلال موسم الشتاء
قلت خيرها في غيرها
000000
بعد الانتهاء من ماجيك لاند قررنا الذهاب لأقرب موقع به دور سينما
قرأت الجريدة التي معي عن كايرو مول
أعجبني من الاسم وقلنا سينما المولات أفضل
وسبحان الله اتضح أنه على طريق العودة حيث يقع في الهرم
كنا نظن أننا ذاهبون لمجمع مثل سيتي ستارز أو أقل قليلاً
عندما وصلنا اتضح أننا أخطأنا خطأ فادحاً لمجرد التفكير في ذلك
مجمع مكون من حوالي خمس أو ست أدوار والسينما في آخر دور
المول بسيط جداً ومتواضع لأبعد حد
صعدنا لحجز تذاكر السينما ومن ثم بدأنا في النزول لمشاهدة الأدوار على مهل حتى يحين موعد العرض
بعد نزولنا للطابق الأرضي
ذهبت لدورة المياه فوجدت عامل النظافة يسابقني ويفتح لي باب الحمام ويمدني بالمناديل ولا توجد على لسانه سوى عبارة (منور ياباشا)
نظرت إليه وأنا أكتم ضحكاتي
منور ايه يبني دا حمام
يبدوا انه خجل من ردي وتأسف
كنت داخل الحمام أكتم ضحكاتي بصعوبة بالغة خاصةً وأنا ممن لا يستطيع كتم ضحكاته
هذا الموقف عالق بذهني حتى هذه اللحظة ولم أستطع نسيانه وكل ما تذكرته أضحك بشدة حتى يكاد يغمى عليا
يعجبني هؤلاء البسطاء واحترمهم كثيراً
000000
فجأة رن هاتفي وإذا هي أم سلوى الشغالة 000 غريبة عسى خير
نعم يا أم سلوى
لا بس الحاقة صاحبة الشقة اتصلت بي تلت مرات وما ردتش عليها
وأولت امكن في حاقة
لا مفيش حاقة يم سلوى
وقلت في نفسي اللي على راسه بطحا
قالت
طيب انتم بكرة الساعة كام ماشيين عشان الحاقة بتؤول لازم تمشو الساعة (12)
هنا اتضحت الأمور والسخافات التي خنقتنا من هذه الشغالة الكئيبة
قلت
أقول يم سلوى أنا بكرة رحلتي الساعة (6:30) مساءً
يعني ايش
أطلع المطار من النجمة
ولن أخرج إلا بعد الساعة اثنين ظهراً
يلا مع السلامة
رفعت ضغطي
حسبي الله ونعم الوكيل
000000
المهم عند قرب موعد الفيلم قمنا بالصعود لأعلى
تخيلوا كل السلالم الكهربائية توقفت عن العمل انتظرنا قليلاً دون فائدة
قررنا مواصلة الصعود حتى وصلنا منهكين تماماً
وأنتم تعرفون ماذا يحدث داخل السينما عندما أتعرض للإرهاق
000000
بعد الانتهاء وقبل مغادرة السوق قمنا بشراء بعض الأغراض فأسعاره تعتبر معقولة ومن ثم التوجه لتناول بعض الطعام الخفيف لسد الجوع
ومن حسن الصدف وجود محل (مؤمن) عند المدخل وكنت قد قرأت عنه كثيراً في البوابة
بصراحة أحلى سندويتشات تناولناها عنده خصوصاً شاورما اللحم
000000
ركبنا تاكسي أبيض يقوده أحد الشباب
أسوأ رحلة تاكسي كانت هذا اليوم ومع هذا الشاب المستهتر
أقسم بالله أنه منذ تحركنا وهو لم يمل من التعليق على آلة التنبيه وبشكل مستمر
بسبب وبدون سبب
غير حركات جيمس بوند الخطرة
بصراحة كتمت وكتمت وكتمت
وانفجرت عندما تمادى وأصبح يهزر مع هذا وذاك ويستخف دمه
ويدردش مع البعض عند التوقف وكلهم شباب منهم أصحاب تكاسي وبعضهم سيارات خاصة
اسمع يا كابتن
أول شئ أرحمنا من الكلكس المستمر والذي أصم آذاننا
ثاني شئ
يجب أن تحترم وجود الركاب الذين معك وما في داعي لبعض هذه الحركات
إضافة على أننا عائلة ويجب أن تحترم نفسك ومن هم معك وإلا سوف يكون لي تصرف سوف تندم عليه أشد الندم
ذهل من ردة الفعل والتي كانت بلطف ولكن في غاية الحزم
ولم ينطق بحرف واحد حتى وصولنا
حاسبته على قدر العداد وهو الوحيد الذي لم أزيد له في الحساب
بعد ذلك سار في طريقه دون أن يجرؤ على النظر في عيني
وليته تعلم الدرس
000000
ريحنا في الشقة قليلاً ومن ثم توجهنا حسب رغبة المدام إلى مطعم اسمه (افريكانو)
كانت قد قرأت عنه سابقاً
وعندما سألت عنه اتضح أنه قريب منا جداً على مسافة بسيطة من مسجد الدكتور مصطفى محمود (رحمه الله)
اتجهنا له ودخلنا وتم استقبالنا استقبالاً جيداً ولم يكن هناك سوى عائلة واحدة
ديكور المطعم أكثر من جيد وهو على شكل غابة وتسمع أصوات العصافير وبعض الحيوانات الأخرى
حتى التلفزيون عندهم لا يعرض سوى البرامج الوثائقية الخاصة بالحيوانات والغابة
الجلسة عندهم روقان على الآخر والأكل ليس عليه أي ملاحظة بتاتاً
رغم أن الحساب كان حوالي (200) جنيه ومعنى ذلك أنه غالي جداً
لكن على الأقل على شئ يسوى
كانت سهرة جميلة واختيار موفق لوداعية آخر ليلة لنا في القاهرة
عدنا بعد ذلك للشقة استعداداً ليوم غد وهو يوم السفر وكذلك لتجهيز أغراضنا ولم ننم حتى جهزنا كل شئ
تابعونا في الحلقة القادمة وهي خاصة بيوم السفر والعودة والديار
تحياتي للجميع
يتبع
المفضلات