يوم التروية ..
اليوم الثامن من ذي الحجة احرمنا الظهر وكان المفروض ومن السنة ان نذهب لمنى ونصلي بها الصلوات الاربع
(ظهر و عصر ومغرب وعشاء) ونبات فيها وفجر اليوم التاسع نطلع ونذهب لعرفة لكن بسبب الازدحام
واحتمال التأخير اصبحت غالبية الحملات الكويتية تبات هذه الليلة في السكن وفي الفجر تذهب لعرفة مباشرة ,
الشاهد ان بعد الاحرام وهو اول الاركان الاربعة للحج فقد بدأت حجتك ويجب الابتعاد عن اللغو والانشغال
بطاعة الله قدر المستطاع وللاسف ان الكثير يغفل عن ذلك ويعتقد ان الحج فقط الوقوف بعرفة وهذا نابع من الجهل
ولو ان الان ومع كل هذا التقدم لا يمكن الاعتذار بالجهل لكن هذا الحاصل وللاسف , في هذه الحجة وبعد الاحرام
ابتعدت عن الجميع وجلست لوحدي اقرأ القران واذكر الله لعل الله ان يتقبل مني حجتي , سمعت صوت عالي
وضحك قمت اشوف منو لان بنفس شقتنا فاتجهت لغرفة قريبة منا والا القعدة البنات متجمعات وفالينها
(وكلهم قريباتي واعرفهم وكنت اقعد معاهم الا هاليوم) قهوة وككاويات وحب وسوالف سلمت وسألوني ليش ما جيتهم
وقعدت معاهم اليوم , كنت ماني عارفة شلون ابينلهم ان المفروض يبتعدون عن اللغو (خصوصا اني ماني داعية ولا مفتيه ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه)
المهم تشجعت وقلت انا بنصحهم لوجه الله(طبعا في اول سنة لي سمعت هالنصيحة لاني كنت لاهية بتلفوني والسوالف لكن صدق من قال الدنيا دواره ) فتنحنحت وابتسمت وقلت ..
بنات حبايبي انا بقدم لكم نصيحة بما انكم اول مرة تحجون (طبعا علامات الترغب والمفاجأة على وجيههم لانهم مستغربين من اللي مقدم النصيحة)
انتو الحين احرمتوا يعني بدت حجتكم ولازم انكم تبتعدون عن اللغو قدر المستطاع حاولوا تنشغلون باي شي
يكسبكم حسنات قومو الله يجزاكم خير صلوا العصر واقروا قران وعقب باجر باذن الله بنكون خالصين
حجتنا وبنتجمع بالعيد , طبعا انا عارفة اني فاجأتهم لكن هذا اللي المفروض يعرفونه وصلته وريحت ضميري
والحمدلله قاموا وكل وحده قعدت بغرفتها عاد الله اعلم لا يكون الهاهم الموبايل مثلي سابقا
وفي المساء رد التجمع لكن بحجم اكبر والسبب انهم ما يبون عشاء الحملة اليوم ويبون
يجيبون العشاء من برا صدق ان الشيطان شاطر قدر شلون يوزهم على التجمع اعوذ بالله منه المهم انهم صاروا هم اللي ينصحوني و لاسف ضعفت امام العرض المقدم لي لكن بالنهاية ما عجبني المطعم وهونت .
وبعد العشا حاولت انام من الساعة 11 لان بعد صلاة الفجر بنمشي لعرفة وطبعا راح اكون قاعدة يوم كامل
وبعدة لي صباح العيد يعني اللي بيحج لازم ينام عدل قبل يوم عرفة عشان ما يرهق نفسة
(وبعد نصحتهم بالنوم عشان ابري ذمتي وينامون لا يتعبون علينا باجر ونبتلش فيهم )
طفيت اجهزتي والانترنت وخذيت نوكيا بو ليت (قديمك نديمك) حطيت فيه خطي السعودي للضرورة وحاولت
انام لكن طبعا وكأني بايام الطفولة و باجر العيد ما قدرت انام وخصوصا مع ازعاج الباصات اللي برى
واداريين الحملة اللي الله يعينهم ويجزاهم خير على التعب اللي يتعبونه في سبيل خدمة الحجاج المهم اني غفيت
يمكن ساعتين وقمنا وتوجهنا لعرفة كان شعور لا يوصف
اقسم باني لم اشعر براحة نفسية مثل ذلك اليوم من كل سنة
صوت التلبية وسكون الجميع والجميع متوجهين لوجهة واحدة ولهدف واحد والجميع منشغل بنفسة ,
وصلنا مقرنا في الصباح وافطرنا البعض ينام شوي الى الضحى وبعد ما يقوم يظل قاعد الى صباح الغد وللامانة
ما الوم اللي ينامون عشان يرتاحون ولا يرهقون انفسهم خاصة وانهم ما ناموا شي, في السنوات السابقة
ما كنت انام وكنت ابقى طول يوم عرفة صاحية اجتهاد مني لكن يحوشني ارهاق شديد في المساء ,
هالسنة قررت اني انام شوي وفعلا نمت ساعتين من 8 الى 10 والحمدللة ارتحت في المساء وما حسيت بارهاق ولا شي ,
ومن بعد ذلك جلست ادعي واقرأ قران الى وقت الانصرافه وكان الجو العام يساعد على ذلك فالجميع منشغل بالدعاء والذكر والقراءة ,
فعلا كانت اجواء لا توصف مهما وصفتها لكم , عجبتني احدى الحاجات ولفتت نظري لمن شفتها ماسكة كتاب ادعية لروح
المرحوم والدها (كان اسم والدها مذكور على الكتاب وموزع وقت العزاء) ما زالت محتفظة فيه برغم السنوات
ولم تنسى ان تاخذ الكتاب الذي يحمل اسم والدها معها ..
اللهم ارزقنا برهم ..
واتجهنا قبيل العصر لمكان نشاهد فيه جبل عرفة انا ومجموعة معي وكان المكان قريب جدا من مقرنا ووقفنا ندعي
وطبعا الكل وجه وجهه للجبل وصار يدعي لكني صححت لهم وطلبت منهم يتجهون للقبلة (وهذي بعد من الاخطاء اللي تعلمتها باول سنة) ,
واجتهدنا في الدعاء من بعد صلاة العصر وان شاء الله
انه وقت لا يرد فيه الله الحاج ..
وقت الانصرافة (النفرة)..
اتجهنا للباصات قبل اذان المغرب بقليل للذهاب لمزدلفه, طبعا اخف سنة مرت علي في الحج هذه السنة الحجاج كانوا
قليلين جدا بعكس السنتين الماضيتين , في اول وثاني سنة من شدة الزحام وقت الانصرافه تذكرت يوم الحشر
ولكن السنة هذه كنا نتمشى بكل اريحية وما حولنا احد
ويبقى التوفيق من الله
في كل سنة بعد ما ارجع اسمعهم يتكلمون عن الشجر وقت المغرب يكون منحني باتجاه القبلة ويسجد لله سبحانه
ولم يكتب لي ان اشاهد هالمنظر لكن سبحان من رزقني رؤته هذه السنة انتابتني قشعريرة وتمنيت لو كانت معي
كاميرا لكن ما معي الا ابو ليت للاسف ..
مزدلفة ..
مزدلفة شيء اخر وكأن الحيوية رجعت للجميع من بعد السكينة في الصباح , كنا جميعا نجمع الجمرات
وطبعا نعد ونحط في الخريطه ونكون منهمكن في العد وفجأة يجي احد يكلمك ويخربط عليك العد وتنجبر تعيد من جديد ,
وهذي الحاله لين ما تنتهي على خير
هذي يقولك لا تجمع الحصا الاسود والثاني يقول اجمع الاسود بس والاخر يقول لازم حجمها كبر حبة النخي والثاني يقول
لا كبر حبة العيش (الرز) وانت تضيع بين مفتين الغفلة
والشاطر هو اللي ما يسمع كلام احد
بعد ذلك في منتصف الليل ركبنا الباصات متوجهين للحرم المكي للطواف والسعي والبعض يذهب مباشرة لمنى يرجم
وبعدها يذهب للحرم (ويجوز كلا الحالتين) لكن برأي الافضل هو الذهاب للحرم لان في هذا الوقت يكون الحرم فاظي
ولا فيه الا القليل ويزدحم من بعد صلاة الفجر الى يوم العيد الاول ويتصعب عليك الطواف والسعي وتأخذ وقت اكثر
مقارنة بمنتصف الليل وفي منتصف الليل يكون فيها امراء وشيوخ من كافة الدول في هالوقت نظرا لفتح الطرق لهم
فيصلون مبكرا اما المرجم فهو نفسة سواء في منتصف الليل او اول ايام
العيد ظهرا او عصرا يكون الازدحام خفيف
ونكمل ما حدث في الحرم في المرة القادمة باذن الله
تقبلو تحيتي
المفضلات