مطار وملعب ومشاريع بنية تحتية عملاقة
العروس بانتظار اكتمال عقد الزينة
يبدي أهالي عروس البحر الأحمر بالغ الاهتمام ويتابعون بشغف كبير رحلة مدينتهم إلى العالم الأول، إذ إن المدينة التجارية الكبيرة لا تكاد تتوقف بها أصوات محركات رافعات البناء والإنشاء والتشييد بحثا عن إنهاء مشاريعها العملاقة الجديدة التي تتزامن سويا، لتحول جدة إلى خلية عمل لا تنام آناء الليل والنهار.
ولعل مشروع مطار الملك عبدالعزيز الجديد واحد من أهم الروافد المهمة التي ينتظر السكان تحقيقها وإنجازها لمواكبة النمو المتزايد في الحركة الجوية، إذ من المتوقع إنجاز مرحلته الأولى بنهاية عام 2014 والتي سترفع طاقته الاستيعابية إلى 30 مليون مسافر.
فيما ينتظر عشاق الرياضة بلهف افتتاح مدينة الملك عبدالله الرياضية والملعب الذي سيكون أشبه بجوهرة متألقة شمال جدة ويتسع لأكثر من 60 ألف متفرج ويبعد عدة دقائق عن الكورنيش والمطار وهو الأمر الذي يجعل الدخول والخروج منه انسيابيا وفي غاية المرونة.
فيما تقف مشاريع النقل التي تم اعتمادها مؤخرا على رأس أضخم المشاريع التي تشهدها العروس الآن ويربط شمال جدة بجنوبها، وستعمل هذه المشاريع على تخفيف الزحام بصورة كبيرة، إضافة إلى توفير منظومة نقل عصرية وحديثة، وهو الأمر الذي سيقلص حجم العمالة ويوفر فرص عمل كبيرة للشباب.
قاطرة المشاريع في العروس لا تنتهي عند هذا الحد، بل تضج أركان المدينة العتيقة بالآليات التي لا ينقطع صوتها لمواصلة العمل والبناء، إذ تشهد عمليات تشييد للجسور والأنفاق وترصيف الشوارع طوال الوقت.
مواطنون ومقيمون تحدثوا لـ«عكاظ» عن أمنيتهم بإنجاز المشاريع الحيوية الكبيرة، إذ ستشكل نقلة نوعية ومختلفة في الاتجاه الصحيح وستشهد جدة حينها الدخول للعالم الأول، وبدأ عبدالعزيز الغامدي بقوله: حزمة المشروعات التي تغزو جدة اليوم تبعث على الراحة والاطمئنان بأن غد العروس سيكون في غاية الإشراق واللمعان، واعتبر بأن جدة عانت كثيرا من الإهمال لكن الفرصة أصبحت مواتية لأن نصل بها إلى سماء المجد.
وأوضح أحمد المحمدي أن مشروع المطار الجديد سيعمل على توفير حركة جوية أكثر جودة وخدمات ميدانية رائعة كما سيوفر زيادة مطردة في نقل ملايين المسافرين سنويا، متمنيا أن يراعى في تصميم المشاريع الجودة العالية والالتزام بعامل الوقت وعدم تأخيرها لأن السكان في حاجة إلى رؤية جدة بعد أن تخضع للعناية الفائقة.
وتواصل الحديث مع أحمد الزهراني الذي قال: تتميز المشاريع التي بدأت تغير وجه جدة المتهدل إلى آخر في غاية الحسن بأنها ترتبط ببعضها ارتباطا وثيقا حيث ستسهل شبكة النقل الحركة في جدة ليستطيع الناس الوصول إلى المطار الجديد والملعب الجديد والكورنيش الجديد وستشمل الفائدة جميع سكان العروس من أقصاها إلى أقصاها وهذه الميزة ستنقل جدة إلى العالمية خاصة مع إنجاز المشاريع في وقتها المحدد والمطلوب.
بينما أبدى عبدالرحمن المالكي إعجابه بالخطوات المتسارعة في إنجاز مشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية، حيث قال: لم أتوقع أن ينجز المشروع في وقت قياسي خصوصا مع تضارب الأنباء بموقع المكان، واعتقدت أن عمليات الإنشاء ربما تتأخر لمزيد من الوقت، غير أنني أصبحت سعيدا بعد التسارع الكبير في الإنجاز خاصة مع زيارة الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب للمشروع وهو الأمر الذي أكد أنه يمضي في الطريق الصحيح.
أما نواف العامري (مقيم يمني) فقد عبر عن سعادته بشبكة النقل التي ستكون نقلة هائلة في جدة، حيث قال: مشروع قطار الحرمين وشبكة القطارات والحافلات بالعروس ستعمل على تخفيف حدة الزحام والكثافة المرورية، خاصة مع تزايد أعداد السيارات بصورة كبيرة.
ولفت عصام صالح (مقيم مصري) إلى أن المشاريع العملاقة وخصوصا مشروع النقل، ستقدم وجها رائعا وفريدا من نوعه لجدة، مشيرا إلى أن النقل والبنية التحتية هما العمود الفقري لأي مدينة، وواضح أننا شهد هنا حركة دؤوبة ونهضة عمرانية هائلة وننتظر أن تكون المشاريع الجديدة مكتملة قريبا بمشيئة الله لنرى النتائج المبهرة والإيجابية.
إذابة الاختناقات
يتوقع خبراء الإسكان أن المشاريع العملاقة سوف تنقل عروس البحر الأحمر إلى مصاف المدن الكبرى، خاصة وأنها تعتبر من أهم المدن في آليات الحراك التجاري والاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن أنها بوابة للحرمين الشريفين، وأشاروا إلى أن المشاريع الجديدة سوف تساهم أيضا في عمليات الإصحاح البيئي في المدينة وتساهم في استئصال الاختناقات المرورية وتشكل عقدا من الزينة في جيد العروس.

المصدر : صحيفة عكاظ - الأحد 14 شعبان 1434هـ