مرحبا بكم في لقائنا الثامن من ذكرياتي في كرايست شيرج وعذرا عن التأخر في الكتابة الاسابيع الماضية لضروف ترتيب أمور زواجي اللي بيكون بعد العيد ان شاء الله، فدعواتكم لي بالتوفيق
وأكرر اعتذاري عن الانقطاع السابق والانقطاع الذي قد يكون قادما بسبب ظروف الزواج
وأعدكم بأنني سأواصل الكتابة – بإذن الله – متى ما سنحت لي الفرصه بذلك
ولعلي أتحدث هذا اليوم عن قراءة الكتب والاستعارة من المكتبة إضافة الى موقفين طريفين الاول كان بين صالح ويويا والثاني عن تضييع صلاة الجمعه..
فبعد عودتي من رحلتي هذه سألني أحد الإخوة، هل ما يحكى عن نهم الغربيين بالقراءة صحيح أم أنهم مثلنا.. منهم من يقرأ ومنهم من لا يقرأ؟ وكذلك بالنسبة للمواعيد.. فكثيرا ما نسمع عن دقتهم فيها وحرصهم على القراءة وعدم تضييع الوقت فهل هذا صحيح؟
قلت له أننا نكون في الباص وفيه عدد كبير – لم أحسبه ولكن أظنه يتجاوز الخمسين راكبا – إضافة لمن يقفون لعدم توفر مقاعد شاغرة.. ولا تكاد تجد الا شخصين أو ثلاثة يقرأون.. أحدهم يقرأ من كتاب والاخريين إما صحيفة أو مجلة..
هذا الحال بالنسبة للأجانب والعرب كذلك.. فأتذكر أنه في يوم من الايام ذهبنا برفقة معلمتنا العجوز "كاث" الى المكتبة.. وقد أحضرنا جوازات السفر لنقوم بتعبئة البيانات وتسجيل أسمائنا في المكتبة.. وبعد إنهاء جميع الاجراءات أطلعتنا على المكتبة وعلى ركن الكتب سهلة الفهم على مستوانا.. وكذلك ركن كتيبات الاطفال الذي نصحتنا بقراءة كتبه وبشده لأنها سهلة وتفيد في التعليم أكثر من غيرها.. كان عدد الطلاب الذين ذهبوا أكثر من 12 طالبا..
بعد ذلك لاتكاد تجد الا طالب أو طالبين هم من يترددون على المكتبة لأخذ كتب منها.. وأتذكر أنني بدأت باستعارة الكتيبات السهلة إضافة الى كتيبات الاطفال وخصصت وقت يومي للقراءة وهو فترة الصباح حينما أكون في الباص لأن مسافة الطريق قرابة 20 دقيقة والذهن يكون صافي للقراءة وليس مثل طريق العودة للمنزل..
فبهذه الطريقة كنت أقرأ تقريبا كل يوم كتاب.. وكانت الكتب سهلة جدا.. وكنت في بعض الأحيان أقرأ الكتاب كاملا ولا أفهم منه شيء – خصوصا في البداية – ناهيك عن تعليقات "عماد" أو بعض الزملاء العرب إذا شاهدوني أقرأ كتب أطفال.. ولكني كنت لا أهتم بما يقولون..
وبعد فترة بدأت في زيادة مستوى صعوبة الكتب.. وكانت بعض الكتيبات الصغيرة تستغرق مني يومين بل تصل أحيانا لأسبوع كامل.. ومع ذلك كنت مستمر في القراءة حتى تطورت لغتي في القراءة والكتابة – وقد لا حظت المعلمة ذلك بعد فترة – وحينما أخبرتها أنني أحاول القراءة يوميا أعجبت بذلك وأثنت على هذه الطريقه وقالت بأنها من أفضل الوسائل للتعلم..
حقيقة لم تكن قراءتي بالمستوى المطلوب ولكن كنت أحاول الاستفادة من الوقت.. خصوصا أن زمن اقامتي للتعلم ليست بالطويلة فلماذا أضيع الوقت في حديث لا فائدة منه..
كان يجلس بجواري في بعض الاحيان – في الباص – زملاء عرب وسعوديين تحديدا وكنت في بعض الاحيان أتحدث معهم أو أقرأ إن وجدت فرصة لذلك..
ومع هذا فمن يقرأ لديهم ليس بالدرجة التي نسمع عنها.. بالطبع من يقرأون لديهم أكثر ممن يقرأوون لدينا ولكنهم ليسوا كلهم بهذه الطريقة.. بل تجد بعضهم يزعجك بالموسيقى المنبعثهم من هواتفهم المحمولة أو من جهاز "آي بود" رغم وضعهم لسماعات الاذن والتي تسمع صوت الموسيقى وأنت على بعد فكيف تحتمل آذانهم كل هذا الضجيج؟
بقي نقطة أخيرة قبل ختام هذه الفقرة وهي أن التزامهم بالمواعيد بشكل عام أفضل منا بكثير – وهذا يبدوا أنه من جودة التعليم لديهم واحترامهم للوقت – ولكن تجد لديهم كثيرا من التأخر أو نسيان مواعيد.. فالانسان سمي بذلك لكثرة نسيانه
صالح ويويا:
حدثتكم سابقا عن زميلنا صالح وكيف أنه شخصية مرحه ويستفيد من طرافته بتوصيل صور حسنة عن الاسلام.. ولعلنا نتطرق لبعضها مستقبلا.. ومن الطرائف التي مرت به أنه كان جالس في الفصل قبل بدأ الدرس بربع ساعه وكان يكمل حل الواجب.. ودخلت الطالبة يويا – من كوريا الجنوبية – وكان معه في الفصل مجموعة من الطلاب .. وكان الجو في ذلك اليوم باردا وهذه الطالبة كانت تلبس لبسا قصيرا.. فقالت له إن هذا اليوم بارد؟ فقال لها بلهجته العامية "من قال لس–لك– ما تتسترين" فردت عليه: تحدث باللغة الانجليزية.. فأخبرها بأنك لماذا لم تلبسي لبسا يسترك ويخفف عنك البرد.. فلم تكن تتوقع هذا الرد فأتت اليه وأعادت مرة أخرى "إن هذا اليوم بارد جدا" فقام وخرج من الفصل وأتانا وكنا نتحدث.. وإذا به غضبان فسألناه ما بك فقال: "يكفينا ذنوب وهذي جاية بتزودنا"
الجمعة 31\10\2008
تضييع صلاة الجمعة:
لصلاة الجمعه طعم خاص في بلاد الغربة.. كيف لا وأنت ترى المسلمين من جميع الجنسيات.. ويتحدثون بعدد من اللغات.. وكلهم خلف إمام واحد.. كيف وأنت تسمع الاذان الذي قد لاتسمعه إلا هناك – بإستثناء الاذان في المعهد بعد خروج الطلاب – فتجدك تزداد إيمانا بعد خروجك من المسجد مباشرة.. بل وأثناء استماعك للخطبة..
هذه هي الجمعه الثالثه لي في كرايست شيرج وقد خرجت في الاسبوعين الماضيين مع صالح وكان معنا في الباص عدد كبير من الطلاب أكثرهم سعوديين.. فلم أكن أركز على رقم الباص أو الى أين يتجه ومتى يتوقف..
أما هذا الاسبوع فقد استيقضت متأخرا وذهبت لموقف الباصات للذهاب للمسجد.. فوصلت عند الساعه الثانية عشر الا ربع فقلت هل أنتظر نصف ساعه حتى يجتمع الطلاب السعوديين والعرب وأذهب معهم؟ أم أذهب مع الباص مباشرة للمسجد وأستفيد من هذا الوقت في قراءة القران؟
عقدت العزم واخترت الذهاب الان.. كان "عماد" يقول لي بأن الباص الذي يذهب للمسجد رقمه "5" فلما دخلت لموقف الباصات وجدته متوقف والناس يركبون فيه، ركبت معهم وبدأ الباص في المسير وأنتظر أن يصل للمسجد ولكن لم أرى شيء.. حاولت التركيز أكثر ولم أجد شيء.. تأخر الوقت وتجاوز الواحدة الا ربع.. يعني لي ساعه كامله في الباص ولم أصل فتوقعت أن في الامر خطأ ما ولكن ماهو؟ لا أعرف اسم الشارع الذي فيه المسجد.. بل لا أعرف اسم المنطقة التي فيها المسجد.. بدأت الافكار تجول في خاطري.. هل أضعت الطريق؟ هل سأرجع سالما؟ بل كيف سأرجع وأنا لا أزال حديث عهد بهذه الدوله ولغتي لم تكن عالية لأفهم أين أنا أو أن أفهم السائق بشيء..
وأنا على هذه الحال أرسلت رسائل للزملاء عن مكان المسجد فأتتني الاجابات.. منهم من يقول اذهب مع باص "5" فقلت له أنا فيه لكني متورط.. وأخيرا أتاني رد من أحدهم بأنه في طريق "الريكاتون" وبعد قليل توقف الباص وبدأ السائق بقراءة جريدة كانت معه التفت فلم أجد في الباص غيري.. فتوجهت الى السائق وقلت له: من فضلك أريد الذهاب الى طريق "الريكاتون" فقال لي اذهب مع ذلك الباص فسيذهب بك.. شكرته وتوجهت للباص الاخر فإذا هو يريد التحرك فركبت معه وقلت أني أريد التوجه لطريق "الريكاتون" فقال أنا ذاهب اليه..
كنت أتوقع بأن الطريق قصير ولكن انتظرت وانتظرت حتى وصلت الساعه الثانية الا ربع فإذا به يتوقف عند موقف الباصات.. نظرت الى الوقت فإذا صلاة الجمعة قد انتهت.. وخشيت أن أذهب معه وأضيع مرة أخرى فقررت النزول.. فمكان تعرفه خير لك من مكان لا تعرفه..
وفي الجمعه القادمه ذهبت مع "صالح" لصلاة الجمعه وأخبرني بأن هناك باصين يحملان رقم "5" كل منهما يذهب الى طريق وأعطاني قائمة بأرقام الباصات التي تذهب للمسجد وبعد ذلك لم أضيع أي صلاة جمعه في المسجد ولله الحمد..
من أجمل ما استفدت من هذه الغربه هي معرفة ثقافات أخرى واطلاع على جوانب ايجابية وسلبيه في مجتمعات أخرى.. فتجد نساء يمشين في الشوارع بدون أحذيه – وأقول في نفسي لو يأتين الينا في شهر أغسطس في الرياض والله لن يستطعن المشي حتى بحذاء فترة الظهيرة – إضافة الى طرق التسول لديهم فهي ليست مثلنا – يأتي من يتسول عن باب المسجد أو يتحدث بعد الصلاة – وإنما يأخذ معه آلة موسيقية ويبدأ بالعزف في مكان عام وياتيه من يضع له "سنتات" وبعضهم من يكون كريم يضع له "دولار"، كذلك أن سائق الباص يساعد كبار السن أو من كان كفيفا أو مقعدا في ركوب الباص.
الى القائنا القادم بمشيئة الله
والله يحفظكم ويرعاكم
أحمد
المفضلات