أكثر ما يميز مدينة حلب عن نظيراتها من المدن السورية هو اللهجة الفريدة التي يتكلمها أهلها بما تحتويه هذه اللهجة من مصطلحات جزلة ومختصرة وغير مستساغة على آذان الغرباء والذين قد لا يستطيع معظمهم فهم مفرداتها البعيدة عن اللغة العربية التي اعتادوا سماعها.
وغلبت اللهجة التركية على العديد من المصطلحات الحلبية الدالة على الأشياء، والسبب هو تأثر مدينة حلب الكبير بالعثمانيين وقربها الشديد من "الأستانة" عاصمة دولتهم آنذاك، واستمر وجود هذه المفردات ضمن اللهجة الحلبية المحكية حتى يومنا هذا ومنها "الفرتيكة" وتعني الشوكة و"السكرتون" أي الخزانة و"الجنق" دلالة على الصحن.
الفرنسيون أيضاً تركوا آثارهم في لهجة أهالي حلب، حيث استعان الحلبيون بالعديد من المفردات والكلمات الفرنسية لإدخالها إلى لهجتهم بعد إضفاء لكنتهم عليها مثل "الأنتريه"وهو الممر الضيق، و"الديرسوار" الخزانة الصغيرة، و"البرشبوه" وهي الخزانة الصغيرة التي تستعمل لوضع الأحذية فيها، ولا يزال العديد من الحلبيين الذين عاصروا فترة الاحتلال الفرنسي لسورية يستعملون هذه المفردات في أحاديثهم المحكية.
وابتكر الحلبيون الكلمات الخاصة بلهجتهم وراحوا يسمون الأشياء تسميات تعد غريبة عن اللهجة السورية الدارجة فمثلاً ورق اللعب يسمى بالحلبية "سكمبيل" والضيوف يسمون "خطّار" والطابق في البناء يسمى "آط" والمنشفة "خولية" و"طاول" تعني أبداً، ولم يعرف أحد إلى الآن ما هو أصل هذه الكلمات سوى أنها حلبية "فصيحة".
ومعروف عن الحلبيين تمييزهم للـ "الدخلاء"، وهم الوافدين الجدد من أبناء المحافظات الأخرى خصوصاً المجاورة لحلب وللذين لا تتوقف وفودهم المهاجرة إلى عاصمة الاقتصاد السوري بحثاً عن فرص العمل، ويعجز هؤلاء عن إدراك كنه اللهجة الحلبية والإلمام بجميع مفرداتها ما يمكنهم من معرفة المقلدين الغرباء للهجتهم للاندماج في وسطهم الاجتماعي الخاص بهم.
والطريف أن أهالي حلب لم يقتصروا على ابتكار كلمات جديدة فقط، بل قاموا باختصار العديد من الكلمات التي تعتبر "طويلة" و"ثقيلة" على السمع وراحوا يحذفون نهايتها لتتلائم مع اللهجة الحلبية السارية فكلمة تعال تصبح بالحلبية "تااا" وكلمة روح أصبحت "روو" وابن خالتي تصبح "ابخالتي" وكلمة صحيح تحولت إلى "صعي".
أسماء الاستفهام والإشارة هي الأخرى كان لها نصيب من "الحلبنة" وأصبح للهجة الحلبية أدواتها الخاصة للاستفهام والدلالة على الأشياء فمثلاً كُه أو كُهنة (هذا) وتستخدم للمذكر القريب المفرد، كِه أو كِهنة (هذه) للمؤنث القريب المفرد، كُهاك (ذاك) للمذكر البعيد المفرد، كِهاك (تلك) للمؤنث البعيد المفرد، كُهاكين (هؤلاء) لجمع المذكر القريب وكِهاكين لجمع المؤنث القريب.
الحلبيون رفضوا أن تكنى لكنتهم باللهجة الحلبية فابتكروا لها تسمية حلبية بحتة، فجمعوا كل كلمات القاموس الحلبي تحت اسم محبب وظريف ألا وهو "اللقش"، وبذلك أصبح التكلم باللهجة الحلبية المحكية يسمى بـ"اللقوشة"
زاهر طحّان
مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
- عرض مغرى لمحبى الزبدانى وبلودان
- قررنا الذهاب
- الجامع الأموي الكبير في دمشق
- اسعار السقق في برزه والمزرعة
- هام لمن يريد زيارة سوريا
- أرجوا أعطائي معلومات عن الاذقيهكسبصلنفه لأني مسافر بعد يومين
- أبغا دكتور أسنان في سوريا لاتبخلو عليه في الرد
- بطاقات الصرف السعودية هل ينفع استخدامها في سوريا
- سؤال الى رواد بوابة سوريا
- أريدكم ان تدلوني على اغرب الاماكن في سوريا
- أبو اللبن حكاية حلويات تمتد لأكثر من مئة عام
- مهم مهم الجميع يدخل ويدلي بدلوه
- ؟؟؟ صور كوكتيل
- رجاء المساعده في اول سفر لي لسوريا
- المقامه الدمشقيه هديه لجميع محبي الشام
- تكفون اريد اعرف زراعة الاسنان في سورية ارجوكم ردو علي بسرعة
- الرجاء المساعده
- معلومات عن بعض الفنادق الرخيصه في دمشق الحبيبه
- تكفون عطونى رايكم
- شرايكم بالي ابي اسويه عشان سفرتي
المفضلات