[align=center]
المسجد الاموي في دمشق.. مرآة للعصر الاموي بمايمثله من قوة وازدهار
القى الاستاذ امين ابو الشامات، وزير السياحة الاسبق* محاضرة* في مركز التدريب السياحي والفندقي في دمر في سياق المحاضرات والنشاطات وفعاليات «الاثنين السياحي» التي بدأ ت نشاطها الرئيسي اعتباراً من 14/ 10/ 2002
المحاضرة كانت بعنوان : المعالم الاثرية والتاريخية في الجامع الاموي .. تحدث فيها عن الجامع الاموي في دمشق مستعرضاً اهم التطورات والنوائب التي طرأت على هذا الصرح الحضاري الديني.. ومع ذلك ظل شامخاً.
ماذا عن اهميةبناء الجامع الاموي الكبير... سؤال توجه به السيد المحاضرإلى جمهور الحضور، وأجاب عليه قائلاً: هذا السؤال يقودنا الى القول بأن هذا الجامع الفريد، يعتبر بحق من اهم المنشآت المعمارية
والدينية في الوطن العربي، والعالم الاسلامي... فبناء الجامع في بيئته العربية التي اختزنت الحضارة الكلاسيكية لألف عام، هو أول تشخيص للعقيدة الاسلامية.. متمثل في فن العمارة، والتصوير الوليدين... وهوبداية ناضجة لفن تلمس العبادة من القيم الثقافية والادبي للعقيدة الجديدة... وتحقق بفضل فنانين ومعماريين عرب دخل الايمان إلى قلوبهم.
معبد حدد الآرامي
حول هذه النقطة يشرح المحاضر فيقول:
في المكان الذي يقام عليه المسجد الاموي الكبير، كانت تقام في الالف الاول ق.م معابد عديدة أهمها معبد الاله حدد الآرامي، اله المطر والخصب والعاصفة، المعبود الاشهر في سورية والمشرق العربي القديم في تلك الفترة من التاريخ ،ولكن عاديات الزمن لم تترك لنا من آثار هذا المعبد الالوحاً من الحجر البازلتي الاسود، نحت عليه اسد مجنح يتميز في فنه بأسلوب المنحوتات الآرامية المكتشفة في العديد من المواقع والمدن القديمة من بلاد الشام.
ثم اتخذه اليونان معبداً لالهتهم في العصر الهلنستي، وكذلك فعل الرومان الذين جعلوه لالهتهم «جوبتير» وعلى انقاض معبد الاله حدد الآرامي* يوضح الاستاذ ابو الشامات* انشئ معبد جوبتير الذي يعتبر اضخم ابدة من الفترة الرومانية في دمشق.. لقد كان هيكل معبد« جوبتير» يقع ضمن باحتين، وكل باحة محوطةبسور خاص بها.. وهذا السور هو السور الحالي للمسجد الاموي الكبير... ولاتزال عناصره الاصلية التي تعودالى ايام تأسيسه في الفترة الرومانية موجودة في الجدارين، الجنوبي والغربي من المسجد الاموي، وكان هذا السور معززاً بابراج في زواياه الاربع.. ويؤكد المحاضر، انه في سياق التعديلات التي جرت على معبد « جوبتير» خلال الفترة البيزنطية ثم ربط بوابات سور الحرم الخارجي مع بوابات سور الحرم الداخلي بأروقة مؤلفة من صفين من الاعمدة المتوازنة، ولاتزال بقايا من تلك الاروقة، وتيجانها الرومانية الطراز، باقية في الجهتين الشمالية والغربية من الجامع الاموي.
الكنيسة
يقول المحاضر:بعد انتصار الديانة المسيحية على الوثنية كان لابد من ان يستفيد المسيحيون من هذا المكان المقدس، فأنشأ المبراطور« تيودوس» كنيسة في عام /379/ م عرفت باسم كنيسة « القديس ماريوحنا المعمدان.». وتختلف آراء الباحثين والمؤرخين في شكل هذه الكنيسة... وتتجه الآراء بصورة عامة الى القول « ان الكنيسة كانت في صحن المعبد الروماني».
الجامع الاموي قبل الوليد بن عبد الملك
يوضح الاستاذ ابو الشامات حول حال الجامع الاموي قبل عهد الوليد بن عبد الملك فيقول:
بعد الفتح العربي الاسلامي /635/م كان لابد للمسلمين من مكان وسط يقيمون فيه الصلاة، فوقع اختيارهم على البقعة المخصصة للعبادة منذ آلاف السنين، فأخذوا اقسام المعبد المهملة والمفتوحة في شرق الحرم، وكان اول محراب في الاسلام «محراب الصحابة» الذي أقامه المسلمون الاوائل على الجدار الجنوبي، وهذا يعني ان المسلمين قبل الوليد بن عبد الملك قد شغلوا هذا القسم من المعبد الذي لم يكن كنيسة قط، وأقاموا فيه محراباً هو«محراب الصحابة»، وكانوا يدخلون الجامع من الباب الصغير الايسر في الجهة الجنوبية، وقدقام معاوية بن ابي سفيان بترميم مكان الصلاة، فجعل منه مسجداً مؤقتاً.. اذاً *يوضح المحاضر* فقد اخذ المسلمون النصف الشرقي للمعبد وأقاموا عليه مسجدهم، وتركوا الكنيسة القائمة في القسم الغربي، للمسيحيين واستمر الحال على هذا قرابة السبعين عاماً، والمسلمون يؤدون فرائض دينهم متجاورين.
جامع الوليد
وعندما تسلم الوليد بن عبد الملك ،الخلافة الاموية عام/705م/ ضم الكنيسة، الى الجامع، واعطى النصارى اقامة اربع كنائس في اماكن متفرقة من مدينة دمشق، واهمها كنيسة مار يوحنا المعمدان. عندما تم للوليد بن عبد الملك، ما أراد* يوضح المحاضر* قام بهدم ماكان داخل جدران المعبد من منشآت رومانية بيزنطية ، واحتفظ بسور المعبد ليشيد داخله جامعاً وفق تصميم جديد مبتكر، يتجاوب مع شعائر الدين الاسلامي واغراض الحياة العامة... فجاء فريداً في هندسته،لم يبق على نسقه في العهود السابقة اي بناء اخر، وضعت في تشييده مبادئ هندسة الجوامع الكبرى التي شيدت بعده في العالم الاسلامي، وظل المعماريون عدة قرون يستوحون منه يبنون على طرازه.
لقد اعتبر الجامع الاموي الكبير، واحداً من من اشهر المعالم الإسلامية في العالم، بل لقد كان المسلمون في العصور الوسطى يعدونه واحداً من عجائب الدنيا الاربع.
ويضيف المحاضر: لقد كان الجامع الاموي في هندسته، مرآة للعصر الاموي بكل مافيه من عناصر القوة والازدهار والتقدم،وضع الفن الإسلامي والعمارة السلامية مبادئهما الاولى فيه.. يقول عنه العالم الفرنسي« سوفاجية» وروعة زخارفه قرابة ثلاثة قرون ونصف، كان خلالها مثار اعجاب ودهشة كل من زاره وشاهد معالمه.
لقد انفق الوليد بن عبد الملك على بناء الجامع الاموال الطائلة، حتى جعله نزهة للناظرين وأنفق عليه اربعمئة صندوق، في كل صندوق اربعة عشر الف دينار..
ولهذا يقول المحاضر* اخيراً* ان حجم الجهد والتكاليف التي انفقها الوليد بن عبد الملك في بناء الجامع الاموي الكبير والتي ذكرها المؤرخون ،تؤكد ان هذا الجهد لايمكن ان يقتصر على تزيين الجامع، بل على انشائه بحلة جديدة.
في العدد القادم من صفحتنا السياحية، سنتحدث عن المصائب والنوازل التي حلت بهذا الجامع واقسامه، وعن اعمال الترميم التي جرت، حتى يبقى هذا المسجد، الجامع منارة، وآبدة تاريخية وأثرية استمرت وصمدت رغم عاديات الزمان.
[/align]
مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
- الأخ النشمي تعال لا هنت
- للعائلات فقط
- القادمين من سوريا برا
- الأمطار في دمشق لليوم الثاني عل التوالي مع الصور الأحد
- دفتر حضور
- سؤال عن العملة السوريةمهم
- مدارس سعودية في دمشق؟
- ابو الزوز يحييكم من مضايا
- الصرف تعباااااااااااااااان
- من الأراضي السوريه للجميع أحلى تحيه
- مساعدة يا كرام الصقور وين أماكن مقانيصها وبيعها
- مدينة البانياس
- سرقة عن طريق الصراف
- صور لدمشق قديما جدا جميلة الجزء الاول
- كيف تعرف الشامي الاصل بين الناس في سوريا ؟
- الفزعة يا اهل الخبره
- سوريا وش أخبارك ؟
- هل تريد من الشام خدمه مجانية؟
- ليس في سوريا، بل في إيطاليا إحدى أرقى دول العالم السياحية زعموا
- مرمريتا
رد مع اقتباس
المفضلات