أخي العزيز ولد الدرب :
بعد أن قرات الجزء الرابع من الرحلة ما زلت أنتظر معرفة السبب الذي لأجله يعشق بعض أعضاء المنتدى المغرب!! ..
لكي لا يلوم بعد اليوم أي عاشق حقيقي للمغرب
لن ألوم أحدا إلا بعد أن تنتهي من سرد هذه الذكريات عن هذه الاسطورة!! .. ومن يدري قد أقع أنا ايضا في حب هذه الاسطورة بعد ان انتهي من قراءة موضوعك!! ..
فمن الصعوبة البوح بما يجول في النفس من تجارب وإخراجه بكلمات ، فالتجارب تولد
آلاف من المشاعر يصعب تحديدها أو وصفها ، فما بالك بتجربة عشق ، لبلد يعتبر
في حكم الأسطورة ..
أعجبني كثيرا هذا المقطع الذي قدمت به لموضوعك يا ولد الدرب .. ونحن بانتظار معرفة ما تخبئه لنا هذه الاسطورة ..
أخي الغالي وكاتبنا القدير المميز Abu sultan
كم يشرفني مرورك وقرائتك لما كتب من اجزاء في الموضوع
و يزيد من صعوبة مهمتي نوعية القراء ، فأنتم خير نقاد...
عزيزي عشق المغرب لذّة لا يحس بها الا من جربها ..
لذا لن تعرفها مالم تجرب ، على انني في موضوعي سأحاول جاهداً ان ابين الحقيقه
مع انني متأكد ان (ليس من سمع كمن رأى) ، لكن سأسعى لأيصال التجربه كما عاشها (فهد)
لذا اشكركم على المتابعة ولا نقول لأي انتقاد .. والأجزاء الباقية في الطريق بأذن الله
الجزء الخامس
التفت فهد وهو يهم بالجلوس في مقعده إلى
سعيد الذي بادرة بقولة (ممكن اطلب منك
طلب ؟؟) ، استغرب فهد لقول سعيد ، لكنه
أجابه (أذا كان في حدود قدرتي ابشر) ، فقال
سعيد بنبرة استعطاف (ممكن تبحث لي عن عمل
بعد ما ترجع للرياض ، وأنا بعطيك أرقامي
وبأخذ رقمك في السعودية ، وعازمك في بلدتي
ورزازات) ، تضايق فهد من طلب سعيد السريع
والمباغت ، وبابتسامه سريعة قال (أبشر أذا
رجعت سوف ابحث لك عن عمل لكني لا
اضمن لك ذلك ، وهذا رقمي في الرياض ، أما
ورزازات فلن اذهب لأني سأتجه للشمال إلى
طنجه لكنني سأتصل بك ) ، وأعطاه فهد رقمه
وقال (أنا جيت علشان استأذنك برجع لأصدقائي
فيه مقعد شاغر شاكراً لك) ونهض وهو يفكر في
أول معرفة سريعة مع مغربي ، صدم فهد من
الطلب وقرر وهو يتجه لمقعده بجانب أصدقائه
أن يرمي الرقم وصاحبة في سلة المهملات
وهذا ما حدث ، وصل ليجد الأصدقاء كل يغط في
نومه عميقة فلهم الآن ثلاثة ساعات ونصف من
الطيران ، فوجد تلك الفتاة التي تجاوره مازالت
على نومها التي تركها عليه ، لكنها ابتعدت
قليلاً عن مقعده وقد مدت رجليها على طاولة
الأكل في المقعد الذي يجاوره ، فجلس و اخذ
غطاء وغطى نفسه في محاولة يائسة للنوم في
ظل أفكار وهواجس لما سيأتي .
فاق فهد فجأة على شخص ما يحاول إيقاظه
فإذا هي المضيفة توقضه لحلول موعد وجبة
خفيفة قبل اقتراب موعد هبوط الطائرة
شكرها مع ابتسامة خفيفة ، ثم ، التفت إلى
أصدقائه اللذين انهمكوا في الأكل ، وبينما هو
كذلك إلا وشاب مفتول العضلات اسمر البشرة
يمر من عنده متوجه لخلف الطائرة ، لكن ما لفت
انتباه فهد هو أن ملامح ذلك الشاب تتطابق مع
صديق الدراسة (خالد) الذي لم يتقابل معه منذ
أكثر من عشر سنوات ، لكنه يسمع بأخباره من
احد الأصدقاء القدامى ، و تذكر كلام صديقه
عندما قال أن صديقهم خالد أصبح طيار في
الخطوط السعودية ، (يا للصدفة أهذا هوخالد
وأين في أول رحلة لي للمغرب ؟؟) ، أنتظر
لبرهة حتى عاد خالد ، وعندما مر من مقعده
قال فهد بصوت خافت (كبتن خالد) و أذا بالشاب
يتلفت يمنة ويسرة ، فنهض فهد وتوجه إلية قائلاً
( أهلا ياكبتن خالد كيف الحال ) ، فأجاب خالد
( الحمد لله من أنت ؟؟) ، أبتسم فهد وهو يقول
(أنا فهد زميل دراسة قديم ، وذكر اسم المدرسة
وذكّره بالأصدقاء القدامى ) فتهلل وجه خالد
وابتسم عندما تذكر صاحبه فهد وأخذا بالسلام
وسؤال بعضهما البعض عن الأحوال وما تبدل
من أمور بعد تخرجهما من المدرسة ، وهما
يقولان سبحان الله بعد كل هذه السنوات هانحن
نلتقي في رحلة المغرب ، عندها سأل خالد فهد
عن السبب لتوجهه للمغرب فقال فهد (والله أول
مره أروح ومعي زملائي وأنت ؟؟) فقال خالد
(تعرف بحكم العمل فليست أول مره لكنني اليوم
ذاهب للسياحة) ، فقال فهد (بحكم انك لديك
معرفة بالبلد فأعطني نصيحة سريعة ) أبتسم خالد
وقال( انتبه لفلوسك ، ولنفسك خصوصاً أخر
الليل ، فهناك مجرمين يطعنوك ويسلبون ما
معك بدون رحمة!!) ، استغرب فهد ، ولكن
عاجلة خالد بقوله عن أذنك فسأرجع لمقعدي
فمعي ناس ينتظرونني ، عاد خالد لمقعده
وجلس فهد أيضاً ولكنه وجد علي يرمقه
بنظره غريبة ولكن مفهومه لفهد لكن
فهد التفت عليه وقال ( لا تخاف زميل دراسة
قديم ) وعاد يفكر في كلام خالد ، (هل يعقل
المغرب سيء لهذه الدرجة ؟؟) قالها فهد في نفسه
حينها بدأ يدب في نفسه بعض من الخوف من
المجهول ، لحظتها سمع صوت سالم الذي جلس
بجانب النافذة وهو يقول (فهد تعال شف المناظر
صرنا فوق الجزائر) وعلي يحاول النظر
للخارج وهو يرفع رقبته تجاه النافذة وهو يقول
(الله فعلاً شيء جميل) ، نهض فهد من المقعد
واخذ ينظر وهو واقف من النافذة للخارج
كانت الطائرة تحلق في علو شاهق لكن خضرة
الأرض واضحة ، كان المنظر بديعاً لكن فهد
أغمض عينيه من وهج النور في الخارج
وعاد لمقعدة .
(لم يتبق سوى سويعات قليله للوصول
للأسطورة) قالها فهد وهو يفكر بما سيحدث .....
---------------------------------------------------
بهذا نصل لخاتمة هذا الجزء ونعدكم بالمزيد قريباً بأذن الله .
أخي ولد الدرب:
إنها لمصادفة غريبة أن يلتقي فهد بصديقه القديم الكابتن خالد في مثل هذه الظروف .. لكنني وأنا اقرأ الجزء الخامس من الاسطورة خامرني شعور بالضيق من الكابتن خالد .. فبعد كل هذه السنين يترك صديقه فهد معتذرا بوجود أصدقائه معه!! .. كان من الأجدر أن يعتذر خالد من أصدقائه ويجلس قليلا مع فهد .. ولكن يبدوا أن الكابتن خالد قد غيرته الأيام كما غيرت الكثير من الأصدقاء!! ..
ثم إن عليا هذا لم أحبه منذ أن قرأت الجزء الاول .. أشعر أنه من النوع الذي يحب السيطرة وتوجيه الأوامر .. وكأنه ولي أمر فهد!! .. كان الله في عون فهد على أمثال هؤلاء الأصدقاء!! ..
أخي ولد الدرب .. شكرا لك .. لقد دخلنا معك في جو الرحلة الاسطورة ونحن لم نصل إلى المغرب بعد!! ...
أخي العزيز Abu sultan
خالد صديق قديم لفهد ، وصدفة غريبه بحق لكن الأغرب التصرف
لا الومه ، اللوم على زمن ضاعت فيه قيم الصداقه وطغت المصالح ، الا من رحم ربي .
أما علياً ، فأنا مثلك ، لم احببه ، وستجد انه غصه في الحلق للنهايه
لكن لا حظ ان سالم صديق العمر موجود ، قد يكون حل لتفادي رحلة سيئه تماماً
لكن بالنسبه لفهد فالموضوع اكبر من علي أو غيره ، الموضوع هو الأسطورة التي سمع بها منذ الصغر ..
عزيزي انا من يشكرك فمرور شخص بحجم Abu sultan ومتابعته موضوعي
يجعلني في غايه السرور ، خصوصاً وانك قد دخلت في جو الرحلة قبل أن نصل للأسطورة..
حبيب قلبي الاسطورة ولد الدرب ..
اولا انا اقدم اعتذاري على توقفي عن متابعة الجزئيين الاخيرين بسبب انشغالي خلال الفترة الماضية ... ولكن ويشهد الله علي انني كل يوم افتح البوابة واول شي افعله هو قيامي بفتح موضوعك استعدادا للقراءة ولكن للاسف انشغل ...وكل يوم على هالحالة .... واذا كان هناك خاسر بكل تاكيد ساكون انا....
على العموم انا قرات الجزئيين ... ولن ازيد ولن اعيد على ماقاله الاخوان ... غير ان اريد ان اقول ان الكبير كبير ياخبير فانت اصبحت اسطورة البوابة بابداعاتك التي لاتنضب...وبالفعل فانت احسنت ووفقت بوصف جميل لادق التفاصيل بطريقة لاتمل ابدا ...هذا ونحن مازلنا بطريقنا الى الاسطورة فكيف ستكون الاسطورة ...وهذا الشي ليس بغريب عليك ابدا ...
وعلى فكرة ذكرني حوار فهد مع سعيد بموقف مشابهه حصل لي... وهو عندما كنت برحلة الى المغرب واذا ببشخص يجلس بجانبي ويفصلني عنه الممر وكان يطالعني بشكل عجيب ...حتى انني اعتقدت انه سعودي ولكن كان هذا الشخص مغربي ...وعندما بقي على الرحلة حوالي ساعتين افتتح معاي حديث وسالني من وين انت ووين رايح ومن هالقبيل والعجيب ان اسمة سعيد:114: :114: ( لايكون هو صاحب فهد لكن هذا يشتغل بالديكورات وماله علاقة بالمطاعم :36_1_21: :36_1_21: )... وبالاخير اعطاني عنوانه وارقامة بالمغرب وبالسعودية وطلب مني ازورة في المغرب وهو من مدينة الصويرة ... وبالاخير وقبيل الهبوط سالني اذا كنت ممكن افتح انا وهو بزنسس خاص في مجال الديكورات بالرياض مع العلم انه ذهب اجازة لمدة شهرين الى المغرب وسيعود الى وظيفتة الاساسية بالرياض وهو مدير لاحد الموسسات !!!!!!!!!!!!!!!!! ولكن الرجال يريد ان يصبح شريك وليس مدير (شكله طمع:36_1_36: :36_1_36: :36_1_36: )
ومازلنا ننتظر بقية الاسطورة يااسطورة ...
ودمت عاشقا مبدعا ...
تقبل مني اجمل التحايي والتقدير ...
أخي ولد الدرب .................ولا يهونون إخواني الباقين............أحيانا تشعر إن الإسطوره (المغرب) مثل "الحب...يأتي بخفه في اللقاء الأول ....وربما لايستطيع الشخص أن يتبينه حينذاك...لكنه يترك في الأعماق شيئا محيرا ، وتحوم الأفكار حول هذا اللقاء الأول ، ثم حول غيره ، ويظل الانجذاب الأول ينمو ويقوى ، حتى يصبح في الأعماق نارا مشتعله"
الجزء السادس
بدأ ركاب الطائرة في النهوض ، وبدأ الناس
في التحرك في الممرات ، وكأن الحياة عادت
لهم بعد ساعات من هدوء غريب ، وجلس فهد
باقي المدة يتفرج على فلم كان يعرض
ومرت مدة ليست بالقصيرة ، وإذا بكبتن الطائرة
يعلن عن ضرورة ربط الأحزمة استعداداً للهبوط
في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء ، وبدأ
المضيفين في توزيع أوراق الدخول للمغرب
لتعبئتها ، ذهل فهد لأول وهلة فكان قد اخرج
قلمه وجواز سفرة متحمساً للكتابة فإذا به يصدم
بما هو مكتوب بالبطاقة ، ( الاسم قبل الزواج
الاسم العائلي ، تاريخ الازدياد ) ، كلها كالألغاز
بالنسبة له ، لم يفهم منها شيء ، فلم يحس إلا
وتلك الفتاة التي بجانبه تقول وهي مبتسمة
( اكتب اسمك هنا و هنا تاريخ الولادة )
ضحك فهد على نفسه وهو يعبئ البطاقة ويشكر
الفتاه التي بجانبه على مساعدته ، والتفت على
أصدقائه ليجدهم كذلك في حيرة فأرشدهم لما
يكتبون واخذوا يتضاحكون من اللهجة الغريبة
وأدركوا أن هناك فرق كبير بين اللهجات
وما هي إلا دقائق وبدأت الطائرة في الاهتزاز
والتفت فهد تجاه النافذة ليجد الطائرة تدخل بين
غيوم ثقيلة وسوداء و بدأت في الهبوط تدريجياً
وعيون أصدقائه متسمرة تجاه النافذة التي بللها
ماء المطر في الخارج ، لم يستطع فهد تحمل
الموقف ، أراد رؤية ما بالخارج من مناظر
ففتح حزام المقعد ونهض تجاه النافذة ليرى
الأرض خضراء وقد اقتربت الطائرة منها
والمطر يهطل بغزارة ، لحظتها أحس فهد
بقشعريرة تهز جميع أنحاء جسده النحيل
و أحساس غريب يحس به لأول مرة في
حياته لا يعرف ما هو ، أحساس غريب
لكنه لذيذ لدرجه انه يحس بالبلاهة لكنه
سعيد جداً بذلك ...
عاد لمقعده ، وماهي إلا ثواني والطائرة تلامس
عجلاتها ارض المطار ، واخذ الناس بالتصفيق
الحاد لبراعة الكبتن في الهبوط ، لكن فهد أدرك
أن التصفيق ليس لذلك بل شعور بالفرحة
لوصولهم الدار البيضاء ، واخذ ينظر للخارج
من مقعده وهو يقول لعلي ( ابعد راسك خلني
أشوف المطار) وتوقفت الطائرة بجانب مبنى
المطار ....
عندما توقفت الطائرة بجانب مبنى مطار محمد
الخامس بالدار البيضاء وقف جميع الركاب لا
مبالين بطلب الكابتن من الركاب الجلوس في
مقاعدهم حتى تفتح أبواب الطائرة ، واغلبهم
يبحث عن حقيبته ، وبقي فهد وأصدقائه في
مقاعدهم فليس هناك أي حقائب لهم في الطائرة
فحقائبهم سترسل معهم على الرحلة التي ستقلهم
لطنجة ، بعد ثلاث ساعات ، وبدأ الركاب
في النزول من الطائرة وعندما خرج
اغلبهم نهض فهد وعلي وسالم واتجهوا
صوب خارج الطائرة وملامح كل منهم تدل على
ترقب واستكشاف شيء جديد ، كان أولهم خروجاً
علي ثم سالم ثم فهد الذي فضل أن يكون آخر
أصدقائه دخولاً للمطار ، وأول من استقبلهم
بعض الموظفين في المطار ، الملامح صارمة
وجوه ملت من استقبال المسافرين ، لكن أجسام
ضخمه خصوصاً رجال الأمن في المطار
والثلاثة لا يعلمون أين يذهبون لكنهم فضلو
المشي مع الناس الذين بالتأكيد سيتجهون للطريق
الصحيح ، مشوا في الممر الذي أوصلهم لسلم
كهربائي أنزلهم لصالة القدوم في المطار حيث
وقفوا في طابور طويل خليط من عدة جنسيات
بسبب أن المطار استقبل أكثر من رحلة
فازدحمت بهم الصالة ، لكنه زحام منظم فرجال
الأمن ضخام الأجسام مسيطرين على الوضع
وقف الثلاثة في طابور واحد وكلاً منهم ممسك
بجواز سفره لكن فهد كان أكثرهم تركيزا في
الناس ، ها هو في المغرب .....
---------------------------------------------
بهذا نصل لخاتمة هذا الجزء ونعدكم بالمزيد قريباً بأذن الله .
حبيب قلبي ولد الدرب ...
لااعرف ماذا اقول ... واي فنان هذا والذي استطاع ان يرسم لوحة في غاية الجمال رغم انها لم تكتمل هذه اللوحة ...بالعفل استطعت ان تجذب المئات بل الالوف من القراء الى هذة الاسطورة رغم اننا لم نصل فعليا حتى هذه اللحظة الى مغربنا العزيز لان المطار براي الشخصي يعتبر خارج المغرب لانه الشي الوحيد الذي يعكر جمال رحلاتنا الى هناك....
كل مااستطيع قوله هو الرافة بنا ياولد الدرب فوالله تفاصيل قصتك التي استطعت ان تبدع في وصفها بدون صور ولا غيرة ... اننا جميعا مرننا بها ...
بليز لاتتاخر في بقية التقرير ننتظر بفارغ الصبر البقية ... وياليت تزود لنا الجرعة لاننا وصلنا الى مرحلة من الادمان لاتشفي غليلنا جرعاتك التي اصبحت صغيرة من الادمان بل اصبحت جرعاتك لاتفي شي ...
ودمت عاشقا مجنونا ...
تحياتي ....
أخي الحبيب / ولد الدرب ...
الملاحظ أن صفحة المغرب في الآونة الأخيرة ، تمر بفترة كساد لم أشهدها من قبل ، زيادةً
على عزوف الكثير ممن نعرفهم عن الدخول والمشاركة لأسباب نجهلها ...
ويظل موضوعك ، من أكثر المواضيع التي تشدنا للقراءة والمشاركة ، فأرجو أن لا تتأخر
علينا في إستكمال بقية القصة المشوقة لنا جميعاً ...
على فكرة : إفتقدنا كثيراً حبيب الكل تميم ( أبو تركي ) ،،، هل من أخبارٍ عنه...؟
الجزء السابع
كانت أولى الملاحظات ضخامة وطول أجسام
المغاربة بشكل عام ، لكنه استنتج أن ذلك بسبب
مواصفات العاملين في المطار خصوصاً رجال
الأمن ، ثانيها الوجوه المكفهرة ، رغم أن
المعاملة ليست بسيئة فأستنتج على الفور أن
ملامح وجه المغاربة وسرعه الكلام وحدته لديهم
سمة عامه لكنها ليست بالضرورة دليل عدوانية
ووجد بعد ذلك بسنوات أن استنتاجه في
أول عشر دقائق كان صحيحاً ، مع انه يسمع من
الناس بسوء تعاملهم وأخلاقهم ، وهذا لم يجده أبدا
إلا مع فئة قليله محدودة ، توجد في أي مجتمع
كان . ووصل الطابور لعلي الذي وقف لدقائق
أمام موظف الجوازات حتى تم تحتيم جوازه
وتسليمه إياه ، وتبعه سالم ، ثم فهد ، وقف فهد
أمام موظف الجوازات بعد أن سلم ورد الموظف
السلام وسلمه فهد جواز سفره مع البطاقة التي تم
تعبئتها ، واخذ الموظف يقرأ ما بها ، فسأل فهد
(باش خدام؟؟) حاول فهد معرفة ما يقول
الموظف لكنه لم يفهم شيء ، فقال (نعم ؟؟) فرد
عليه الموظف (أين تشتغل) فرد فهد (موظف
حكومي ) ، ختم له الموظف على الجواز
وسمح بالدخول لبلد الأسطورة لأول مرة...
أستغرب فهد عندما تم تختيم جوازه بدون مشاكل
فعادة الجوازات في اغلب الدول العربية التي
زارها يطلبون مبلغ رمزي كهدية ، لاحظ الثلاثة
وجود مكان استلام العفش ولكن علي قال لهم أن
عفشنا بحسب ما قال لي موظف المطار سيذهب
مباشرة لطنجه فلا تقلقوا لكن علينا الخروج
لصالة الذهاب في المطار ، خرج الثلاثة بعد
مرورهم من الجمارك بدون عفش ، فلم يكن
معهم شيء يتم تفتيشه ، وإذا أمامهم صالة فسيحة
تزدحم بالمستقبلين ، وشاهد فهد بعضهم بملابس
رثه ، فأستغرب ، وإذا ، بذوي الملابس الرثة
يتجمعون حول فهد وأصدقائه وكل منهم يقول
(اشنو بغيت ؟؟) ، فهم الثلاثة أن هؤلاء
يساعدون المسافرين الجدد مقابل أجر، لكن
أشكالهم ووجوههم لا تنبئ بمساعده بل بمشاكل
لذا تجاهلوهم ، وذهبوا صوب أحدى المحلات
وسألوا البائع عن صالة السفر ، فأرشدهم إليها
فاتجهوا صوب صالة الذهاب عبر سلم وأثناء
التوجه لمحوا محلاً لبيع شرائح الهاتف الجوال
مكتوب عليه (ميديتيل)
ومطعم صغير ولكن لأنهم مستعجلين لم يهتموا
به ، و وجدوا الصالة وقد كانت لحظتها شبه
خاوية لعدم وجود رحله في تلك اللحظة ، فاتجهوا
للموظفة المختصة وأعطوها التذاكر فأخرجت
لهم بطاقات صعود للطائرة ، وقالت بأن الرحلة
بعد ثلاثة ساعات ، كانوا يعلمون بذلك من قبل
لذا لم يصدموا ، بل اقترح سالم المرور على
محل بيع أرقام الهاتف ،ومن ثم للمطعم ، وصلوا
للمحل فإذا بشخص يرحب ، فطلبوا ثلاثة أرقام
لكن مميزه ، كان في المحل لحظتها شابان من
الواضح أنهما من الخليج لكن لهم خبره قديمه
فهما يتصرفان بكل برود ، غير مبالين بما
حولهم ، بعكس فهد وأصدقائه الذين يبدو عليهم
الحذر والترقب ، والاستطلاع ، واخرج صاحب
المحل مجموعة أرقام ليختار منها الثلاثة الأرقام
التي يرغبون ، واختار كل منهم رقم ، كان من
نصيب فهد رقم لا بأس به ، بقي معه هذا الرقم
من ذلك اليوم حتى يومنا هذا لسنوات طويلة
وكأنه يريد أبقاء ذكرى جميله وأصدقاء لا ينقطع
عنهم أبداً ، وخرجوا من عنده صوب المطعم
ليطلبوا بعض الساندويتشات والماء ، فأتى الطلب
وجد الثلاثة أن الماء طعمه مميز ونقي جداً ، كان
اسمه (سيدي علي)
(اسم غريب) قالها فهد وأخذ
علي وسالم بالضحك من الاسم ، بعد الأكل
والراحة من عناء الرحلة ، بدأ فهد يستجمع
أفكاره ، فهو الآن قد اجتاز عناء كبيراً هاهو في
مطار الدار البيضاء!! (لكنني لم أرى غير
المطار و موظفيه؟؟) قالها فهد وهو يضع يديه
خلف رأسه مستنداً عليها وهو في حالة استرخاء
تام ، (سبحان الله بالأمس كانت مجرد فكره
والآن أنا هنا؟؟) ، وأخذت الأفكار والهواجس
تدور في رأسه ، متناسياً ما حوله ، عندما ركز
فجأة أمامه فإذا بشخص مغربي يجلس ومعه
ابنه وزوجته ، وهو يداعب ابنه بحمله تارة
وبرميه للأعلى ويمسكه تارة أخرى كان ابنه في
غاية الاستمتاع ، أبتسم فهد وهو يقول في داخله
(مشاء الله عليهم ، عمري ماسوي معي أبوي
كذا) فتذكر نفسه في الصغر، كان والده يربيه
بطريقه قاسيه لكنه تعلم منها كيف يشق طريقه في
الحياة فقال (جزاه الله كل خير وعافاه فقد قسى
ولكني ماعرفت أهميه قسوته ألا بعدما كبرت)
والتفت إلى أصدقائه فإذا علي يلتفت يمنة ويسرة
وهو يأخذ نفسا من سيجارته المارلبورو الأبيض
فقد كان هو الوحيد الذي يدخن بينهم ، فأخذ معه
ثلاثة علب كي لا يتعب في البحث في البلد
الجديد عن الدخان ، أما سالم فأنشغل بالاتصال
بأهله ليبلغهم بوصوله ، لحظتها قرر فهد
الخروج خارج مبنى المطار ، خصوصاً أنهم لم
يدخلوا للصالة الداخلية بعد ، فنهض وهو يقول
لأصدقائه (أنا بروح لمشوار قريب وراجع)
فتوجه فهد صوب الباب ....
---------------------------------------------
بهذا نصل لخاتمة هذا الجزء ونعدكم بالمزيد قريباً بأذن الله .
المفضلات