+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 121 إلى 170 من 170

الموضوع: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

  1. #121
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء


    جراند ماركيز
    تسلم يالغالي


    عبدالإله
    اللي يفوق الوصف هو وجودك الدائم

    فنادق عطلات



  2. #122
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    وصلنا المعهد قبل حلول الساعة الخامسة بدقائق، نزلت واتجهت للكومون روم، رحب بي جاك وبدأ يسألني عن الأحداث، لحظات حتى رأينا سيارة فال لتوها تتوقف أمام المعهد، ركبت السيارة على نغمة ورود رسالة جديدة، فتحتها لأجد..
    " هلا رايد...ترى في الويك إند راح نجي لروتوروا وودنا نشوفك..."
    المرسل: رامي (ذكريات طيارة نيوزيلندا)


    غربت شمس روتوروا ذلك اليوم، كنت أتناول صحن الباساتا برفقة جاك في الصالة، تابعنا أحد المسلسلات الساخرة المفضلة لدى جاك، كان رسل الأب يمر من أمامنا بحركة غريبة توحي بإستعداده لشيء ما، أخيراً نزل من الدرج يحمل شنطتين متوسطتي الحجم، جلس على الأريكة ليتأكد من لبسه لحذائه الرياضي بالشكل السليم، نظر إلى جاك ثم قال..
    - هل أنت مستعد ياجاك لمباريات الليلة ؟؟
    - بالطبع يارسل..
    - هل ستذهب معنا يارايد لتنس الريشة هذه الليلة ؟؟
    - بالطبع فهذه لعبتي المفضلة (ساخراً)
    - ستتقنها بسرعة كما أتقنتها برفقة رسل (قالها جاك ضاحكاً)

    ودعنا فال لنركب سيارة رسل الصفراء وننطلق، الظلام غطى تلك الشوارع الخالية من الأنفاس البشرية لم يكن هذا الطريق الذي نسلكه غريبٌ عليَّ، لقد مررت عبره في أحد الأسابيع السابقة ولكن ياترى إلى أين يؤدي..
    - جاك أليس هذا طريق مدرسة ماثيو الثانوية؟!!
    - نعم بالفعل..يبدو أنك لم تنسى تلك الطالبة التي كانت واقفة بالقرب من بوابة المدرسة (ضاحكاً )

    للأسف كانت تلك المدرسة في منطقة منعزلة وخالية من المحلات التجارية أو المراكز الصحية، توقفت سيارتنا أمام بنايات مدرسة ماثيو، الوضع لا يطمئن ياصديقي، هذه البنايات صامتة دون سيارات أو حتى أنوار مضاءة، وسيارتنا تقف خلف هذا السياج في أحدى الزوايا، وثلاثة أشخاص متعددي الجنسيات، وشنطتين نريد أن نلعب بهما البادمنتن، في الحقيقة مسألة أن هذه الشنطتين بهما مضارب البادمنتن كانت مستحيلة التصديق، كيف أصدق ذلك و نحن ثلاثة أشخاص وهذه الشنطتين حمولتهما تدل على الكثير والكثير من مضارب البادمنتن..هذا إن كانت هناك مضارب من الأساس.. اصمت اصمت.. لا تتعب نفسك ياصديقي بالتحليلات سواء كانت منطقية أم لا..فأنا من قال "سوف أذهب معكم" إذاً سأتحمل تبعات قراراتي الطائشة والغير مسؤولة..قطعْ حبل أفكاري جاك ليقول..
    - هل من الممكن أن تساعدني يارايد في حمل أحدى الشنطتين ؟؟
    - بالتأكيد..
    - هيا دعنا ننزل لنخرجهما من صندوق السيارة الخلفي..
    فتح رسل الأب لنا "شنطة السيارة" ثم عبر ذلك السياج وتركنا، ألتقطت الشنطة البيضاء، ثم ألتقط جاك الشنطة الأخرى وأغلق صندوق السيارة الخلفي ، خطا عدة خطوات ثم ضحك قائلاً..
    - أشعر بأننا من أعضاء المافيا نقوم بعقد صفقة ضخمة (يضحك)

    عندها أطمئن قلبي وابتسمت، أقتربنا من أحد البنايات الملحقة بالمدرسة، كان رسل ينتظرنا بعدما أنار مقدمة الباب، دخلنا خلفه عبر ذلك الممر، دفعنا الباب التالي لندخل هناك، عندها تيقنت أني سأستمتع بعد أن رأيتها فوق المسرح، يبدو أنها دخلت من أحد الأبواب الأخرى، لقد كانت "صديقة رسَّل" في النشاطات الرياضية، لقد رأيتها تقريباً منذ أسبوعين، دخلتْ صالة منزلنا ثم جلستْ بلباسها الرياضي تنتظر رسل، ثم خرجوا جميعاً، أخبرتني فال أنهما سيذهبان لمقابلة بقية الأصدقاء في مكان ما، ومن المؤكد أن ذلك المكان هو هذه المدرسة، إذاً هذه الشنطتين بالفعل مجهزتان بالكثير من المضارب لأنه سيأتي أفراداً آخرين بعد قليل، ركبنا فوق المسرح بعد أن ألقينا عليها التحية، لقد كان منظر تلك الصالة الرياضية الواسعة يجعلك تتحمس لأي نشاط رياضي سواء بادمنتن أو طائرة أو سلة أو حتى قدم إذا لزم الأمر،
    - هيا ياشباب للشغل..ضعوا الأعمدة في أماكنها
    - وأنا سأركب الشباك عليها (صديقة رسل)

    بدأنا أنا وجاك نلتقط الأعمدة ونضعها في أماكنها كما قال رسل، ثم يأتي هو ليشد على المسامير، ثم تأتي صديقة رسل لترَّكب الشباك عليها، بينما كنا نقوم بتلك المهمة دخل أحد أصدقاء رسل، ثم تلاه الآخر وقد كان برفقة زوجته، تتابع الأصدقاء بالدخول، ماهي إلا لحظات حتى أكتمل العدد تقريباً وأصبح لدينا في هذه الصالة قرابة العشرين شخص، أنتهينا من عمل خمسة ملاعب متجاورة للبادمنتن، يبدو أن هذه الصالة الرياضية ستشهد منافسات حامية، بدأت صديقة رسَّل بتسجيل الأسماء وتوزيع بطاقات كرتونية بعد أن أجتمع الجميع فوق خشبة المسرح المطل على الصالة الرياضية،
    - ستلعب مجاناً أول مرة يارايد (جاك)
    - وإذا أردت اللعب مرة أخرى في الأسبوع القادم ؟!!
    - عندها ستدفع مثل البقية..دولارين في كل أسبوع.. طبعا أنا أدفع مثلك (ضاحكاً)..
    - دولارين فقط..لكن لمن تعود هذه الدولارين ؟!!
    - لرسَّل وصديقته..فهما هنا المسؤوليَّن عن كل شيء..تسجيل أسماء..توزيع بطاقات..ترتيب المكان..ولا تنسى أن هناك جوائز بسيطة كالشوكلاته تقدم للفائزين (يضحك)

    في هذه المدرسة الخالية من الطلاب ليلاً، كان رسل وصديقته يلعبان لعبتهما التي كانت تفيد الآخرين وتمتعهم..وبنفس الوقت يكسبان ولو كان هذا الربح يعد بسيطاً، الإذن بالطبع كان غير رسمي من المدرسة، يبدو أنه عن طريق معرفة أحد المسؤولين في المدرسة، وهو الذي سمح لرسل وصديقته بالقيام بهذا النشاط الأسبوعي، توزع جميع الحاضرين بعد القرعة على الملاعب الخمسة، كنت برفقة جاك لأول مرة ضد ذلك الرجل وزوجته، ومن ثم تم تبديل الأماكن لأصبح ضد تلك المرأة وجاك، وبرفقتي أبنها، عندما تلقي نظرة على المتواجدين لن تستطيع حصرهم في فئة عمرية معينة، هناك تلك العجوز وحفيدها، وفي الملعب الآخر ذلك الرجل وزوجته، وفي الملعب الثالث كان رسل وصديقته، أما الملعب الخامس كان ذلك الرجل العجوز وصديقه، هنا بعض الشبان وهناك بعض الفتيات، أستمر هذا الحال قرابة الساعتين، كانت لحظات حماسية...ولكن أغلبها لقطات كوميدية، فالجميع هنا غير محترفين بل هواة، وهذا مازاد من لحظات الضحك والسخرية، خرجتُ ليدخل مكاني أحد الأشخاص، جلستُ على المسرح أترقب حركة تلك الكرة في الهواء، أختفت الكرة بعد أن ضربتها تلك الفتاة بقوة باتجاه الخصم، جميع الملاعب الأخرى كان اللعب مستمر فيها ماعدا هذا الملعب القريب مني، فأصحابه بدأوا يتسائلون أين أختفت الكرة ؟!!، لم أستطع تحمل المشهد الذي رأيته على حقيقته لأضحك على ذلك الرجل الطاعن في السن (وهو خصم الفتاة)،
    فقد رأيت الكرة عندما أقتربت من مضربه،
    كاد أن يضربها ولكن لم يفعل،
    بل تجاوزت مضربه ودخلت في أحد "جيوب جاكيته الرياضي" !!

    أما ماحدث في الملعب المجاور كان مضحكاً ومثيراً للدهشة في ذات الوقت..
    كانت تلك العجوز التي بلغت من الكبر عتياً تلعب بحماس، والمرافق لها كانت تلك المرأة الثلاثينية..أما الخصم فقد كان شاب لا يتجاوز الثامنة عشر،
    بعد متابعة وتدقيق بالألفاظ أتضح أن جميع من كانوا في ذلك الملعب عائلة واحدة !!
    الجدة وأبنتها...وحفيدها !!


    هدأ اللعب وتصبب العرق.. ليتجه الجميع آخر المطاف نحو المسرح، بدأ رسل بتوزيع المياه على الجميع، أما صديقته فقد كانت مشغولة بحساب النقاط، والجائزة كانت بالطبع علبة شوكلاته تم تقسيمها على الفائزين !!

    كُنتُ مع نهاية تلك الليلة مستلقٍ في غرفتي بعد عناء هذا اليوم، الأجواء كانت باردة ولكنها ليست كبداية وصولي لروتوروا، غداً هو مقدمة عطلة نهاية الأسبوع، لقد كان هذا الأسبوع مختلفاً عن سابقيه من حيث سرعة الإنقضاء، كنت أتأمل في تلك النقود المعدنية المكتظة بها الطاولة المقابلة لسريري، تذكرتُ معاناتي كيف ستكون غداً عند حملها معي....ماهي إلا لحظات حتى نمت هماً !!.




    دخلت عبر باب المعهد في صباح اليوم التالي،
    لأجد ذلك المشهد أمامي،
    تسَّمرت مكاني..
    وأتجه بصري مباشرة نحو شاشة جهاز الكمبيوترتلك...
    وبالتحديد خلفية سطح المكتب،
    أنقطعت عن العالم الخارجي..
    وعن ضوضاء الطلاب من حولي،
    عشت أجواء روحانية أفتقدتها منذ وصولي إلى هنا،
    كان منظر الكعبة المشرَّفة والناس من حولها،
    هذا يدعو ربه،
    وذاك يصلي..
    والآخر يقرأ القرآن..
    وهذا يتلذذ بالشرب من ماء زمزم..
    أخذت أقترب من تلك الصورة التي شدت إنتباه بقية الطلاب من الجنسيات الأخرى..
    ولكن لن يشعروا بمشاعرنا أبداً..
    لن يشعروا بالحنين الذي سيطر على قلوبنا لتلك الأرض الطاهرة..
    الحمدالله..
    الحمدالله على نعمة الإسلام التي أمتن الله علينا بها..

    ابتسم ناصر من بين زحام الطلاب وقال لي..
    - نمشي على أول طيارة
    - أسكت بس يكفيني مافيني
    - خلني أغيرها قبل ماتجي المدرسة "الإسترالية" جينا وتسميني مشروع إرهاب (يضحك)

    أعتاد الطلاب على جدول تغيير هيئة التدريس كل أسبوعين، مما يجعل الجميع يظفر بطرق تدريس مختلفة، تتفاوت جودتها بين التدريس بإتقان مع إمتاع الطلاب، والتدريس المتوسط الذي يتخلله بعض الإمتاع والشرح الجيد، أما النوع الأخير فقد كان ذلك التدريس الذي لا يمت لهذه الكلمة بصلة، وبالطبع هذه النوعيات الثلاث ستمر على أي طالب في ريلا بسبب سياسة التغييركل أسبوعين لمعلم الكلاس، أما أنا وبقية زملاء الفصل رُزقنا مع مطلع هذا الأسبوع (الذي سينقضي اليوم) بتلك المعلمة التي أبسط مايطلق عليها كلمة "مملة"، جميع الطلاب عند بدأها بالشرح تصيبهم موجات الأحباط العامة، لاتستغرب عندما تجد في محاضرتها أن هناك من هم لم يحلوا "الهوم وورك"، كنت وجاك من هذه الفئة "في بعض الأحيان"، فجاك وقع تحت وطأة تدريسها قبل مايقارب الشهرين، لذلك فهو يعرف الكثير من الأشياء المملة عنها، كانت عندما تدخل الفصل وترى أن هناك طلاب جدد تبدأ بالتعريف بنفسها وذكر شيء من حياتها القديمة...
    - أسمي لورا.. في الحقيقة لقد كنت في بداية عمري ممرضة ثم ألتحقت بهذا المعهد..الخ (إبتسامة مملة)

    نظر إليَّ جاك بعد ذلك وهمس قائلاً..
    - ليتها بقية ممرضة ولم تأتي إلى هنا (ساخراً)

    لا يلام جاك على هذا الرد، فذلك اليوم كان الوضع مزري في أنحاء الفصل، فقد كان شرحها ذلك اليوم (وكل يوم) أقرب مايكون إلى نفسها، فجميع الطلاب كانوا في عوالم أخرى بأفكارهم، جاك كان يتحدث بصوت خافت مع أنقوتو القط، كاوري اليابانية كانت نائمة على كف يدها، أبو هباش كان يتعلم بعض الكلمات اليابانية من هيرويوكي المجاور له، أما أنا فقد كنت أحاول حل ألغاز تلك اللعبة في البوكيت بي سي،
    الجميع كان يتعذب مع الوقت بعد أن عشش الملل في نفوس الجميع..
    تتجه أبصارنا نحو ساعاتنا..
    لنفاجئ بأن تلك الساعات قد قضت نحبها بصمت !!

    أنتهى الدرس ذلك اليوم، لأنزل مباشرة للكومون روم، خرجنا باتجاه مطعم الشورما، لنصعد للمصلى الصغير في الطابق العلوي، كان يعد ذلك المصلى كبير الحجم بالنسبة للمصلين، فهم لا يتجاوزون العشرة أشخاص، ولكن عندما دخلنا هناك تغير الوضع تماماً، فالصفوف وصلت لزاوية النساء من شدة الزحام، بعد أن أتممنا صلاتنا وقبل خروجنا من المصلى قام يوسف ذو الجنسية التركية مرة أخرى، كانت علامات السعادة والرضى تملأ وجهه البشوش، ألقى السلام وبدأ بالتحدث عن نعمة الإسلام التي مَنَّ الله بها على البشرية، ثم أخذ بالتحدث عن الإسلام في نيوزيلندا وتحدث عن دور الجوامع الإسلامية في المدن الكبيرة، وبعدها دخل في صلب الموضوع، ليخبرنا أنه خلال العشرة الأيام القادمة سيقام في روتوروا معرض إسلامي (الأول من نوعه)، وسيأخذ هذا المعرض من ساحة السيتي فوكس مقراً له، وسيتخلل هذا المعرض محاضرات يلقيها علماء مسلمين للتعريف بالإسلام، ليخبرنا أنه توجد هناك بروشورات تحمل خبر هذا الحدث ووقت ومكان إقامته، فإعطاء هذه البروشورات للعوائل النيوزيلندية التي يقطن عندها الطلاب السعوديون يعد مساهمة بحد ذاتها، أخذ كلاً منا أحد البروشورات ليسلمها لعائلته النيوزيلندية، كان الجميع فرحاً بهذه الفرصة، التي من شأنها إخبار تلك العقول المغلوب على أمرها والواقعة تحت سطوة الإعلام المُظلِل بحقيقة الإسلام، نزلنا للشارع النيوزيلندي بعد أن تناولنا وجبة الغداء أسفل المصلى، كنا نمشي سوية بشكل لفت أنظار المارة !!، لم يكن ينقص القروب السعودي ذلك اليوم إلا أثنين أو ثلاثة فقط،
    صوت1: اليوم ودنا ندفع ونستانس..وش رايكم نروح لمركز الإستعلامات السياحي ؟!!
    صوت2: اقول ماله داعي صرف القروش..خلونا من البحيرة وجاي..
    صوت3: تعض على القرش عض مشالله...ماعليكم منه واللي مايبي يروح بكيفه..
    صوت4: ماينفع نروح "للسبا" ياشباب ؟!!
    صوت5: "سبا" مره وحده..انت ماغضيت البصر في الشارع علشان تغضه هناك..استغفرالله بس
    صوت3: "السبا" أنا أقول نخليه آخر شي..وصوت4 بالذات مايروح معنا
    صوت9: يالله خلونا نتوجه للمركز السياحي ونشوف وش عندهم..

    يتبع...

    فنادق عطلات


  3. #123
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    في انتظار المزيد من الإبداع أخوي The Days

    فنادق عطلات


  4. #124
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    ماااش

    والله إني قرأت الإضافتين الأخيرة من أول ما سردتها ، لكن اضطريت اني اسجل دخول اليوم عشان أقول لك إن الإضافتين الأخيرة أحسست بأنها قصيرة جداً .

    لكن ما اقول إلا

    ما قصرت على كل حال ( والله أدري إننا اتعبناك ) . لكن أنت كريم ونحن نستاهل هذا الكرم ، والله يعينك على حبي للقراءة



    ولا عدمتك يالأيام ( باقة زهور عطرة )


    ittawi

    فنادق عطلات


  5. #125
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    جراند ماركيز
    تسلم يالغالي

    إتاوي
    المفروض أنك تأجل القراءة حتى أكتب في النهاية "ودمتم"

    أنا نزلت هذا للمستعجلين وماعندهم طولة بال علشان ينتظرون إكتمال الجزء...


    أرق تحية لشخصك الكريم

    فنادق عطلات


  6. #126
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    بأ نتظار باقي ابداعك اخوي ..

    فنادق عطلات


  7. #127
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    مبدع كعادتك

    لا تحرمنا من الابداعات الجايه

    ترا الكتاب امثالك يشترون بالذهب

    فنادق عطلات


  8. #128
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    هلا اخي العزيز الايام

    لي عوده والتعليق بعد ان تتم الحلقه كي تتضح الصوره


    ودمتم بحفظ الله

    اخوك عبدالاله

    فنادق عطلات


  9. #129
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة The Days
    http://www.arabtravelersforum.com/tr...4/#post1033564

    إتاوي
    المفروض أنك تأجل القراءة حتى أكتب في النهاية "ودمتم"

    أنا نزلت هذا للمستعجلين وماعندهم طولة بال علشان ينتظرون إكتمال الجزء...


    أرق تحية لشخصك الكريم




    مالك أمل تكتب كلمتين وما أقراها:109:




    تحملني :24:

    وكل عام وأنتم بخير:smile125:



    مودتي:113:

    فنادق عطلات


  10. #130
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    السلام عليكم أخواني...

    وددت أن أخبركم بأن تتمة الجزء العاشر جاهزة..وقبل ذلك أود أن أقول لكم


    كل عام وأنتم بألف خير..

    وعيد سعيد على الجميع

    :50055:

    فنادق عطلات


  11. #131
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء



    كنا نتبادل الأحاديث الجادة والساخرة منها فوق أرصفة روتوروا، متجهين للمركز السياحي الذي يبعد قرابة العشرة دقائق، من المؤكد أننا محظوظين هذا اليوم فالأجواء من حولنا أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة، أقتربنا من مقصدنا وقد كان منظر تلك الحافلات الضخمة السياحية هو أول ماشد أنتباهنا، أما ماكان حولها فبالطبع هم السياح الأجانب، عبرنا من بينهم بتجاه البوابة الرئيسية، ماإن تخطيناها حتى اصبحنا في عالم آخر، فالكونترات كانت تزدحم بطوابير السياح من شتى بقاع العالم، أما منظر تلك الملصقات مختلفة الأحجام فقد كان يجعلك مع كل نظرة تستمتع بمكان ما في نيوزيلندا، في أحد المرات تجد نفسك هاوياً بقاربك من قمة تلك الشلالات، والمرة الأخرى متعلقاً بحبالك عبر صخور الجبال، والثالثة تتزلج فوق الثلوج النيوزيلندية، أما الرابعة فتسبح في السماء بعد أن تم إسقاطك من تلك الطائرة، مشينا عبر الممرات وتصفحنا تلك البروشورات باحثين عن وجهة قريبة ولا تحتاج جرأة أو شجاعة، وقبل كل ذلك تناسب ميزانيتنا المتواضعة،
    - صوت1: وش رايكم نروح للكهوف..شكلها رعب من جد
    - صوت2: هذي نهاية متابعتك لأفلام الرعب..
    - صوت3: طيب والقارب اللي ينزل من فوق الشلالات ؟!!
    - صوت4: قالولك بايعين أنفسنا..لا لا ماينفع ابداً
    - صوت4: ياكثر أنشطتهم وطلعاتهم...والله ناس فاضية !!
    - صوت8: أحلى اللي يشوفك الحين يقول مقطع أم الإختراعات..ترى حدك بلايستيشن
    - صوت3: أنت عندك بترول وهم ماعندهم...خلهم يترزقون الله ياصوت4
    - صوت7: غريبة أبو هباش إلى الحين معنا..ماجلس عند البحيرة !!
    - صوت6: شباب شباب شوفوا هالبروشور...أحسن مافيه أنه ثلاثة في واحد

    لم نجد مفر من العرض الموجود على هذا البروشور، فقد تحققت فيه جميع الشروط المطلوبة، لنأخذه ويتجه أحدنا لموظف الحجز بعد أن أخذ كامل المبلغ،
    - مرحباً... نحن عشرة أشخاص ونريد الحجز على هذا العرض..
    - حسناً لك ذلك... ستأتي بعد قليل سيارة الأجرة لنقلكم للمكان المحدد..سبعة دقائق من هنا إلى هناك.
    - شكراً
    - أوقات ممتعة سيدي

    خرجنا من المبنى لننتظر بالقرب من تلك النافورة الصغيرة، لحظات حتى وصلت تلك الحافلة التي بالكاد ستأخذنا، حشرنا أنفسنا وأنطلقنا، كنا نتجه لأطراف روتوروا حيث يقع ذلك المركز الترفيهي، كان يضم عدة نشاطات أحدها القولف والآخر إصطياد الاقراص، والثالث الرمي بالقوس والسهام، أما الرابع فقد كان وجهتنا الأساسية..أسلحة الليزر والغابة، كانت تلك الوجهة عبارة عن منطقة خضراء محاطة بسياج يفصلها عن بقية الأراضي، وفي جانبها البعيد كانت هناك الغابة حيث ستتم معركة ثعلب الغابات !!، كان ذلك النيوزيلندي يودع مجموعة سياح عند وصولنا، نزلنا بتجاهه ليرحب بنا ويقول "أتبعوني"، أخذنا لمقر الإستقبال حيث توزع أسلحة الليزر وتُعطى قوانين اللعبة، بدأنا بالإنقسام إلى مجموعتين، المجموعة الأولى كانت تحمل الخوذات الصفراء، والثانية تحمل الخوذات الحمراء، تم شحن تلك الأسلحة بعشرة أرواح لكل شخص، أنطلق الفريقين بتجاهين مختلفين من الغابة، بعد عدة دقائق من المشي المتواصل تم أخذ الأماكن المطلوبة، كانت تلك التحديات التي أطلقناها في مقر الإستقبال كفيلة بإشعال نيران الحماس في نفوس الجميع، ماهي إلا لحظات حتى بدأ الإشتباك في أحد الجهات، فأصوات تلك الرشاشات كانت مجلجلة، وكانت الضحية الأولى بالطبع الجندي سلطان، فمهما أخفى نفسه سيظل مفضوحاً !!، البعض كان يجيد فن التصويب على تلك القبعات الحاملة في داخلها مستقبلات أشعة الليزر، والبعض الآخر كان بالكاد يحمل السلاح !!، الإنتباه لأوراق الأشجار المتساقطة على الأرض مهارة لا يتقنها إلا القلة، فعندما تقع أقدامك عليها سيُعرف مكانك وإتجاهك، وبالتأكيد سيتم أصطيادك بكل سهولة بأشعة الليزر، كان كل همي هو البحث عن عزيز، فهو المطلوب عندي رقم واحد، كنت أتخفى تارة وأظهر تارة، أقتل تارة وأُقتل أخرى، لحظات حتى رأيته من بعيد بين تلك الأشجار، يبدو أنه منشغل بالبحث عني أيضاً !!، لم أتمالك نفسي حتى جثوت على ركبتي إستعداداً لإقتناصه، فجأة أطلقت النيران (الوهمية) بتجاهه، ضحكتُ بعد أن سمعت خوذته تصرخ بصوتها الآلي لتقول " لقد تم قتلك..لقد تم قتلك"، لم تتم فرحتي فمكاني الآن أصبح مكشوفاً لأعضاء فريقه...لتصرخ قبعتي هي الأخرى بذات الجملة !!،
    كان فيصل (من القروب السعودي) القناص رقم واحد ذلك اليوم، كان يختبئ ويرمي ثم يغير مكانه بكل اريحية وسكينة دون أن ينتبه له أحد، فهو آخر من أنتهت أرواحه العشرة، لم يمر ذلك اليوم أيضاً دون خيانات بين أعضاء الفريق الواحد، فلا تستغرب عندما تجد صديقك المختبئ خلف الشجرة المجاورة يوجه سلاحه ناحيتك ليرديك وقبعتك قتلا !!،
    مرت الساعات ذلك اليوم دون أن نشعر، فبعد إنتهاء الحرب السعودية على الأراضي النيوزيلندية توجهنا لحمل الأسلحة مرة أخرى (فعلاً يوم دموي)، ولكن هذه المرة لإصطياد الأقراص الطائرة في الهواء، كانت النتائج مرضية ولكنها لم تكن كذلك عندما توجهنا للقوس والسهام، كان الهدف يبعد قرابة العشرين متر وخلفه مباشرة حائط، ذلك الحائط بقدرة قادر أصبح هو الهدف لسهام السعوديين الطائشة إلا من رحم ربي !!
    كان ذلك المكان أشبه بدورة الأولمبياد، فهناك الكثير من المسابقات منها القولف وطاولات البلياردو وركوب الثور الكهربائي (الهائج)، ولكن كان غروب الشمس ذلك اليوم هو سبب رحيلنا المبكر، فوجودنا وسط المدينة قبل غياب الشمس أمر مهم، وصل سائقنا على الموعد المحدد لنركب جميعاً وننطلق،
    بدأ أبو هباش بجمع التكلفة الظاهرة على شاشة التسعيرة، كان الجميع يترقب وجهه البشوش وهو يخطط للفشل، كانت بغيته هي جمع المبلغ ودفعه ثم الإحتفاظ بالباقي،
    ولكن كم سيبقى ؟!!، دولار دولارين لا يهم..المهم أن يبقى شيء ليحتفظ به أبو هباش، كان المبلغ الظاهر قبل توقف الباص قريب مما جمعه أبو هباش، ضحك وعلامات النصر تملأ وجهه، فحدة ذكائه أنسته النظام النيوزيلندي لتسعيرات الأجرة، لحظات حتى تحطمت أحلامه على تلك الشاشة الصغيرة، فبعدما توقف الباص...قفز ذلك الرقم الظاهر عدة دولارات للأمام، مما جعل الجميع تذرف دموعه ضحكاً على قسمات وجه أبا هباش، فالسحر تلك اللحظة إنقلب على الساحر!!،
    نزلنا ضاحكين وأنطلقنا عبر الشارع بتجاه السيتي فوكس، حيث سنجلس هناك ونخطط لقضاء الوقت المتبقي، أخذنا تلك الكراسي برفقة ماأشتهت نفوسنا من الموكا الساخنة أو الكابتشينو أو حتى الإسبريسو الشاذة (طلب عزيز المفضل)، أما تلك الإسبريسو الشاذة فقد كانت تمثل عقدة لي، فخلال أيام الذهاب والإياب من المعهد لوسط المدينة كان عزيز يرتشفها، أما أنا فكنت أشن عليه حرب إعلامية، مقتضاها كيف أن تشرب هذا الفنجان وتستمتع به ؟!!، فلونه أسود يجعلك تصاب بالكآبة المزمنة، وطعمه مر دون ملعقة سكر واحدة، وقبل كل ذلك دون أي قطرة ماء !!، مع غياب شمس ذلك اليوم كان الجو يزداد برودة، وكانت روتوروا هي الأخرى تزداد هدوءً مع تقدم الدقائق والساعات، تحركنا من موقعنا عبر تلك الشوارع الشبه خالية، كنا نمشي ونمشي حتى أصبحت بالفعل خالية، فالمحلات التجارية أغلقت أبوابها، والسيارات أتجهت لكراجاتها،
    أما نحن.. فرجع صدى أحاديثنا وضحكاتنا كان هو المسموع عبر تلك الشوارع، كنا مطمئنين فعددنا قارب العشرة أشخاص، بل الخوف أصبح منا وليس علينا !!، مررنا بمركز الشرطة الذي كان بجوار تلك المحلات كأنه منها، فلم نعرف ذلك حتى...
    - صوت1: متأكدين أن هذا مركز شرطة..أخاف مركز إعلانات !!
    - صوت2: والله ناس رايقة ورهيبة..حتى مركز الشرطة عليه ملصقات إعلانية للشرطة !!
    - صوت6: قدم شكوى...وأربح هدية (يضحك)
    - صوت3: تتوقعون إللي يوزعون ابتسامات على هالملصقات من نفس الشرطة ولا فريق دعايات ؟!!
    - صوت4: تخيل أنهم من نفس الشرطة..كان أسوي جريمة الحين علشان ادخل عندهم
    - صوت5: ودي أعرف وش طلعك من السعودية ياصوت4 !!
    - صوت9: أقول ماتلاحظون فيه شلة ماوريين تمشي من بعيد ورانا ؟!!

    كان كل ثلاثاء يخرج على التلفاز النيوزيلندي ذلك البرنامج البوليسي، في تمام الساعة التاسعة أكون برفقة جاك لنتابعه سويةً، كان ذلك البرنامج يتحدث عن الجرائم في أنحاء نيوزيلندا، بحيث تعلن في نهاية الحلقة مواصفات المطلوبين ورسومات مشابهه لأشكالهم، معظم هؤلاء المطلوبين (إن لم يكن جُلهم) من الماوريين، وأيضاً تلك "الشلة" كانت ماورية، وأفرادها اللذين أصبحوا الآن بالقرب منا يحملون جميع المواصفات الجسدية، لم تطمئن قلوبنا فالواحد منهم عن عشرة من مجموعتنا التي يغلب عليها من هم دون الثامنة عشر، لم نجد حلاً إلا الإسراع في المشي نحو المجهول، أختفت أصواتنا المزعجة تلك اللحظات.. لتعلوا ضحكاتهم الشرسة،
    في مدينة تخلو من آثار المسلمين،
    وتحت جُنح الظلام الدامس،
    تمت تلك الجريمة النكراء وراح ضحيتها سياح "نفطيون"،
    وهذه الصور المشابهه للمطلوبين،
    هذا ماتخيلته تلك اللحظات بينما كنت أدعو الله أن يحفظنا،
    أصبحوا الآن مجاورين لنا في الجهة المقابلة من الشارع، كبيرهم ذو الوجه المليء بالوشوم هو أول من ألتفت نحونا لينطق قائلاً " من أين أنتم ؟"،
    محمد كان الخبير الوحيد الذي فهم ذلك السؤال التافه، فهو يعرف طريقة تحدث الماوريين للإنجليزية، أجاب محمد ليجعلنا من بقعة أخرى من العالم، بعيدة كل البعد عن الشرق الأوسط ، رأينا ذلك البار عن يميننا تلك اللحظة، فدخلنا إليه بسرعة البرق هروباً من جو الشارع المخيف، ألتقطنا أنفاسنا للحظات،
    - الحمدالله بغينا نصير "فص ملح وداب"
    - إذا فيهم خير يرجعون مره ثانية (سعودي أصلي)
    - أقول لو صوَّرنا وجهك قبل شوي كان تستحي تقول كذا (يضحك)

    كان منظر تلك الطاولات الخضراء يغري القروب السعودي..وبالتحديد علي وعبدالعزيز..، كنا نبحث عن الطاولة الخالية ولكن جميع محاولاتنا بآت بالفشل، لحظة..أنظر لتلك الواقعة خلف العامود لا أحد هناك، أتجهنا بسرعة للإستيلاء عليها، ماإن أقتربنا منها حتى ظهر ذلك الشاب النيوزيلندي من خلف العامود الأسمنتي، كان منظره مقززاً للنفوس، نظر إلينا بتلك النظرة الحادة، ألقى ببقايا تلك السيجارة المنتنة لتستقر تحت وطأة قدميه، ضحك ضحكة ماكرة بعدما رأى علي (أقصر الحاضرين) يحاول تجميع كرات البلياردو، ليقول بعد ذلك..

    - أن هذه الطاولة ملكي..فأنا الفائز على الجميع..وإذا أردتم اللعب عليها يجب أن تهزموني..

    بدأنا بالإلتفات لبعضنا البعض، يبدو أننا قد وقعنا في المحك، لم يدر في خلد "علي" تلك اللحظة سوى أن هذا الشخص من المستحيل الفوز عليه، بدأ كل منا بتشجيع علي وعبدالعزيز، رغم تيقننا أن الخسارة آتية لا محالة، ولكن لن نخسر شيئاً سوى دولارين ستبتلعها هذه الطاولة من أيدينا،
    - صوت1: ماراح نخسر شي ياعلي...يالله عليهم بس
    - صوت2: ماحد يعرفك هينا علشان يضحك عليك..لا تخاف
    - صوت3: وإذا قصدك الدولارين نخلي أبو هباش يدفعها (يضحك)
    - صوت4: أحس أننا بننهزم هزيمة مالها داعي
    - صوت5: أقول ياصوت4 ... لا يكثر بس !!
    - صوت8: يابطل ياعلي.. تكفى كسر راس هالكيوي..ونتف ريشه (يضحك)

    بعد أن عرَّفنا بأسمه (مايك) آتى من الجهة الأخرى صديقه ليشكلان فريقاً واحد، مسك كلاً منهما عصا البلياردو وأخذوا بالنظر إلينا، ألتقط علي ذلك العصا وأعطى عبدالعزيز الآخر، ألتف السعوديين حول الطاولة، وآتى بعض النيوزيلنديين ليجلسوا على الطاولة القريبة من صديقهم، رمى "المثلث" بعد أن صف الكرات..وأتجه للعب أولاً، أطلق تلك الكرة البيضاء بعنف، حتى أرتطدمت بتجمع الكرات فتناثرت كلا منها في جهة، كانت ضربة البداية عنيفة، مما جعل أصدقائه يصفقون له ويضحكون، أخذ يلعب ويلعب حتى آتى دور علي، وجَّه عصاه بتجاه تلك الزاوية، تدحرجت الكرة البيضاء بهدوء حتى أصابت الهدف، أخذ اللعب مساره بشكل تدريجي، فرصة تضيع لنا، وأخرى تضيع لهم، وواحدة نكسبها والأخرى يكسبونها، بدأ علي وعبدالعزيز بالإندماج مع جو المباراة، بعدما أكتشفوا أن المستويات متقاربة، بدأت الناس تترك طاولاتها وتجتمع حول هذه المباراة الدولية، كنا نتحمس مع كل ضربة، بدأ علي يبدع ويضرب ضرباته بكل ثقة، فالمهمة أصبحت الآن سهلة، ومع كل نقطة نحققها كنا نضحك على تقاسيم وجوه الكيويين !!، أخذ كل نيوزيلندي يسأل أقرب السعوديين منه.." من أين أنتم ياشباب ؟!!"،
    الآن بدأ علي وعبدالعزيز باللعب على الكرة السوداء، أما صديقنا النيوزيلندي مايك مازال منشغل بغيرها، علت التصفيقات عندما ضرب علي الضربة القاضية، وأجهز على ذلك الكيوي بكلتا يديه، أنبهر ذلك الشاب النيوزيلندي من مستوى أقصرنا قامة، تلك اللحظات تحمس القروب بأكمله ليتشجع علي ويقول لذلك الكيوي...

    - مايك..الآن أريد اللعب معك وحدك دون أشخاص آخرون (بكل ثقة)

    تنحى عبدالعزيز والنيوزيلندي الآخر جانباً، وبقي علي ضد مايك فقط،
    أسقط علي الدولارين في تلك الطاولة ليثبت جدارته، أبتدأت اللعبة الثانية بعد أن كسبنا الجولة الأولى، أطلق علي مهارات يديه تلك اللحظات أمام مايك، وبدأ بكسب النقاط، ومع كل كرة يدخلها كان يحدد مكان دخول الأخرى، أما مايك فكان ممسكاً بعصاه لعل الرحمة تنزل ويأتي دوره ليلعب، علت التصفيقات و"التصفيرات" السعودية..
    - صوت1: تكفى خله يتأدب ياعلي..لا ترحمه
    - صوت2: شباب شباب شوفو وجهه صار طماطه (يضحك)
    - صوت3: تهزيء يابو حسن..والله انك خطيررر
    - صوت4: شباب ماينفع نقولهم نبغا نلعب على البنات اللي معهم..إذا فزنا ناخذهم معنا
    - صوت5: علشان يجون يلعبون فوق راسك ياصوت4..صفق وانت ساكت بس
    - صوت8: وهذا والأرض والجمهور معهم..تصدق عاد أنهم مايعرفون شي بالبلياردو

    رفع علي عصاه بعد أن أنهى مهمته بالطريقة التي تروق له، لم يكن من ذلك النيوزيلندي إلا مصافحة علي وتسليمه طاولة البلياردو، ضحكنا جميعاً على مايك المسكين، كنا نتذكر كيف كانت مشاعرنا أول مارأيناه، وكيف أثار الرعب في قلوبنا، أما الآن فقد رحل لأحد جنبات الصالة برفقة أصدقائه مطأطأ الرأس، لعبنا عدة أشواط دون أن يزعجنا أحد، لنخرج بعد مضي الوقت من تلك الصالة بكل ثقة، خرج مايك خلفنا ليودعنا متبسماً ومتعجباً في ذات الوقت،

    على أرصفة روتوروا التي تبللت قبل خروجنا بزخات المطر..كنا نمشي، يبدو أن وجهتنا ستكون لمياه الينابيع الساخنة، "السبا" لقد كانت وجهتنا الأخيرة تلك الليلة، حيث تشتهر الجزيرة الشمالية بكثرة هذه الينابيع بعكس الجزيرة الجنوبية، فتاريخها يعود لأحد الكهان الذي أكتشفها قبل قرابة المائة عام، حيث كان مقره في "تاورنجا" (88 كيلومتر عن روتوروا)، حتى تُأسس عام 1972م منتجع "البولينيجيان سبا" وبدأ بإستقبال السياح، وحتى هذا الوقت يعد هذا المنتجع الصحي أحد أفضل عشرة مراكز صحية غنية بالمياه الحارة الطبيعية على مستوى العالم، صُمم ذلك المنتجع ليأخذ تلك المياه من مصادرها الطبيعية بدرجات حرارة متفاوتة، تتراوح بين 33 و43 درجة مئوية مقسمة بالتدرج على ثلاثة برك، وهناك أقسام أخرى وطرق أخرى تجعلك تحصل على هذه المياه الساخنة والغنية بالعناصر الطبيعية المفيدة، ومن فوائدها المكتشفة من قديم الزمان معالجة الروماتيزم إلتهاب المفاصل، بالإضافة إلى معالجة الآم العضلات وإنتهاءً بتنقية الجلد والإسترخاء، وصلنا هناك وقد كان أمامنا تلك الحافلات السياحية التي تقل الأجانب من وإلى "البولينيجيان سبا"، دخلنا عبر البوابة حتى توسطنا البهو، حيث يضم موظفين الإستقبال ومركز للهدايا والتبضع بالإضافة إلى محل للوجبات السريعة والعصيرات، من هناك أخذنا المستلزمات ودفعنا الرسوم، أمسك كلاً منا بشنطته الصغيرة متوجهين لغرفة تبديل الملابس،
    - صوت1: فهد... فهد.. (بصوت عالي )
    - صوت2: رجعوا الولد ترى راح لغرف تبديل الليدز !!

    ثوانٍ معدودة لنرى فهد قادماً من آخر الممر وعلامات الدهشة تملأ وجهه، لم نتمالك أنفسنا..فضحكنا عليه وعلى منظره،
    - صوت3: فهد تكفى ما نبي مشاكل...
    - صوت4: فهد.. فهد.. ماعليك منهم.. تعال بس قلي وش شفت..
    - فـــهد : يابن الحلال والله ماشفت شي.. أصلاً ماامداني ادخل.. حتى نظرة الفجاءة ماحصلت !!
    - صوت5: خلاص شباب..يالله خلونا نبدل علشان الوقت مايروح علينا
    - صوت6: صعبة نبدل هينا.. شف الناس حولنا وضعهم مزري !!
    - صوت7: شباب.. مو كل شيء تطيح عليه عيونكم تجلسون تبحلقون فيه !!
    - صوت8: مافي إلا نمسك طابور عند الحمامات علشان نبدل براحتنا..


    أنتظر كلاً منا دوره لتبديل الملابس، أنتهينا من تلك الغرفة "القذرة" لنخرج بتجاه الينابيع الساخنة، وبما أن محمد لديه أشتراك طويل الأمد فقد كان مرشدنا السياحي، تبعناه حتى أقتربنا من تلك البركة، بدأنا بالنزول تدريجياً في تلك المياه الساخنة، كان الجو بارداً والأقتراب من هذه الينابيع بحد ذاته يجعل مشاعر الإسترخاء تداعبك..فكيف يكون الحال عندما تستقر هناك ؟!!، تلك اللحظات كانت أشبه بنقلك لعالم آخر من الخيال، عالم يجعل كل عضلة من جسمك في جهة أخرى، عالم ينسيك بأنك بالقرب من القطب المتجمد الجنوبي، ماهي إلا لحظات حتى عم الهدوء جميع أفراد القروب السعودي، البعض يبدو أنه أخذ غفوة دون أن يشعر، فسحر تلك المياه غطى المكان بأكمله، بدأنا بالإنتقال من واحدة لأخرى، حتى وصلنا لتلك التي تعد الأكثر سخونة، وهناك تم الإستعمار السعودي طوال بقية الوقت !!
    يبدو أننا تلك الليلة آخر من خرج، لبسنا ملابسنا لنسّلم بعدها ماأستأجرناه ونأخذ ماأشتريناه معنا، فتحت جوالي تلك اللحظات لأجد خبر وصول رامي على الشاشة، أنطلقنا عبر الشارع وكنت آخرهم منشغل بمكالمة رامي، تفرق القروب السعودي عدة مجموعات تلك الليلة، هذا بالإضافة إلى القروبات التي وصلت هذا اليوم لزيارة روتوروا من أوكلاند، أخذت وصف مكان تواجد أصدقاء الطائرة بالتحديد، لأتجه أنا وعزيز لمقابلتهم، في تلك الزاوية حيث برجر كينح عن يمينك تمت المقابلة المنتظرة، سلمنا عليهم وقد كان برفقتهم أثنان آخرون، بدأنا بالتحدث عن روتوروا وموجات البرد التي تفاجأوا بها، أبدوا إعجابهم بصغر المدينة بالمقارنة بأوكلاند، وبدأوا بالتحدث عن أوكلاند ولياليها، وإنتشار العرب والمسلمين هناك بشكل ملفت، وبينما كنا كذلك رأينا في الزاوية المقابلة مجموعة أخرى، وألتفتنا لزاوية الشارع الأخرى وإذ بمجموعة سعوديين هناك أيضاً، والمجموعة الرابعة كانت قادمة من بعيد، لم تكن تلك الليلة كغيرها بالنسبة لروتوروا، فقد كانت تجمعات السعوديين هناك غير مسبوقة بهذا العدد، لم أظفر بلحظات ممتعة مع رامي وعبدالرحمن، فقد كانا ملتزمين بمواعيد رحلتهم التي ستنطلق لمكان آخر صباح الغد، ودعتهما على أمل اللقاء فوق أراضي الوطن، أختفوا عن مدى رؤيتي من بين تلك الشوارع، لنجد أنفسنا (أنا وعزيز) أمام السينما، آخر عرض سيبدأ بعد قليل، أما أنا فقد كنت منشغل بكتابة نص الرسالة إستعداداً لإرساله لفال ورسَّل، خرج سلطان وفهد برفقة بعض القروب السعودي من صالة السينما بعدما تأكدوا من وجودنا خارجاً، فقد كانوا يستعدون لدخول آخر العروض لهذه الليلة، تغيرت أفكاري أنا وعزيز، لنجد أنفسنا نخرج بطاقة الطالب لشراء التذاكر، حملنا بين أيدينا البوب كورن وأتجهنا لدخول الصالة، أخذنا أماكننا قبل عرض الفلم، بدأنا بالتحدث قليلاً عن توقعاتنا لمجريات الأحداث حسب البوستر الملصق في الخارج، بدأ العرض وسكت الجميع تلك اللحظات، لم تكن البداية مرضية لنا جميعاً، ولكن أنتظرنا على أمل تطور الأحداث بعد قليل، كان كل مشهد يعد أثقل دماً من سابقه، كنت وعزيز نحاول الإصغاء لعل إنجليزيتنا تنقذنا من هذا الملل، أما سلطان وفهد والآخرون فقد خرجوا من أجواء الفلم منذ بدايته وبدأوا بالتحدث في مواضيع أخرى بصوت خافت، توسط وقت عرض الفلم مدته..
    - الفلم فاشل.. ولا كلفهم دولار واحد..
    - أيوالله راح كله في طوابع البريد.. هذي ترسل وهذاك يقرا.. والمشكلة أنهم بنفس البيت
    - أقول أنا ماني متحمل.. لو أجلس لنهاية الفلم بموت من القهر..

    بالفعل خرج سلطان وتبعه فهد والبقية، لم نجد حلاً مقنعاً يخرجنا من دوامة الملل هذه، حتى خرجنا أنا وعزيز أيضاً، تلك اللحظات كان بودنا أن نهجم على الكاشير لنستعيد دولاراتنا التي ضاعت هباءً منثورا، تفرقت أنا وعزيز بعد أن أخذ كلاً منا سيارة أجرة بتجاه منزله، وصلت متأخراً تلك الليلة، أخرجت المفتاح لأفتح الباب بهدوء تحسباً لعدم إصدار أي أصوات مزعجة، دخلت لأتفاجئ بوجود فال ورسل وجاك في الصالة مستيقظين، ألقيت التحية متعجباً من هذا المنظر الغير معتاد، جلست وبدأوا يسألوني عن مجريات أحداث هذا اليوم الطويل،وبدأت بسرد أسماء الأماكن والنشاطات والأشخاص التي كنت أرددها طوال يومي حتى أحفظها، حتى وصلت لأسم ذلك الفلم الممل، وبدأت أحدث فال عنه، لأجد ردة فعل مغايرة، فقد كانت فال كمن يردد في نفسه " الفلم رائع.. ولكن مستواك في اللغة لم يجعلك تشعر بروعة الفلم يارايد"، أنتهت تلك الليلة بكل مافيها، وأستقبلت اليوم التالي بشيء من الإستقرار المنزلي، حتى أنقضى يومي بين مكالمات للأهل وجلسات في الصالة بعضها للمذاكرة برفقة جاك وأغلبها لمتابعة التلفاز، لأستقر آخر نهاري خلف شاشة صديقي اللاب توب حتى طُرق باب غرفتي، فتح جاك الباب ليقول..
    - هيا هناك بيتزا بالأسفل وهي مناسبة لك وخالية من الممنوعات عليك (يضحك)
    - يبدو أنك عرفت الممنوعات الآن ياصديقي

    نزلت لأجد فال بدأت بالضحك في الصالة عندما رأتني، أستغربت.. وكنت أردد في نفسي " ماهي مشكلة هذه العجوز ؟!!"،
    لم تجعلني أسهب في لحظات التفكير لتقول..
    - أتذكر الفلم الذي حدثتني عنه ليلة البارحة يارايد ؟!!
    - نعم مابه.. يبدو أنك شاهدتيه هذا اليوم !!
    - نعم لقد أخذت أمي "العجوز الكبرى" في رحلة تسوق وبعد ذلك مررنا بصالة السينما لنشاهده بالذات..
    - ومارأيك ؟!!
    - في الحقيقة يارايد.. قلت لأمي ليتني سمعت كلامك.. فقد كان بالفعل ممل
    - الآن يجب أن تثقي أنتِ ورسل برأيي مرة أخرى (ضاحكاً)
    - لقد كانت أمي كل لحظة تضربني بيدها مع جنبي لأستيقظ.. فقد كنت أغفو بعد كل عدة مشاهد !!


    ودمتم

    فنادق عطلات


  12. #132
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    كل عام وانتم بخير ...
    وفعلا الجزء العاش يعتبر عيدية منك

    فنادق عطلات


  13. #133
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    ميرندا المدينة

    شدبلد

    أضواء المدينة

    إتاوي

    وأنتم بألف خير وصحة وسلامة


    أخوكم

    فنادق عطلات


  14. #134
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    ،،، الايام

    بصراحه احس اني عشت معاك كل لحظه في هذا السرد الاكثر من رائع ............ واقعي

    بس بصراحه التحدي على البلياردوو كووووووووووووووووووووووووم

    ورفعتو الراس

    يعيطك الف عافيه


    محبك دارك

    فنادق عطلات


  15. #135
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    كل عام وانت بالف خير يالمبدع

    مشكووووووووووور على كل كلمه كتبتها هنا

    بس حاول ماتشفر شي المره الجايه The Days

    انت عرف وانا عارف ولا بكمل انا المشفر

    الى الامــــــــــــــــــــــــــــام

    فنادق عطلات


  16. #136
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    دارك..

    متابعتك تسعدني..

    وسأضع الصور قريباً إن شاءالله


    خالص الود

    فنادق عطلات


  17. #137
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    مـــاسي...

    أو بمعنى آخر.. عزيز ( ماغيره اللي قابلته في روتوروا بالصدفة)

    كنت أطبخك على نار هادئة..

    لأجعلك أحد مفاجآت الجزء القادم..

    ولكن كعادتك..

    دخلت المطبخ وخربت كل شي خخخخخخخ


    لم أنسى تلك اللحظات عندما قابلتك لأول مرة..

    ولم ولن أنسى تلك الشوارع التي تم "تمتيرها" من قبلنا.. وتلك المواقف والأحداث التي مررنا بها سوية..

    حتى عدنا لأرض الوطن..

    لأكتشف أني وجدت أخ وصديق حقيقي.. حتى هذه اللحظة أستعيد تلك الأيام برفقته..


    وبالنسبة للتشفير...

    أبتعد عن العرب سات وإن شاءالله تشوف كل شيء خخخخ


    ملاحظة مهمة جداً:

    خلال الشهر المنصرم تم حفل زفاف عزيز.. ليدخل القفص الذهبي من أوسع أبوابه..

    وبما أني أحد أعضاء حزب العزاب...

    شنيت ضده حملات متتاليه..

    لعله يتقهقر ويتراجع عن قناعاته..


    ولكن الرجال شكله مبسوط.. ولا همه كلامي خخخخ


    ألف مبروك... وحياة هانئة وسعيدة ياصديقي


    محبك ومغليك...

    رائد

    فنادق عطلات


  18. #138
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    تقرير أكثر من رائع اخوي the days

    ممكن تقولي كم كلفتتك الرحله من الى ؟؟؟؟
    وهل قعدت بالزبط 3 شهور ؟؟؟

    بصراحه خشت مزاجي روتوروا وبروح ان شاء الله بعد شهر ونص تقريبا من الآن
    وشكلي بهون عن هاملتون واحول على روتوروا ....ولا ايش رايكم؟؟؟؟
    وهل روتوروا مدينه سياحيه ؟؟؟لأني احاول ابتعد عن المدن السياحيه قدر الامكان لأن المدن السياحيه اكيد راح يكون فيها عرب


    وكل عام وأنتم بخير جميعا

    فنادق عطلات


  19. #139
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    أهلا اخوي رئودي

    تفضل المطلوب...







    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة The Days
    http://www.arabtravelersforum.com/tr...8/#post1020918

    قال الوداع
    رسم تسجيل معهد 150 دولار
    رسم تسجيل هوم ستاي 150 دولار

    رسم أسبوعي للمعهد 370 دولار (طبعا فل تايم)
    رسم أسبوعي للهوم ستاي 190 دولار

    لا تنسى أن أول يوم راح تشتري كتاب سعره يتراوح بين 40 و الـ 90 دولار مع إستعادة المبلغ في نهاية الدورة ( أقل شي نصف البلغ لأن راح ياخذ الكتاب طالب غيرك)

    والباقي حسب مصروفك وخبرتك وأحتياجاتك وحالتك المادية


    وبالنسبة للنصيحة .. راجع الرد رقم 109 والرد 46 وأي شيء مو واضح حنا تحت أمرك

    أخوك
    الأيام

    فنادق عطلات


  20. #140
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    اخوي The Days استمر في الإبداع وفي انتظار المزيد

    فنادق عطلات


  21. #141
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    الصور جاهزة


    ZORB













    Horse Riding
















    البادمنتن




    Jack




    SPA




    طلاب ريلا




    مركز تجاري




    Sleeping




    Aziz House



    Nature


    أرق تحية

    فنادق عطلات


  22. #142
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    قوه يالمبدع

    خلك على تشفيرك احسن طلعت فضايح مالها اول ولا تالي.....

    والى الامـــــــــــــــــــــام بس بالتشفيــــــــــــر

    فنادق عطلات


  23. #143
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    أقول ماسي..

    وش رايك إذا عندك صور تنزلها..

    أذكرك ماشاءالله من النوع اللي مايرحم الكاميرا

    علشان الأعضاء يستمتعون بالصور..

    خاصة أني قبل شوي قريت في أحد المواقع أن الجزيرة الشمالية في نيوزيلندا داخلة المنافسة في أجمل عشر وجهات طبيعية حول العالم..



    محبك..

    فنادق عطلات


  24. #144
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    متابعي خربشات على جدران روتوروا الكرام...

    هذه الأيام طرأ على جدولي الطبيعي بعض الظروف الطارئة...

    لأجدني منشغل على غير العادة...

    تارة أرافق مع جدي العزيز في المستشفى بعد أن دخله رابع أيام العيد (ولا تحرمونا من دعائكم) ..

    وتارة أنشغل بتجهيز أغراض السفر وتخليص أوراقه الدراسية والرسمية..

    لذلك أستميحكم عذراً في البعد عن صفحات هذا الموضوع حتى تتحسن الأحوال...

    ومن يدري.. فقد تتم كتابة الجزء الحادي عشر بين السماء والأرض ؟!!


    تحية ود وأحترام..

    محبكم..
    الأيام

    فنادق عطلات


  25. #145
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    ما شاء الله عليك ...
    عشت مع موضوعك هذا الكثير الكثير من الاوقات هي في قمة الروعة والجمال....

    حتى اني كنت اضيع فلم على التلفاز في سبيل جزء من أجزائك المرسومة بريشة الفن ...

    اسلوبك رائع مع ان النقد الساخر يغلب عليه .. فللان لم ارى اي شخص تقول من اول ما تشوفه انه ممتاز او جميل حتى

    شكرا .... وأسأل الله ان يعافي جدك ...
    وننتظر بقية اجزائك....

    اخوك احمد

    فنادق عطلات


  26. #146
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    مبدع اخي كعادتك


    واسف على التأخير في الرد

    فنادق عطلات


  27. #147
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء


    اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي جدك ويرفع ما نزله ويجعله تكفيرا وتمحيصا ، طهور لا بأس عليه ، وتعود لنا سالما غانما باذن الله ،، ننتظر عودتكم أخي الكريم ، وتقبل تحياتي ..

    محبك: المغامر

    فنادق عطلات


  28. #148
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    اخي العزيز رائـــــد

    اخيراً لحقت بركب المتابعين لتقريرك الرائع

    اتمنى من الله العلي القدير ان يشفي جدك ويثيبه

    وان يوفقك في حلك وترحالك

    تقبل تحيات اخوك (سمييك) رائـــد

    فنادق عطلات


  29. #149
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يشفي جدك
    اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يشفي جدك
    اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يشفي جدك
    اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يشفي جدك
    اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يشفي جدك
    اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يشفي جدك
    اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يشفي جدك

    فنادق عطلات


  30. #150
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    السلام عليكم أخواني مرة أخرى...

    مادري كيف قضيت الفترة الطويلة هذي بعيد عنكم..

    ولكن ما باليد حيلة.. كانت الظروف أصعب وأمر

    وأبشركم الحمدالله...
    جدي الغالي تعافى.. وخرج من المستشفى..
    وهو الحمدالله بصحة وعافية..
    أذكر آخر يوم سلمت عليه.. كان في المستشفى..
    بعدها سافرت للدراسة مع البعثة السعودية لهولندا...

    ولهذا السبب الشهرين الماضية أنا كنت مشغول بترتيب الأمور من سكن ودراسة..الخ

    وكنت كل كم يوم أتذكر أيام روتوروا...والحمدالله تمت

    وهذا الجزء الأخير... وبخليكم ترتاحون من واحد اسمه الأيام

    محبكم..

    فنادق عطلات


  31. #151
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    الجزء الأخير..وداعاً روتوروا


    أستيقظت على نسمات الهواء العليل ذلك الصباح،
    ليستيقظ معي خليط من مشاعر الأسى والحزن على أيام روتوروا التي شارفت على الإنقضاء،
    بداية النهاية..كانت هي ذلك الأسبوع الأخير،
    وأمر توديع روتوروا بات مؤكداً...
    لتستقر تلك الأيام في خزانة الذكريات،
    بكل مافيها من مواقف ستذهب للأبد،
    ولن يبقى سوى الأيام..ترسم الحدود بين تلك الأكوام من الذكريات،
    سأودع القروب السعودي..ولحظات الغضب والضحك في آن واحد،
    لن أنسى تلك الأسماء الرنانة بينهم،
    ولن أنسى تلك الأماكن التي ضمتنا سوية،
    لن أنسى مواقفهم بين جنبات معهدنا معهد"ريلا"،
    سأودع المعهد بإدارته وطلابه الرائعين،
    سأودع نشاطاتنا ودروسنا في الفصل سوية،
    وضحكاتنا مع بعضنا.. وعلى بعضنا !!،
    سأودع ذلك المسجد الصغير..
    على أمل أن أجده السنوات القادمة أحد المراكز الإسلامية في نيوزيلندا..
    سأودع فال وعائلتها الغريبة،
    تلك العائلة..التي رغم غرابتها أحببت العيش في غرفة بينهم،
    كانت هناك أسباب كثيرة تحملني على الإنتقال لمنزل آخر،
    ولكن البساطة اللامتناهية في أنحاء ذلك المنزل هو أقوى ماشدني للمكوث،
    جاك.. الرفيق المخلص وأول صديق قابلته في تلك المدينة، سأودعه هو الآخر وسأودع تلك البرامج التي كنا نتابعها سوية على شاشة التلفاز، وتلك الواجبات التي كان يساعدني في حلها إن لم يحلها لي من الأساس !!،
    مشاعر التوديع الأخيرة تجعل منك شخص آخر، شخص لم تكن تعرفه من قبل، تُصدم به..ولكن ماذا عساك أن تفعل ؟!!،

    كنت أجر خطاي عبر ممرات معهدي الصغير، لعلي أصل لغرفتها قبل خروجها،
    أطمئن قلبي بعد أن رأيت الباب مفتوح،

    - مرحباً ديل..
    - مرحباً رايد..
    - هل وصل رد خطوط الطيران لأمر تقديم تاريخ رحلتي ؟؟
    - نعم..بالرغم من ضغط الحجوزات على هونج كونج ولكن المديرة كريس أهتمت لأمرك وأتممنا المهمة (مبتسمة)
    - أقدر لكم مجهودكم..شكراً جزيلاً ديل

    خرجت من مكتب الإدارية ديل بعد أن زاح هم تقديم الرحلة عن كاهلي، كان آخر مارأيته في ذلك المكتب هو خلفية شاشة الكمبيوتر، حيث شدني منظر ظلال تلك القافلة من الأبل في الصحراء !!، يبدو أن رحلة ديل قبل ثلاث سنوات لأستراليا حتى الآن لم تختفي ذكرياتها بتلك الصورة المعبرة (التي حسبتها بين صحاري العرب)،
    وصلت لغرفة الكومون روم حيث كان الطلاب يقضون الوقت برفقة غدائهم هناك، كنت أترقب ضحكاتهم وأحاديثهم المعتادة، ماهي إلا لحظات حتى وجدت نفسي خارجاً لتلك الطاولة الخشبية المطلة على الحديقة، تناولت وجبة غدائي الخفيفة برفقة مشروبي البارد رغم برودة الجمادات من حولي، كان القروب السعودي يجتمع واحداً تلو الآخر على تلك الطاولة، بينما كنت أتحدث برفقتهم لعلي أنسى أمر وداعهم بعد أسبوع، وجدتني أكتشف آخرين لم أكن أعرفهم من قبل..
    قد نحاول معرفة ما يكنه لنا الآخرون من ود وأحترام، ونسعى لإكتشاف مكانتنا في قلوب الآخرين، ولكن هي وبمفردها تلك اللحظات القاسية لحظات الوداع تبين كل الحقائق، تبين واقع الود والحب والإحترام بينك وبين الأطراف المقابلة..

    خرجنا ذلك اليوم برفقة بقية طلاب المعهد "للسكاي لاينز"، كنت أحاول قضاء أمتع الأوقات مع هؤلاء الأصدقاء الأوفياء، وفي الجهة المقابلة كنت وعزيز نرسم أفكارنا المقترحة لهذا الأسبوع لنقضيها سوية، أنطلقنا جميعاً ذلك اليوم نحو أحد جبال روتوروا الخضراء، حيث هناك تتسابق برفقة أصدقائك بتلك السيارات التي بالكاد تحملك عبر قمة ذلك الجبل، لتهوي بك بسرعة عالية نحو الأسفل، وصلت حافلة "ريلا" بطلابها لذلك المركز السياحي، نزل الجميع وعلامات التحدي كانت واضحة، كان المكان مملتئ أيضاً بالسواح الأجانب، ألتقطنا التذاكر لنصعد "التلفريك" نحو قمة الجبل، صعد الجميع على هيئة مجموعات متتابعة،
    أخذت مقعدي وبدأت أترقب أرتفاعنا لأعلى،
    وفي ذات الوقت أتأمل منظر روتوروا وهي تتصاغر أمام مدى رؤيتي لحظة بلحظة،
    كنت أتأمل شوارعها وإشاراتها،
    أتأمل مدارسها ومنازلها الخشبية،
    أتأمل تلك الفوهات البركانية المرعبة رغم خمودها..
    أتأمل منظر بحيرتنا التي كانت تلملم بعثرتنا بعد أن تُغلق الدكاكين في وجوهنا مع غروب الشمس،
    تلك البحيرة التي لم يفَّوت أحدنا لحظات الهدوء والتأمل أمامها وبين طياتها،
    لم أنتبه حتى شدني أصدقائي للنزول قبل فوات الآوان بعد أن وصلنا للأعلى !!
    بدأنا بإلتقاط صورنا فوق تلك القمة الخضراء،
    أرتدى كلاً منا خوذة القيادة وأتجه نحو مسار السباق، رغم إزدحام المكان إلا أننا نجحنا في الوصول لتلك السيارات الصغيرة، كان أمام كلاً منا ثلاث مسارات، مبتدأ..متوسط..ومحترف، لم تتملكنا الجرأة لدخول المسارين الأخيرين من أول مرة، لممت نفسي داخل تلك السيارة الصغيرة، أمسكت المقود بشدة..وبدأت برفع قدمي عن مكبح الفرامل، لتبدأ تلك السيارة الحديدية الصغيرة بالتحرك..، أنطلقنا سوية عبر منحدرات ذلك الجبل، كان عرض الطريق مايقارب الثلاثة أمتار (أي سيارتين متجاورتين)، صمم ذلك الطريق المنحدر بتحذيرات وإشارات تحذيرية من المنعطفات الخطرة، بدأت سياراتنا الصغيرة تسابق الريح، والتحدي وصل لأوج مراحله بيننا، كنا نحاول تجاوز بعضنا بزيادة سرعة الإنحدار، الجميع كان ممسكاً بذلك المقود الحديدي الصعب، كانت ضحكاتنا وصيحاتنا ترتفع مع إثارة تلك التجربة،
    أخيراً..وصل الجميع لخط النهاية يتضاحكون وينظرون لمنظر أيديهم بعد تلك المعارك العنيفة التي أنتهت دون حوادث تذكر، سوى تصادمات خفيفة على جانب الطريق !!
    أصرينا على تكرار التجربة مرة أخرى، جلسنا لتنطلق بنا تلك الكراسي الخشبية لأعلى، وسياراتنا الصغيرة تتدلى أسفل منا وبرفقتنا، وصلنا لأعلى مرة أخرى، ولكن هذه المرة قرر الجميع دخول المسار التالي، كان أول أختلاف واجهنا هو بداية الطريق، فمسار المبتدأين لا ينحدر إلا بعد ثلاث دقائق، أما هذا المسار فقد تحركنا لنجد أنفسنا منطلقين، كان الوضع خطراً هذه المرة، فالتحدي يبدو أنه دخل مرحلة الجد من المسار المتوسط، فكيف الحال يكون مع المسار المتقدم ؟!!
    بدأت تتطاير سياراتنا بأضعاف سرعاتها للمرة الأولى !!، فالبعض يهدد ويتوعد والبعض يضحك ويسخر، وآخرون صامتون وصامدون، حتى تفاجاً الجميع بتلك المنعطفات الخطرة المتتالية، تجاوزها الجميع بعد شحذ همم سياراتهم، لم نخرج من تلك العوائق حتى رأينا أمامنا تحذيرات المرتفع الخطر!!، بدأ الجميع يردد " ثبت نفسك ثبت نفسك"، لحظات حتى حلَّقت سياراتنا الصغيرة لثوانٍ معدودة... لنهبط بثقلنا على الطريق مرة أخرى، أزدادت السرعة ويبدو أننا أقتربنا من النهاية..، صرخ من كان في المقدمة بعد أن رأى مفاجأتنا الأخيرة " نفق ضيق نفق ضيق ياشباب"، كنا نحاول تخفيف سرعاتنا ولكن دون جدوى تذكر، يجب أن تعود بظهرك ورأسك للخلف على مستوى المقود..بعد ذلك يمكنك عبور النفق المتمثل "بماسورة" !!، واحد تلو الآخر بدأنا نعبر من هناك، خرج الجميع من الجهة المقابلة لتخرج أيضاً أصوات ضحكاتهم مرة أخرى بعد أن حبس الجميع أنفاسهم تلك اللحظات المثيرة.

    كانت صلاة الجمعة الأخيرة (بالنسبة لي) تحمل الخير لروتوروا، حيث أخبرنا الإمام إنه بعد أسبوعين سيُفتتح معرض إسلامي (لأول مرة)، وسيتخذ من ساحة السيتي فوكس مقراً له، هذا بالإضافة إلى أنه سيتم إلقاء محاضرات تعريفية بالإسلام ومبادئ الإسلام، لم تكن فرحتي ذلك اليوم بالشيء البسيط، أخذت أحد البروشورات (دعوة لزيارة المعرض الإسلامي) لأعطيها لفال وعائلتها، كأقل وأضعف جهد يجب أن أقوم به.. وكذلك بقية القروب السعودي أخذ كلاً منهم أحد كروت الدعوة،
    لم أصل ذلك اليوم للمنزل حتى أخبرت فال بأنه سيقام خلال الأسابيع القادمة معرض للتعريف بالإسلام، وأخبرتها أنه شيء جميل أن تتعرف على الإسلام ومبادئ الإسلام وخاصة لأنها تستضيف الطلاب في منزلها، أما ردت فعلها فقد كانت مرحبة بالفكرة لدافع الفضول والثقافة.

    شهدتُ تلك الأسابيع أحداث نيوزيلندية برفقة النيوزيلنديين، كان أحدها ألتقاط الكاميرات الرسمية لأحد المسؤولين النيوزيلنديين وهو يقوم بتلك الحركة المقذعة بيده (مخفياً يده خلف ورقة) في أحد الإجتماعات الرسمية !! مما ولد موجات غضب عامة في أنحاء نيوزيلندا على هذا التصرف الصبياني، فطوال تلك اليومين كانت تلك الحادثة حديث اللقاءات التلفازية المباشرة والمسجلة من شوارع نيوزيلندا،
    أما الحادثة الأخرى فكانت تلك الأمطار والفياضانات التي عمت أجزاء من الجزيرة الجنوبية، حيث كانت نشرات الأخبار تنقل الصور لحظة بلحظة، وفرق الإنقاذ كانت تعاني لحظات عصيبة لعلها تنقذ المتبقي من الناس والحيوانات،
    أما الحادثة الأخيرة فقد كانت تغيير العملة النيوزيلندية المعدنية، حيث غُيرت أحجام النقود المعدنية وتم إلغاء أصغر فئتين منها، حيث أصبحت الخمسون سنت الجديدة بحجم العشرون سنت القديمة..الخ !! مما جعل لحظات دفع النقود من اللحظات الحرجة والمهمة لدى النيوزيلنديين بسبب إختلاف الأحجام بين القديمة والحديثة.

    عقدت العزم على جعل آخر أيام روتوروا أكثر إثارة ومتعة.. لأقترح على من حولي من الأصدقاء السعوديين تلك الليلة الباردة مخطط الذهاب للسكاي دايفينج.. أتفقنا على أنه مع نهاية هذا الأسبوع ننطلق للحجز والسفر لمدينة تابو، حيث يقع أقرب مركز للقفز من الطائرات (السكاي دايفينج)،

    بدأ الأصدقاء بالإنسحاب يوماً بعد يوم من هذا الإتفاق تارة تحت أعذار حقيقية وتارة تحت أعذار واهية !!،

    لم يتبقى سوى صديقي الصدوق عزيز مع نهاية الأسبوع، هو الوحيد الذي كان يشجعني على مواصلة مخططنا،

    - أقول الظاهر مافيه إلا أنا وأنت (يضحك)
    - ماطاح من النجوم أخفى للسما.. ولا وش رايك ؟!!
    - أكيــــد..

    انطلقتُ برفقة عزيز لمركز روتوروا السياحي، أخذنا كامل المعلومات عن مدينة تابو المجاورة، لننتظر إنطلاقة الحافلة السياحية بعد أن توفرت لنا المقاعد، أنطلقنا تلك الظهيرة بتجاه جنوب روتوروا، حيث تقع مدينة تابو بتجاه الجنوب الغربي، ماهي إلا لحظات حتى بدأت روتوروا تتلاشى عن مدى الأنظار، كنت وعزيز نتحدث تارة ونُشغل أنظارنا بالطبيعة الخلابة التارة الأخرى، كنا لحظات نجد أنفسنا نستمتع بمنظر تلك البحيرات من حولنا، ولحظات نجد أنفسنا بين تلك الغابات النيوزيلندية ذات الأشجار العملاقة، بدأ الجو بالتقلب تلك اللحظات لتصبح السماء ملبدة بالغيوم من فوقنا، بعد قرابة الساعة والنصف أخترقت حافلتنا وسط تابو بتجاه المركز السياحي لمدينة تابو، تنفسنا الصعداء لحظات خروجنا من الحافلة لندخل مباشرة للتوريزم سنتر،

    - مرحباً..هل أستطيع الخدمة ؟
    - مرحباً..نريد تذاكر للسكاي دايفينج لو سمحت..
    - لحظة من فضلكم...

    بعد دقائق من الإنتظار فاجئنا الموظف عندما قال..
    " آسف ولكن هذا اليوم غير مسموح بالطيران لسوء أحوال الطقس"


    تلك اللحظات كان سوء الحظ قد حالفنا بكل جدارة، تبادلنا نظرات الأسى والتأفف على هذا الحال..ليقاطعنا الموظف قائلاً..
    - مارأيكم بالبَنجي ؟؟
    - المهمة ستكون أسهل..فقد كان مخططنا القفز من طائرة..والآن أصبح من جبل !!

    التقطنا التذاكر بدون تردد، فنحن قطعنا المسافة من روتوروا إلى تابو ولم نفكر بالعودة دون تجربة جديدة..
    كما أن القفز من الطائرة هي تجربتي الأولى، فأيضاً البنجي هي التجربة الأولى، فقد كانت مزيجاً من مشاعر الخوف والحماس تخالطني عند قدومي للسكاي دايفينج، ولكن الآن الحال تغير، فالمهمة أصبحت أسهل بكثير..

    (لحظات من التفكير والإنتظار برفقة عزيز)...،

    ولكن كل ماعليك القيام به في السكاي دايفينج هو ركوب الطائرة والجلوس بين أحضان مدربك.. ثم يتم ربطك حول جسده.. وبعد ذلك تصبح أجسادكما متلاصقة.. تلك اللحظة تنتهي مهمتك.. فالمدرب هو من يقفز بك ويلعب بجسده (بما أن جسدك ملاصق لجسده) وفي نهاية المطاف هو أيضا من يقوم بفتح المظلة.. إذً مالصعوبة والخطورة في السكاي دايفينج !!
    تلك اللحظات بدأ الخوف يتسلل إلى قلبي..
    البنجي عكس كل ذلك..
    فليس هناك أي شخص يقفز بك..
    أو حتى "تتشبث" بجسده..
    بل أنت من تقوم بالوقوف على حافة الجبل..
    لترمي بنفسك من قمته نحو القاع...

    مما يعني سقوطاً حر...كفيلٌ بإسترجاع صرخات أيام الطفولة بأكملها !!

    أقلتنا سيارة صغيرة من التوريزم سنتر للبنجي،
    عندما خففت السيارة سرعتها أستعداداً للوقوف أزدادت سرعات نبضات القلب لدي،
    لا أدري ماحال صديقي عزيز..ولكن كل مانتبادله هو مجموعة من الإبتسامات الباردة التي تخفي خلفها الكثير والكثير !!،
    نزل الموظف لنتبعه بتجاه إستقبال البنجي،
    دخلنا مكتب الإستقبال وتم قياس أوزاننا وتوقيع أوراق المسؤولية..
    ليتم الختم النهائي على ظهر يدي (إشارة على الجهازية التامة)،
    كان مكتب الإستقبال يبعد قرابة العشرة أمتار عن حافة الجبل،
    أما من حافة الجبل فهناك طريق خشبي بطول الخمسة عشر متر وعرض ثلاثة أمتار يتم القفز من نهايته،
    مما زاد المشهد رعباً هو ذلك الطقس الغائم والهدوء الشبه تام،
    ماعدا عدة أشخاص نسمع صدى صرخاتهم،
    بدأ كل منا يحتال على الآخر لعله يتبرع بالقفز أولاً...

    - مستحيل ياعزيز أروح قبلك.. أنت أكبر مني
    - تكفى يارايد خلك قبلي..
    - يابو الشباب ترى أنا حلفت..
    - طيب أبغا أروح لدورة المياه..!!

    * أنقطع البث...

    أخيراً..
    بعد محاولات طويلة ومعاناة أثارت شفقة من حولنا،
    تبرع أحدنا بالقفز أولاً،
    أتجه عزيز تلك اللحظات أمامي مطأطئ الرأس..
    وأنا خلفه أحاول تشجيعه قبل أن يغير رأيه !!
    وصلنا لبداية الطريق الخشبي،
    تلك اللحظة..ضحك النيوزيلندي وهو يفتح له الباب ليمر برفقته لنهاية ذلك الممر،
    كنت أترقب عزيز وهو يتجه لنهاية ذلك الممر،
    ابتعد وابتعد حتى أصبحتُ آراه دون أن أسمعه،
    فهم الآن يقومون بربط قدميه..
    لحظات حتى وقف على قدميه مرة أخرى وبدأ يشير لي من بعيد طالباً المساعدة،
    عندها لم أستطع أخفاء ضحكاتي قبل أن ألقى نفس المصير،
    كانت دقائق الإنتظار لذلك المشهد طويلة،
    فجأة..
    سمعتُ صرخات صديقي الصدوق بعد أن ألقى بنفسه،
    ألقى بنفسه من قمة ذلك الجبل،
    من فوق قرابة 47 متراً،
    أو بمعنى آخر مبنى ذو عشرة طوابق أو اكثر بقليل،
    كنتُ أترقبه وهو ساقطاً تلك اللحظات بتجاه نهر تابو،
    بعدها بلحظات أنقطع صوت عزيز...لأجدني أستمع إلى نهاية صدى صرخاته،

    (صمت غطى المكان لمدة دقيقة).....

    بعدها أشار النيوزيلندي بيده ليخبرني أنه قد حان دوري...
    تقدمت بخطاي نحو ذلك الممر الخشبي،
    بدأت أتبعه دون وعي،
    فكل الجمادات من حولي كانت تهتز..
    حتى ذلك الممر الخشبي المعلق بتلك السلاسل الحديدية والأعمدة الصلبة كان يتمايل يمنة ويسرة،
    جلست في نهاية المطاف على ذلك الكرسي..
    ليبدأ بلف ذلك الحبل الخاص حول قدماي..
    ثوانٍ معدودة حتى أصبحت جاهزاً...
    وقفت مرة أخرى وبدأت أتأمل منظر قدماي..بعدما كان ظني أن التجهيز سيكون حول جسدي بأكمله...
    ولكن ماذا عساي أن أفعل سوى التحسر على تلك النهاية التعيسة فوق أحدى قمم نيوزيلندا..
    لا يفصل بين وبيني النظر إلى القاع سوى متر واحد من الخشب المتبقي فقط..
    قفزت ثلاثة قفزات متتالية يملأها الرعب والخوف...
    الآن...
    أتضح كل شيء أمام مدى رؤيتي..

    لا.. لا..لا.. مستحيل..!!

    كنت أرددها بسعوديتي بعدما شاهدت تلك المسافة الهائلة بيني وبين ذلك النهر المخضر بخضرة ماحوله..
    سفوح تلك الجبال من حولي جعلتني أتأكد الآن أن تابو أكثر أرتفاعاً من روتوروا..
    لم أستطع تمييز تلك النقطة الصفراء في قلب النهر حتى قال النيوزيلندي...

    " ذلك القارب الأصفر سيلتقطك في النهاية"

    كان كل عضو في جسدي تلك اللحظات ينبض بعنف...
    لم أتخيل لو لمجرد ثانية واحدة أني سأخذ جسدي من ذلك المكان الشبه آمن..
    لأطلقه بين ذرات الهواء البعيدة كل البعد عن التقارب..
    بدأت الثواني تمر ببطء...
    وأفكار كثيرة بدأت تدور في مخيلتي...
    قاطعني النيوزيلندي قائلاً.." أنظر فوق في الزاوية هذه وابتسم "
    لأدري كيف ومن أين أحضرت تلك الإبتسامة..
    المهم..أبتسمت وألتقطت الكاميرا آخر صورة لي برفقة آخر ابتسامة كاذبة !!
    كان النيوزيلندي يحاول تشجيعي..
    وأنا أحاول تضييع الوقت..
    بعد طول إنتظار..
    بدأت صيحات وصرخات عزيز تنطلق من أحدى ضفات النهر في الأسفل..
    في الواقع..
    لا أدري مايقول..
    فأنا الآن بعيداً كل البعد عن أستخدام خلايا الدماغ في إدراك المسموع...
    بدأت بالعد التنازلي..

    خمسة...

    أربعة..

    ثلاثة...

    أثنين..

    واحد..!!

    أنحنيت بجسمي للأمام..

    وأقفلت عيناي..

    قفزت !!

    نعم قفزت !!

    لأطلق جسدي أخيراً نحو الأسفل...

    نحو جاذبية نيوتن التي كانت تشدني بعنف نحو الهاوية...

    لم أشعر أبداً بأن هناك شيء ما سيمنعني من أختراق ذلك النهر للأرتطام بقاعه..


    صرير الرياح..

    وفحيح الأشجار...

    وتلك السماء الملبدة بالغيوم..

    لم تكن إلا جزء من مشهد الرعب في ذلك اليوم العصيب...

    صرخات الطفولة في الواقع...

    لم تكن كافية أبداً..

    حتى الآن ساقط...

    مستمر في السقوط..

    بعد تلك الثواني التي كانت أشبه بالساعات الطويلة...

    وفجأة !!

    وجدت جسمي يتوقف لأجزاء من الثانية..ليتجه بقوة معاكسة للأعلى..

    بعدما شدني بعنف ذلك الحبل المربوط حول قدماي...

    بدأت أرى النهر يتصاغر بعدما كان يتكابر أمام نظري !!

    أرتفعت...

    وأرتفعت بفعل شد ذلك الحبل المطاطي...

    بدأت سرعة الإرتفاع تتناقص وضحكات عزيز من حولي تتزايد !!

    لأعود بعنف مرة أخرى للأسفل..

    بعد عدة مرات من الطيران للأعلى و النزول للأسفل...

    أخيراً أستطعت إلتقاط أنفاسي بعدما التقطني القارب الأصفر..

    أستدار القارب ليتجه لأحدى ضفات النهر...

    أما أنا فقد كنت مستلقٍ على ظهري...

    وزخات المطر من حولي..

    ومشاعر الأمان والإطمئنان بدأت تداعبني...

    بعدما فقدتها وجربت العيش بعيداً عنها للحظات..

    فقد عرفت قيمتها الحقيقية الآن ..



    حفل التوديع كان محطتي الأخيرة بين ردهات معهدي.. فذلك الحفل الذي يعقد بشكل أسبوعي لتوديع الطلاب المغادرين قد أقترب...وقد جهزنا سوية مخطط لذلك الحفل.. بالإضافة إلى كلمة التوديع المبسطة التي سأجهزها أيضاً..
    أمضيت ذلك اليوم الذي يسبق الحفل بشراء الهدايا للأهل.. فقد كان بين شوارع روتوروا الكثير من محلات التحف والهدايا.. وبالأخص تلك الهدايا التي تنتمي وتعود للثقافة والتراث الماوري..

    حان يوم التوديع.. واجتمع الطلاب في الكومون روم، وبعض الطلاب السعوديين لبس (حسب الإتفاق) الزي السعودي، بدأ الجميع بالإنصات لكلمات الطلبة المغادرين..كان الجميع يترقب الوضع بمشاعر التوديع والفراق

    فالجميع هنا مختلفين،
    ابتداءً باختلاف الأديان..
    مرورا بالأجناس والألوان..
    وإنتهاءً بالعادات والتقاليد،
    قادمون من شتى بقاع العالم،
    يجمعهم هدف التعلم والفائدة...لكسب العيش والرزق..

    كانت الفترة التي قضيناها سوية.. كفيلة بأن تجعلك تعرف شخصيات من حولك،
    هذا مزاجي الطباع..
    وهذا كوميدي في كل الأوقات،
    هذا عصبي..
    والآخر هادئ،
    تتعرف على هوايات من حولك..
    وعادات وطبائع بلدان أصدقائك..

    خرجت بعد التصفيق الحار من جهة والبارد من جهة أخرى..
    وقفت أمامهم محاولاً تذكر ماأردت قوله..
    أمسكت بالمايكرفون..

    السلام عليكم (من الكلمات التي نشرناها بين الطلاب الأجانب)
    مرحبا..
    أود شكر معهد ريلا ممثلاً بالسيدة كريس..
    شكرا لهم على جهودهم..
    شكرا للمعلمة سارة وكاث..
    فقد أمضيت معظم دروس اللغة معهم..
    وأستفدت منهم كثيراً..
    أود أن أشكر أيضاً السيد محمد وناصر (ضاحكاً)..
    فهم من قدموا لي المساعدة في أول أيام روتوروا..
    وشكر خاص لأول صديق قابلته في هذه المدينة..
    شكرا جاك..
    أو (ضاحكاً)
    شكرا لك أيها الولد الكندي (القلة من يعرف سر هذا اللقب)
    شكرا لجميع الإصدقاء..
    فقد قضيت معكم أوقات ممتعة ورائعة..
    وستبقى في الذكريات...
    أنا آسف..
    أقولها لمن أخطأت بحقه دون قصد..
    ومع السلامة (أيضاً منتشرة بين طلاب المعهد)


    بعد هذا الكلمة البسيطة، ألتم الطلاب السعوديون بجانب بعض...
    وأُخرج العلم السعودي...
    بالإضافة إلى أن صورة ملكنا الغالي أبو متعب كانت في قلب القروب السعودي...
    لننطلق بعد ذلك منشدين..

    سارعي للمجد والعلياء..
    مجدي لخالق السماء...
    وارفعي الخفاق اخضر..
    يحمل النور المسطر..
    رددي الله أكبر..
    ياموطني...
    موطني قد عشت فخر المسلمين
    عاش المليك..
    للعلم والوطن.

    علت التصفيقات والضحكات (لغرابة الوضع) الكومون روم، وبدأ الجميع بأخذ لقطات مع الزي السعودي والملك السعودي والطلاب السعوديين، أما بعد ذلك بقليل، فقد أخبر محمد الجميع بأنه في هذ الركن الصغير، توجد صور للسعودية بين الحاضر والماضي، وفوق هذه الطاولة توجد بروشورات تعريفية بالإسلام،

    كان ذلك اليوم من أمتع الأيام..
    ومن أقربها للذاكرة..
    فقد كان آخر ماكتب على جدران روتوروا من ذكريات..



    قرابة الساعة العاشرة مساءً، كان المنزل يعمه الهدوء والسكون، أما أنا فقد كنت منشغل بربط أمتعة السفر إستعداد للرحيل صباح الغد،
    فجأة..
    قاطع خلوتي مع نفسي صوت فال من الأسفل...
    تركت مابيدي وأتجهت للطابق السفلي..
    أبتسمت لفال وجاك بعدما وجدتهما أمامي...

    - لقد أمضينا معك وقت ممتع يارايد.. وسنودعك صباح الغد..
    - وأنا أيضاً أمضيت معكم أمتع الأوقات يافال..
    - تفضل هذه الهدية مني ومن بقية أفراد المنزل فهي ماسيبقى بيننا وسيجعلك تتذكرنا..
    - لا أدري مااقول..ولكن شكراً على كل شيء يافال (بعد أن تغيرت ملامح الوجه بعنف)

    كانت تلك الهدية المتمثلة بتي شيرت يحمل على صدره كلمة " نيوزيلاند " وصورة طائر الكيوي..
    بالإضافة إلى تلك الورقة البيضاء (رقبة التي شيرت من الخلف) والمكتوب عليها " صنع في أوكلاند"
    هي من الأشياء التي تشدني للعودة بذاكرتي لأيام روتوروا..
    صديقي جاك كان بالقرب مني تلك الليلة...
    ليخرج هو الآخر هديته..
    لأعده بدوري بزيارته خلال السنوات القادمة..

    أستيقظت فجر الغد مع تغريد العصافير..
    فموعد خروجي من روتوروا إلى أوكلاند مع السائق لم يتبقى عليه سوى أقل من نصف الساعة،
    تأكدت من أمتعة السفر وبقية الأغراض،
    رتبت الغرفة لأسلمها كما أستلمتها،
    أخرجت الشنط خارج الغرفة..
    بعد أن وضعت كرت الدعوة للمعرض الإسلامي فوق السرير..
    لأضع فوقه مفتاح منزل عائلة فال..
    كانت فال وبقية أفراد المنزل مستيقظين مبكراً ذلك الصباح...
    فقد سمعت أصواتهم قبل نزولي للطابق السفلي..
    نزلت بأغراضي للصالة..
    حيث كان الجميع مجتمعين..
    دق جرس المنزل تلك اللحظات...
    معلناً وصول السائق التابع للمعهد..
    بدأت بحمل الأمتعة..
    ليساعدني أيضاً على حملها جاك وماثيو..


    كانوا يلوحون بأيديهم من أمام منزلهم الخشبي..

    بادلتهم نظرات التوديع...

    حتى تحركت السيارة بعيداً عن المنزل رقم تسعة..

    وبعيداًً عن شارع الولينجفورد...

    وبعيداً عن روتوروا الهادئة..

    لتحلق الطائرة بعيداً جداً عن نيوزيلندا الخضراء...




    ودمتم...

    فنادق عطلات


  32. #152
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    الحمد على سلامتك و لكن دايم اسعد اللحظات ما تتعوض على العموم تقبل مروري

    فنادق عطلات


  33. #153
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    كيف حالك إن شاء لله بخير

    والحمد لله على سلامة جدك والله فرحت بالخبر


    من طول الغيبة جاب الغنايم وللأسف فهذه الغنايم الأخيرة....

    ونهاية تقرير... جميل... مثير.... جميع هذه الكلمات قد تكون تقليل في تقريرك الذي اكبر من هذه الكلمات....

    أخي العزيز لا تعلم ما أكن لك من الاحترام والتقدير منذ أول دخول لي إلى تقريرك بالغلط وتدخلي بتغيير عنوان الموضوع إلى إلحاحي المستمر بالتعجيل بإنزال الأجزاء... إلى تأخري بالرد والتعليق....

    أخي العزيز لا أجد كلمه في هذه النهاية توفي ما بداخلي لك غير كلمه الله يوفقك دنيا وآخرة... قول آمين...


    وداعاً على أمل اللقاء بك في تقريرك القادم عن هولندا ومشوارك الدراسي ....


    ودمتم بحفظ الله
    عبدالإله:101:

    فنادق عطلات


  34. #154
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    سلطان الطرب
    شكرا على مرورك يالغالي..

    الغالي عبدالإله
    الحمدالله ان الله وفقني بكتابة هالتقرير.. علشان احصل على هالدعوة منك..وخاصة مع بداية مشوار هولندا

    الله يحفظك يالغالي

    فنادق عطلات


  35. #155
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    fedo80

    اشكرك من قلبي على مرورك الرائع

    فنادق عطلات


  36. #156
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    ياشيخ يسلم راسك عالاسلوب الي لو اوصفه من هنا لبكرى ماراح اوفيك حقك
    وانا ان شاء الله طالع نفس رحلتك لنفس البلد والمعهد((بالصدفة والله لأن لي ولد عم هناك))
    وشكــرآ اقل تقدير..

    فنادق عطلات


  37. #157
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    ويسلم راسك يالغالي

    وصل سلامي لجاك والمدرسة ساره والمديرة كريس

    ورحلة موفقة يارب..

    فنادق عطلات


  38. #158
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    حبيب قلبي ودي تحرصني على شئ يستاهل هناك
    يعني اماكن روحات جيات التعامل وكذا..

    فنادق عطلات


  39. #159
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    في البداية أهنيك على أسلوبك وإن كان فيه شوية غموض

    وأهنيك إنك ختمت التقرير لان البداية سهلة لكن قليل ما تلقى من يوصل النهاية

    يا ليت تجاوبني عن هالنقطتين

    1- لغتك قبل السفر
    2- لغتك بعدالسفر

    (على الاقل المحادثة أهم شئ )

    تحياتي لك والله يوفق الجميع000

    فنادق عطلات


  40. #160
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    أولا : السلام عليكم ..
    والله إنك مدرسة في كل شي ..في أسلوبك وفي موضوعك , في سردك للموضوع ..

    ما أقوووووول إلا الله يعطيك العافية على جهدك و خبراتك ..
    والله يوفقك في حياتك العلمية و العملية ....

    فنادق عطلات


  41. #161
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    ahmad
    ولا يهمك..
    1- نشاطات شبه يومية يقوم فيها المعهد... حاول انك ماتفوتها.. ورسومها رمزية وفائدتها كبيرة مرة من ناحية اللغة والثقافة والسياحة..والوناسة بعد
    2- المركز السياحي معروف في روتوروا..أسأل أي احد ويقولك وينه..هناك تحصل أشياء جداً جداً ممتعة..تقدر تتصفح البروشورات هناك وتختار اي شيء يعجبك..وطبعا الأسعار معقولة مرة
    3- العائلة لها دور كبير.. حاول تسألهم عن الأماكن اللي تستاهل الزيارة.. واذا خرجوا لأي مكان في الويك اند روح معاهم..

    راح احاول اتذكر لك الأماكن اللي ذكرتها في التقرير علشان تكون ملخصة لك وانت اختار منها اللي يعجبك..

    1- SPA
    2- Bungy
    3- Horse Riding
    4- Skylines Cars
    5- Zorb
    6- Laser Guns
    7- Golf
    8- Badminton

    وفيه اشياء كثيرة ممتعة راح تحصلها قدامك اول ماتوصل هناك..

    هذي مواقع تقدر تستفيد منها..
    http://www.newzealand.com/travel/

    http://www.rotoruanz.com/home.asp

    http://www.rotorua.co.nz/

    فنادق عطلات


  42. #162
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    هلا أخوي علم الإجتماع

    بالنسبة للغة قبل السفر.. كانت ضعيفة مرة لأن اهم ركن فيها كان ناقص اللي هو المحادثة واستخدام الألفاظ والكلمات..

    والحمدالله بعد السفر.. تحسنت بشكل كبيير مرة..

    فنادق عطلات


  43. #163
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    خلودي15

    انبسط اذا شفت الدعوة هذي

    ويوفقك يارب

    محبك

    فنادق عطلات


  44. #164
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    يعطيك العافية حبيب قلبي ماقصرت والله يوفقك في دينك ودنياك
    واي خدمة من هناك وننتظر جديدك في بوابة هولندا عشان نتابع اخبارك اول باول
    وبعد ماجي ان شاء الله راح انزل موضوع واكتب العنوان ((ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للايام وبقية الاعضاء))هههههههههههههههههه
    واشكرك مرة ثانية مع ان الشكر مايوفيك حقك..

    فنادق عطلات


  45. #165
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    كل واحد منا اذا استفاد...يحاول يفيد

    ومثل ماالمايسترو افادني وساعدني كثير (وطبعا بقية الشباب)... واجب علي ان ارد شوي من فضل هالمنتدى وأعضاءه..

    بس فكرة العنوان خطيرة مرة ههههههههههههههههه

    بالتوووفيق يارب

    فنادق عطلات


  46. #166
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    wats meant by
    صنا بس لا تجيك شنطة اللاب توب تمشي مليون
    يعني ايه تجيك الاب توب تمشي مليوم بالمصري؟
    ارجو الافادة:110::110::110::110::110::110::110::110::11 0::110::110::110::110::110:

    فنادق عطلات


  47. #167
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    اخي العزيز الايام
    اشكرك على موضوعك الرائع
    اشكرك على الطرح الجميل
    بصراحة اكبرت فيك حرصك على مصلحة اخوانك وبلدك
    اتمنى لك التوفيق والسداد

    فنادق عطلات


  48. #168
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    صنا بس لا تجيك شنطة اللاب توب تمشي مليون
    يعني ايه تجيك الاب توب تمشي مليوم بالمصري؟



    يعني لا ارميك بالشنطة بسرعة مليون كيلو متر :101:

    فنادق عطلات


  49. #169
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    ههههههههههههههههههههههههههههههههه

    فنادق عطلات


  50. #170
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    العلم نور مشكووور واموور ياريت الترجمة تنزل مع الكلام بعد كدا

    فنادق عطلات


+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

المواضيع المتشابهه

  1. موسوعة الأديان بالصور بقلمي
    بواسطة Robot في المنتدى بوابة العرب المسافرون العامة
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 02-03-2015, 12:48 PM
  2. شكر وعرفان للمايسترو و جميع الاخوان ـ ـ مـ ع الهديه
    بواسطة Robot في المنتدى بوابة السفر الى نيوزيلندا New Zealand
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 01-31-2015, 05:29 PM
  3. مشرفينا شاعري و رحال عاشق وبقية الأعضاء
    بواسطة Robot في المنتدى بوابة السفر إلى السعودية
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 01-20-2015, 12:30 AM
  4. الى الشمالي الغربي وبقية الأعضاء
    بواسطة Robot في المنتدى بوابة السفر إلى الدول العربية و الاسلامية الأخرى
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 01-15-2015, 12:17 PM
  5. الفزعه ياحتشبسوت وبقية الأعضاء حاير جدا جدا
    بواسطة Robot في المنتدى بوابة السفر الى دول أوروبا الأخرى
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-15-2015, 04:16 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
X