+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 60 من 170

الموضوع: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

  1. #1
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء


    السلام عليكم وشهر مبارك على الجميع

    هاهي الأيام مرت وأنقضت ،،
    وأصبحت رحلتي لنيوزيلندا في نسيج الذكريات ،،
    وهاأنا أمسك بقلمي لأكتب تلك الأيام الجميلة لتبقى ذكرى في حياتي ،،
    والكل يعلم ماتخلده الذكرى في قلوبنا من مشاعر حنين وشوق للأيام الخوالي ،،
    جهد متواضع ،، القصد منه وضع هذه المذكرات في درجي الصغير لأقفل عليها بمفتاح الزمن ،،،
    فيسلك الغبار طريقها إليها ،، فيأتي اليوم الذي أنفضه عنها لمجرد الذكرى ،،
    ولكن قبل أن أضعها في ذلك السجن الصغير ،،
    أحب أن أعرضها على سادتكم ،،
    وعلى عزيزي المايسترو ،، الذي لولا الله ثم مجهوداته لم أتم رحلتي على أكمل وجه
    تقبلوا خربشات قلمي ومشاغبته لهذه المذكرات بصدر رحب ،،،
    لا أريد الإطالة في المقدمات ،، وأحب أن أنوه أني أحببت أن أضع الأجزاء أول باأول ،، وكل ماأنهي جزء ساأضعه وأبدأ بالتالي
    نفس عميق وطولة بال أحتاجها من سادتكم
    ودمتم
    الأيـام

    مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:

    فنادق عطلات



  2. #2
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة The Days


    السلام عليكم وشهر مبارك على الجميع

    هاهي الأيام مرت وأنقضت ،،
    وأصبحت رحلتي لنيوزيلندا في نسيج الذكريات ،،
    وهاأنا أمسك بقلمي لأكتب تلك الأيام الجميلة لتبقى ذكرى في حياتي ،،
    والكل يعلم ماتخلده الذكرى في قلوبنا من مشاعر حنين وشوق للأيام الخوالي ،،
    جهد متواضع ،، القصد منه وضع هذه المذكرات في درجي الصغير لأقفل عليها بمفتاح الزمن ،،،
    فيسلك الغبار طريقها إليها ،، فيأتي اليوم الذي أنفضه عنها لمجرد الذكرى ،،
    ولكن قبل أن أضعها في ذلك السجن الصغير ،،
    أحب أن أعرضها على سادتكم ،،
    وعلى عزيزي المايسترو ،، الذي لولا الله ثم مجهوداته لم أتم رحلتي على أكمل وجه
    تقبلوا خربشات قلمي ومشاغبته لهذه المذكرات بصدر رحب ،،،
    لا أريد الإطالة في المقدمات ،، وأحب أن أنوه أني أحببت أن أضع الأجزاء أول باأول ،، وكل ماأنهي جزء ساأضعه وأبدأ بالتالي
    نفس عميق وطولة بال أحتاجها من سادتكم
    ودمتم
    الأيـام




    يا أهلا وسهلا يا غالي


    في البدايه الشهر عليك وعلينا مبارك ...

    وبمقدمتك هذه ... شوقتنا لأول جزء من اجزاء مذكراتك ...

    في انتظارها يا غالي


    تحياتي :101:

    فنادق عطلات


  3. #3
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    و عليكم السلام و رحمة الله و الشهر علينا و عليك مبارك
    و هلا و غلا و مرحبا
    بانتظار الموضوع و الصور، فما أجمل أدب السفر و قصصه.
    لك تحياتي

    فنادق عطلات


  4. #4
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    الجزء الأول
    كما تظن نسبة لا بأس بها من السعوديين ذو الثقافة العالية والإطلاع الواسع بأن نيوزيلندا تقع بالقرب من إيرلندا أو فيلندا أو هولندا أو بولندا على أقل تقدير.. كان صاحبي يظن ذلك ، طبعا بحكم القرب الحرفي و اللغوي المشترك بين هذه الدول وهو (لندا) أو لاند بالإنجليزي ، لا أخفيكم بأن المصونة (نيوزيلندا) بريئة من هذا الأتهام الصريح برائة الذئب من دم يوسف ، والحقيقة أنها في جهة من هذا العالم المتكور وأخواتها الكريمات في جهة أخرى ، ويصل فارق التوقيت إلى 12 ساعة ( يعني مش خشمك تكون فيه علاقة مكانية بينهم) .
    "على جميع ركاب الرحلة رقم ....والمتجهة من الرياض إلى هونج كونج التوجه إلى البوابة رقم 16" ، كنت أحمل نفسي وطبعا أحمل أمتعتي التي لا تتجاوز الـ 10 كيلواجرامات متجه إلى البوابة أنفة الذكر ، ياألهي ماهذا (ربي دخلك) قلتها بتلقائية لأحد الشباب (طبعا لا أعرفه) لكن فعلا منظر أمتعته شدني ، ثم (وتفيد التراخي بعد التفكير لثواني مع نفسك وليس مع دوده) مشاء الله انت من الطلاب المبتعثين لنيوزيلندا ( على الرغم من أني متيقن كل اليقين بأنه لا توجد بعثات في بداية الإجازة الصيفية) ولكن قلتها لتدارك الموقف ( للتصريف بالعربي) ،
    قال : لا لمدة شهرين فقط لتطوير اللغة .
    قلت : مشاء الله وأنا أيضا لمدة شهرين ولتطوير اللغة ، ختمت محادثتنا برحلة سعيدة للجميع .
    والحقيقة أني قلت (طبعا في قرارة نفسي) : سلامات .. وش هالعفش ، الأخ مهاجر السعودية فو إيفر .
    إبتسم واتجه للعفش ، وعيناي ترمقان عفشه الذي مابرح وأن أعطاني ظهره إلا وأنا رافعٌ يداي في خضم زحمة المطار فدعوت الله من قلبي أن يعوض الخطوط السعودية بميزان جديد ، فعلا أندهشت من كثرة الشباب اللذين هم من شاكلة صديقنا، ولكن تبقى لكلٍ وجهة نظره ، المهم مررت بموظف الجوازات ( وهو أحد عدة موظفين يعدون بالإصابع) وختم لي وقال : (طبعا أستبقت مقولته إبتسامة صفراء) " وين رايح هاآآه " (طبعا عرفتم قصده الشريف لأنه شخص مسلم ودينه لقنه حسن الظن بالمسلمين ...ولكن لا حياة لمن تنادي)
    قلت : خلصنا بس لا تجيك شنطة اللاب توب تمشي مليون.
    أتجهت لصالة الإنتظار وفضلت الجلوس لتخف وطأة الزحام وكان عن يميني شخص ذو ملامح أوروبية مندمج بقراءة أحد الكتب ، وعلى شمالي النقيض تماما .. طبعا كان أحد الشباب الذي عرفت ماهيته من عينيه وقبضته الشرسة للجوال (كاد أن يخنق جواله لولا رحمة الله نزلت على ذلك الجوال بأن وجد ضحية بلوتوث في مكان ما في المطار ) .. نظرت إليه وأبتسمت ..ثم أتجهت لبوابة الطائرة ودخلت وأنا أفكر في رحلتي الطويلة التي تتجاوز الـ 8 ساعات معلقاً بين السماء والأرض .
    يالطيف ماهذا الزحام ؟ ياترى متى سوف أحط رحالي على المقعد الموعود .. أعداد كبيرة بين الممرات ، بكاء أطفال هنا، قراءة أذكار هناك ، قرقرة شغالات في تلك الزاوية ، طبعا الرحلة كانت مليئة بشغالات البيوت السعودية ، كنا فرحات ..لكن في الحقيقة لأعلم هل سر هذا الفرح هو عودتهن لأوطانهن أو مفارقتهن لبيوت كفلائهن !! لقد كانت إبتسامة المضيفين والمضيفات هي الوحيدة التي خففت عن الجميع هم الوصول إلى مقاعدهم .
    المضيفة : نهاية الممر سير .
    قلت : شكرا.
    المضيفة التالية : نهاية الممر سير.
    قلت : ربك يسهل ياستي .
    المضيفة التالية : نهاية الممر سير.
    قلت : أين ؟! في المطبخ هناك .
    قالت (بضحكة خفيفة) : لا قبله على اليسار.
    أجر خطواتي لمقعدي ، وأنا أدعو بأن المقاعد التي بجانبي يحتلها الشباب السعودي ، لأن كما معلوم لدى سادتكم بأن مدة الرحلة 8 ساعات ولا أملك أي استعداد لتقبل غير اللغة العربية ،وبالتحديد اللهجة السعودية ( يعني أبي أسولف والإنجلش لاحقين عليه) .
    بسم الله الرحمن الرحيم .. عبدالرحمن !! وش اللي جابك هينا !! وش هالصدفة .. وبجنبي بعد !!.. قلتها بهذا الترتيب ( يبتسم)
    أنه عبدالرحمن لقد كنا في قاعة واحدة بداية سنتنا الجامعية المنصرمة ، علاقتي به كانت سطحية ( سلام وإبتسام فقط) ، تجاذبنا أطراف الحديث وعرّفني على صديقه رامي ، وعرفت بأنه متجه إلى أوكلاند ( أحد المدن النيوزيلندية التي تتعامل معها المكاتب السعودية) وسوف يقضي هناك شهرين من أجل اللغة ، ربطنا الأحزمة إستعداداً لدعسة الكابتن ، تشاركنا في دعاء السفر بصوت واحد (طبعا لايزعج الأخرين) ، وهاهي طائرة الخطوط الصينية الكاثي باسفيك تقلع متوجهة إلى هونج كونج في تمام الساعة الحادية عشر ليلاً، تاركة أضواء الرياض تتوارى خلفها حتى أختفت وأختفت معها لذة مدينتي التي عشت فيها أيامي ولحظات عمري بما تحتويه ، وهاهي الرياض ترقب وميض طائراتنا الأحمر وتراه يتلاشى أمام ناظريها ، وكلها أمل بأن الله يحفظ أبنائها لتحظى بلذة لقائهم .
    نهاية الجزء الأول - المقدمة -

    فنادق عطلات


  5. #5
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    لا تشوقناااااااااااااااااا زيادة

    نحن بأنتظارك

    فنادق عطلات


  6. #6
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    رااائع أسلوب و سردك و ترتيب قصتك.
    حتى كمية ما كتبت كان ممتازا، اللقمة ليست كبيرة بس هي مناسبة ، أرجو أن تكون حلقات بهذا الكم من السرد.
    لك تحياتي

    فنادق عطلات


  7. #7
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    المايسترو

    شوكلاته

    شكرا لتواجدكم أحبتي

    شارع التحلية

    تسلم يالغالي ،،، واللقمة القادمة أكبر وإن شالله تحوز على رضاكم ،،، الجزء الثاني شارف على الإنتهاء


    أخوكم
    الأيام

    فنادق عطلات


  8. #8
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    قبل ماأنزل الجزء الثاني ،، أود وضع بعض الصور عن هونج كونج ،، الصور الغير مذيلة بتوقيعي ليست من تصويري
    حبيت أضع هالصور علشان اللي ماشاف هونج كونج يتخيلها قبل مايقرأ الجزء الثاني
    أحد أطول الجسور في العالم

    ناطحات سحاب هونج كونج


    ليالي هونج كونج


    فنادق عطلات


  9. #9
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    [align=center]الجزء الثاني[/align]

    أستقرت طائرتنا الضخمة في الهواء بعد معارك حامية مع رياح مملكتنا الحبيبة ، وبدأت أغبرة صحرائنا تداعب الأجزاء السفلية من الطائرة ، أُضيئت الأنوار ودبت الحركة بين ممرات الطائرة ، بدأت المضيفات بتوزيع المقسوم ، كوفي ، تي ، كوروسان ، أكلات خفيفة تناولناها ، سوالف وضحكات المسافرين بدأت تتعالى ( بدت الميانة بين الركاب) ، رائحة غريبة بدأت تتسلل لمقعدنا !!
    عبدالرحمن : تشم اللي أنا أشمه
    أنا : أيه .. بس من وين ؟؟
    رامي : شباب شباب شوفوا اللي طالع من بين كراسيكم !! من رجله هذي ؟؟!!
    نعم لقد كانت رجل ذات رائحة تسقط الطير من جوارنا (لأننا في السماء) ، ألتفتنا للمقعد الخلفي دفعة واحدة ، لقد كانت خادمة آسيوية أكل عليها الدهر وشرب ، سابقتنا ببتسامة ،تعجز حروفي عن وصف مدى قباحتها ، ففضلت أن يُغمى علي ، فاأكمل عبدالرحمن المهمة ، أتت المضيفة وحلت المشكلة ، بعد مرور ساعة ونحن منسجمين مع أحد الأفلام ،وإذ بالرجل تطل علينا من جديد (ياليل مطولك) ، لقد عاودت خالتنا الكريمة الكرة ، لقد كانت المسكينة تشتكي من آلام في المفاصل فاأصبحت بين الحين والآخر تخرج لتتمشى بين الممرات (تطلّق رجلينها) .
    عندما جلسنا على مقاعدنا بداية الرحلة ، شُغلت الشاشات ، وطُبع أمامنا الوقت المتبقي على الرحلة وبجانبه خريطة الملاحة الجوية لطائرتنا ، كنا نرى الوقت المتبقي 8 ساعات فتخيب آمالنا بتضييع الوقت ، كنا ننام ونتسيقظ ونتابع الأفلام ومن ثم ندردش (شوي ونتهاوش) والوقت يقول لنا رددوا ياليل مطولك لم تمضي ياأحبتي إلا ساعتان أو ثلاث ،لقد كان معنا تقريبا في تلك الرحلة عشرون سعودياً منهم أربع عشرة شاب تحت الـ 18 سنة (قروب سعودي) معهم مشرفهم من المكتب المختص بالبعثات الدراسية ، وبقية الرحلة كانت من الجنسيات الآسيوية ونسبة قليلة من الجنسيات الأوروبية (ومن ضمنهم صديقنا صاحب الكتاب) ، مرت الساعات والساعات وطائرتنا تسابق الزمن ، وإذ بهونج كونج تتبدى أمامنا ، مستعدة لإحتضان عملاقتنا بعد عناءِ سفر طويل ، بينما كان الكابتن يستعد للهبوط كنا نحمدالله على سلامتنا ، وأخيراً أستقرت طائرتنا عند البوابة رقم 66 من مطار هونج كونج ، ذلك المطار الذي يعد من أروع مطارات العالم ،الذي حصل على الجائرة الذهبية وأحتل المركز الأول بجدارة طوال الخمس السنوات الماضية وفق أحصائية قامت بها سكايتركس أحد الشركات البريطانية المتخصصة في شوؤن المطارات ، ذلك المطار الذي لم يفارق مخيلتي طوال ساعاتي الأخيرة من الرحلة ، محاولاً رسم صورته أمامي ، لكن أكتشفت أني فشلت فشلاً ذريعا في رسم تلك الصورة ، ساأقول لكم لماذا .
    خطوة أول خطواتي في تلك المدينة المسماة بمطار هونج كونج، ياألهي ماهذا العالم الآخر الذي أرآه أمام عيني ؟!! إنها فعلاً حركة دائبة أجبرت حتى الجمادات على التحرك !! أسياب وممرات تعجز عيناك عن كشف آخر لها ،موظفون وموظفات لا تحصيهم عداً ولا نقداً منتشرين في شتى أنحاء المطار ، لدرجة أن شخصك الكريم لا يخطوا بضعة أمتار حتى يقابل من قابل قبل قليل (بحكم الملامح الآسيوية لم أستطع التفرقة بينهم) ، تكاد الإبتسامة لا تفارق شفاههم أو بمعنى أصح هم لم يدعوا تلك الإبتسامة في حالها ، لو تبحلق في أحدهم لثوانٍ أقبل ليقبلك ويتحمد لك سلامة الوصول ( صدق أو لا تصدق) ، هناك في مطار هونج كونج الدولي ياأعزتي كل خمس دقائق تهبط طائرة (واقع لا خيال) ، خلال كتابتي لهذه السطور فتحت متصفح الإنترنت ودخلت على الويب سايت لمطار هونج كونج ، وبالتحديد دخلت على صفحة الرحلات القادمة ، وجدت ياأعزتي جدول للرحلات القادمة خلال الأربع وعشرين ساعة القادمة ، كان في ذلك الجدول فوق الـ 200 رحلة من 130 مدينة حول العالم ، عند عمل العمليات الحسابية على هذا الرقم ستجد أن 10 طائرات تهبط كل ساعة ، ومنه نجد أن طائرة كل 6 دقائق تحط في ذلك المطار الضخم ، لا تعليق لدي على السطور آنفة الذكر ، لأن قلمي فعلا وقف عاجزاً أمام كل ذلك عن التعبير . كان لدينا ست ساعات ومن ثم تنطلق طائراتنا إلى نيوزيلاند ، أتجه الشباب إلى أماكن مخصصة للإنتظار متوفر بها خدمات الإنترنت والطعام والشراب ، ماعدا أخوكم العزيز أتجه إلى أرض هونج كونج خارج المطار ، لقد رزقت من جولاتي في الطائرة بصديقٍ ذا خبرة لا يمل ولا يكل ، هذا الصديق العزيز أصر علي أن أخرج معه لنتمشى (على قولته) في هونج كونج الجميلة ، لأن الفرصة متاحة لنا الآن ولا نريد أن نضيعها في الأستراحة كما يقول ، أنطلقنا إلى بوابات الخروج لهونج كونج بعد أن أنهينا الإجراءات اللازمة ، أنا وأبو رياض ورياض ، نعم لقد كان معنا أبنه الذي لا يتجاوز الأربع عشرة ربيعاً ، أستقلينا أحد التكاسي وكان صاحبه باكستني مسلم (طبعا لا يوجد أي وجه شبه بينه وبين جماعة البطحاء) وأشترطنا عليه الرجوع قبل موعد رحلتنا بساعة ، أنطلقنا في شوارع هونج كونج ، مدينة الحركة والعمل الدائب ، مدينة نطاحات السحاب الشاهقة ، تلك المدينة التي تعد من المراكز المالية الضخمة على مستوى العالم ، تُضخ في أرجائها مليارات الدولارات سنوياً ، هونج كونج تعد من أكبر أحدى عشر مدينة تجارية إقتصادية في العالم ، ومن أكبر ستة أسواق للعملات الأجنبية حول العالم ، ولا ننسى بأن ثاني أكبر سوق بورصة في آسيا يتخذ من هونج كونج مقراً له ، هناك بحق يلتقي رجالات الأعمال وسيداته لينفذون مخططاتهم التجارية ، ويعقدون صفقاتهم المالية ، لقد كانت هونج كونج تحتل موقعاً إستراتيجياً بين دول العالم لهذا رأيناها بذلك الشموخ والكبرياء ،فجأة لمسني من كتفي رياض ليفيقني من رحلتي التأملية طوال رحلتنا في التاكسي ، عندها أتجه نظري بسرعة لساعتي ، وإذا بعشرين دقيقة مرت من دون أن أشعر بها ، نزلنا لنبدأ رحلتنا على الأقدام بقيادة صديقنا الصدوق الباكستني ، كانت منطقة ضيقة ، مشينا بين تلك الردهات الضيقة ، نرى النور في نهاية الممر ، ونحن نقترب منه رويداً رويداً ، فجأة من ردهتنا الضيقة خرجنا ،لنخرج على عالم آخر ، تسمرنا بدون شعور منا، لقد كانت شوارع ضخمة محاطة ببنايات أضخم ، وباصات نقل المواطنين ذات الدورين تملاْ تلك الشوارع أو مايطلق عليها (بالدبل ديكر) ، والمشاة تكاد أن تغص بهم الأرصفة المخصصة لهم ، من كل جنس ولون ( أي جنسية تجي على بالك تحصلها )، محلات تجارية من أعرق الماركات العالمية ، مطاعم من شتى أصقاع الأرض تبدأ من الآسيوية مرورآ بالأوروبية والشرق أوسطية لتنتهي بالأمريكية واللاتينية ، أندية صحية في الأدوار العليا من البنايات ، عيادات طبية ، أماكن ترفيهية ، رجع الباكستني بعد أن أنطلق ونسانا متسمرين ليأخذنا ، نمشي واحد تلو الآخر لكثرة الزحام على تلك الأرصفة ، يتقدمنا أبو رياض وأنا خلفه ثم رياض خلفي ، وإذ بتلك الفتاة الصينية تنظر إلينا من بعيد ، منتظرتنا بتلك الكروت التي كانت تتصيد بها المارة ، ففضلتنا لأننا ذوي ملامح عربية (يتميلح الولد)، بما أن أبو رياض قائد الطابور حصل على كرته الأول ، ثم أنا ثم ....أجزاء من الثانية إلا وأبا رياض يلتفت بسرعة وعيناه تشتاط غضباً ، صاح لرياض قائلاً " رياااااض لا تأخذ الكرت " عندها إلتفت وإذ برياض الصغير يساوم الفتاة على الكرت!! ، هو يريد أن يأخذه وهي رافضة أن تعطيه لأنه صغير ، كان يقول " أبي واحد ليش هم .. مالي دخل " ، أشك بأن حسن حظه قاده للوقوع بصينية ذات ثقافة عربية (عاد هذا اللي صار هههه) ، لا يحتاج أن أذكر لكم مابداخل الكرت ، لأن الموقف يشرح نفسه ، وصلنا إلى جامع إسلامي كبير في هونج كونج ، أول مالامست أقدامنا أسيابه الرخامية ، لامست قلوبنا تلك المشاعر الإيماينة الطاهرة ، تجد الواحد منا يرفع يداه بدون أي شعور شاكراً لله نعمة معرفته وعبادته ، ملايين الأشخاص من حولنا ، تجدهم من شتى الديانات ومنهم من هو بدون ديانة أصلاً ، لم يعرفوا حقيقة الله ، ومن هم من عرف ولكن لم يعرف حقيقة عبادته والوصول إلى طريق رحمته ، صلينا صلاة الظهر والعصر ، لنعود أدراجنا بعد أن قضينا سويعات في هونج كونج تمنينا باأنها أيام لكي نطفئ ما بصدورنا من فضول لإكتشافها ، كانت آخر اللافتات في طريقنا للمطار تلك اللوحة المكتوب عليها " المطار أمام - ديزني لاند يمين "
    ديزني لاند العالمية لا توجد إلا في أحدى عشر مدينة حول العالم ، ومن ضمنها هونج كونج ياأحبتي ،لقد تم إفتتاح ديزني لاند خلال شهر سبتمبر من عام 2005 ، وأستقبلت مايقارب الخمسة ملايين زائر على مدار العام ، لا ديزني لاند طوكيو ولا ديزني لاند باريس تحاكي ديزني لاند الأم المتخذة من كاليفورنيا مقراً لها في التصميم ، أنها ديزني لاند هونج كونج فقط هي التي تحاكيها في التصميمات ، طبعا ديزني لاند لوحدها تحتاج أياماً لتدور في أرجائها وتستمتع بها ، وصلنا المطار ودخلنا ، تذكرت بأني أريد أن أصرف بعض النقود ، أتجهت لذلك الشرطي الواقف هناك (يوزع إبتسامات) لأسأله عن صراف آلي .
    قلت : لو سمحت ، أين أجد أقرب صراف آلي ؟
    قال : هل ترى ذلك المحل المخصص لبيع الكتب ؟
    قلت : نعم
    قال : أدخل من ذلك الممر المجاور له وثم سوف تجد الصراف هناك .
    شكرته ثم أنطلقت بين زحمة المسافرين وعيناي صوب ذاك المحل ، هاأنا أقترب وأقترب ، بدأت أشعر بأن شخص ما يراقبني ويقترب مني ، تسللتني الرهبة والخوف ، تذكرت مطارنا العزيز الذي تمشي وتجري فيه ، ولا يستطيع أي شخص الإقتراب منك ، أستعديت للقبض على اليد التي سوف تُمد لتسرق نقودي أو محفظتي ، هاهي فعلا اليد تحركت (يارب سترك) لكن لمست كتفي بخفة ، ألتفت بسرعة لأسبق لكمته بلكمتي ، وأطبق بعضاً من حركات المصارعة الحرة التي أدمن مشاهدتها أيام الصبا (صعبه شوي ) ، وتخيلت أن من حولي سوف يروني ، ومن ثم يبدأ التصفيق الحار ...الخ ، فجأة وإذ بالشرطي الوسيم الذي قابلته قبل قليل يبادرني بتلك الإبتسامة ليقول " من هذا الممر سير " ... عندها فتحت فاي (فهيت) من هول مارأيت ، لقد ساور الشك ذلك الشرطي بأني قد أضيع عن الصراف الآلي ، ففضل أن يطمئن بنفسه ليضمن وصولي بسلام ، ماهذا التعامل الراقي ياعالم !! ماهذا التعالم المحترم يابشر !! أي إدارة تقوم على تهيئة موظفين بهذا المستوى الراقي من التعامل ، وأي موظف ينفذ مايتلقاه باإخلاص وتفاني ؟؟ ، خبطت يداً بيد من هول الدهشة ، وأنطلقت إلى صرافتي وأنا أتحسر على موظفي مطاراتنا سائلاً الله أن يعوضنا الصبر والإحتساب ، توجهت لأحد موظفي الجوازات (وهو ليس أحدٌ ممن هم يعدون بالإصابع) لقد كنت ألتفت عن يميني فلا أرى أخراً لكوانترات الجوازات لألتفت عن يساري فأجد نفس المنظر ، بادرني بالتحية وختم لي وقال " رحلة سعيدة سير" وبعدها أنا ختمت بالعشرة بأني سأودع هذه المشاهد عندما أصل إلى مطاراتنا الجميلة ، بدأ العد التنازلي لدقائقي الأخيرة في مطار هونج كونج ، فانطلقت عابراً صالات ذلك المطار الواسعة نحو بوابة رقم 63 حيث طائرتنا تستعد هناك لرحلتها الشاقة إلى أوكلاند .



    نهاية الجزء الثاني



    ودمتم

    فنادق عطلات


  10. #10
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    ما شاء الله ...

    تصوير وتنسيق جميل جدا ...

    متابعين معاك

    فنادق عطلات


  11. #11
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    ماشاء الله عليك
    وصف رائع

    والله مادريت الا وانا فاهي معا تقريرك

    واصل ياكابتن

    فنادق عطلات


  12. #12
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    المايسترو
    تسلم يالغالي ،، تواجدك شرف لي
    المفهي
    تسلم يالغالي ،،، والقادم أجمل وأشوق ،، بس أتمنى تعطيني فرصة علشان أكتب الجزء الثالث لأني بديت فيه وراح أنهيه خلال اليومين القادمة
    كما قلت فقط أريد منكم طولة البال علي وعلى تقريري
    أخوكم
    الأيام

    فنادق عطلات


  13. #13
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    الله يعطيك العافية سرد رائع

    اكمل نحن معك

    فنادق عطلات


  14. #14
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    شوكلاته
    الله يعافيك ... وأنا معكم بعد

    فنادق عطلات


  15. #15
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    ماشالله سرد رائع وصور اروع
    بس ممكن سوال اخوي بالنسبه للعفش تسلمه في الرياض وتستلمه في هنوج كونج
    بعدين تشحنه ثانيه لااوكلاند!
    او
    تسلمه في الرياض وتستلمه في في اوكلاند؟

    فنادق عطلات


  16. #16
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Captain Jack


    ماشالله سرد رائع وصور اروع
    بس ممكن سوال اخوي بالنسبه للعفش تسلمه في الرياض وتستلمه في هنوج كونج
    بعدين تشحنه ثانيه لااوكلاند!
    او
    تسلمه في الرياض وتستلمه في في اوكلاند؟



    آسف على المداخله ..

    الوضع الطبيعي انك تستلم عفشك في اوكلاندا ... لكن بعضهم يقول للكوانتر انا ابي انزل في هونج كونج يومين .. فياليت تنزل عفشي في هونج كونج ...

    فنادق عطلات


  17. #17
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    Captain Jack

    ماأزيد على كلام مشرفنا المايسترو


    المايسترو

    ولو اخوي أنت الكل بالكل

    فنادق عطلات


  18. #18
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    السلام عليكم .. هذا الجزء الثالث جهز ولله الحمد

    وقبل طبعا ماأبدأ فيه .. أحب أعرض عليكم بعض الصور كمقدمة للجزء هذا



    خلال طيراننا في الأجواء بين هونج كونج ونيوزيلندا


    وصلت لمطار أوكلاند ثم أتجهت براً لمدينتي روتوروا ... هذه الصورة خلال طريقي لروتوروا


    خلال الطريق أيضاً


    صورة لروتورا ذات الستون ألف نسمة .. منظر من مكان مرتفع ،، طبعا كما ترون بحيرة روتوروا المحيطة بالمدينة


    من نافذة غرفتي .. ياحلوها من أيام .. مظاهر البرد ماتحتاج شرح مع هالصورة :11ld:


    الحديقة الخلفية للمنزل ... طبيعة ولا أجمل




    نفس عميق مع الجزء الثالث القادم
    ودمتم

    فنادق عطلات


  19. #19
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    اخوي الايام كاّن التقرير برررد !!!

    فيه تكلمة ولا نبطل متابعة !!!

    مافي احلى من التقرير اذا جاك حامي حامي

    فنادق عطلات


  20. #20
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    الجزء الثالث



    وصلت إلى بوابة طائرة أوكلاند ، كان هناك الكثير من المسافرين ومن الطبيعي أن تكون غالبيتهم ذات ملامح أوروبية ( يعني ريحة الزيوت والشغالات أفتكينا منها) بالإضافة إلى بقية شباب رحلة نيوزيلندا ، وقعت بجسمي المتهالك بعد عناء تمشية هونج كونج على أحد الكراسي ، رفعت رأسي.. وإذ باإبتسامة رامي الماكرة أمامي ليباشرني بسؤاله " أعترف أين كنت ياهذا؟؟" ، قلت: مهلك ياعزيزي علي ، دعني ألتقط أنفاسي وساأعترف بكل شيء ..حتى الذي لم أفعله ساأعترف به ، ثم أخبرته بما أكتض في جعبتي من محصول للستة ساعات التي قضيتها بين أرجاء هونج كونج الساحرة ، بعد جلوسنا بقليل فُتحت البوابة ، وقد كان أكبر همي هو رميُ نفسي على مقعد الطائرة لأسحبها نومة (بالسعودي الأصلي) وأستيقظ على فتح عجلات طائرتنا في أوكلاند ، وصلت لمقعدي وكان بجانبي أثنان من الشباب السعودي لم أتعرف إليهم مسبقاً ، سلمّت عليهم وجلست أنتظر لكي تقلع الطائرة فأدعو دعاء سفري ومن ثم رحلة النوم يبدأ مشوارُها معي ، أقعلنا وفعلاً بدأ شوط النوم الأول ، طبعا مدة الرحلة كانت أحدى عشرة ساعة ، كانت رحلةٌ أطول من سابقتها بساعتين ونصف الساعة ، نمت تقريباً لمدة خمس أو ست ساعات وبعد ذلك على أدنى حركة أستيقظت بعد أن أخذت مافوق كفايتي من النوم ، ياألهي ماهذه الرائحة ؟؟ ألتفت عن يميني ، لقد كان أحد الشابين يشرب ( وينكم ياعبدالرحمن ورامي تجون تجلسون جنبي وتفكوني ) ، فعلا تضايقت من الرائحة وخاصة أنه بجانبي مباشرةً ، المهم تبادلت المقعد معه لأكون بالقرب من صديقه على الأقل لكي أتحدث مع صديقه ، تعرفت على أسمه وكان أحد طلاب السنة الثانية في تخصص طب الأسنان في الجامعة ، تبادلنا أطراف الحديث ، ودخلنا في شتى المواضيع إجتماعية ، علمية ، وناسية ( ترفيهية يعني) ، حتى المواضيع السياسية لم تسلم من ألسنتنا .. بحكم تحليق طائرتنا فوق الأجواء الدولية ، التفت إلى صديقنا الآخر وإذ به رجع لعالمنا ، بادرته بالتحية وسألته عن أحواله ، كان طالباً في أحد الكليات ، خرج لتطوير لغته الإنجليزية على حد قوله ، وأخذتنا المواضيع ونسي أنه قال ماقال عن تطوير اللغة ، لإكتشف في آخر المطاف أنه لا يملك شيء من اللغة لكي يطوره أساساً ، ولكن خرج ليطور أشياء أخرى !!.
    الجو مشمس والساعة تقترب من الواحدة ظهراً ، أخيراً أقتربت عملاقتنا من نيوزيلندا ، بدأت طائرتنا تتأهب للهبوط على مدرج مطار أوكلاند المجاور لذلك الميناء البحري الساحر المسمى بمانوكاو ، هاهي عجلات طائراتنا تلامس الأراضي النيوزيلندية ، صوت المحركات النفاثة العكسية أرتفع معلناً إجبار عملاقتنا على الرضوخ للتوقف ، ومن ثم التوجه إلى بوابتها ، مشاعر غريبة إنتابتني لحظة وصولي ، حاولت تجاهلها فحملت شنطتي لأسلك ممرات طائرتنا ، مودعاً إياها بنظراتي الأخيرة لمقعدي الصغير ، نزلت من الطائرة وتوجهت لأنهي إجراءات الدخول ، ممسكاً بيدي ورقة يجب تعبئتها عند دخولك للأراضي النيوزيلندية ، هاأنا المح عبدالرحمن ورامي بين زحمة المسافرين ، توقفا قليلاً وإذ بي بينهم ، تحمدنا لبعضنا سلامة الوصول ، بدأنا بتوزيع الإبتسامات لبعضنا البعض ، وفي الحقيقة لا نلام ، فرحلتنا كانت أشبه مايكون بتحدي تلك المحيطات والبحار لمدة تتجاوز التسعة عشر ساعة ، أنطلقنا بين أسياب مطار أوكلاند ، مطار منظم بمعنى الكلمة ، تصميمات جذابة ، متواضع ولكنه يبقى شامخاً بتواضعه ، وصلنا للموظفين المختصين ، بدأت بالإستعداد نفسياً للتحقيقات ، فكما سمعت أن طلاب دولتنا الموقرة يعاملون معاملة تختلف عن غيرهم ( والسبب معروف لدى سادتكم) ، كانت الإبتسامات التي تعلو شفاه الموظفين تطمئننا قليلاً ، وصلني الدور ، تقدمت خطوتان للموظفة التي إبتدأت معي باإبتسامة ذات أصول ماورية (فيما بعد عرفت من هم الماوري ) ، وسألتني عن حالي وقصدي من الدراسة ، أنهت حديثها بما إبتدت به ، وصلت الموظف التالي ، كان واقفاً بجانب زميليه مكونين ثلاث مسارات ، توقفت عنده لمدة ثلاثين ثانية تقريبا ، ومن ثم شكرني ومررت من عنده ، إجراءات رائعة وتعامل أروع مما ساعد على إنهاء إجراءاتي بوقت قياسي ، قد تكون مزاجية الموظفين وقلة الزحمة لها دور في ذلك ، أنطلقت ومعي رامي وعبدالرحمن ، سلكنا الممرات حتى وصلنا للعفش ، أخذ كلٌ منهما شنطته فاأنطلقنا ، مررنا بالصرافين لتبديل الدولارات الأمريكية وبالدولارات النيوزيلندية ، أكملنا طريقنا ، هانحن بدأنا نقترب من بوابة الخروج ، خرجنا من البوابة لنقف بعدها مشدوهين ننظر لتلك الجموع الغفيرة من النيوزيلنديين ، ياإلهي كلٌ ينظر إلينا ويشير بورقة مكتوبة بخط اليد ، ورقة تحمل إسم عبدالله وأخرى إبراهيم وثالثة هناك تحمل عبدالمجيد ( بنطقها المكسر) ، كيف لنا الآن أن نجد أسمائنا بين هذا الكم الكبير من اللوحات ، هذا غير الأسماء الصينية واليابانية التي أصابت روؤسنا بالصداع ، بعد أن تزغللت عيوننا من النظر لتلك اللوحات ، صِحت فجأة ليقفز رامي وعبدالرحمن خوفاً قائلين " سكنهم مساكنهم "
    قلت (ضاحكاً) : لقيت كفيلي ياشباب لقيته .
    أخذت وسائل الإتصال بهما وودعتهما ، لأنطلق لذلك النيوزيلندي ، كان يحمل لوحة عليها تقريبا خمسة أسماء ( أنا العربي الوحيد بينهم) ، وماأن وقع بصره علي إلا وبإصبعه أشار إلى أسمي ، ولسان حاله يقول " ترى أخرتنا يابن الحلال خف رجلك شوي" فقد كنت آخر الواصلين من قائمته الكريمة (كعادتها الطائرة التي تحمل السعوديين تكسب من طبائعهم الشي الكثير ) ، محادثة قصيرة دارت بيننا ليلتقط النيوزيلندي مابيدي من أغراض قائلاً "أتبعني للسيارة" ، طبعا ياأعزتي أريد أن أتوقف قليلاً هنا لأخبركم عن وضع معهد اللغة ، فاأنا راسلت معهد في مدينة أسمها " روتوروا" ، هذه المدينة تبعد عن أوكلاند ثلاث ساعات براً ، هذا السائق تابعٌ لمعهدي المسمى بـ rela أو " ريلا " وهو إختصار لـ " أكاديمية روتوروا للغة الإنجليزية " ، المهم وصلت إلى ذلك الباص الصغير (ميكروباص) وكان بجانبه ياباني ويابانية ماأن رؤوني إلا والفتاة اليابانية تلتقط شبشبها لتسفه نحوي ( تسف = تقذف بقوة ) ، طبعا يابانية وإصابتها دقيقة ، فقد أصابتني في جبهتي الموقرة ، حمداً لله أن شنطة اللاب توب لم تكن معي ( مع السائق ) وإلا كان لاب توبي في خبر كان وأخواتها ( أخاف عليه أكثر من نفسي) ، طبعا هذا ماكانت تخطط له تلك الفتاة اليابانية على الأراضي النيوزيلندية ، ولكن ... خافت أن أرفع القضية للأمم المتحدة فتدخل دولة اليابان باإمبراطورها العظيم في متاهات هي في غنى عنها ، لذلك فضلت الإبتسام والترحيب كصديقها الياباني بشخصي الكريم ، ركبنا الباص الصغير وقد كان فيه الياباني وصديقته اليابانية وفرنسي وأثنان من تاهيتي ( مستعمرة فرنسية ) ، أنطلقنا نحو مدينتي الصغيرة ، ماأن أكملنا ربع ساعة إلا والشعب نيام ، فقد كانوا ينتظروني لمدة ساعة ونصف الساعة ، عند وصولي شُغل باصنا الصغير بمكيفاته، عندها أستطاع الجميع الخلود إلى النوم ، ماعدا صديقكم ، فقد كانت المناظر الطبيعية التي عن يمينه ويساره تمثل قصة أخرى بحد ذاتها ، كنت أرى عن يميني ، فاأسابق سرعة باصنا الصغير لأرى مافي الجهة الأخرى ، مناظر خيالية ، طبيعة خلابة ، الأراضي هاهنا تتزين بالمسطحات الخضراء ، لا ترى لها آخر فهي ممتدة باإبمتداد بصرك ، وتلك الأبقار والأغنام التي تملأ معدتها بما أنعم الله عليها من نعم حول أقدامها ، ياسبحان الله ، كلمة تفهوت بها دون أن أحس ، فقد تذكرت مالدينا ومالديهم ، وأحسست بعظمة الله ، كلها أرض ولكن مشيئة الله التي هي فوق كل شي ، مررنا بتلك البحيرة التي سرقت نظراتي بجمالها ، كانت محاطة باأشجار أجمل ، وحولها أزواج البط الفاتنة وأنواع مختلفة من الطيور ، باإختصار ياأعزتي كان كل ميل نقطعه في تلك الرحلة ترتسم فيه لوحة جمالية أخَّاذه ، تقول لسابقتها أنا أجمل وأزهى منكِ ، هناك خلف تلك التلال الخضراء ، كان يومي الأول في نيوزيلندا تغرب شمسه ، وكنت من شدة التعب و الإعياء واضعا رأسي على الوسادة الجانبية وعياني ترقب خيوط الشمس الذهبية وهي تودع تلك الطيور والأشجار ، وماأن أختفت الشمس خلف تلك التلال الخضراء إلا وأنا غائب معها ، لأستيقظ بعد ذلك على أصوات السيارات داخل روتوروا ، تناقص الطلاب من حولي وأقترب دوري ، فمهمة هذا السائق هي إيصالنا إلي بيوت عوائلنا " الهوم ستاي" ، ودعت صديقتنا اليابانية فقد كانت هي آخر الواصلين قبلي ، أنطلق السائق بين شوارع روتوروا إلى منزل العائلة النيوزيلندية ، كانت الساعة تقريبا تشير إلى السابعة مساءً ، درجات الحرارة كانت منخفضة جداً هنا ، لذلك كنت أشعر بتسلل البرد لجسمي، الظلام أسدل أستاره على أرجاء المدينة ، بدت الشوارع خالية من السيارات ، توقف الباص عند ذلك المنزل المتواضع الذي كان يتميز عما حوله بالطابق العلوي بينما بقية المنازل المجاورة كانت ذات طابق واحد فقط ، فُتح باب المنزل لحظة وقوفنا ، وإذ بتلك العجوز النيوزيلندية التي أرتسمت عليها ملامح الترحيب الحارة ، نزلتُ من الباص الصغير لألتقط أغراضي بينما هي كانت تشكر السائق وتودعه ، ألتفتت لي بوجهها لتقول "تفضل ياعزيزي من المؤكد أن رحلتك كانت متعبة" ، شكرتها وأتجهنا لباب المنزل لتدخل أمامي فاأتبعها بخطواتي المتعبة ، كان أمام تلفزيون صالتهم الصغيرة "روشيل" تلك الفتاة ذات العشرين عاماً ، متسمرة تتابع أحد أفلام الرعب بحماس ، ألقيت التحية من بعيد لترد بدورها ولسان حالها يقول " خربت جو الفلم علي ،، أطلع بس لغرفتك ولا يكثر " ، فعلاً .. أنا لم أُكثر ، وصعدت برفقة عجوزي ذلك الدرج المتهالك متجه نحو غرفتي ، فتحت باب الغرفة لي وقالت : "تفضل...أدفئ غرفة في المنزل أصبحت من نصيبك" ، شكرتها وأنا لم أفهم المغزى من أدفىء غرفة !! ، رميت أغراضي ومن ثم رميت نفسي على ذاك السرير الواسع ، لقد كنت منهك القوى بحق بعد عناء رحلة قدومي ، تذكرت صلاتي ، قمت مرة أخرى وقررت النزول لأبحث عن دورة المياه وأتوضأ ، أنطلقت نازلاً من الدرج ، مررت بالصالة وصديقتنا "روشيل" مازالت متسمرة ، قصدت المطبخ لأعبره نحو دورة المياه أعزكم الله ، توضأت وسلكت طريق عودتي للغرفة ، وقفت فجأة قبل أن أصعد الدرج وعيناي ترمقان ذلك الشاب القادم من أعلى الدرج، من هذا الشاب الممسك بمنشفته وفرشاة أسنانه ؟!! ، لا مش معؤول ... هو أنتا !! ، تذكرت أخيراً أسمه ، أنه " جاك " وساأقول لكم قصة معرفتي باأسمه ،
    في بدايات ترتيبي لهذه الرحلة ، وبالتحديد عند مراسلتي للمعهد ، كنت أصر على أن تكون العائلة ذات أفراد غير مدخنين ، فاأنا خلقت وخُلق معي كرهي للسجائر ودخانها ، شرطي الثاني كان عدم وجود الكلب إبن الكلب أكرمكم الله والسيدة القطة في المنزل ، بحث المعهد بين العوائل ورد لي قائلاً " أن شروطك تعجيزية ياصديقنا ولكن وجدنا لك عائلة لن تشم في بيتهم رائحة السجائر ولكن لديهم قطة " ، قلت رضينا وأمرنا لله ، فالقطه أهون بمئات المرات من الكلب أجلكم الله ، وقالوا لي أيضاً أن هذه العائلة لديها طالب آخر من هونج كونج ، قلت " هذا ماأريده فاأنا لم أذهب هناك لأعتزل العالم وأعيش وحيداً بين عجوزين أكل عليهما الدهر وشرب " ، فالرجل العجوز الساعة الثامنة مساءً وهو فارش فراشه ليغط في سباته ، والمرأة العجوز تكاد أن تأكل نصف الحروف الإنجليزية عند تحدثها ، وبكذا تقل فائدة رحلتي بنسبة كبيرة جداً ، لأن كما معلوم لدى سادتكم العائلة لها دور كبير في تطوير لغتك وإنطلاقتك في المحادثة مع الآخرين ، لذلك وضعت علامات صح عند جميع أفراد الأسرة لأجد في النهاية مطلبي (تنفيذاً لنصيحة صاحب مكتب سفر أعرفه) ، لقد كان منزلٌ يحوي جميع الفئات العمرية ، المهم كان الشخص الذي آراه في أعلى الطابق الثاني كما أخبرتكم هو "جاك" ، ذلك الشاب الصيني ، صاحب الجسم الرياضي الذي أخافني في بادئ الأمر ، وبدأ الشيطان يوسوس لي ويقول " مؤكداً أن في يوما ما سيطبق علي بعضاً من حركات الكونغ فو الشهيرة " ، رحب بي على الطريقة الصينية التقليدية فرحبت به ، دخلت غرفتي بعد أن توضأت وتحسنت الرؤيا لدي أكثر من قبل ، الآن عرفت لماذا قالت العجوز " أدفئ غرفة " ، لقد كان هناك في زاوية غرفتي الصغيرة المدخنة، هذه المدخنة تنطلق من الطابق الأول لتخترق غرفتي ومن ثم تخرج من خلال سطح المنزل ، للتخلص من الدخان الناتج عن المدفئة المتواجدة في الصالة الصغيرة من الطابق الأرضي ، قفزت من موقعي بسرعة البرق ، لأجلس بجانب تلك المدخنة الدافئة ، أتحسس الدفئ والأمان ، هممت لأصلي ، ولكن لحظة .. أين القبلة ؟؟؟ كيف ساأصلي الآن ، أخرجت رأسي من باب غرفتي ثم ندهت قائلاً " فال ... إيتها العجوز النيوزيلندية هل لي بسؤال لو سمحتي " ، ماإن سمعتني إلا وأنطلقت نحو ضيفهم الجديد ملبية ندائه الأول ،
    فال : نعم ماذا تريد ؟
    قلت : أريد أن أصلي ولا أعرف القبلة في أي جهة تكون ؟
    فال : وماهي القبلة أساساً لأجيبك على تساؤلك ياهذا !!
    قلت : ساأقول لكِ فيما بعد ماهي القبلة ،، فاأنا الآن متعب ،، حسناً هل من الممكن أن تفكري للحظات لتشيري بيدكِ نحو أستراليا .
    علا رأسها علامات من التعجب ، ولكنها رضخت للأمر وفكرت قليلاً ثم أشارت بيدها نحو تلك الزاوية من الغرفة ، قصدت تلك الزاوية لأنحرف عنها قليلاً متوجهاً نحو كعبتنا المشرفة (بعد الإجتهاد المشروع) ، رفعت يداي مكبراً لله ، دخلت في عالم الطمأنينة ، اتممت صلاتي لأرفع يداي داعياً الله أن يهون علي هذه الرحلة ، ويثبتني على إيمانه ، ويحفظني من كل شر وفتنة ، تحركت من مكاني لأتجه للزاوية الأخرى لأرتب أغراضي وشنطتي ، كان باب غرفتي مفتوحاً ، من خلال ذلك الباب كان منظر الصالة العلوية ظاهراً أمامي ، ياترى لمن هذا الكمبيوتر اليتيم في المنزل ،أنشغلت باأغراضي ، وبعد بضعة دقائق سمعت أصوات مفاتيح الكيبورد تُضرب بحماس الكتابة ، لقد كانت المرأة العجوز فال لابسةً نظارتها الطبية وعن يمين كمبيوترها الشخصي مجموعة من الكتب ، أنهيت ترتيب أغراضي لأقف بعدها أجر خطاي العاجزة صوب سريري بعد أن أغلقت باب غرفتي، تلحفت من شدة البرد ، أخذت أفكر بما يدور حولي ، رسمت عدة إستفهامات وعلامات تعجب في مخيلتي ، ياترى ماذا ساأرى من هذا المنزل ومن فيه ؟! ، كيف ساأتعايش معهم ؟!، هل ساأنسجم معهم أم لا ؟!، وماقصة هذه العجوز فال ، فقد كانت خلال جولتي الصغيرة عند ذهابي للوضوء تدور وتشتغل في أنحاء المنزل بهمة عالية وفي الآخر وجدتها منغمسة في كتابة بحث ، كأنها ذات الثلاثين عاماً وهي في حقيقة الأمر تتجاوز الخمسين بقليل ، أنها ليست كمن في بلادي ، التي ماإن تقارب الأربعين إلا وأمراض العصر جميعها تغزو جسدها ، ثم لا تكاد أن تحمل نفسها ، قد تكون لقمة العيش هي السبب هنا ، فنحن شعب أنعم الله عليه بالخدم والحشم هناك ، ونسبة الشغالات في البيوت السعودية تصل إلى 80% ، وماتلك الفتاة المسماة بـ "روشيل" ، هل هي من الجن أم الأنس ؟!! ، ومالها ولإفلام الرعب والدماء التي تشاهدها ، أم هي تعد من نوعية الشباب التي نطلق عليها في سعوديتنا الحبيبة بالـعرابجة ، ولكن الوضع هنا يختلف ، فهذه عربجة ذات طابع أنثوي غريب ، جاك .. هو صاحبي الذي من المؤكد سيذهب معي إلى نفس المعهد ، وأنا هنا معه في نفس المنزل أيضاً ، ياترى من كم جملة يتكون أسمه الصيني الحقيقي ؟! ، لا الومه باإختيار " جاك" فهو كغيره من الآسيويين لا يريدون أن يحرجون الشعوب الأخرى بحفظ أسمائهم التعجيزية ، إن تشكيلة المنزل ناقصة !! ، أين الرجل العجوز سائق الحافلة المسمى بـ " رسَل" ، وأين أبنهم ذي الثلاث عشرة سنة "ماثيو" ، وأين المذكورة بـ " ميليسا " ذات الثمان وعشرون عاماً وأين أبنها الصغير الذي سوف يكمل سنته الأولى بعد أشهر ، وياترى ماحقيقة هؤلاء الأشخاص اللذين لم اقابلهم حتى الآن ، مزقت ورقة الأسماء المُرسلة على إيميلي من قبل المعهد لأضعها في حاوية النفايات القريبة من سريري ، بعد أن تفقدت أسماء من هم في هذا المنزل وماهي إهتماماتهم ، تأكدت من تغطية أجزاء جسمي هروباً من لفحات البرد القارس ، لأغلق بعدها عيناي فأغط في سبات عميق .




    ودمتم
    أخوكم .. الأيام

    فنادق عطلات


  21. #21
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    أخوي المايستر .. هل الصور ظهرت عندك أم لا ؟؟؟

    لأني وضعت صور مقدمة للجزء الثالث وماني شايفها ؟؟!!

    ياليت تتأكد يالغالي

    فنادق عطلات


  22. #22
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    أخوي المفهي أتمنى أنك تعذرني من جد

    بس فعلا أنا مزنوق مع الوقت لآخر درجة ... أنت تعرف الواحد لما يحاول يلحق أشغال البيت والدراسة الجامعية كيف يكون وضعه


    وآسف على التأخير في الجزء الثالث ... وأتمنى أنه بعد التأخير ظهر بالصورة اللي تخليك تستمتع فيه أكثر من الأجزاء السابقة .. وخاصة لأنه أطول


    أخوك
    الأيام

    فنادق عطلات


  23. #23
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    يعطيك العافيه ياالمايسترو وشكرا على التوضيح

    فنادق عطلات


  24. #24
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    يعطيك الف عافيه يا اخوي الايام ...


    ماشاء الله عليك سرد اكثر من رائع

    ومذكرات ابداع ..

    وانا ان شاء الله ناوي اروح لنيوزيلندا اخذ كورس بس بعد ما شفت التقرير

    عزمت ان شاء الله ....


    وبانتظار البقيه على احر من الجمر...

    فنادق عطلات


  25. #25
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    ما شاء الله
    اهنئك على دقة الوصف ووضوح العبارة

    لقد نقلتنا بوصفك الى الجزء الاخر من العالم

    فنادق عطلات


  26. #26
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    ممتاز اخوي

    تقرير ولا اروع ... صراحه خشينا جو مع الصور ... كثر منها الله يرحم والديك


    بانتظارك ولا تتأخر

    فنادق عطلات


  27. #27
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    أبو تراب
    تسلم يالغالي على الكلمات الرائعة

    أبو علي
    تواجدك شرفني

    Roni
    تسلم يالغالي وإن شاءالله ماأتأخر عليكم ... أنا في صدد الإنتهاء من الجزء الرابع



    كلماتكم الجميلة تزيد من همة قلمي

    فنادق عطلات


  28. #28
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    رااائع جدًا ...
    لديك نفس روائي مذهل ..
    حلقت معك عاليًا ...
    وشممت رائحة الكبريت .. وأنت تتحدث عن رتوروا ..
    التي في مطارها استنكرت عليّ امرأة أكل البيض (ساخنًا) ..
    وها أنا .. استمتع بسخونة الأحداث مع أحرفك الماتعة ..
    سجلني أحد المتابعين لك ..

    .. لي ملاحظة حول عنوان مقطوعتك الأدبية ..
    هلاّ أعدت النظر فيه .. ؟

    دمت بخير
    محمد

    فنادق عطلات


  29. #29
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    هلا أخي محمد
    أنه لشرف أن تتزين صفحتي المتواضعة بتواجد شخصك الكريم ،،

    لقد أدمنا تلك الرائحة هههههه ،،

    وأنت من سيعيد النظر ياعزيزي ليس أنا ،، ومنكم نستفيد

    أنتظر ردك وملاحظتك يامبدعنا

    فنادق عطلات


  30. #30
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    تقرير ولا ارووووع بس لاتطول علينااا بهالحلقاات

    تحياتي

    فنادق عطلات


  31. #31
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    أخواني حسابي اللي في جيران مدري وش فيه زعل .. علشان كذا انا مضطر بتأجيل الصور إلى مااشوف وش قصة جيران

    أترككم مع الجزء الرابع وقراءة ممتعة للجميع

    فنادق عطلات


  32. #32
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    الجزء الرابع


    على صوت أجراس منبه جوالي فتحت عيناي لأجدني أرتجف تحت غِطائي، ياألهي ماهذا البرد الذي كاد أن يجّمد الدم في عروقي؟!! ، لقد خمد موقد تدفئة الصالة بعد الساعة العاشرة مساءً بعد أن غادرها آخر أفراد الأسرة ، لذلك أصبح عمود المدخنة القابع في إحدى زوايا غرفتي مجرد حديدة متقلصة من شدة البرد لم أفكر مجرد التفكير في الإقتراب منها مجدداً (كليلتي الفائتة) ، هذا غير أن درجات حرارة هذه المدينة لا تتعاطى إلا بالسالب ، نزلت من سريري لأفتح باب غرفتي ، الهدؤ يخيم على أرجاء المنزل ، فقد أستيقظت مبكراً قبل الجميع ، سلكت الدرج متجهاً نحو دورة المياه ، قرع قدماي هو الصوت اليتيم المسموع تلك اللحظات ، كان البرد سيد الموقف بكل جدارة ، فعندما تسمح لنظراتك الفضولية بالتطلع من خلال شباك صالتنا المتواضعة ، ستفاجئ بأن كل ماهو واقع أمام منزلنا مكسو بالبياض ، عندها سيرتد إليك بصرك خاسئ وهو حسير ، وستفقد آمالك في إيجاد أياً من مظاهر الدفء والأمان (بحكم أن الأمان مترتب على توفر الدفء في أغلب الأحيان) ، رجعت لغرفتي لأهيء نفسي ليومي الأول ، ها أنا مستعد للنزول للطابق السفلي مجدداً ، نزلت وكانت العجوز فال في المطبخ تدعك عينيها محاولةً إبعاد آثار النوم عنهما لتنطق بعدها قائلةً :
    - صباح الخير ريد .
    - إني تشرفت بمعرفته مسبقاً ... أنه ريد مقاوم الحشرات الزاحفة والطائرة .
    - وآآت ؟!!
    - رايد ياسيدتي وليس ريد .. وبالفصيح رائد .
    - حسناً .. صباح الخير ياسيد رايد .
    - صباح الخير سيدتي (مع إبتسامة نصر )
    - كيف هو صباحك مع أقوى موجة صقيع منذ أربعين عاماً على مدينتنا ؟
    - ماذا تقولين يافال ؟!!!
    لقد كان ذلك الشتاء قاسياً على روتوروا ، تلك المدينة الواقعة فوق تضاريس الجزيرة الشمالية من نيوزيلندا ، ومن المعروف أن الطقس يختلف كلياً بين الجزيرتين الشمالية والجنوبية ،فالجنوب تكسوه الثلوج بعكس الشمال النيوزيلندي ، فصادف أشد فصول شتاء روتوروا وجودي بين أحضانها المتجمدة ، قاطع حديثي وفال عن الطقس جاك قائلاً "صباح الخير جميعا" وتبعه "رسَل" ثم "ماثيو" اللذان ما إن رأتهما فال إلا وأبتسمت قائلة لهما " أعرفكم على ضيفنا الجديد رايد .. وليس ريد أنتبهوا" ، بعد ذلك أرتني فال أجزاء المطبخ وأجهزته لتختم قائلةً " أخدم نفسك وجهز إفطارك من بين ما تشتهيه من طعام " ، شكرتها ثم بدأت بتحضير إفطاري مع كوب من الحليب الساخن ، لعلي أظفر بشيء من الدفء فاأخفي مظاهر البرد عن العيان ، فاأمر البرد بالنسبة لهم كأن شيءٌ لم يكن ، كنت جالساً على الكرسي الواقع في مقدمة مطبخنا، دبت الحركة بين أرجاء ذلك المطبخ الصغير ، فالأسرة باأكملها مستنفرةٌ أعضائها إستعداداً لبداية أسبوع جديد من أسابيع الدراسة ، فالأم فال تحضر شنطة إفطار ماثيو ، ورسَل الأب يعد قطع من التوست المحمصة ، أما جاك ففي تلك الزاوية كان ينتظر الغلاية الكهربائية تنطفئ ليبدأ بإعداد حليب الشوكلاتة المفضل لديه ، الكل هنا يحاول أن ينجز مابيديه ،وعيناه في الوقت ذاته ترمقان تلك الساعة المعلقة على الحائط محاولاً مجاراة عقاربها المتسارعة والمتقدمة تعمداً خمس دقائق عن ساعتي وساعة التلفاز النيوزيلندي ، في خضم هذا المشهد المفعم بأقوى صور الحيوية والنشاط ، كنت رابضاً فوق كرسيِّ أحتسي حليبي الدافئ ، وتاركاً لعيناي الفضول بملاحقة تحركاتهم وسكناتهم لعلي أجد تفسيراً يقنعني بعدم وجود ذلك المشهد في دياري ، غير أن الموقف أخذني بعيداً لإستكشاف كلاً من "الأب رسَل" وأبنه المدلل "ماثيو" ( بحكم أني لم أقابلهم عند وصولي ليلة البارحة) أما رسَل فقد كان يوزع إبتسامات وهو ينجز مهامه ، كان يتكلم بنظام أكل حرفين وإخراج حرف ، فهو ذلك الرجل العجوز صاحب الشاحنة العملاقة ، بالإضافة إلى عمله في توصيل الطلبات لدى بيتزا هت ( مع أبنته روشيل)، كان غير متعلم تعليما مدرسياً كافياً ، لذلك بدت لهجته غريبة جداً على مسمعي ، بعكس بقية أعضاء المنزل ومن ضمنهم فال الأم التي أكتشفت فيما بعد أنها تعد بحثاً لإيجتاز أحد الإختبارات الأكاديمية ، كان رسَل يبدو هادئاً رغم فوضوية الموقف ذلك الصباح ، بعكس ذلك الرجل السعودي المستقيظ صباحاً برفقة عقاله الموقر الذي مهمته فقط هي محو أي آثار تشير إلى أن هناك نفس بشرية خامدةٌ على سريرها ، أما ماثيو ذلك الفتى الذي ماإن سمعت أحد نغماته الصباحية المقرفة (أكرمكم الله) لم أستطع إكمال إفطاري ، في الحقيقة ياسادة لم أكن أرى أمامي طفل كبقية الأطفال ، فقد كان إن صح التعبير كتلة من "البثارة" تتحرك في ذلك المطبخ ، كان يبتسم ويخفي خلف إبتسامته الويلات من أنواع النذالة لضيفهم الجديد (كما كان يفعل بجاك خلال الدقائق القليلة الماضية) كنت أتمنى أن أراه "يتكرفس" بذلك الشراب (أعزكم الله) الممتد متر أمام قدميه لأفتتح صباحي بأحد المشاهد الكوميدية المضحكة ولكن للأسف لم يتم ذلك المشهد لإنقطاع البث ، أشارت فال إلي بأني سأرافق جاك ورسَل في يومي الأول للمعهد ، التقط جاك شنطته المدرسية وإبتسامة رضا بدت عليه بعد أن وجد من يؤانسه ويقف عوناً له في مواجهة هذا الخطر المتسرطن في أنحاء المنزل المسمى بماثيو ليقول لي " هيا فرسَل خرج من الباب الخلفي لتشغيل الحافلة " ، أنطلقت خلفه حتى وصلنا حافلتنا ، وقفت ضاحكاً على ماسيحدث الآن ، فتلك الشاحنة الديزل المعروفة "بالدينه" ستقلني إلى معهدي برفقة جاك ، وأنا بصراحة لم أعتد أن أركب هذا النوع من وسائل النقل المريحة ، لكن ركبت كما قلت لكم وأنا ضاحكاً وبنفس الوقت حامداً ربي على النعمة التي أنعم الله علي بها في بلدي ، ربط جاك حزام الأمان لأربط حزامي "بعده" ، لننطلق بعدها متوجهين نحو المعهد ، الشمس أشرقت من وراء تلك المنازل المرتفعة فوق المروج النيوزيلندية الخضراء ، كان رسَل مندمجاً مع نشرة للأخبار الصباحية من خلال مذياع حافلته المتهالك ، بينما أنا كنت أرقب تلك الجموع الغفيرة ذات الزي المدرسي الموحد ، منهم من كانوا برفقة أحد أوليائهم وآخرين على أقدامهم والبعض كان يستقل دراجته الهوائية ، الزحام يملأ شوارع روتوروا ، ومع ذلك كانت الفرامل تضرب بعنف عند إضاءة الإشارة الصفراء، أما هناك (وأنتم تعرفون أين) فالأصفر يعني "أدعس يابو الشباب لا تطفي الإشارة" ، الكل هنا في روتوروا كأي بلد في العالم "طبعا بإستثنائنا" يعرف معنى كلمة نظام ، فكل سيارة تلزم مسارها وتلتزم بالسرعة المحددة على الرغم من أن الشك داخلني بأن سياراتهم تصنع بتلك السرعة المدونة على اللوحات !! ، المارة متمركزون في زوايا التقاطعات وأعينهم صوب إشارة عبور الشارع ، لتطلق بذلك صفارتها المتقطعة (لمن لا يرى الرجل الأخضر) معلنةً أن بإستطاعتهم العبور بسلام ، بينما لدينا "الرجل الأخضر" أصبح أضحوكة للرجال الخضر في دول العالم قاطبةً ، فليس له أي أهمية (هذا إن وجدته يضيء أساساً) ، أما "الأحمر" لا أعلم عنه شيء إلا أنه هاجر منذ غابر الأزمان لأحد الدول المجاورة التي تعيره أهتماماً ولو كان ذلك الإهتمام يعد بسيطاً ، سلكنا الشوارع والطرقات ، وعند إكمالنا للدقيقة العاشرة توقفت حافلتنا المتهالكة وهي تلهث من شدة التعب والبرد أمام الفناء الخارجي للمعهد مجبرةً إيانا على النزول ، كان مبنى ريلا (أسم معهدي) متواضع بمعنى الكلمة ، وعدد طلابه كما عرفت فيما بعد لا يتخطون المائة طالب في أزحم المواسم ، وغالبيتهم من الآسيويين ونسبة قليلة من جنسيات أخرى ، أتجهت لقسم الإدارة وكانت في إستقبالي "جولي" ، عرّفتها بأسمي فوجدتهُ بسهولة ، فقائمة الطلاب الجدد محدودة ويعدون على أصابع اليد ، " صباح الخير " قلتها بعد أن رأيت تلك اليابانية صاحبة الشبشب أعزكم الله ، فقد كانت واقفة ضمن مجموعة من الطلاب الجدد اللذين كانوا معي في باصنا الصغير عند قدومي لروتوروا ، دخلنا لقاعة الإجتماعات فتوزعنا على المقاعد ، بدأت جولي وبجانبها أحد الإداريات بالترحيب بنا ، كانت لا تمل ولا تكل من التنكيت ، فبدا لي أنها " وسيعة صدر" منذ أن رأيتها للوهلة الأولى (أشك بأنها كانت تعمل في السرك هذا إن لم تكن على رأس الخدمة حتى الآن) ، كانت الجنسيات على النحو التالي " اليابان (الأغلب) ، الصين ، تايون ، تاهيتي (أثنان) ، فرنسا والسعودية تعادل بهدفٌ واحد لكل منهما " ، سألت جولي كلٌ منا عن أهتمامته وهدفه من دراسة اللغة الإنجليزية ، بعد فترة قالت الآن سنبدأ بإختبار بسيط مدته ساعة لتحديد مستوى اللغة ، وُزعت الأوراق علينا لنبدأ بالحل ، الأسئلة متنوعة تراجع أنواع مختلفة من القواعد والصيغ الإنجليزية ، أنتهى الوقت فألتقط "ديفيد" ذلك الإداري البريطاني الأوراق من بين أيدي الطلاب ، تم التصحيح ووزعت النتائج لأجد أنهم وضعوني في المستوى السادس من أثنى عشرة مستوى ، حمدت ربي وأتجهت برفقة جولي نحو أحد الفصول في المبنى المجاور ، دخلت الفصل بعد أن ألقيت التحية على من بالداخل ، خطوت متجها نحو أحد الكراسي ، شعور غريب أنتابني بينهم ، لا أدري لكن قد تكون محصلة ترسبات فكرية مفادها " أنت سعودي فالأعين تحرقك بنظراتها" ، ياألهي إن تلك الإبتسامة في زاوية الفصل ليست بغريبة علي ؟!! ، عجباً ما أرى إنه جاك الذي بالكاد ميزته من بين بقية الآسيويين ، قلت في نفسي رائع أن يكون جاك معي هنا وهناك في المنزل ، باشرتني المدرسة بالسؤال عن أسمي وجنسيتي لتكتبهما على السبورة ، ثم فتحت المجال لبقية الطلاب بأن يعرفوا بأنفسهم وجنسياتهم ، كان عدد الفصل لا يتجاوز العشرة طلاب ، تحدثنا في أحد المواضيع لتنتهي بعدها تلك المحاضرة ، نزلت للدور السفلي فقد حان وقت الغداء وعلى الجميع النزول لتلك الصالة متعددة المهام ، فهي صالة طعام ونشاطات وفي بعض الأحيان تكون للدراسة ، طبعا مصفوف في أحد جهاتها عشرة كمبيوترات شخصية أكل عليها الدهر وشرب ، يقال أنها خدمة علماً بأني أشك أنها في الحقيقة نقمة ، المهم "مسكت" أحد الزوايا وجلست أرقب الطلاب من بعيد ، كنت أحملق في تلك الألسن الأعجمية القادمة من وراء المحيطات والبحار ذات الثقافات المختلفة والمتنوعة ، الكل قادم هنا لهدف واحد وهو تطوير لغته الإنجليزية ، تزاحم الطلاب هناك في ذلك المطبخ الصغير المفتوح على الصالة المتعددة المهام المسماة بالـ"كومون روم" كلاً ممسكا بصحنه ليبدأ بتحضير غداءه الخفيف "النودلز" ذات النكهات المختلفة ، كنت أتساءل ياترى متى سوف أرى محمد ؟؟ ، ذلك الشاب السعودي الذي أخذت رقمه من أحد أصدقائي ، فقد كلمته قبل خروجي من السعودية فأعطاني معلومات مفيدة عن المعهد والمدينة (بحكم مكوثه فوق الستة أشهر في روتوروا)، طبعا هو كان السعودي الوحيد في روتوروا بين عدة أشخاص من جنسيات عربية يعدون على الأصابع ، بينما كنت متعمقاً في أفكاري ومتأملاً لمشاهد الطلاب من حولي ، وإذ بذلك الشاب يدخل من الباب الخارجي للكومون روم ، فملامح العرب بشكل عام والسعوديون بشكل خاص أتضحت لي عبر تقاسيم وجهه ، لمحني من بعيد فأقبل والإبتسامة ترتسم على شفاهه ، بادرته قائلاً ( بثقة عمياء)
    - السلام عليكم .. وأخيراً قابلتك يامحمد
    - وعليكم السلام .. الحمدالله عالسلامة يارايد
    - كيف الحال .. بس تصدق صوتك يفرق عن وجهك!!
    - تمام .. بس ترى يابو الشباب أنت مضيع .. أنا مو محمد
    - أجل ؟!!
    - أنا ناصر .. ومحمد شكله منشغل مع الإدارة يمكن ماتشوفه إلا بعد الدوام.
    تذكرت أخيراً أن محمد في مكالمتي الأخيرة له (قبل إقلاعي من الرياض) همس في أذني قائلاً " ترى فيه سعودي جديد وصل " ، لقد كان مظهر ناصر أشبه مايكون بالأشخاص اللذين يتخذون من معسكرات أفغنستان مقراً لهم ليتجهوا بعدها للسعودية فيفجروا سياراتهم المفخخة (لا ينقصه سوا الكلاشينكوف) ، شعر كث ظاهر من خلف رقبته (بالرغم من أنه كان لابساً قبعةً من الصوف) ، وبنطال جيشي اللون ، وسكسوكةٌ بدا عليها التعب والإرهاق بعد أن باءت محاولته بالفشل عندما كان يحددها هذا الصباح بموس حلاقته ، في حقيقة الأمر عندما لمحت ناصر لأول وهلة أحسست بشعور غريب ، فهذه الملامح السعودية الأصيلة قد لمحتها قبل هذه المرة .. لكن أين ومتى ؟!! لم أكن أعرف الإجابة ، أخذتنا السوالف طوال جلستنا في تلك الزاوية ، لإكتشف في آخر الأمر أنه كان خلال العام المنصرم معي في نفس الكلية ونفس المستوى ، فبدأنا بتذكر أيام الجامعة وظلم أغلب الدكاترة ، فكل منا يشكو همه وحاله مع الدكتور الفلاني ، نسينا الوقت فقد كان الحديث ذا شجون ، فناصر بحكم أنه السعودي الأول الذي وقع بصري عليه في روتروا أصبح أقرب من القريب بالنسبة لي ، بادرت ناصر متسائلاً :
    - وماذا عن الصلوات ومكان تأديتها ، فكل ماأعرفه أن روتوروا المسلمون فيها يعدون على الأصابع .
    رد متبسماً :
    - لا تخف يارايد ، أمر الصلاة والحمدالله متيسر هنا .
    - كيف ؟!!
    - كل مافي الأمر أنه عندما يحين وقت صلاة الظهر سنصعد إلى الطابق العلوي وندخل أحد الفصول الخالية (لأن الجميع في الطابق السفلي) فنصلي ، وكذلك الأمر بالنسبة لصلاة العصر .
    - الحمد والشكر لله .
    - لقد أقترب موعد صلاة الظهر .
    - هيا بنا ياعزيزي لنصعد للطابق العلوي (قلتها مبتسماً بعدما عرفت الخطة)
    أنطلقنا نحو أحد الفصول الخالية لنؤدي صلاتنا ، ومن ثم توافد الطلاب وبدأ درس مابعد الظهر "الأفترنون كلاس" ، كانت طبيعة هذا الدرس هي عكس مايحدث صباحاً ، ففي الصباح كنا نتحدث عن قواعد اللغة وتعبيراتها ومصطلحاتها ، أما الأفترنون كلاس فقد كان يبدأ الساعة الواحدة وينتهي الثالثة وكل مايدور فيه هو مواضيع عامة نتحدث عنها لزيادة محصول مفرداتنا اللغوية ، بالإضافة إلى كسب مهارة التحدث وإبداء الرأي ، قابلت ناصر مرة أخرى بعد الساعة الثالثة بعد أن أنتهى يومنا الدراسي ، فالآن لدي ساعتان وفي تمام الساعة الخامسة ستنتظرني سيارة فال أمام فناء المعهد لتقلني وجاك إلى المنزل ، أتجهت برفقة ناصر لغرفة الألعاب الرياضية فقد كانت هناك طاولة واحدة للبلياردو وطاولة أخرى لتنس الطاولة "البينج بونج" ، أخذنا كم شوط هناك (بما أن مقاهي البلياردو منتشرة في شوارع الرياض) ، كان طلاب المعهد من حولنا ترتسم عليهم الإبتسامات ، فمهمة التخاطب معهم سهلة جداً لأن هم من سيبدأ بالحديث معك وليس أنت ، فالجميع هنا يحتك بك في هذا المعهد ، لأنه بالإضافة على روح التعارف التي كانت تميز هؤلاء الأجانب لم يمر على هذا المعهد أي طلاب سعوديين من ذي قبل ، ماعدا شخص واحد قبل سنتان ولأنه السعودي الوحيد كانت صوره تملأ أرجاء المعهد ، فأغلب الطلاب هنا يتملكهم الفضول في معرفة ماهية السعودية ، أما الإسلام فللأسف كانوا لا يعرفون عنه سوا كلمة "الإرهاب" ، فالإسلام لديهم مشوه الصورة وبنظرهم دين قتل وتدمير ، فالإسلام دين التسامح والتآلف ، ودين الحضارة العريقة الممتدة من ألف وأربعمائة عام ، دين الأخلاق وحسن التعامل مع غير المسلمين قبل المسلمين أساساً ولنا في رسولنا أروع الأمثلة في التعامل مع أهل الكتاب من النصارى واليهود ، ولكن للأسف هذه الحضارة العريقة التي كانت تصل مشارق الأرض ومغاربها تم تشويه صورتها ، فالإسلام وصل ملايين البشر في آسيا بدون قتل وتدمير ، بل وصلهم بأخلاق تجار المسلمين وصدق تعاملهم ، كانت مهمتنا صعبة في إيضاح صورة الإسلام الحقيقية مع هؤلاء الطلاب ، فلا مساجد تضم دعاة على درجة عالية من العلم ولا مراكز إسلامية تقدم المنشورات والمطويات لسكان هذا البلد ، تملكتني الضيقة بعدما أخذت أفكر بحالنا هنا لأخرج من غرفة الألعاب الرياضية لأتجول في الحديقة المقابلة ، قطع حبل أفكاري صوت جاك من بعيد منادياً " رايد هيا لقد وصلت فال " ، أنطلقت بعد أن ودعت ناصر وبقية من كانوا في تلك الغرفة ، ركبت سيارتنا لتبادرني فال بسؤالها عن حالي وحال يومي الأول ، أجبت بتحريك رأسي مبدياً علامات الرضا عن هذا اليوم ، أنطلقنا للمنزل فأنزلنا جاك لنكمل بعدها مشوار التسوق ، فقد أعددت قائمة فيها أشياء ضرورية لي ، وصلنا لأحد الأسواق الكبيرة ، فقد كانت هذه السيدة تنطلق بين الأسياب ممسكة بورقتي الصغيرة وأنا بالكاد ألحقها ، وكلما نقف عند أحد الأغراض وترى السعر تنظر إلي قائلة " أعرف مكان تجد فيه هذا الغرض بسعر أرخص هيا بنا هناك " ، فأنا محظوظ بهذه العجوز الإقتصادية التي تسعى في قضيتي بكل إخلاص بين أروقة المحلات التجارية ، ولكن ختمتها بشيء غير المسك في آخر المطاف ، فقد توقفت بجانب أحد رفوف المشروبات الكحولية وألتفتت لي قائلة " هل تريد من هذا ؟؟" قلت بإبتسامة " هل هناك أي مشروب كحولي مكتوب في الورقة الصغيرة التي بين يديكِ يافال " قالت " لا يارايد " فرددت قائلاً " أجل كملي طريقك يمال الصلاح " ، أكملنا ماتبقى من الأغراض وحاسبتُ عند أحد الكاشيرات ، خرجنا برفقة عربة الأغراض ، توقفت فجأة بعد أن لفحني البرد مجدداً
    - رايد مابك توقفت.
    - تذكرت شيء يافال لم أكتبه في الورقة .
    - ماهو ياترى ؟!!
    - إني أريد جاكيت يقيني من بردكم الذي قلتي أنه لم يمر على روتوروا مثله منذ أربعين عاماً .
    لم أكمل حديثي إلا وهي تلتقطني مجدداً نحو أحد المحلات المتواجدة أخر المجمع ، هدئِ من روعك يافال فالأمر لا يأخذ بكل هذا الحماس ، ردت قائلة وهي مطلقةً ساقيها للريح " أريد اللحاق على محل أبنة أخي لعلها تعطيك خصم مناسب " ، في الحقيقة أخوكم سبقها عندما عرف أن السالفة سالفة خصم ، أخذنا الجاكيت من هناك مع الخصم،كانت الأسعار النيوزيلندية كما ذكر لي محمد من قبل غالية ومرتفعة ، وصلنا البيت تقريبا الساعة السابعة مساءً ، صعدت لغرفتي ووضعت مشترياتي لأعود أدراجي مرة أخرى للصالة ، كانت العائلة تقريباً مكتملة تلك اللحظات ، فوجبة العشاء هناك لا تتأخر عن السابعة والنصف ، جُهز العشاء فنادت الأم فال على الجميع ليجتمعوا على المائدة ، كنت جالساً أثرثر مع جاك ، بينما ماثيو كان ممسكاً بجوالي ويصور كل ماتقع عليه عينه (ألم أقل لكم كتلة من البثارة تتحرك) ، حتى عينه بذاتها صورها ، المهم سحبت جوالي بعد أن ألمح جاك لي بأن هذا الطفل "لا يُعطى وجه" ، أتجهت للمطبخ الصغير فحّضرت فطور مسائي ، فأنا لم أشتهي أن أكل تلك الليلة مما كان على المائدة ، أخذت عشائي الخفيف لأجلس في الصالة ، وكانت فال تتحدث من مائدة الطعام معي مبررة عدم تقبلي للأكل هو عدم التأقلم حتى الآن ، رددت بالإيجاب والشكر ، أخذ كلاً منهم صحنه ليضعه في الغسالة الأتوماتيكية بعد أن فرغوا من العشاء ، أجتمع الجميع في الصالة ، تلك الأخشاب النيوزيلندية الملقاة داخل موقد النار كانت تمد أجسادنا بشيء من الدفئ ، بدأت أحادث فال عن الطعام وتوابعه ، فأخبرتها بقائمة الممنوعات سواء كانت بسبب ديني أو صحتي ، كانت تعلوها علامات التعجب فأنا كنت المسلم والعربي والسعودي الأول الذي قدمه تطأ بيتها (بعكس العوائل في أوكلاند والمدن الكبيرة) ، ماإن أنهيت حديثي إلا وهي قائلةً :
    - أأنت يهودي ؟
    - وش تقولين !!
    - أقصد أن ديانتك قريبة بعض الشيء من اليهودية .
    - عاد مالقيتي إلا اليهود .. لا لست بيهودي ولا ديانتي قريبة من اليهودية ..فكل مافي الأمر أنكِ مشوشة قليلاً لذلك خلطتي الصالح بالطالح .
    - طيب يارايد ماقصة ذلك الشيء الذي كنت تتساءل عن موقع أستراليا من أجله ؟!!
    - قبل أن أقول لكِ ماذلك الشيء .. أنتي قولي لي ماذا تعرفين عن الإسلام ؟؟
    - بصراحة لا أعرف عن الإسلام إلا ثلاث أشياء .
    - وهي ؟؟!!
    - ذلك الشيء الذي تلبسه المرأة و الإرهاب وإبن لادن .
    - بما أنك تعرفي أن الإسلام مرتبط بالإرهاب .. لماذا أستقبلتيني مع أنك تعرفي بأني مسلم ؟!!
    - في الحقيقة أنا لا أرى أن كل مسلم يحمل في جيبه قنبلة ينتظر اللحظة المناسبة ليفجرها .
    - آه هكذا إذن .. أنتي سهلتي المهمة أمامي فأنا الآن أستطيع أن أمدك بمعلومات غير الثلاثة أشياء التي تعرفينها مسبقاً .
    ثم بدأت أصف كلماتي الإنجليزية المكسرة لأحدثها عن القبلة وعن المسلمين والسعودية وغيرها من الأمور التي كانت هي تحاول أن تعرفها ، فقد كان حب الإستطلاع لديها هو سيد الموقف ، قاطع حديثنا أحد المشاهد في الأخبار النيوزيلندية عن تدمير الإحتلال الإسرائيلي للقرى الفلسطينية ، فقلت لها " أنظري يافال في المسلمين اللذين حدثتك عنهم ، وأنظري ماذا يفعل الإسرائليين بهم " كانت نظرات الإزدراء نحو دبابات العدو الإسرائيلي واضحة من عينيها لتنطق فتقول " فعلا يارايد ماذنب هؤلاء النسوة ، وماذنب هؤلاء الأطفال " كان المشهد على شاشة التلفاز يحز في القلب ، وكان جاك وماثيو ينظران مشدوهين بعد أن أستمعوا لما دار بيني وبين تلك العجوز فال ، بينما كنا نستعد للصعود لغرفنا وإذ بالباب يُفتح ، إنه الأب رسَل وأبنته روشيل يرتدون زي بيتزا هت ، لقد قِدما لتوهما من الشغل ، ودعناهما لنصعد لغرفنا ، دخلت غرفتي وإذ بتلك الكائنة المسماة بـ"إيلي" تتبطح في جنبات غرفتي ، صحت منادياً " فال أتمنى أن يتم إخراج هذه القطة المشؤومة من غرفتي وإلا .." تم إخراجها بعد محاولات عدة ، رميت نفسي على السرير وبدأت بتذكر مادار في يومي الذي سينقضي بعد دخولي في عالم اللاوعي بعد قليل ، تذكرت محمد الصديق الغائب عن يومي الأول ، فقد جرى إتصال بيننا ليواعدني غداً في المعهد ، تأملت القمر من خلال شباك غرفتي وأنا متمدد على السرير وواضعاً يداي خلف رأسي ، تمنيت أن تقف كاميرات المحترفين من خلال ذلك الشباك لتلتقط صورة من أروع الصور الإبداعية ، ماهي إلا دقائق وأنا في عِداد النائمين .

    ودمتم

    فنادق عطلات


  33. #33
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    والله يا أخوي ابدااااع حتى النخاااااع

    خليتنا نشتاااق لأراضي نيوزلاندا مره ثااااانية
    كفانا عذاب

    فنادق عطلات


  34. #34
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    قلم سيال ... ممتع ..
    وموهبة لا يشق لها غبار ..

    شكلي ابحذف موضوعي على هالأسلوب الراااائع

    مستمتع جدًا .. ..

    فنادق عطلات


  35. #35
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    يعطيك العافيه اخوي

    متابع

    اخوك

    بندر الخالد

    فنادق عطلات


  36. #36
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    المحب
    تسلم يالغالي وتواجدك أسعدني

    محمد
    ماهي إلا كلمات بسيطة أمام حروفك العظيمة ،، بجد وجودك شرف لي ،،وطول بالك على تقريري شوي

    بندر الخالد
    تسلم يالغالي

    يالشباب الصور مالقيتلها حل حتى الآن ... أدعولي أن المشكلة تنحل خلال اليومين الجاية



    وشكراً للجميع

    فنادق عطلات


  37. #37
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    يعطيك الف عافية ماقصرت واحنا في انتظار الصور على احر من الجمر

    فنادق عطلات


  38. #38
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    صور أحب أن تشاركوني ذكرياتها


    من أحد زوايا شوارع روتوروا



    وهذه أيضاً



    أشجار صامدة تنتظر فصل الربيع بكل شوق ولهفة



    ناصر (يمين) ومحمد(يسار) ... كنا راجعين من .. سأقول لكم في الجزء الخامس من أين ؟!! :897play_b



    Not just $2 :icon_thum



    من عتبات منزل العجوز فال ..منظر ولا أروع





    ودمتم للود
    الأيام

    فنادق عطلات


  39. #39
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    الأيام؟؟؟ ..

    يسعد ايامي وأيامك يالأيام. ياخوي لازم كل شوي نقول للواحد إننا نتابع حروفه ونبيه يكمل ؟..

    لا تبطي علينا الله يصلحك

    فنادق عطلات


  40. #40
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    طيب وش فيك معصب يالغالي :idea:

    وعلى فكرة انا احرص منكم على تنزيل المذكرات بأسرع وقت علشان اشوف ردودكم وارائكم ..لكن يالغالي انا اجلس واكتب الى ماتنبط عيوني ...وبعدها اجلس اراجع الأخطاء الإملائية من طقطق لسلام عليكم:icon_stud .. ومن ثم اجيب ولد خالتي علشان يقراها ويطلع كم خطأ املائي:11sted_co .. كل هذا علشان انزلها لكم باأقل عدد ممكن من الأخطاء وأكبر قدر ممكن من الأمتاع

    ورسولنا الكريم قال " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه"


    والجزء الخامس اليوم خلصته وعلى بكرا ان شاءالله اكون راجعته ونزلته


    أعجبتني مداخلتك الشرسة .. دمت للود

    فنادق عطلات


  41. #41
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    اخوي رائد اسعد الله اوقاتك

    استاذي الكريم انا راسلت نفس المعهد اللي انت درست فيه وردت علي جولي فشر وساره لورنس ويسلمون عليك كثير السلام المطلوب الان ابي الاجابيات والسلبيات للمعهد والمدينه علماُ بجلس ست اشهر
    وجاء لي عرض الاسعار على النحو التالي : مائه وخمسون دولار للاسبوع للهوم ستي ومائه وخمسون دولار للمعهد والاستقبال من مطار روتروا مجاناً وفيه تأمين بس حق ايش ما ادري هل الاسعار هذي مناسبه ولا لا وهل يعتبر الاميل اللي وصل لي قبول اقدر اقدمه لهم في المطار اذا قالو لي وش جاي له ؟
    تتحياتي لك اخوك بدر

    فنادق عطلات


  42. #42
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    السلام عليكم
    أولاً ... أنا آسف على التأخير
    وثانيا .. عشر مباركه وعيد مبارك ( علشان أكون أول واحد يهنيكم )
    وثالثاً .. أحب أترككم مع الصور وبعدها التقرير


    صالة بيتنا ... حشا هذي عزبة هنود مو صالة :baaa2:



    هذا أحد أيام التوديع ... طلع الحكير لاند مو معهد ياجماعة
    (البطل اللي يطلع "ستيف" من بين الموجودين في الصورة )



    هذي الساحة الخلفية المقابلة لغرفة التنس والبلياردو .. على فكرة تروها طاولتين ..وحده بلياردو والثانية تنس طاولة ..علشان أبرئ ذمتي أمام اللي يحسبونها صالة رياضية متكاملة



    هذا ناصر برفقة أليكس( تاهيتي) يقومون بعملية سطو مسلح على أحد أجهزة السنكرس والمارس .. لا لا لا بصراحة هم جالسين يبذلون قصارى جهودهم علشان يطلعون دولار "نشب" في الآلة


    الريدوود (غابات في روتوروا) صراحة شي ولا في الخيال ..كل شوي أناظر فوق بسرعة ادور "ماوكلي" وشلته



    وهذي بعد



    وهذي بعد .. صراحة مناظر ولا أروع



    مركز مؤتمرات روتوروا ..



    أحد المطاعم في روتوروا ..كنت جالس وقدامي هالصورة (أضيع الوقت من الجوع)



    اللي مايتسماش .. حفاظاَ على الخصوصية :suprise: (اشوف العالم تصبغ وصبغت معهم)



    منظر من بحيرة روتوروا في الليل



    من مناظر المدينة



    أيضاً من مناظر المدينة



    اللي مايدري وين الرومانسية فيه .... يصير رومانسي في روتورا :36_3_10:
    هالصورة إهداء بسيط لكم





    ..إلى الجزء الخامس

    فنادق عطلات


  43. #43
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    الجزء الخامس





    خلال يومي التالي ألتقيت بمحمد ، لقد أستقبلني بتلك الحفاوة التي كان يحدثني بها على سماعة الهاتف ، شعرت بتلك المشاعر الجميلة لأني بين محمد وناصر في هذه المدينة الخالية من آثار السعوديين ، على الرغم أن كلا منا لم يرى الآخر في السعودية ولكن هي الأقدار والصدف ، مر يومي الثاني في المعهد بعد أن أحسست بشيء من التأقلم مع كل ماحولي ، ففي هذا اليوم ركبت أنا والياباني واليابانية (لا أحتاج أن اقول لكم صاحبة الشبشب بعد الآن فأنتم عرفتموها جيداً) بالمناسبة لقد كان أسمها "سوميكو" ورفيقها أسمه " يوجي" ، تتسائلون إلى أين أتجهنا ومع من ركبنا ؟! ، لقد كنا على سيارة المعهد ذلك الفان الصغير بقيادة جولي (الأقرب للمهرجة منها للإدارية) ، وقد كنا متجهين للبنك لفتح حساب ، أنطلقنا بين شوارع روتوروا وماهي إلا دقائق ونحن أمام البنك ، نزلت جولي لتضع النقود المخصصة للمواقف العامة في ذلك العمود القصير المقابل لكل موقف سيارة ، كان البنك يكتظ بالعملاء ، ولكن حسن التنظيم محى تلك الصورة الفوضوية التي تتبدى دائماً في بنوكنا ، ففي بنوكنا الرائدة لا تتعجب عندما ترى أحد السيارات يفضل سائقها الدخول بها لصالة التداول (أظن أنه خدمة مميزة لو تُطبق بشكل حضاري)، ولا تتعجب عندما ترى عملاء البنوك ينتظرون ساعة الصفر ليفتح البنك أبوابه فيهجمون هجمة رجل واحد ، والمسكين السيكورتي دائما هو الضحية ، فتجده أول مايفتح باب البنك يقفز لأعلى فيتعلق بحبله المجهز مسبقاً (فهي أسرع وسيلة للهروب من أقدام العملاء) ، أما من هم قابعين خلف المكاتب وتحمل مكاتبهم تلك اللوحة المنقوش عليها "خدمة العملاء" فهؤلاء قصتهم قصة ، تجد الواحد منهم قد تعبت صورته المنعكسة على شاشة الكمبيوتر المقابل له (لكثرة ماينظر لنفسه عليها )خلف مكتبه وبجانبه تلك الكاسة الذهبية التي ماإن يرى أحد العملاء قادمٌ ليمسكها بسرعة ويرمقه بطرف عين ليقول "وش عندك؟" ، لا أدري هل الإبتسامة تكلف شيء ليبخل بها أم ... آسف لقد أخطأت بحق ذلك الموظف فقد نسيت أن الإبتسامة تتعبه لأنها تحرك أكبر عدد ممكن من عضلات وجهه، لكن إن كنت تعرف السيكورتي فأمورك محلولة وأما إذا كنت تعرف مافوق السيكورتي من موظفين فلا أملك أي تعليق لأنه سيخالجك شعور بأنك مدير ذلك الفرع ،المهم خطوة عدة خطوات داخل البنك النيوزيلندي برفقة جولي لنصل لذلك المكتب لتدُخلني وتتركني لتكمل نفس المهمة مع يوجي وسوميكو ، سلمت ذلك الموظف أوراقي المهمة ، لأعبأ بعدها نموذج فتح الحساب ، فخيرني من بين الحسابات التي لديهم لأبين له أني طالب أدرس هنا لفترة محدودة ، عندها وجد مطلبي ففتح لي حساب ، لأخرج من عنده بعد أن قال لي أذهب لذلك الكاونتر ، وصلت هناك لأستلم صرافتي النيوزيلندية فأودعت المبلغ الذي كان معي ، مهمة بسيطة لم تأخذ الكثير من الوقت لديهم ، ولكن هناك من يجعل من " الحبة قبة " فيقول لك راجعنا وراجعنا وراجعنا حتى يأتيك في منامك كابوس بعنوان " راجعنا ياعزيزي" ، أنتهى ذلك اليوم على خير ، لتمر الأيام حتى قاربتُ على إنهاء أسبوعي الأول ودخولي في "الويك إند" ، فاأنا الآن كونت صورة شاملة عن معهد ريلا بمن فيه ، أطلقت الخيال لعناني تلك الليلة محاولاً تذكر الشخصيات التي مرت علي الأيام الماضية ، لعلي أحاول التعايش معها بشكل أفضل في مطلع الأسبوع القادم ، بدأت بإعادة ذلك الشريط السينمائي الذي طوته الأيام بسرعة خيالية ، لأصادف ذلك القط البشري في أول المشاهد (بداية موفقة) ، إنه "أنقوتو القط" ذلك الشاب الماليزي الذي كان يتميز بتلك المجموعة الكثة من الشعيرات الطويلة على جانب شفتيه الأيسر ، فقد كان منظرهما مقززاً وخاصة إذا تكرم بفرد إبتسامته، كانت شخصيته كمن هم "يمسكون" الزوايا في مدارسنا السعودية ، ولا ينقصه سوى "دق اللطمة" ، كان مرِح أو بمعنى أصح "ملكع" ، أما عندما تتوقف عقارب الساعة مشيرةً إلى الثالثة عصراً تجده خارجاً من الكلاس كأول طالب ، ويتجه مباشرة إلى الكومون روم ، ليحجز أحد الطاولات الدائرية ، فيبدأ بإخراج أوراق "البلوت" عندها يكون "ليون" صديقه الصدوق قد جلس أمامه متبسما ينتظر بدأ اللعبة ، كانا يمثلان ثنائي في كل شيء ، فالتفكير واحد والأهتمام واحد حتى النحالة ومتوسط الطول مشترك لديهما ، ولا يعجبني منظرهما إلا عند قدومهما من نهاية الشارع نحو المعهد ، فتجد شنطهم معلقةً على ظهورهم والسيجارة بين أصابعهم ويرسمون الخطط لرفع "ضغط" معلمات المعهد ومعلميه (وكانوا يحققون مبتغاهم دائماً) ، "روميو" ذلك الشاب الكوري (الجنوبي وليس الشمالي) ، في بعض الأحيان أشك بأني سأجده متعلقاً في أعلى زوايا الكومون روم ، يُعجبك عندما يتخطاك بدون أن يلتفت إليك ، لأنك لن ترى غير الشعر الأشقر الناعم الذي قارب على ملامسة نهاية الظهر والطول الفارع الذي أقترب من ملامسة السقف ، أما إذا تذكرك وألتفتَ ليحيك فتلك مصيبة قد حطت أوزارها عليك، لأنك لن تجد غير أحد مشاهد "دراكولا" القديمة متبدية أمامك في ذلك الوجه الكوري ، ومع ذلك كان خفيف الظل دائماً، ليخبرني ناصر في نهاية رحلتي أنه أكتشف أيضاً أنه خفيف العقل (فقد كان شريك ناصر في العائلة ) ، على فكرة أكتشفت في أحد الأيام أن "روميو" أجاد عدة فنون فلكلورية سعودية منها العرضة والسامري والحجازي والشيء القليل من الجنوبية ومن المؤكد الفضل يعود لناصر، "يوجي" وقد مر بكم هذا الأسم ، فهذا الشاب الياباني الذي قدِم معي في نفس اليوم ، كان يتميز بتلك النظرات اليابانية الحادة ، كان هدؤه وخفة دمه متناقضين اجتمعا معاً ، كنا نقابله في أغلب الأوقات قادما من المتحف المتواجد في روتوروا ، كان يحب زيارة الأماكن الأثرية ولكن للأسف إنجليزيته الضعيفة تقف حائلة بينه وبين معرفة تاريخ هذه الآثار دائماً ، يعشق الجلوس على أجهزة الحاسب المتهالكة لقضاء وقت فراغه بين صفحات الإنترنت ، "بيبو" فمن أسمه يتضح بأنه أسطورة برازيلية ، كانت مهمته هي تخطي الحدود الكولومبية متوجهاً نحو البرازيل لإيصال كميات من المخدارت برفقة أفراد عصابته ، فزعامة المافيا أحد أهم مزايا هذا الشخص القيادي، هذا ماكنت أنسجه في خيالي عندما كان جالساً في الطرف المقابل لي من الكلاس ، فقد كانت ملامحه الشرسة وطريقة لف خصلات شعره الصفراء الخشنة وربط شنبه الخفيف بشعر دقنه البرتقالي تأخذك لعالم الجريمة الغامض بدون أن تشعر ، لكن بعدما أتضحت لي الصورة كاملةً ، وبعد مراقبة تامة لجميع تحركات هذا المشبوه وسكناته ووصولنا إلى نهاية المحاضرة، لأكتشف أن الأسطورة البرازيلية أصبحت "مسطولة" ، لأن الحقيقة كانت عكس ذلك تماماً ، فهذا الشاب مع مرور الوقت كان يوزع الإبتسامات هنا وهناك ، وكان يحاول دائماً الإجابة على أسئلة المعلمة بكل هدوء وأريحية ، ومازادني غيظ هو محاولة جميع طلاب الكلاس وطالباته الألتصاق بهذا المجرم العتيد بنظري ... لكن لم أبرح طويلاً حتى أصبحت ألاحقه معهم ، فقد كانت أخلاقه تجذب الطلاب فينسوا ملامحه الشرسة ، فسؤاله كل صباح عن حالك والتطمن على صحتك هي من أشد مايجعله قريب من الكل ، لدرجة أن أحد الطلاب اليابانيين عند لحظات توديع زعيم المافيا( بيبو) أقتلب وجهه للون الأحمر ليفقد بعدها السيطرة على دموعه ، "هيروكو" تلك الطالبة اليابانية التي دائما تجدها بجانب ثلاجة المطبخ ، فقد كان جسمها المتكور يجعلها تختار الكراسي الواسعة كذلك الكرسي المقابل للكومون روم ، فالأكل هوايتها اليومية بين المحاضرات ، لا تكل ولا تمل فهي تطحن بشكل متواصل طوال اليوم (مشاءالله) ، حتى وهي تقوم بحل الواجب كانت تضع بجانبها قطع الشوكلاته ، وأكثر شخص يفرح بيوم الجمعة (يوم التوديع) كانت هيروكو ..لأنه في ذلك اليوم يتم توزيع قطع البيسكويت مجاناً فتأكل للآخر لحظة ولآخر نفس أيضاً ، "كاوري" تلك الفتاة التي عندما سألتها المدرسة " مالذي تحبيه في كلبتكِ ؟" .. أجابت بكل ثقة وقالت" اللحظة التي أشعر بأن كلبتي قريبةٌ مني هي عندما ترتمي في حضني وتلعق خدي " ، كدت أن أفرّغ مابمعدتي تلك اللحظات أعزكم الله ، بالإضافة إلى أستعدادي لقذفها بقارورة الصحة ولكن "أنقوتو القط" أمسك بيدي (وحلف علي) ، أي ثقافة هذه التي تجبر الإنسان على جعل أقذر لسان في الكرة الأرضية (أثبتته الأبحاث العلمية لمن هم لم يقتنعوا بالقرآن) أن يقترب من جسمه ..ولكن هي الدنيا مليئة بالعجائب !! ، "أنا أكره ذلك الأحمق المسمى ببوش" هذا ماقالته تلك المعلمة عند دخولها للكلاس ذلك اليوم ، فقد كانت "سارة" القادمة من ولاية كاليفورنيا الأمريكية مثالاً للمواطن الأمريكي المنحرج من الشعوب الأخرى لما يقوم به رئيسهم الأرعن من فضائح دولية ، كانت جميلة ولكن جمالها لم يكن خارجياً ياأحبتي.. بل داخلياً ، فهي عجوز أكل عليها الدهر وشرب لا ينقصها سوى "المكنسة" لتحلق بها في عالم الساحرات ، دخلت علينا ذلك اليوم (أول يوم لها معنا) ، لتبدأ بتمرير ثلاث صور على طلاب الفصل ، فترتيب هذه الصور طبعا كان (حسب إفادتها) الأهم فالمهم ثم الأقل أهمية ، تناقل الطلاب تلك الصور حتى وصلني الدور فوقعت بيدي الأولى "ياسلام ماهذا الكلب !!" لترد بضحكتها المتهالكة " أنه أغلى ماأملك" ، وصلتني الصورة التالية " ياعيني ماهذا القط " فردت بنفس الجملة ، وصلتني الصورة الأخيرة وليتها لم تصل ، لقد كان في الصورة شابان وسيمان مابين السادسة عشر والعشرين !!،في الحقيقة لم أستطع التعليق لأنها سابقتني وقالت "هؤلاء أولادي " ، المهم كانت محاضرة سارة تمر بدون أن نشعر ، فهي تتملك طرق كثيرة لتبحر بك في عالم متعة اللغة لتنسى معها نفسك وتجدك تتفاجأ بإنقضاء الوقت بسرعة ، كنت أنا وجاك عندما تحين الساعة الثامنة مساءً "نتسدح" في صالتنا الصغيرة لنستمتع بحل واجباتها سوياً وحرارة موقد التدفئة تداعب أجسادنا ، كانت هواية تلك العجوز الأمريكية هي الجلوس على كرسِّيها الهزاز ونسج قطعة من السجاد ، فتمكث الشهر والشهرين لتنتج في الآخر قطعة صغيرة من السجاد لكن ذات زخارف جمالية ساحرة فتأتي بها للكلاس لنراها ، كانت هذه الهواية تستهوي السيدة العجوز سارة فتقضي ساعات محددة يومياً في عالمها بعيداً عن إزعاج ذلك العالم الصاخب ، "كاث" تلك السيدة النيوزيلندية الهادئة في خطواتها الغامضة في إبتسامتها ، تتفانى في فن إيصال المعلومة بعيداً عن كل المثبطات المعنوية التي كانت تهدم لغتنا المكسرة ، هوايتها إلتقاط ابنتها الوحيدة في عطلة الويك إند لتقصد الجهات الجنوبية بحثاً عن أماكن التزلج فهي محترفة في تلك الرياضة ، "ستيف" أو بستطاعتنا تسميته مستر بن لكن "نسخة نيوزيلندية" ، فالطول وقسمات الوجه وحركات اليدين تشعرك بأنك تقف أمام "أبله" مع مرتبة الشرف ، فذلك الكلاس الذي يقع بين يديه كُتب عليه الملل والكآبة طوال فترة الأسبوعين القادمين ، الحمدالله لم يُكتب لي الوقوع تحت رحمته في يوم من الأيام ، ولكن كل مارآني يبتسم ابتسامة لا تمت للبشر بأي صلة فيردف قائلاً " رايد لقد زرت جدة .. أنها حر ولكن جميلة".. لأرُد بدوري مجيباً "مبروك طيب وش دخلني"... لا أُلام فقد فاض بي الصبر لكثرة تكراره هذه الجملة فوق رأسي، فلم أعِد أحتمل "السيد بن" المحترم لثانية واحدة أخرى فأصبحت أسلك طريقاً آخر كلما آراه ، "كريس" أقرب مايكون مظهرها لتلك العجوز التي تنتمي للعائلة البريطانية المالكة ، مظهرها كان يوحي بالجدية دائماً ، فهي ممسكة بزمام أمور المعهد على رغم أنف الأشقياء من الطلبة وخاصة "أنقوتو القط"(سبق التعريف به) وتوأم روحه "ليون" ، كانت مهمتها هي القيام بجولة تفقدية بين الفينة والأخرى لتطمئن على أحوال المعهد ، أما مهمتها الأخرى فهي تسليم شهادات التقدير يوم الجمعة "يوم التوديع" للطلاب المغادرين ، كان الجميع يتهرب من عينيها رغم تكرمها بتلك الإبتسامة المتصنعة لعلها تكسب ود طلاب ريلا وطالباته ، فجأة طُرق باب غرفتي بينما كنت متعمقاً بين أروقة ريلا بمن فيه ، "ياترى من الطارق .. تفضل "
    - مساء الخير رايد
    - أهلاً جاك
    - إن مسلسلنا النيوزيلندي اليومي سيبدأ في تمام الساعة الثامنة ..وبقي خمس دقائق
    - حسناً سأتي على الرغم من أني متأكد أن حلقة اليوم ستمر كبقية الحلقات دون أن أفهم شيء منها
    كنت تلك الليلة أتابع المسلسل بعيناي فقط ، أما عقلي فكان سارحاً في عالم آخر ، كان غداً يوافق يوم الجمعة أخر أيام الدراسة ، ومحمد أخبرني بأننا سنصليها (صلاة الجمعة) مع جماعة مسلمة ، ياترى من هم ؟ وماهي جنسياتهم ؟! ، وكيف أساساً سنصلي هذه الجمعة بدون جامع إسلامي ؟! أم ياترى سنجتمع في بيت شخص ما ونصليها ؟! ، عدة تساؤلات طرحتها على نفسي عندها تعالت ضحكات جاك لتخرجني من دائرتي فأُكمل بقية المسلسل معه ، أستيقظت صباح الغد لأتوجه للمعهد ، يوم الجمعة لا يشتمل على درس الأفترنون لذلك كان الطلاب بعد حفل التوديع ينتشرون في أنحاء روتوروا منهم من كان يذهب لتناول وجبة الغداء ومنهم من يقصد السوبر ماركت للتبضع وآخر يذهب للسينما برفقة أصدقائه ، أقترب وقت صلاة الجمعة ، أجتمعنا على الموعد في فناء المعهد لننطلق بعدها لنصلي الجمعة (الصورة التي في الجزء الرابع كانت عند رجوعنا من الصلاة) ، سارعنا الخطوات قليلاً فالوقت يداهمنا ، أكملنا الدقيقة الثامنة ولم نصل حتى الآن ، فجأة أطلقت ضحكتي لأقول " شباب خلو الأكل بعدين لاحقين عليه ..أنتم ليش داخلين محل الشورما هذا ؟!" غمز محمد لناصر وأبتسم ليرد ناصر هامساً لمحمد "نفس سؤالي هذاك اليوم " ،دخلنا محل الشورما ، ألقينا التحية على عامل تلك البوفيه لنتجاوزه نحو الباب الآخر الواقع في الخلف ، صعدنا درجات السلم وأنا أتخيل منظر من هم مجتمعين في الدور العلوي ، "لا إله إلا الله" كانت مكتوبة بخط اليد على تلك اللوحة الخشبية المائلة المقابلة لنا عندما صعدنا السلم ، ألتفت عن يميني ، ماهذا الجو الإيماني الذي آره ، كانت مجموعة مسلمين يعدون على الأصابع علت أصواتهم بقراءة القرآن ، مجتمعين في صالة مساحتها محدودة وفي جهتها الخلفية مصلى صغير للنساء ، تأملت ذلك المشهد المؤثر فهؤلاء المسلمون يعدون القلة القليلة بين الآلاف في هذه المدينة ، جمعهم في ذلك المكان دينهم وإسلامهم ليطغى على كل أشكال القومية والعرقية التي بدت متباينة على وجوههم ، ماهي إلا دقائق فإذ بأحد الأشخاص يتحرك من مكانه ليقف أمامنا ، كان محياه يشع نوراً وضياءَ ، بدأ بالبسملة ثم ثنى بالصلاة والسلام على نبينا الكريم ، كان لسانه أعجمي ذو لغة عربية مكسرة ، ماإن أنهى المقدمة العربية حتى تحول إلى الإنجليزية مباشرةً ، بدأ يتحدث ويتحدث ويزداد إندماجاً مع خطبته ، كنت في تلك اللحظة ألملم جميع قواي لأصبها في حاسة سمعي ، كنت أستمع بإنصات محاولاً بمحصولي المتواضع من مفردات اللغة وأفعالها الوصول إلى النشوة التي يشعر بها من حولي ، كانت محاور تلك الخطبة تدور حول النية وأهميتها في العمل ، كان يدعم تلك الجمل الإنجليزية التي يلقيها على مسامعنا ببعض من آيات القرآن الكريم وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أنهى خطبته ليُقيم أحد الحاضرين الصلاة ، فكبر ذلك الرجل تركي الجنسية (كما عرفت فيما بعد) ، ليصدح بصوته الندي آيات سورة الفاتحة فقد كان يتقنها أي إتقانٍ ، عشت تلك الأجواء الروحانية بين جنبات هذا المصلى الذي رُفع فيه اسم الله رغماً عن كل الكنائس ودور العبادة المحيطة به من كل حدب وصوب ، سلم الإمام وبعد دقائق معدودة وقف عدد ممن هم كانوا جالسين ليعّرفني محمد إليهم ، تبادلنا التحايا وقد كان أحدهم جزائري والآخر مصري أما الثالث فقد كان هندي الجنسية ، ودعناهم لنشق طريقنا نزولاً عبر درجات السلم المتلاصقة ، خرجنا على الشارع النيوزيلندي مرة أخرى ، كنت أنا وناصر نتضور جوعاً ليشير محمد بيده "أتبعوني وسأجد لكم مايكفيني شر طواحنكم الجائعة" ، أنطلقنا خلفه من محل لمحل وشارع لشارع حتى توقفنا عند تلك "البوفية" ، دخلت وإذ بصديقنا الجزائري في واجهة المحل يبتسم لنا مجدداً ، في الوقت الذي كان يدّور سيخ الشورما "الكباب" على نيرانه الهادئة ، طلبنا أو بالأصح طلب محمد لنا ، كانت كل دقيقة في تلك اللحظة تمر تعني إقتراب أجل محمد ، كنت أنا وناصر نرمقه ونرمق ذلك السيخ ، لسان حالنا يقول " أنت البديل يامحمد لو حدث طارئ لهذا السيخ" ، ليرد لسان حاله " الله يكفيني شركم بس " ، جهِزت الوجبة ليضعها الجزائري أمامنا ، كانت قطعة الخبز المطوية ذات الأثنا عشرة إنش تنبض بجميع أنواع المقبلات ، وحرارة قطع اللحم والدجاج الممزوجة معاً أدفأت أجسادنا قبل بطوننا ، لا أستطيع تذكر ماحدث فالصورة مموهة الآن أمام ناظري ، لا أذكر سوى إلتقاطي لعلبة الكاتشب وتوسلات تلك الشورما عندما وقعت بين أيدينا ، أما ماحدث بعد ذلك فلكم أن تتخيلوه .


    ودمتم

    فنادق عطلات


  44. #44
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    الله يعطيك العافية أخوي The Days على التقرير الرائع

    ويعجبني في تقريرك أنو بالتفصيل لجميع الأمور وهذا اللي يخلينا نستمتع بالتقرير أكثر وأكثر.

    واصل ابداعك يالغالي وبانتظار الأجزاء الأخرى........

    فنادق عطلات


  45. #45
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    هلا اخوي الغالي الطائر

    بالنسبة لوجهة نظري المفصلة انا متأكد أنك راح تحصلها بين سطور مذكراتي عن المدينة أو المعهد أو إدارة المعهد وطلابه

    وبالنسبة لوجهة نظري المختصرة .. أنا بصراحة أحس أني أستفدت بشكل كبير وطبعا الدور الكبير يكون منوط فيك أنت مو في المعهد ..وثم يأتي دور المعهد وكفائته

    بالنسبة للمعهد يعتبر متواضع إدارياً وتعليمياً بالنسبة للمعاهد الكبرى الموجودة في أوكلاند وكرايستشريش وهذي تعتبر نقطة سلبية

    قلة العرب والسعوديين وهذا بسبب أن المكاتب اللي في الرياض ماتعاملت معاه وهذي نقطة إيجابية في صالح تطوير لغتك الإنجليزية ..لكن على ماأظن الحين بدت تحركات المعهد تتجه نحو السعودية والدليل كلام ستيف اللي ذكرته في الجزء الخامس

    أنا وصلتهم في يونيو وكان في قمة البرد وبعد ماوصلت بدا الجو بالإنحدار من قمة البرد ..يعني الحين جو خيالي هناك وهذي نقطة إيجابية بالنسبة لي لأني أتوقع اذا كان الجو دافئ كل مازادت النشاطات وزادت تحركات المعهد وزاد نشاطك انت بعد ..اما اذا كان الجو بارد مثل ايامي فكل يوم راح تنتظر لحظة النوم ودفا السرير وبكذا يقل حماسك ...وقتك احسه مناسب ولو كان قبل شهرين من الآن كان يطلع مناسب مرررره لأن راح تصادف نهاية الشتاء

    الطلاب لهم دور كبير وللأسف اتوقع وقتك يكون وقت خمول للمعهد لأن الفترة اللي وصلت فيها (يوليو -اغسطس) تكون فترة زحمة طلاب ونشاطات وممارسة للإنجليزي مع الطلاب بشكل مكثف يطور لغتك بشكل ملحوظ واذا حدث العكس تعتبر نقطة سلبية

    المدينة رغم صغرها وتواضعها بس تعتبر من اقوى المدن السياحية في نيوزيلاندا ..ولا تفوت اي نشاط (اكتفيتي) اول مايطلع المعهد اطلع معه على طول وسجل اسمك

    المدينة رائعة وجميلة وتشبع الفضول وزيادة .. الباصات يتوقف تحركها على الساعة 6 المغرب وهذي نقطة سلبية لأنك راح تضطر بعد الساعة 6 باستخدام التاكسي والله يعينك على نيران اسعار التكاسي

    المدينة الإسلام غير نشط فيها لأن اصلا العرب والمسلمين قليلين جداً ..يعني انه يجي يوم الجمعة وتروح للمسجد الجامع وتقابل ناس ترتاح معهم نفسياً مافيه ..وهذي نقطة سلبية بالنسبة لي صراحة ..لأني كنت أكرف طول الأسبوع وماأتكلم عربي واذا جا الجمعة أتمنى ان فيه مكان للمسلمين اروح وارتاح فيه ..علشان ابدا اسبوعي التالي بنشاط وحيوية ..

    المعهد إدارته أنثويه بنسبة 99% ماادري هل المعاهد اللي في المدن الثانية نفس الشي ولا لا .. وانا بصراحة أشوفها نقطة إيجابية لأن الفرق في التعامل بين المعلمة والمعلم واضح وكبير جداً ..دائماً المعلمة تكون أكثر تفاني وإخلاص ..مافيه الا ستيف وديفيد رجال المعهد خخخخخ

    ست شهور ..والله مدري شقولك الفترة هذي بحد ذاتها راح توصلك لمرحلة الروتين سواء في روتوروا أو غيرها ..علشان كذا ترى راح توصل لمرحلة الملل والروتين والوجيه راح تكون لك مألوفة ...لكن كله يهون في سبيل اللغة وتعلمها

    الأسعار نفس الأسعار اللي أخذتها تقريباً .. وتأكد من البوس المايسترو عن أسعار المعاهد الثانية علشان تطمن أكثر

    وبالنسبة للتوصيل من المطار أنا أستقبلني سائق المعهد في مطار اوكلاند (مثل ماذكرت في الجزء الثالث) ورحت براً والسعر كان 90 دولار اذا ماخانتني الذاكرة

    ..وبيني وبينك انا ندمت لأنك راح توصل دايخ ومنت يم أي شي علشان كذا قلت ياليت اخذت طيارة بس وارتحت

    أما الرجعة من روتوروا لأوكلاند كانت تمثل متعة كبيرة من رحلتي هناك لأني قمت شبعان نوم ومشيت مع الصباح وانا مرووق لكل شي

    بالنسبة لطريقة مراسلتي للمعهد كان كالتالي
    دخلت الموقع وعبيت النموذج وارسلته ..ثم ردوا علي بايميلات واحد منهم يكون فيه خريطة المطار اذا كنت طالب سائق المعهد في اوكلاند
    والثاني فيه معلومات عن الهوم ستاي اسمائهم واعمارهم وهواياتهم واي شي عنهم
    والثالث كان قبول ورقم حسابهم واسعارهم
    والرابع والله ناسيه لكن هذي المهمات ..أنا طبعتها كلها وخليتها معي

    طبعا أنا وصلت لهم وانا دافع حق اسبوعين بس ..وبعد ماوصلت هناك مددت لشهر ونص ودفعت المبلغ (علشان اتطمن) ا

    المطار انا شرحتلهم اني جاي ادرس انجلش واني طالب ..الخ ... بس وضع الست شهور طبعا يختلف وتأكد من البوس المايسترو

    أتمنى اني قدرت افيدك اخوي الطائر .. وبالتوفيق إن شالله

    رائد

    فنادق عطلات


  46. #46
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    ................. رائع يا مبدع ..................


    في انتظار باقي الحلقات ....

    يعجبني تنظيمك في كتابه التقارير

    فنادق عطلات


  47. #47
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    :113: :113: :113:
    :113: :113:
    :113:
    :113: :113:
    :113: :113: :113:

    الف الف الف

    تحية لك

    اخي الايام

    على هذه الاجزاء فعلاً مبدع:24: جعلتنا نتخيل معك ونعيش تفاصيل ما حدث لك اهنيك على اسلوبك الجميل


    ملاحضة (اتمنى ان تعيد النظر في عنوان موضوعك (ليس نقصاً في اخي المايستر ولاكن ان عنوان الموضوع لا يدل على ما بداخلة وانا لم اعلم انه موضوع بهذه الروعه الا عندما حصلت الرابط في موضوع اخوي محمد ولا حسبالي استفسارات تطلبها من المايسترو) آسف على الاطاله:101:

    وانا من المتابعين للموضوع واتمنا من شخصكم الكريم دوام التوفيق


    ودمتم بحفظ الله

    فنادق عطلات


  48. #48
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    تعال تعال .. الحين انا جالس لي فترة أنتظرك ترد ولا رديت ... تقول فص ملح وداب

    سلامات اخوي المايسترو مالك طله علينا من فترة ؟؟؟


    أنت ..... الإبداع أستشف معانيه منك وليس العكس


    الأيام

    فنادق عطلات


  49. #49
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    أضواء المدينة
    أخجلتم تواضعنا بهذا التصفيق الحار ... تواجدك شرف لي عزيزي

    وبالنسبة للعنوان فالموضوع راجع لأخي وقرة عيني المايسترو إن اراد تغيير العنوان وإن اراد إبقائه ..

    ولكن شرطي هو وجود كلمة "المايسترو" في العنوان ... فهذا الشخص أدين له بخالص الشكر والعرفان على ماقدمه لي ولبقية الأعضاء


    شكرا مرة أخرى أضواء المدينة ..فقد أضأت صفحتي بتواجدك الحار


    الأيام

    فنادق عطلات


  50. #50
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة The Days


    تعال تعال .. الحين انا جالس لي فترة أنتظرك ترد ولا رديت ... تقول فص ملح وداب
    سلامات اخوي المايسترو مالك طله علينا من فترة ؟؟؟
    أنت ..... الإبداع أستشف معانيه منك وليس العكس
    الأيام



    هلا والله وغلا

    موجود والله ... وكل يوم ادخل المنتدى فوق 10 مرات .... بس خلها على ربك لي فوق الاسبوع .. صوتي رااااااايح ... ... تقول جوال على الصامت ... ... من جد مافيه كلام ... لأن حلقي كان رايح فيها ... لكن الحمد لله اليوم وامس بديت انطق ...

    وإلا انا متابع لموضوعك أول بأول ... :24:

    فنادق عطلات


  51. #51
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة The Days


    أضواء المدينة
    أخجلتم تواضعنا بهذا التصفيق الحار ... تواجدك شرف لي عزيزي
    وبالنسبة للعنوان فالموضوع راجع لأخي وقرة عيني المايسترو إن اراد تغيير العنوان وإن اراد إبقائه ..
    ولكن شرطي هو وجود كلمة "المايسترو" في العنوان ... فهذا الشخص أدين له بخالص الشكر والعرفان على ماقدمه لي ولبقية الأعضاء
    شكرا مرة أخرى أضواء المدينة ..فقد أضأت صفحتي بتواجدك الحار
    الأيام



    أخوي الأيام ...
    مقدر شعورك يا غالي ... وربي حاسس فيه ...
    بس وش رايك نختار عنوان ثاني للموضوع ... ؟ بعذ اذنك طبعا ...
    اول شي نرضى الزوار كلهم ... ولا يظنون ان الموضوع موجه للمايسترو بس ...

    انا ابي رايك انت .. اذا تبي تخليه كذا خليته ... اذا تبي اغيره بعنوان ثاني غيرته ... اللي ودك يا غالي


    تحياتي لك ...

    فنادق عطلات


  52. #52
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    أولاً ياأستاذي الفاضل الف حمدالله عالسلامة وماتشوف شر

    وثانياً اشوى انك متابع الموضوع أول بأول ولا كان لي تصرف ثاني معك خخخخخ

    وثالثاً..أنت أبوها وسمها .. أنتظر العنوان الجديد "بس لا تنسى شرطي في العنوان " أوكي



    ذكريات على جدران روتوروا ... بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    مجرد إقتراح .. أنتظر ماعندك عزيزي


    دمت للإبداع

    فنادق عطلات


  53. #53
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة The Days


    ذكريات على جدران روتوروا ... بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء



    عنوان جميل

    فنادق عطلات


  54. #54
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة The Days


    أولاً ياأستاذي الفاضل الف حمدالله عالسلامة وماتشوف شر
    وثانياً اشوى انك متابع الموضوع أول بأول ولا كان لي تصرف ثاني معك خخخخخ
    وثالثاً..أنت أبوها وسمها .. أنتظر العنوان الجديد "بس لا تنسى شرطي في العنوان " أوكي
    ذكريات على جدران روتوروا ... بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء
    مجرد إقتراح .. أنتظر ماعندك عزيزي
    دمت للإبداع



    ابشر طال عمرك

    تم تغيير العنوان :24:

    فنادق عطلات


  55. #55
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    أضواء المدينة
    تم تغيير العنوان وإن شالله ربي يقدرني على إمتاعكم في بقية الأجزاء

    وبالنسبة للجزء القادم مدري وش اقولك بس الثلاث أيام الماضية صراحة أنشغلت ببناء صفحة متواضعة على النت قلت علشان أشخبط فيها على راحتي ...ووقفت العمار والبناء لأن المقاول طلع لك عليه خخخخخ
    وراح احاول أني اضع الجهد كله الحين في الجزء السادس علشان اخلصه في اسرع وقت لكم ...متى بالضبط أنا نفسي ماادري لكن أتمنى ان الفترة ماتتعدى الأربع أيام .. وانا قلت اربع ايام لأنه يبغالي اكتب الجزء ثم أراجعه أكثر من مرة وبعده ابدا بتقسيم الصور وتصغيرها .. أتمنى انك وبقية الأخوان يتحلون بطولة البال مثل ماذكرت في مقدمة موضوعي

    وفعلا متابعتك اسعدتني يالغالي .. وتشعل في قلمي فتيل الكتابة


    دمت للود

    فنادق عطلات


  56. #56
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    المايسترو

    سلمت يمينك ..وشكرا

    فنادق عطلات


  57. #57
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    ماااشاء الله تبارك الله
    كلمة مبدع قليلة بحقك اخوي
    الحس الأدبي وانتقاء الألفاظ صااارخ جدا ً وينضح بالإبداع!

    فنادق عطلات


  58. #58
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    اخي الأيام ........


    يبدو أن الحفلة فاتتني ...

    توني داخل وشايف الموضوع ... انقطاعي كان بسبب بعض الظروف الرمضانية ...

    سلاسة في الأداء .. وترابط في الأفكار ... وقمة في الوصف ...

    سلمت وسلم الرحمن يداك ...

    تحية أخي الأيام .

    فنادق عطلات


  59. #59
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة The Days


    أضواء المدينة
    تم تغيير العنوان وإن شالله ربي يقدرني على إمتاعكم في بقية الأجزاء
    وبالنسبة للجزء القادم مدري وش اقولك بس الثلاث أيام الماضية صراحة أنشغلت ببناء صفحة متواضعة على النت قلت علشان أشخبط فيها على راحتي ...ووقفت العمار والبناء لأن المقاول طلع لك عليه خخخخخ
    وراح احاول أني اضع الجهد كله الحين في الجزء السادس علشان اخلصه في اسرع وقت لكم ...متى بالضبط أنا نفسي ماادري لكن أتمنى ان الفترة ماتتعدى الأربع أيام .. وانا قلت اربع ايام لأنه يبغالي اكتب الجزء ثم أراجعه أكثر من مرة وبعده ابدا بتقسيم الصور وتصغيرها .. أتمنى انك وبقية الأخوان يتحلون بطولة البال مثل ماذكرت في مقدمة موضوعي
    وفعلا متابعتك اسعدتني يالغالي .. وتشعل في قلمي فتيل الكتابة
    دمت للود




    هلا بالغالي

    ايه تو مازان الموضوع الا بالعنوان الجديد (هههههههههه

    فنادق عطلات


  60. #60
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: ذكريات على جدران روتوروا بقلمي للمايسترو وبقية الأعضاء

    فانكوفري
    وجودك أروع عزيزي .. وأتمنى لك أوقات ممتعة بين صفحاتي المتواضعة


    مسافر متزن
    أنتظر تواجدك منذ فترة طويلة ... نورت الموضوع أيها الخبير


    أضواء المدينة (عبدالإله الرهيب)
    كلامك هو العسل .. وها أنا في تمام الساعة الحادية عشر والنصف مساءً أنهيت السطر الأخير من الجزء السادس .... يعد الأطول بين بقية الأجزاء ... أستعد لقراءته وإبداء رأيك يالغالي



    قد يكون دنو العيد حائلاً بيني وبين الجزء السابع ....فالإستعدادات قائمة على قدم وساق ...وطبعا الوضع هذا متواجد في جميع البيوت السعودية



    الأيام

    فنادق عطلات


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. موسوعة الأديان بالصور بقلمي
    بواسطة Robot في المنتدى بوابة العرب المسافرون العامة
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 02-03-2015, 12:48 PM
  2. شكر وعرفان للمايسترو و جميع الاخوان ـ ـ مـ ع الهديه
    بواسطة Robot في المنتدى بوابة السفر الى نيوزيلندا New Zealand
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 01-31-2015, 05:29 PM
  3. مشرفينا شاعري و رحال عاشق وبقية الأعضاء
    بواسطة Robot في المنتدى بوابة السفر إلى السعودية
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 01-20-2015, 12:30 AM
  4. الى الشمالي الغربي وبقية الأعضاء
    بواسطة Robot في المنتدى بوابة السفر إلى الدول العربية و الاسلامية الأخرى
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 01-15-2015, 12:17 PM
  5. الفزعه ياحتشبسوت وبقية الأعضاء حاير جدا جدا
    بواسطة Robot في المنتدى بوابة السفر الى دول أوروبا الأخرى
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-15-2015, 04:16 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
X