سفريات من زمن فات
(سوريا ولبنان )
( 1 )
في البدايه برجاء قراءة المقدمه في موضوعي السابق وهو (تقبلونني صديقا)
عندما انهيت دراستي الثانويه ازداد طموحي في السفر الي خارج حدود مصر وإزداد تطلعي وتوسيع خطوتي الي خارج البلاد.
من طبعي في اتخاذ اي خطوه من حياتي ادرس تلك الخطوه وأعمل دراسة جدوي لها وانتهيت انه لابد من السفر ووصلت للتفكير لمكان السفر كانت هناك القليل من الدول المسموح لنا بالسفر لها ونحن طلبه والعمل بها والخطوه الاخري هي تكاليف السفر حيث انني اعتمد علي نفسي ووصلت ان من الامثل السفر الي لبنان ومنها استطيع الانتقال لبلاد اخري وحتي استطيع الاستمتاع بالسفر قررت السفر بالباخره وكانت التذكره بخمسة وعشرون جنيها ذهابا وايابا ووضعت ميزانيه للرحله خمسون جنيها مصريا بما فيها ثمن التذكره تبقي معي خمسه وعشرون جنيها فكرت في استثمارهم لزيادتهم سألت وعرفت ان الارز غالي في لبنان والمانجه اشتريت خمسة كيلو ارز ومثلهم مانجه وباقي النقود اخذته نقدي .
كان في ذلك الوقت لشركة مصر الملاحيه خطوط بحريه للأسف نفتقدها اليوم كانت تملك عدد اربعة بواخر اثنان من عهد الفراعنه وهم مصر والسودان وإثنان احدث قليلا اسمهما سوريا والجزائر كان حظي الباخره السودان هي التي تبحر الي مرفأ بيروت وصلت الي الاسكندريه وصعدت الي الباخره وتقابلت مع الاخ محمود كنت تعرفت عليه عند الحجز في القاهره.
سأصف لكم الباخره حتي نعلم كم نحن في نعمه الان عندما صعدت الي الباخره وجدت السطح مليئ بالسيارت وبعد التفحيص والتمحيص عرفت أن الاخوه في الخليج يأتون الي مصر برا (العراق - سوريا - لبنان )ثم بحرا الي مصر والعوده بنفس الطريقه لذا كان السطح مكدسا بالسيارات الفارهه وكانت تحمل بالاوناش غير ان باطن السفينه كان ممتلأ بها كانت توجد كبائن حديثه علي سطح الباخره كانت توحي للناظرين بحداثة الباخره ولكن الواقع الشيئ الوحيد الحديث هي تلك الكبائن وهي بالطبع الدرجه الاولي اما الدرجات الاخري فحدث بحرج انها عنابر واكتشفت ان تلك الباخره ليست الا ناقلة جنود قديمه وحولتها مصر الي باخره للركاب سياحيه وكانت جميع الابواب من الحديد الثقيل التي نراها في افلام الحرب العالميه الاولي والثانيه انتاج هوليوود ورغم تلك القتامه كانت الرحله سلسه إلا من الركاب الذين عانوا من دوار البحر تقريبا كل الركاب وهم حوالي الف شخص كنا في فصل الصيف وكان الجو حارا جدا وكان الاخ محمود وهوصانع احذيه ذاهبا الي اخيه الاكبر في بيروت وكانت والدته حملته امانه لأخيه ويالها من امانه مع هذا الحر الشديد الامانه هي . . . . . .( ذكر بط وديك محمر )
وفي الليل وجدنا ان كل الركاب صعدوا للسطح والنوم بين السيارات من الحر الشديد ووجدنا انا ومحمود مكان في مقدمة السفينه وفرشنا علي الارض لننام والحله في حضن محمود وهداني تفكيري الي فكره رائعه فرح بها محمود كان بجوارنا ساري بدون علم اخذت ذكر البط وصعدت الساري وربطت ساق البط في قمة الساري حتي يكون في مكان بارد وهواء شديد الي هنا والموضوع هادئ وعادي سهرنا ونمنا قبل الفجر وأفقنا علي همهمات واضحه جدا وفتحنا اعينا وجدنا اناسا كثيرون حولنا واعينهم علي ذكر البط بالطبع لم يخطر ببالهم انه بط يقولون مالذي شوي طائر النورس هذا ).
كان البحر جميلا جدا واول مره اراه من الداخل لونا ازرق لم اراه في حياتي كما كنا نري الاسماك الطائره في بعض الاحيان وزاد عشقي للبحر مع ركوبي اول سفينه في حياتي والتي تلتها في محطات عمري الكثير منها تقريبا معظم خطوط الملاحه في البحر المتوسط من اليونات وايطاليا وتونس والجزائر وليبيا والمغرب ومالطا . . . الخ
تذكرت الان حادثه غريبه جدا والفنان القدير دريد لحام عمل فيلم مشابه لتلك الحادثه التي كدت انساها وهي عباره عن اخ فلسطيني متزوج من مصريه عائد الي لبنان ليذهب المكان الذي يعيش فيه ولا اتذكر اين المهم ان هذا الرجل وزوجته عندما التقيت به كانت خامس رحله من الاسكندريه الي بيروت ورفض السلطات المصريه واللبنانيه له بالنزول تقريبا لانتهاء اقامته ورفضت زوجته النزول بدونه وعندما يصل الي اي ميناء يقدم طلب وعند العوده يري الرفض هو سيد الموقف الاتتذكرون فيلم الحدود للفنان دريد لحام ورغده ومعيشته داخل النقطه الميته بيد حدودين ! ! ! !علي فكره تلك الحادثه كانت قبل انتاج فيلم الحدود بكثير
وصلنا اخيرا الي باريس الشرق كما كنا نسميها ومركز اشعاع للحضاره والرقي الي بيروت الحبيبه ولنا محطه اخري إنشاء الله تعالي
سامحوني للتطويل ولكن احببت ان تعيشوا معي تلك الاحداث الماضيه الجميله

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: