إليكم يا أحبتي ...
مقتطفات من رحلتي القصيرة إلى بلاد الشام .. مضى على ها الرحلة ما يقارب ثلاث سنوات ، و مازالتْ منحوت صورها بالذاكرة ، كنتُ فيما مضى ، لم اطلع على ها الموقع الرائع ، الغني بالمعلومات ، و الناصح ، بالخبرات ، كنتُ فيما مضى ، لم أجمع أي معلومة ، لا صغيرة و لا كبيرة عن بلاد الشام ، وهذا خطأ كبير يقع فيه كلّ راحل و مسافر ، ينبقي أن يضع في جملة حساباته ، ميزانية كافية بالمعلومات الدقيقة ، عن البلد التي ينوي العنان نحوها ، و من ناحية ثانية ، أهل البلد و ثقافتهم التي تتمحور في مطلع السلوك قولاً و عملا
... لهذا سوف تستشف الكوارث التي أوقعتْ نفسي بها للطيبة قلب الخليجي بشكل عام من جهة ، و من جهة ثانية تكمن لعدم الخبرة بالبلد و أهل البلد ...
عموماً أخي المسافر هُنا أعرض على قلبك الكبير ، مقتطفات متفرقة من رحلتي المتعبة بالنسبة لي ، أرجو من ها المنطلق الإفادة لمن حزم حقائب السفر و الرحيل ، سائلاً المولى التوفيق في رحيلك و سفرك ، و الراحة التامة في نزولك و هبوطك و رحيلك ....
المقتطف الأول :
(السفر بالباص)
وجدت السفر بالباص (مرض ) بغض النظر ، هل متعب أم لا ، من غير جدال السفر بالباص جداً متعب و مهلك للقوى ، خاصة من كان بصحبته عائلة و أطفال ، لذا لا أنصح بالباص ، وقطعاً بالسيارة الخاصة بيكون أريح نفسياً و جسدياً ، وتستطيع أن تسأل مجرب ، كالأخ الفاضل السائح الهروي ، و الأخ الفاضل نبض الحرف ، ويكفيني هذان الشاهدان ...
المقتطف الثاني
أول استفزاز واجهني ، وجعلني أكره السفر و السياحة ، أو ما يقال له السياحة بالبلاد العربية ، وقد جعلني أكره الساعة التي قررت بها السفر إلى الشام ، كانت ساعة وقوفي بالطابور بتخليص جوازي السعودي في الأردن ، مع احترامي للأخوة الأردنيين ، لم يستفزني طول الوقوف ، و لم يغلقني طول الطابور ، هذا الشيئان نحن معتادون عليهما ، بالبنوك و الدوائر الحكومية عندنا ببلادنا الغالي ( السعودية ) .. لكن ما استفزني و ثار أعصابي هو تصرف ذاك الضابط الأردني ، الذي أخذ يقرأ علينا أسماء الذين خلصت إجراءات جوازاتهم ، فكان يقرأ الاسم و من ثمة يرمي بالجواز ما مسافة ثلاثة أمتار ، ورأيت الناس تلتقط جوازاتها من على الأرض ، كما يلتقط الطائر حبة الشعير .... أتساءل :
(ا)أين الاحترام و التقدير للزائرين .
(ب) أين حقوق الإنسان .. هل من حقوق الإنسان ها الإهانة ، وخدش مشاعرهم .
(ج) أليس من واجب ذاك الضابط بما انه ضابط و موظف حكومي يمثل دولته أن يحترم أي شعار و أي رمز للدولة المقابلة .
عموماً لما وجدت جوازي يرتطم بالأرض بقوة ، شعرت قلبي يتمزق ألماً و وجعاً لذاك التصرف الهمجي ، وللغير مقبول ، و المرفوض من قبل المسئولين الكبار بالدولة ، بل حتى من الشعب الأبي ... والحق يقال في العودة إلى الأرض الحبيبة ، ما وجت ها لتصرف المتعجرف ، وهذا معناه ذاك الضابط كان يتصرف من جيبه الخاص المفلس من الأخلاق الحميدة ...
ففي رأيي كالضابط المذكور الذين هم في واجهة القادمين و الزائرين ، أما ينبقي إعطاءهم (كورس) في الأخلاق ، و تدريبهم على احترام مشاعر الآخرين و عدم المساس بمشاعرهم و أحاسيسهم ؟
... قد يسألني بعض الإخوة وماذا عن جمارك السوري ، فالحقيقة لم أباشر بتخليص إجراءات جوازي بنفسي ، فقد تكلف بالأمر نفسه سائق الحافلة ، ونحن بالباص ، لعله لا يسمح للقادمين بالباص بالنزول بأنفسهم و يتكفل بهم الرائد و قبطان المركبة .
تابعوني في مقتطفات قادمة .. لكم مني عاطر التحايا

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: