منذ أن دخلنا المطعم ... ومذيع النداء الداخلي يعلن عن بدء عروض الدلافين في تمام الرابعة والنصف ... اتجهنا لمكان العرض ... في الرابعة وعشر دقائق ... وعلى البوابة وقف مسؤول التذاكر ... بابتسامة صفراء ليقول : ما بصزن فيه عرض اليوم ... الجو مو مناسب هلأ !!! ... لم أكثر معه الكلام ... فالجو ولا أروع ...
عدنا بخفي حنين ... وعلى بعد ليس بالسير من بوابة العرض وقف أحد كبار السن ممن ساق جمهورا عريضا من الأطفال والنساء من أجل مشاهدة العرض ... وقف غاضبا مع أحد المسؤلين ... تكلم عما بنفسي ... وزاد ، فهذا استهتار بالناس وأوقاتهم .. المسافة ليست بالقصير من الشام ... وإعلانات العرض وموعده تملأ الشوارع ... والمذيع الدخلي ما فتئ من ثلاث ساعات يذكر به ... وبكل بساطة .. الجو غير مناسب !!!!
عجيب أمر هذه الدلافين ... إي جو سيعجبها إن كان أريج ربيع الغوطة لم يروقها !!
عموما ...
خرجنا من المطعم بعد قضاء 3 ساعات ودفع 1150 ليرة مع الإكراميات ... لنستقل محبوبتنا ... ونسابق غروب الشمس ... لنزهة ربيعية في غوطة دمشق ... والتي نبعد عن أطرافها مرمى حجر ... فهذه المطاعم تقع على أطراف الغوطة ...
دخلنا الغوطة ... وقراها البائسة الفقيرة ... أولها شبعا ... ووجهتنا قرية اسمها (دير العصافير) حيث إننا قد خرجنا مع بعض الجيران هنا (سيران) في استراحة أحدهم في قرية دير العصافير ... والتي أراها أخف القرى ثلوثا ... وأكثرها خضرة !!!
وصلنا دير العصافير ... وبجوار استراحة صاحبا نزلنا ...
جلسنا قليلا ... ثم شرع الأطفال أيضا في التعرف على المكان ... ولم نكن بأكثر منهم رزانة ... فقد أخذنا نجول في المكان ... ونأخذ منه بعض الصور ... وهاكم إياها :
صورة الحقل المجاور للاستراحة :
وهذه أزهار الربيع ... وقد شارفت على الرحيل ...
بجوار الاستراحة ... مزرعة صغيرة ... ذهب إليها بعض الرفقاء يوم جئنا المكان أول مرة ... وقد عادوا محملين بقناني الحليب الطازج ... ورغم أني لا أحب الحليب أو اللبن ... إلا أني قررت أخذ جولة برفقة الأطفال ... إلى هذه المزرعة المجاورة ... ذهبنا لنجد صاحبها خارجا من إحدى الغرف ... رحب بنا واستبشر ... وكأننا قد زرناه خصيصا ... وسبقنا على غرفة مجاورة ... بعد أن قدم لنا كريم الدعوة بتناول كوبا من الشاي ..
لا أخفيكم توجست من هذا الإلحاح في الدعوة ... لكن صاحبها بدا لي من البساطة والفطرة ... ماجعلني أوافق ...إضافة إلى كون طفل صغير بجواره بدا كأنه ولده ... وزارل استغرابي بهذه الحفاوة بعد أن تجاذبنا أطراف الحديث ...
سبقني على الغرفة لإعداد الشاي ... وتجهيز المكان ... وبقي معي الطفل يرافقني في أرجاء المزرعة ... حتى وصلنا للغرفة ...
وهذا والده العجوز ... ينظر إلي ما أصنع ... سلمت على الشيخ الكبير ... وجلست بجواره ... وصاحبي في حركة دائبة لتجهيز المكان لي والترحيب... وصنع الشاي من ماء بئر الارتواز ...
يضع وسادة بجواري ... ثم يعود ليجعلها أسفل مني ... ثم أخرى من خلفي ... كل ذلك سعيا لإراحة الضيف العزيز ...
هذا الشاب ... من أهل الدير ... وهم أناس بسطاء ... مبلغ علمهم ... زيارة للشام ... يفدون إليها كالغرباء ... ثم يعودون سراعا إلى أعشاشهم في دير العصافير ... وفجأة يقرر الذهاب للعمرة !! هكذا دون مقدمات ... خرج من بيضته الصغيرة ... ليرى عالما آخر ... أصيب بصدمة ثقافية وما زال لساعته يحدث جلساءه عن مكة وجدة خااااصة ... وهم له منكرون !!...
كيف عرفت أنا ذلك ؟... عندما يتحدث عن أمر ما قابله ... وأكدته بكلامي ... كان يبتسم وينظر إلى إخوته الحاضرين ووالده ... ضاربا بكفه على فخذه ... قائلا : هيك أنا حكيتهم ...
وفز مسرعا فرحا بالدليل المادي على صدق أقواله... لإحضار الشاي ... والتسلاية !!!
يبدوا أن مطوفهم ... كان راعي مزاااج ... حيث عمل لهم جوله في جدة لمدة يوم واحد ... أسواق محمود سعيد... الكورنيش وأمام النافورة(البحرة) تحديدا ... البيك ...
كلها كانت مفاصل هامة في حديثنا ... فضلا عن كوني صرت في بعض الأحيان مفتيا ... وفي أخرى سياسيا ... وأحيانا مؤرخا ... المهم جلسنا مع هذه الأسرة جلسة ماتعة ... لم يكن ينغصها ... إلا تطفل بعض الدجاج الذي يراوح في المكان وكيف جاءتني فوبيا أنفلونزا الطيور ... ولم أرد أن أستخف أمامهم ... حتى بلغ السيل الزبى .. فسألت بلطف يحمل غضبا : كيف إنفلونزا الطيور عسى ما فيه مشاكل عندكم !!!!! فأجاب ببرود ... لا الحمد لله ولا إشي (طمني بس برضه ودي يوخر عني الدجاج ... العمر مش بعزقه يا رقاااله )
أدركنا وقت الغروب :
استأذنت من (بلال) في الذهاب ... قال : بنحلب لك البقرات ... فقلت : شكرا لك فأنا لا أحب اللبن ... لا هنا ولا في السعودية ... ولما جاوزت مزرعته ... لحقني بهدية أخرى ... استحييت من ردها فتناولتها منه شاكرا له واعدا إياه بتكرار الزيارة...
وصلنا عند السيارة ... ووضعت البيض (هديته)جانبا :
صلينا المغرب ... وانطلقنا إلى منطقة أخرى مجاورة ... كلكم يعرفها ... ملاهي الأرض السعيدة ... والتي لا تعاني الزحام فنحن في وسط الأسبوع ... وهذا ما يجعلها مناسبة للعوائل أكثر !!
أجمل ما فيها بصراحة ... هذه !!
والأطفال الصغار أيضا سيجدون بغيتهم ... في ألعاب تناسبهم ..
يا ليتني كنت طفلا ...
نسيت أن أقول بأن الدخول لمن هم فوق الرابعة بـ50ليرة ... وما دونها مجانا ... والألعاب للأطفال أغلبها بـ25ليرة ... وللكبار أغلبها بـ50ليرة (تذكرتين) ... والمطاعم والمقاهي في نفس المكان ... غالية ... وليست جيدة ... ولا أنصح بزيارتها في نهاية الأسبوع !!!
عدنا للمنزل ...
وفي طريق العودة ... تنبه الطفل الصغير لما غفلنا عنه ... بابا نسينا البيض !!!!!!!؟
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
وبعد شد وجذب ... فضلنا الرجوع له ... خشية من رؤية أهل المكان لبيضهم ... فيظنون بنا ما لا نريد ... وحتى لا نخدش الصورة الحسنة التي رأونا عليها ... ونكسر خواطرهم !!!
فعندنا إلى القرية ... ولما وصلنا للمكان وجدنا آثار البيض... فقد سطت عليه فيما نظن ... قطط ماكره ... فما كان منا إلا أن محونا آثاره ... وعدنا أدرجنا ... لنختم هذا اليوم ... بشارع الجزماتية في الميدان ... بـ6 شاروما لف 4 جاج و2 لحم ..
وللعلم ... أفضل محل في الشارع للجاج أنس وللحم الموصلي ...
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
انتهت رحلتنا في دمشق لهذا اليوم ...
وقد صرفنا من المال قرابة 1875 ليرة سورية أي حوالي 134 ريال .. هذا طبعا غير قيمة الـ
غااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااز
المفضلات