[align=center][/align]
يرتبط سوق البزورية في دمشق بالمائدة والطعام مباشرة، فهو سوق قام بشكل أساسي على خدمة المائدة، ليكملها ويعطي الطعام طعمه النهائي، فهو سوق متخصص بكل أنواع الإضافات، من المكسرات إلى العطورات إلى التوابل إلى السكاكر والزهورات الخ·· من لوازم المائدة التي تضفي عليها المزيد من اللذة، المعروفة عن الطعام الشامي·
يشتهر المطبخ الشامي بتنوع أطباقه التي لا تعد ولا تحصى في الأيام العادية، وتزداد هذه الأطباق عدداً وتنوعاً في شهر رمضان، فالأطباق التي تفرد على المائدة الرمضانية تختلف شكلاً ومضموناً عن باقي الأطباق التي تقدم على الموائد في الأيام الأخرى، فهي أكثر غنى سواء من حيث المواد الغذائية التي تدخل في صلب الطبخة أو المواد التي تزين بها عند تقديمها على المائدة· يضاف إلى الطعام قائمة طويلة من العصائر الطبيعية التي لا يوجد لعددها وتنوعها مثيل في أي مكان من العالم· ولكي تكون المائدة الرمضانية بالمستوى الذي يتناسب مع الشهر الفضيل، لا بد من تحضير كل المواد التي تضفي عليها الغنى والتنوع المادي والغذائي، ولتأمين كل هذه المواد لابد من زيارة خاصة لسوق البزورية الأثري قبل حلول شهر رمضان، وشراء احتياجات الشهر الكريم·
يعتبر سوق البزورية الواقع بالقرب من الجهة الجنوبية للجامع الأموي من أقدم أسواق مدينة دمشق القديمة، عرف قبل العهد الأيوبي باسم سوق القمح لتخصصه بتجارة القمح· وظل السوق متخصصاً بتجارة القمح طيلة سنوات العهد الأيوبي، إلى أن تحولت تجارة القمح عنه إلى سوق آخر عرف بسوق القماحين شيد في عهد المماليك 1260/1516م خارج المدينة القديمة مقابل باب الجابية· وهكذا تحول السوق القديم إلى سوق متخصص بتجارة العطورات والنباتات العطرية المجففة والبذوريات وانتشرت دكاكين العطارين في قسمه الشمالي القريب من الجامع الأموي، وسمي لذلك سوق العطارين، وانتشرت دكاكين البزوريين في القسم الجنوبي منه وسمي سوق البزوريين·
ازدهر السوق في العهد العثماني وتنوعت معروضاته، وازدادت شهرته بعد أن بنى والي دمشق العثماني أسعد العظم قصره في قسمه الشمالي عام 1749م، وخاناً ضخماً في قسمه الجنوبي عام 1753م، واصبح خان اسعد باشا مقصداً للتجار الأوربيين ومركزاً من مراكز التبادل التجاري بين الشرق والغرب·
السوق في رمضان
يتألق السوق في شهر رمضان، فكل الموائد تحتاج إلى هذا السوق، لأن للمائدة الرمضانية طابع احتفالي، والاحتفال يحتاج إلى السوق لتزيين المائدة ولاكمالها تماماً· ولا شك بأن ذروة المائدة هي القلوبات التي تشكل تيجان صحون الرز والفريكة· يقول سهيل بكداش، صاحب محل في السوق يبيع القلوبات 'يزداد الطلب على أنواع القلوبات في شهر رمضان، لأن الطعام يصبح شكله أجمل عندما يقدم وهو مزين بهذه الأنواع· كما يزداد الطلب عليها أواخر الشهر لأنها تدخل في تصنيع الحلويات، المعمول المحشي بالجوز أو المعمول المحشي بالفستق الحلبي، كما يزداد الطلب على أنواع التمر والعجوة، فهي تؤكل طيلة الشهر كسنة متبعة، وتصنع منها أنواع متعددة من حلويات العيد أقراص محشوة بالعجوة'· وللعصائر نصيب من شهر رمضان، يقول أحمد تباع، صاحب محل في سوق البزورية، متخصص ببيع أنواع متعددة من العصائر الجافة والعصائر المركزة يزداد الطلب في شهر رمضان على هذه الأنواع من العصائر، ويبدأ الناس بشرائها حتى قبل أن يبدأ الشهر بعدة أيام وبكميات كبيرة، حتى يكفي الشهر كله وفترة العيد، وتكون هذه الكميات في متناول اليد وقت تحضيرها· بعض أنواع هذه العصائر مثل القمر الدين والتمر الهندي والعرق سوس تحتاج إلى تحضير قبل ساعات من موعد الإفطار، ويكثر الطلب عليها في شهر رمضان لأنها عصائر تجمع العديد من الفوائد، فهي إلى جانب قيمتها الغذائية بما تحويه من فتيامينات وسكريات، ترطب معدة الصائم وتمنحه الراحة بعد تناول وجبة إفطار دسمة متنوعة'·
ذروة لكل نوع
لكل تخصص في السوق ذروته، وإذا كان هناك طلب طوال العام على كل محتويات السوق، فإن هناك ذروة لكل نوع من أنواع البضاعة، فنهاية الشهر الكريم، هي ذروة سوق محلات الشوكولا والسكاكر· يقول أحمد محمود جمعة، المتخصص ببيع السكاكر والشوكولاته بأنواعها، هناك طلب دائم على هذه الأنواع من السكاكر والشوكلاته والنوغا المحشية، لأنها تقدم كضيافة في جميع المناسبات الاجتماعية السعيدة· يزداد الطلب عليها أواخر أيام رمضان لأنها جزء مهم من ضيافة العيد إلى جانب أنواع الحلويات الأخرى ولكن هذه البضائع لا تعتمد على الزبون المحلي فحسب، بل هناك زبائن الدول الأخرى، يضيف جمعة لا يقتصر الزبائن على أهل البلد فهذه الأنواع مطلوبة في دول الجوار ويأتينا زبائن من الأردن ولبنان خصيصاً لشراء هذه الأنواع من السكاكر، وحتى السياح العرب والأجانب الذين يزورون البلد يمرون بالسوق ويتبضعون من عندنا، فمنتجاتنا تنافس الأنواع الأجنبية بالجودة وأسعارها أقل، ولأن هناك تفاوتا بالأسعار لتناسب جميع الفئات والطبقات الاجتماعية، فلا أحد محروم من ضيافة العيد'·
تخصص آخر يزداد الطلب عليه في رمضان أيضاً وهو البهارات التي تحتاجها كل مائدة، وكذلك البقوليات التي لا غنى عنها في المائدة الرمضانية· يقول نضال الكزبري، بائع بهارات متنوعة وحبوب بقوليات جافة، يزداد الطلب على البهارات في رمضان لتضيف النكهة والمذاق الطيب على الأطعمة· كما يزداد الطلب على البقوليات لما تحويه من البروتينات المغذية، وبشكل خاص الفول والحمص والعدس، الذي يزداد الطلب عليهما من قبل ربات البيوت لتحضير أطباق الفول والمسبحة والتسقية وشوربة العدس في المنزل· أما الزعتر فهو مطلوب في كل الأوقات لعمل المناقيش، ويقدم كمادة مغذية إلى جانب زيت الزيتون على السحور'·
السير في السوق وتداخل الروائح الجميلة، يغري في شراء الكثير من السوق، ولأن المنطقة منطقة أثرية أيضاً، فإن التجول في السوق يعد سياحة، في منطقة من أجمل مناطق دمشق ومعالمها الأثرية والسياحية· فهذه المنطقة تجذب السياح من جميع أنحاء العالم بعد أن جدد السوق وجددت معالمه الأثرية مثل خان اسعد باشا وحمام نور الدين الذي شيده السلطان نور الدين زنكي في السوق عام 1171م، بالإضافة إلى خان الصدرانية في مدخل السوق الشمالي وخان العامود مقابل خان أسعد باشا·
بضائع السوق··· إكسسوارات الطعام
تزدهر في سوق البزورية البضائع التي يمكن تسميتها باكسسوارات الطعام مثل التوابل وتفوح رائحة هذه التوابل والبهارات إلى مسافة بعيدة تجذب المتسوقين إلى السوق، العصفر الفلفل والزنجبيل والزعتر بأنواعه جوزة الطيب والقرنفل الكمون اليانسون القرفة والزنجبيل وحب الهال، وتباع فيه جميع أنواع البزورات، الصنوبر واللوز والجوز وجوز الهند والفستق الحلبي والبندق والكاجو، وبذور البقوليات الجافة مثل الفول والحمص، بالإضافة إلى عدد كبير من دكاكين العطارين الذين مازالوا يبيعون العطور والزيوت العطرية بأنواعها وماء الزهر وماء الورد· يباع في السوق أيضاً المربيات بأنواعها وكل ماله علاقة بالأفراح من علب الأفراح والشموع، وأنواع متعددة من السكاكر والشكولاته والراحة والنوغا المحشوة بالفستق الحلبي بأشكال ونكهات مختلفة، والسكر نبات وغزل البنات، وأنواع متعددة من العصائر الطبيعية سواء السائلة المكثفة مثل شراب التوت الشامي والورد أو الجافة على شكل مسحوق معبأ بأكياس وعلب، والعرق سوس والتمر هندي، ولا ننسى رقائق قمر الدين المصنوع من المشمش، وأنواع مختلفة من الفواكهة المجففة وعادة ما تكون من المشمش والتفاح والأجاص والجوز والكباد والبرتقال وغيرها من الفواكهة المغلية بالسكر والمغطاة بطبقة من الجلاتين، كما تباع فيه الأعشاب والنباتات والأزهار الطبية الجافة·مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
- وفاة الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط في دمشق
- الدريكيش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- أسواق دمشق القديمة
- الحدود
- نبض الحرف ارجو الدخول
- معلومات مهمه قبل سفرك الى سوريا وتفاصيل مقتل الحويطي
- ألبومات صور سورياأماكن رائعة
- فندق تليسمان روعة الفن الدمشقي
- رحلة سوريا
- ل يمكن عمل تأشيرة للشغالة من مطار دمشق؟
- في عندي سؤال
- بعض المعلومات من الأماكن السياحيه في سوريا
- خادم الحرمين الشريفين يدعو الرئيس السوري لزيارة السعودية
- السعودية تنضم رسميا إلى دفتر مرور الشام
- بعد رحله قاربت الشهر عدنا اليكم وللاستفسارات نحن جاهزون
- فكرة آمل من الأعضاء التفاعل معها
- أفضل تقرير
- مسافرة لبلودان وبدي شقة
- العضو الفذ الجبل الأخضر يناقس رسالة الدكتوراه يوم الأحد القادم
- صـــــــافــــيـــتا
رد مع اقتباس
المفضلات