التبرع بالدم عمل إنساني نبيل
يشكل اليوم العالمي للمتبرعين بالدم في الرابع عشر من شهر حزيران من كل عام مناسبة لإزجاء الشكر لسكان العالم الذين يتبرعون بدمهم طواعية وبشكل منتظم، حيث يتم انقاذ آلاف الأرواح يومياً بفضل ملايين الأشخاص الذين يتبرعون بدمهم، والإسلام يعتبر التبرع بالدم عملاً إنسانياً يثاب المرء عليه، ذلك ان من مقاصد الشريعة حفظ النفس، وأي شيء يحفظ على الناس أنفسهم ترغب الشريعة فيه، يقول الله تعالى: «من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً»، ولا شك ان المريض قد يحتاج لقطرة دم تحفظ له حياته، وتنقذ بها نفسه، والتبرع بها اليه انقاذ له، وحفظ لنفسه، كما ان هذا من باب التعاون على البر والله تعالى يأمر به، يقول تعالى: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب»، وجاءت في السنة مجموعة الأحاديث التي ترغب في انقاذ الحياة وتفريج الكرب، واغاثة اللهفان، روى أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ان الله يحب اغاثة اللهفان»، وفي الصحيح: «من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة»، كما نهي المسلم أيضاً عن تعريض حياة أخيه المسلم للهلاك، فقال صلى الله عليه وسلم: المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يظلمه ولا يسلمه»، وقد اتفق العلماء المعاصرون على ان التبرع بالدم لانقاذ حياة الإنسان من أفضل القربات لله تعالى، وذلك لان مجمل النصوص التي تدل على مشروعية التبرع تدل على ان الله تعالى يحب هذا الأمر ويرغب فيه، فمن أفضل ما يقدمه أهل المريض وأصحابه له: التبرع بالدم له اذا احتاج اليه عند اجراء جراحة او لاسعافه وتعويضه عما نزف منه، فهذا من أعظم القربات وأفضل الصدقات، لان اعطاء الدم في هذه الأحوال بمنزلة انقاذ الحياة، واذا كان للصدقة بالمال منزلتها في الدين، وثوابها عند الله، فان الصدقة بالدم أعلى منزلة وأعظم أجراً، لانه سبب الحياة، وهو جزء من الإنسان، والإنسان أغلى من المال، وكأن المتبرع بالدم يجود بجزء من كيانه المادي لاخيه حبا وايثارا، ويزيد من قيمة هذا العمل الصالح: ان يغيث به ملهوفا، ويفرج به كربة مكروب، وهذه مزية اخرى تجعل له مزيداً من الأجر عند الله تعالى.
التبرع بالدم إن كان ينقذ إنسانا من هلاك محقق وأقر أهل الخبرة من الاطباء العدول ان ذلك لا يضر من تبرع ولا يؤثر في صحته وحياته وعمله، فلا مانع من الترخيص في ذلك إن خلا من الضرر، ويعد ذلك من باب الإذن الشرعي الذي فيه إحياء للنفس التي أمر الله بإحيائها، ومن باب التضحية والإيثار، وهو ما أمر به القرآن «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون» وقياس ذلك إنقاذ الغرقى والحرقى والهدمى مع احتمال الهلاك عند الإنقاذ، ويقول تعالى «وتعاونوا على البر والتقوى»، تقول دار الإفتاء المصرية: وبناء على ذلك فإن التبرع بالدم لا مانع منه شرعا، خاصة أن الدم عضو متجدد، بل دائم التجدد والتغير، وذلك بالضوابط والشروط الآتية:
وجود ضرورة قصوى عند التبرع، كأن يكون بعض الناس أو الافراد في حاجة ماسة الى كميات من الدم لإنقاذ حياتهم من الهلاك او الاشراف على الهلاك، كالحوادث والكوارث والعمليات الجراحية. وأن يكون التبرع بالدم محققا لمصلحة مؤكدة للإنسان من الوجهة الطبية، ويمنع عنه ضررا مؤكدا. وألا يؤدي التبرع بالدم الى ضرر على المتبرع كليا وجزئيا، او يمنعه من مزاولة عمله في الحياة ماديا او معنويا، أو يؤثر فيه سلبا في الحال أو المال بطرق مؤكدة من الناحية الطبية. وأن يتحقق بالطرق الطبية خلو المتبرع بالدم من الأمراض الضارة بصحة الإنسان، لأنه لا يجوز شرعا دفع الضرر بالضرر. وأن يكون المتبرع بالدم إنسانا كامل الأهلية.
ضوابط وشروط
مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
- لكم نُهدي قصص همومنا كلها خير صوتي ومقروء
- نباتي خخخخ
- النِسيان مِدادٌ بـ قلمـــى
- صـور مـؤثرة مـن احـداث الحـادي عشـر مـن سبتـمبـر
- بــابـــا إســـم مال انـــا خــان ،، فِكــر أنـــــا في خـــــوف
- قصة معبرة
- همسة صباحية لا كن
- ادخل وشاهد النسيج الكوني
- غزل محششين؟؟؟
- للمدخنين كيف نستخدم السيجاره بدون ان تضرنا صحيا
- استفسار السفر من مصر الين المغرب بحرا
- مشكلة في عرض الصور ماهي مقتراحاتكم
- ماهي علاقة حركة المفاصل بنطق بعض الحروف ؟
- تعرف على الاغذيه الوظيفيه ،،،،،،
- فيزا ترانزيت في بنغلاديش
- شاطئ الكابتشينو
- حماية المستهلك تشهّر بمطعم اللحوم منتهية الصلاحية في الرياض
- حكاية العم عادي بن عادي ؟
- كلمات تجعلك مبتسما رغم قساوتها
- عجائب الدنيا السبع بالصور
المفضلات