المال عصب الحياة الثاني الى جانب الحب.
مع ان الكثيرين قتلو الحب بحثا من شعراء وكتاب فان القلة تطرقوا الى العصب الاخر المال.
ماهو مصدره؟ ومن يملكه؟ ولماذا؟ لعصور طويلة ظل الفكر المالي سرا محصورا على فئه محدوده من الناس:
الاثرياء.
قد تلاحظون ان الثقافه الماليه تاتي متاخره في مناهج التعليم بشكل عام. بل ان منا لم يأت على هذا المصطلح الا بعد ظهور الشيب في لحيته وهذا مؤشر خطير للفشل او النجاح في حياتنا.
للمال أهمية كبيرة في حياتنا اليومية، إذ بدونه لا يمكن أن نرى تعاملاً اقتصادياً أو اقتناء للحاجات وتبادلاً لها بشكل سلس، وعلى الرغم من أن للمقايضة دوراً في التبادل السلعي عبر التاريخ، الا أن حياةً بلا نقود لا يمكن أن نتصورها ابداً اذ ان النقود لها قيمة حقيقيه بين المتعاملين بها
او على الاقل هذا هو المأمول.
كانت المعاملات الماليه سابقا عينيه ان جاز التعبير: انت تملك قمحا اقايضه منك بتفاح انا املكه او بحطب انا املكه وهكذا ببساطه شديده. ومن لايملك شيئا لايمكن ان يقايض.
قد يقول قائل ان المعاملات الان تتم بارقام تنتقل من رصيد بنكي الى اخر ولاحاجه للامساك بشي في اليد. اقول وهنا يكمن الخطر الذي حذرنا منه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بخصوص التعامل يدا بيد فيجب علينا اذن معرفه قيمة ما نقايض.
الان السؤال المكتوب في العنوان: كيف ظهرت العملات الورقيه ولماذا؟ ماهو مستقبلها؟
الجواب ليس بالسهولة التي نتوقعها
لنبدأ من الاساسيات
تذكر بعض مصادر التاريخ أن آدم -عليه الصلاة السلام- هو أول من اوجد النقود حيث ضرب الدنانير والدراهم للتعامل الاقتصادي بين ابنائه واحفاده الذين بدأوا يملؤن الأرض بالتدريج في تلك الفترة، حيث يؤكد المقريزي (ت 845هـ) على أن الحياة والمعيشة بشكل خاص لا تصلح الا بها، وهو تبرير منطقي وطبيعي لاهمية النقود كما يراها هو. وهكذا رافقت النقود الإنسان منذ أن بدأ عهده بالوجود على الارض، حيث وجدت الدراهم ايضاً والدنانير باحجام مختلفة وأشكال شتى، استخدمتها الجماعات والدول واعتبروها وسائل لابد منها لاستكمال حلقات الحياة بجوانبها الاقتصادية
وقبل الإسلام كان الشائع في اسواق الجزيرة هو الدنانير البيزنطيه في الشام والدراهم الحميرية في اليمن والقليل من الدراهم الكسرويه في فارس. و كان لرحلتي الشتاء والصيف اكبر سبب في ادخال تلك النقود الى جزيره العرب لكن التعامل بها كان على أساس الوزن لا العدد إذ كانت قريش تزن الفضة بوزن تسميه درهماً والذهب بوزن تسميه ديناراً اذن فالدنانير كانت من الذهب والدراهم كانت من الفضه و كانت قيمة كل عشرة دراهم تساوي سبعة دنانير.
وعند ظهور الإسلام وبناء أسس أول دولة اسلامية كان لا بد من عملة للتداول لذلك اقر الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) الدنانير والدراهم على ما كانت عليه، ونظراً لظهور الزكاة كركن من اركان الدين الإسلامي فقد حددها الرسول بدينار عن كل اربعين ديناراً، وكذلك فعل ابو بكر الصديق (رضي الله عنه) في خلافته. وبالنظر لكون النقود آنذاك كانت معدنية فقط فقد تحدثت كتب التاريخ عن أن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) قد نهى عن استخدامها الا كعمله نقديه او حليه للنساء مع استثناء للفضه للرجال ونهى الجميع بشده عن الاكل في أواني مصنوعه الذهب والفضه ربما لدوافع اقتصادية حيث كان يرمي من وراء ذلك الا تكون ارصدة مجمدة بعيدة عن التداول مما يؤدي إلى قلة السيولة النقدية في الاسواق
ايضا نهى الشرع عن كسر العملة النقديه او الاخذ منها مما قد يؤدي إلى تزوير العملة وانقاص وزنها او قيمتها ومن ثم استحدث التحزيز في سك العملة المستديره لمنع الانتقاص منها اذن كل هذه الاجراءات لضمان ان تحتفظ العملة بقيمتها والا تبخس حقها وذلك من حفظ المال وهو من الضروريات الخمس في الاسلام .
جاء عن الإمام الشافعي أنه قال: يكره للإمام ضرب الدراهم المغشوشة لأن فيه إفساداً للنقود وإضراراً بذوي الحقوق وغلاء الأسعار وانقطاع الأجلاب وغير ذلك من المفاسد.
اقول هذا في وقت كانت العملة الاسلاميه مستقلة عن العملات الفارسيه والروميه اما في عصرنا هذا فالوضع مختلف وصور الغش في العملة سواء كانت ورقيه او معدنيه مختلف ايضا سيأتي ذكره لاحقا ان شاء الله.
مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:
المفضلات