+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: قصــــــه تطـــــارده الملائكــــــــه

  1. #1
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    قصــــــه تطـــــارده الملائكــــــــه






    تطارده الملائكة!

    هذي القصه من سوريا حصلت قديمآ يذكرها زياد صيدم

    لم يكن ليفكر قبل هذه الليلة في حفل صديقه ، بأنه يكتنز في قلبه شيئا مختلفا تجاهها.. كان يفكر بأنه مجرد إعجاب أسوة برجال البلدة بتلك المرأة ممشوقة القوام ..مكتنزة الشفتين، تعلوهما عينان واسعتان لوزيتان.. تحيط بهما كحلة سوداء فتزيدهما جمالا وبهاء...
    كان يشاهدها أحيانا في بعض المناسبات، أو يلمحها أحيانا أخرى في سوق البلدة.. كانت تختال في مشيتها بقوامها الفارع ..واليوم صادف أن لمحها سريعا في فرح احد الأصدقاء بينما كانت ترافق صبية خارج القاعة المخصصة للنساء لقضاء حاجتها.. وقد خلعت جلبابها لتظهر فستانها الذي اختارته بعناية تنم عن جمال في ذوقها وكياسة في رتابتها في اختيار الألوان جعلتها تبدو كملكة الحفل بلا منازع.. هكذا كان متيقنا في قرارة نفسه، قبل أن تتناقل ألسن الرجال همسات تسربت من داخل القاعة، مفادها بان العروس وأمها قد أصابهما دوار جراء الغيرة والحسد.. فقد حاول العريس خطبتها من قبل.. لكن النصيب حال دون إتمام الخطبة .. فحاول الرجال كتم قهقهاتهم دون جدوى ..فكان تأكيدا لما تبادر إلى ذهنه قبل قليل .
    حين لمحها.. و أحمد يحس بدوار يعصف بكيانه.. فانتحى بنفسه بعيدا عن الحضور.. دون أن يلفت الأنظار والألسن الغارقة بالهمسات والقهقهات المخنوقة على استحياء.. من نوادر الأخبار الواردة تباعا من داخل قاعة النساء.. مكث في ركنه مبهورا بجسدها المكتنز، وتضاريسه الأنثوية الساحرة، التي طالما حاولت إخفائها بصعوبة بين طيات جلبابها الأسود الفضفاض.. لكن سحرها الملائكي قد فضحه ذاك الفستان الذي ساعده الحظ وحده دون سواه من أن يكتشف رشاقة وبديع ذاك القوام... هكذا وقع في قلبه ذاك الإحساس العجيب الغريب، كدوى انفجار مزق سكونه وهدوءه وأشعل ارتباكه ..بشعور اعتراه دوما حين كان يشاهدها ؟!
    أسرع يحث الخطى عائدا إلى بيته قبل نهاية الحفل.. وفى عقله تتماوج الأفكار باضطراب لا يستطيع معها التقاط أي طرف منها ليرتب أفكاره من جديد.. مشاهد وصور وكلمات.. تنطلق في آن واحد حتى انه سمع صنين وصفير في أذنيه يزداد صخبهما شيئا فشيئا حتى افقده البوصلة في تحديد الاتجاهات.. فتاه عن طريق بيته ، ولم ينتبه إلا عندما ظهرت شواهد غريبة في طريق لم يعتد عليه من قبل.. فاستيقظ من صخب يدق أعماق عقله، ليعود أدراجه ثانية إلى بيته، فيدخله مسرعا ..يتجه فورا إلى أول مغسلة، فيغمس رأسه أسفل صنبور المياه ..يدعه ينهمر باردا حتى شعر باتزانه وهدوءه من جديد...
    لم تكن أمه قد نامت بعد ..أحست بحركاته الغريبة ..تركته متكئا على كنبته المفضلة وقد أشعل التلفاز يقلب قنواته بعصبية ظاهرة.. تركته قليلا قبل أن تعود إليه، تحمل كأسين من عصير البرتقال المثلج ..فابتسم لها ورحب بها ..فمازحته كعادتها ..حاول أن يبادلها عبارات اعتاد عليها ..لكنه فشل في احتواء ارتباكه وحيرته وما عاناه هذه الليلة المتميزة في حياته.. والتي شقلبت معاييره رأسا على عقب.. هزت برأسها وهى تتفرس عينيه وحركاته التي ابتعدت عن سكونه المعتاد..فبادلته بسؤالها:
    - هل تريد الزواج يا صغيري الشاب ؟
    - الزواج...لا، ليس مسألة زواج يا أمي لكن !
    - لكن ماذا يا ولدى ؟ فبعد عودتك قبل نهاية حفل صديقك الليلة وأنت مرتبكا.. فعيناك تكسوهما الحيرة والقلق وتبدو حزينا كأن شيئا ما قد اثر عليك ..أهي عدوى الزواج ؟ وهنا تطلق ضحكتها الهادئة ..حسنا فكرت يا ولدى .. فالعروس جاهزة عندي وأهلها يتمنون رضاك وكلمة موافقة منك.. كما أنها تلقى رضي والدك أيضا ..
    - من تقصدين يا أمي ؟ هل أفصحت أكثر ؟
    - إنها ابنة الشهيد مصطفى مثال الشرف والكرامة.. فقد بلغت سن السابعة عشرة ربيعا ..فحين استشهد والدها في الحرب.. كانت ما تزال على حضن أمها التي أنجبتها في سن مبكرة ومن ذاك الحين إلى اليوم لم تتزوج المسكينة ..بل ورفضت كل الرجال اللذين يتمنون نظرتها وإشارة منها بالموافقة..آخرهم كان ابن الحاج على أكبر تجار البلدة لقد حاول مرارا وتكرارا الزواج بها دون جدوى...
    قطع حديثهما فجأة انقطاع التيار الكهربائي.. وانشغال والدته وسط الظلام في إشعال شمعة قريبة وضعتها في مكان معلوم لمثل هذه الحالات المعتادة...بعدها مباشرة استأذن احمد أمه على أن يستكملا حديثهما في الصباح حيث عطلة الجمعة.. وقد ألمح لها بموافقته المبدئية على فكرتها.. فكانت بمثابة الضوء الأخضر لها بالتحرك حسب العادات المتبعة في مثل هذه الأمور...
    اقتنع احمد بان المخرج الوحيد مما هو فيه، أن يوافق على الزواج من تلك الشابة الحسناء.. فهي من أسرة كريمة ومناضلة .. وهكذا يضع حدا لعذابات عقله، وينهى دقات قلبه كلما زاره طيف تلك المرأة الملائكية التي أصابت قلبه بسهم قاتل..فقد حاول أن يقنع نفسه بأنه قد تخطى مرحلة المراهقة و أصبح رجلا.. فهو خريج كلية الحقوق، وموظفا مرموقا في المحكمة، ومرشحا قريبا ليصبح قاضيا.. فلا يعقل أن يقع في متاهات من هذا القبيل.. فكانت فكرة أمه قد جاءت في وقتها المناسب ..مما جعله يوافقها على الفور، حيث بدا الحديث كحبل نجاة له وخلاصه من معاناته التي اشتدت هذه الليلة، ولا يعرف تحديدا ما يخبئ له القدر...
    في اليوم المتفق عليه للزيارة.. ذهب برفقة والديه وأحد أخواته المتزوجات إلى بيت العروس لشرب فنجان القهوة والذي تقدمه العروس بنفسها حسب العادات المتبعة.. استقبلهم خالها وعمها وزوجاتهما في صالون الضيافة مرحبين.. وعلى شفاههما ابتسامة فرح ورضي.. فالعريس على خلق ومن أسرة كريمة ...
    لحظات حتى دخلت أمها؟ بقوامها الممشوق مبتسمة، مرحبة بهم .. كاشفة عن وجه ملائكي ترتسم عليه
    شفتين مكتنزتين.. تعلوهما عينان واسعتان لوزيتان .. تحيط بهما كحلة سوداء فتزيدهما جمالا وبهاء...
    إلى اللقاء.

    مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:

    فنادق عطلات



  2. #2
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: قصــــــه تطـــــارده الملائكــــــــه



    يسعدك مميزنا ابو محمد..

    تعجبني هذه النوعيات من القصص القصيرة الجميلة في مضمونها..

    مع ان العنوان لايمت للأحداث بصلة..سوى رمز يعنيه كاتبها..

    اسلوب السرد جميل جدا وان غلب عليه الوصف لحياة بسيطة

    في مجتمع عربي يتقاسم نفس العادات في الافراح والاتراح..

    وكم هو رائع ان تكون صدمة واقعة تلك المرأة التي صادف في تلك اللية

    ان تكون حماة المستقبل..وكم في واقعنا نساء شبيهات بتلك المرأة وعمرها الصغير الناضج

    ان تكون حماة وجدة لاحفاد في ذلك العمر اليافع..

    نقلتنا بأطروحتك بعيدا حيث صفاء النفوس وطهارتها وجمال حياة كانت نصيب

    لجيل وسم ببساطة عيش رغد..!

    سلمت اناملك مميزنا ..


    فنادق عطلات


  3. #3
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: قصــــــه تطـــــارده الملائكــــــــه

    جزاك الله الف خيررر يابو محمد

    فنادق عطلات


  4. #4
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: قصــــــه تطـــــارده الملائكــــــــه

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **نونا**
    http://www.arabtravelersforum.com/tr...0/#post6006950



    يسعدك مميزنا ابو محمد..

    تعجبني هذه النوعيات من القصص القصيرة الجميلة في مضمونها..

    مع ان العنوان لايمت للأحداث بصلة..سوى رمز يعنيه كاتبها..

    اسلوب السرد جميل جدا وان غلب عليه الوصف لحياة بسيطة

    في مجتمع عربي يتقاسم نفس العادات في الافراح والاتراح..

    وكم هو رائع ان تكون صدمة واقعة تلك المرأة التي صادف في تلك اللية

    ان تكون حماة المستقبل..وكم في واقعنا نساء شبيهات بتلك المرأة وعمرها الصغير الناضج

    ان تكون حماة وجدة لاحفاد في ذلك العمر اليافع..

    نقلتنا بأطروحتك بعيدا حيث صفاء النفوس وطهارتها وجمال حياة كانت نصيب

    لجيل وسم ببساطة عيش رغد..!

    سلمت اناملك مميزنا ..








    ألف تحيه لك مشرفتنا نونا

    على مرورك والأضافه الرائعه

    فنادق عطلات


  5. #5
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: قصــــــه تطـــــارده الملائكــــــــه

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ولد الاحمر
    http://www.arabtravelersforum.com/tr...2/#post6015152

    جزاك الله الف خيررر يابو محمد




    أمين وأنت كذلك ولد الاحمر

    ألف تحيه لك وعلى مرورك الرائع

    فنادق عطلات


  6. #6
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: قصــــــه تطـــــارده الملائكــــــــه

    قصة جميلة يا بومحمد

    لكن من وجهة نظري الزواج هذا صعب يتم ويستمر

    لان قلبه مع الام وشلون يعرس على البنت !!! صعبه

    يعطيك العافية

    فنادق عطلات


  7. #7
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: قصــــــه تطـــــارده الملائكــــــــه

    قصة حلوة ابو محمد
    بارك الله فيك

    فنادق عطلات


  8. #8
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: قصــــــه تطـــــارده الملائكــــــــه

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة * غلاتي *
    http://www.arabtravelersforum.com/tr...4/#post6118904

    قصة جميلة يا بومحمد

    لكن من وجهة نظري الزواج هذا صعب يتم ويستمر

    لان قلبه مع الام وشلون يعرس على البنت !!! صعبه

    يعطيك العافية





    ويعافيكي مشرفتنا غلاتي

    هذا دليل على أن نسائنا فيهم الجمال مهما طالة أعمارهم

    فنادق عطلات


  9. #9
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: قصــــــه تطـــــارده الملائكــــــــه

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nanaabuabed
    http://www.arabtravelersforum.com/tr...4/#post6119034

    قصة حلوة ابو محمد
    بارك الله فيك





    وفيكم بارك الله نانا

    والأحلا مرورك الرائع

    فنادق عطلات


  10. #10
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: قصــــــه تطـــــارده الملائكــــــــه

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد عبدالله
    http://www.arabtravelersforum.com/tr...0/#post6119410

    قصه جميله ... يعطيك العافيه ابو محمد فهد




    ويعافيك ابومحمد عبدالله

    والاجمل مرورك الرائع

    فنادق عطلات


+ الرد على الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
X