[align=left][/align]

السلام عليكم ورحمة الله
في البداية، أحب أوجه شكري الجزيل لكل من أدلى بدلوه وساهم بمعلومات وصور مفيدة عن باريس، وكان منتدانا أحد أهم المصادر التي أستقيت منها المعلومات، ومن المصادر الأخرى الإنترنت، وديسكفري تشانل، وبعض الكتب السياحية.

الجزء الأول

أخترنا باريس (عاصمة النور والجمال كما يطلق عليها محبيها) لما لها من تاريخ ومافيها آثار ومعارض فنية ومتاحف فريدة، كما تعتبر من أشهر مقاصد السياح في العالم، وغالبا ماتحوز على المركز الأول عالميا بعدد السياح.

قبل لا أبدأ سرد زيارتنا، ودي أتكلم شوي عن تاريخها، عن نشأتها، والأزمات التي مرّت بها وكيف تغلبت عليها، وفي الأخير، كيف تجددت وتجملت وصارت من أجمل مدن العالم.

نبدأ بإسم الله ..

في فترة من فترات القرن الثالث (قبل الميلاد)، أستوطنت قبيلة تدعى (باريزي) جزيرة صغيرة موجودة بوسط نهر السين، وقامت ببناء حصن دفاعي حولها، وقد أفادهم كثيراً هذا الحصن لأنه صد كل محاولات الإجتياح لقريتهم، ولم يدم ذلك طويلا، إذ أجتاحتهم جيوش الرومان سنة 85قبل الميلاد، وقاموا بتسمية مستعمرتهم الجديدة (لوتيشيا) أي (منطقة المستنقعات)، وطردوا سكانها الأصليين (قبيلة باريزي) وأسكنوهم بضفة النهر اليسرى بمنطقة تعرف إلى اليوم بإسم الحي االلاتيني، و قام الرومان بناء الشوارع والمباني على طرازهم الروماني العريق وحولوها إلى مدينة رومانية تقليدية مع جسور توصل الجزيرة بضفتي نهر السين، ومازالت بعض آثارها موجودة إلى اليوم، ولم تدم باريس الرومانية كثيرا، إذ أجتاحتهم قبيلة من وسط أوروبا إسمها قبيلة الإفرنج وذلك في عام 481 بعد الميلاد، وهذه القفبيلة (الإفرنج) هي سلف الفرنسيين الحاليين، حتى لو تسأل أي باريسي وتقول له وش تعوّد؟ يقولك(إفغونج) ..
كبرت باريس وأزدهرت على مدى مئات السنين وأزدادت جسورها وطرقاتها وأصبحت مركز تجاري مهم، إلى أن أصبحت عرضة للهجمات، وكان (الفايكنج) و(الإنجليز) يمثلون أكبر الأخطار عليهم، إلى أن تقلّد الملك (فيليب أوغست) الحكم، كان ملكاً ذهيناً وفطيناً، وبنى سوراً دفاعيا كبييييراً حول باريس كلها بإرتفاع 9 أمتار وسمك مترين ونصف، وتوجد إلى الآن بعض آثار هذا السور في شوارع باريس، كما قام الملك فيليب ببناء حصن ثاني دفاعي خاص بقصره، يتبقي منه جزء صغير موجود إلى هذه الأيام بمتحف اللوفر، وبسبب هذه الحماية التي أمّنها السور، أغتصت باريس بالسكان للبحث عن الأمان، ووصل عدد سكان قاطني باريس إلى 300 ألف شخص، توفي الملك فيليب عام 1223، واصبحنا الآن بعام 1290، وجاءهم عدو جديد، ولم يفدهم هذه المرّة سور الملك فيليب، لأن العدو أتاهم من داخل السور!!! هذا العدو إسمه ...
الجفاف
بفترة القرون الوسطى، كان يجف نهر السين بالصيف، وعلى الرغم من كونه ملوث، كان هو مصدر المياه الوحيد للباريسيين، وبسنة 1290 جف النهر ولم يعد هناك أي مصدرللمياه، لانظيفة ولاملوّثة!! أوبالأحرى .. ستنتهي باريس!! فما العمل؟
جاءهم بعض الرهبان (وأنقلها هنا زي ماسمعتها بديسكفري، لأني مادري والله وش علاقتهم فيه) وبحثوا وأستكشفوا بعض الينابيع والتي يخرج منها الماء صافي، أنشأوا على أثرها شبكة قنوات مياه على عمق 6 أمتار تحت الأرض لجر هذه المياه إلى وسط باريس، ولايزال قسم من هذه القنوات موجود إلى اليوم بطول 800 متر، وقاموا بحل المشكلة بشكل مؤقت، إلى سنة 1815، يوم أن اتى المهندس (لوي دومينيك جيرار) الذي قام بإنشاء محطات ضخ للمياه التي تأتي من الأرياف (95 كم شرق باريس) عن طريق القناة إلى وسط باريس، وإلى اليوم لاتزال هذه المضخات تعمل بكل كفاءة، تخيّل!! 200 سنة والمضخة لاتزال تعمل!!

في عام 1789 وبعد أن أنتهت ثورة الأموات (ستقرأ عنها بالجزء الثالث بإذن الله، بعنوان الكوتاكامب)، بعد أن أنتهت ثورة الأموات قامت ثورة الأحياء، عمت الفوضى الدموية بكل مكان وأصبحت شوارع باريس في قبضة العصابات العنيفة، وهاجموا سجن الباستيل الشهير وحرروا السجناء، وتمت ملاحقة الأرستقراطيين وأتباع الملك وسجنوهم وأعدموهم خلال فترة مروعة تعرف باسم (حقبة الرعب).

وفي سنة 1804، توج نابليون بونابارت نفسه إمبراطوراً على فرنسا، وبنى قوس النصر تكريما لإنتصاراته العسكرية، حتى بلغ عدد سكان باريس في ذلك الوقت (سنة 1850) مليون نسمة، وأختنقت المدينة بكثرة السكان في مساحة ضيقة، إلى أن أتى نابليون الثالث (ولد أخو نابليون الشهير) وقام بعمل أعظم تأثير في تاريخ باريس الحديثة، رسم خطة جديدة لتغيير شكل باريس جذريا، وهدفت هذه الخطة لبناء شوارع عريضة وتحسين حركة السير وإفراغ الأحياء الفقيرة التي عشش فيها الإضطراب والعنف، وأوكل هذه المهمة للمهندس العظيم (يوجين هاوسمان)، يوجد شارع كبير ومهم بإسمه في وسط باريس، قام هاوسمان بشراء بيوت الفقراء ونقل سكانها إلى ضواحي المدينة، وأنشأ جادات عريضة ووسّع أخرى كجادة الشانزيليزيه، أشهر جادة في العالم، وخلال أقل من 30 سنة، أعاد (هاوسمان) رسم خريطة باريس بشكل جذري، ووصّلت جاداته الجديدة كل أقسام المدينة للمرة الأولى، كما أقام العديد من المتنزهات، وأصبح للباريسيين لأول مرّة أماكن عامة يتنزهون بها، ووسّع حدود المدينة كي يشجع المزيد من الناس للقدوم لباريس (مدري ليه ماتشجّع جدي الله يهديه) .

عانت باريس الكثير من حرب المائة عام الشهيرة مع الإنجليز، وفي عام 1940، أجتاح جنود هتلر النازيين باريس وتنقلوا بجادات (هاوسمان) العريضة إلى وسط باريس، ولكن أنتهت فترة إحتلالهم بعد أربعة سنوات على يد الجنود الأمريكان، وفي السنوات التالية للحرب، رجعت باريس العاصمة المرغوبة والفخمة، وتحت الأرض، أصبح هناك قطارات أنفاق (مترو) وقطارات تنقل سريعة (RER) توصل العاصمة بالضواحي، وفوق سطح الأرض، أصبحت المدينة شبه متجمدة في الزمن حيث تذكرنا شوارعها ومبانيها بإنجازات المهندس (يوجين هاوسمان)، إلى أن تم بناء برج )تور موغباناس) في وسط أقدم مقاطعات باريس وذلك في سنة 1972، وكانت تلك محاولة شجاعة لباريس للدخول إلى القرن العشرين، لكنها لم تنل من إعجاب الكثير بسبب الموقع الغير مناسب والتصميم الباهت، وأصدرت الحكومة أمرا بعدم بناء أي بناء شاهق، ولكن حتى لو أرادوا .. فان يستطيعوا، لأنه يتواجد تحت المدينة الآلاف من الخنادق والسراديب التي حفرت لإستخراج الحجر الرملي المستخدم في بناء الكثير من مباني باريس وجسورها، ومنها جسر(بون أوف)، أقدم جسور باريس والذي يبلغ طوله 270 مترا وأمر ببناءه هنري الرابع عام 1589، كما أكر سريعاً أحدث جسر وهو جسر )سولفيرينو) الذي يبلغ طوله 100 متر، عموما، شبهوا الأرض التي تحمل باريس بالجبنة السويسرية وذلك لكثرة الخنادق والأنفاق، كما أنه وبسبب بنيتها الجيولوجية، معظم الطبقات الصخرية تحت باريس هشة جداً ولن تتحمل ثقل الأساسات اللازمة لناطحات السحاب، من أجل ذلك، كل مباني باريس الشاهقة موجودة خارج نطاق وسط المدينة، بمنطقة (لا ديفانس) الشهيرة.

وبعد هالتاريخ المختصر، نجي للرحلة ............. ولكن .. بالجزء الثاني إن شاء الله ..
(ماهنا صور بهالجزء .. بتلقوها في الجزء الثاني ومابعد إن شاء الله)

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: