مقدمة
الصداقة عملة نادرة، لؤلؤة في قاع البحر، فقاعة صابون طائرة، نادر وجودها في هذا الزمان.
ليس الصديق من يلازمك في حلك وترحالك، في قيامك وجلوسك، في غدوك ورواحك.. انما هو من ينهضك عند عثرتك، ويصحح طريق مسارك.. ولا يبخل عليك بما يفيدك.. أنت له محطة الانتظار.. محطة الاستراحة التي سيجد عندها ما يريد، وهو مستودعك الخاص، نهرك الذي تستقي منه كلما احسست بالعطش.. ولا يعرف هذا النوع من الاصدقاء إلا عند الشدة.. عند المحنة.. عند المصيبة.. تراه أقرب الناس إليك .. كما تراه أقربهم عند الراحة، عند هدوء النفس..
الصداقة مواساة الروح للنفس إذا اشتكت، العقل إذا تاه.. هي وردة من الورود.. أريج ينثر رائحته، الكل يستنشق رائحته، الكل يأنس برائحته.. الكل يشتاق لرائحته..
هذا الي جمعنا هنا في "العرب المسافرون" صداقة واخوة حقيقية لم تكن تخطر على البال أن تمتد لتتواصل إلى ابعد مدى من التواصل والانسجام الاخوي الراقي.. تلك الصداقة التي جمعتني بالاخت ايمان من مدة ليست بالقصيرة فكان ان دعتني لزيارة الكويت ولبيت الدعوة فوجدت نفسي بين اهلي واعزائي، ايمان واهل ايمان الذين شعرت بوجودي بينهم وفي بيتهم وكأنني في بيتي، فجزى الله آل البراك الكرام ممثلة بوالدها ووالدتها واخوتها فردا فردا كل الخير على الضيافة الكريمة التي غمروني بها وانا بينهم، ايضا ام عبد الله وبناتها وابنها اخت زوج ايمان .. ايضا اصدقائي في المنتدى ومنهم الغالية ام حسين"توبليرون"، التي شعرت وكأنني اعرفها منذ سنين طويلة رغم قصر المدة التي التقينا فيها لظروف كثيرة.. وكان بودنا انا وايمان لو كان بيننا ثالثتنا الغالية"رنوش" شفاها الله وعافاها من الحادث التي تعرضت له قبل ست شهور كذلك تمنيت لو التقيت الغالية كويتية متنقلة والتي كانت غادرت الكويت لتكمل دراساتها العليا..
تحضيرات الرحلة
لم يكن مخططا زيارتي إلى دولة الكويت، رغم اني ذهبت إليها منذ سنين طويلة، لكنها كانت من الدول التي في النية والامنية زيارتها.. خصوصا بعد متابعتي لصور الايمان من خلال الوتساب وتقارير بوابة الكويت ممثلة في تقارير الغالية "توبليرون" ام حسين والغالية "كويتية متنقلة" وآخرون لاحصر لهم .. اضافوا الكثير لانارة دروب الآخرين لزيارة الكويت الحبيبة..
كانت البداية مبادرة الاخت ايمان خلال محادثاتي اليومية معها بسؤال .. "شرايج تجين الكويت لحضور احتفالات هلا فبراير"..فضحكت وكأن الموضوع مجرد دعابة ..فأجبتها "ليه لا.. ياليت؟!" "زهقانة جدا من سنتين ماسافرت"، وانشدت للسفر "انا بانتظارك مليت" ..وردت علي بأن اسأل الاهل "هل بالامكان السفر"..؟ فاخذت الموضوع على محمل الجد وبدأت التفكير.. ووعدتها بالرد عليها.. وبعد اخذ الموافقة المبدئية .. قدمت لي طلب فيزا لوزارة الداخلية الكويتية للحصول على فيزا سياحية.. وتم رفض الفيزا مرتين بسبب عدم وجود صلة قربى او سبب وجيه للزيارة .. ونسيت الفكرة ودارت الايام.. ومرت الأيام.. "الله عليكي ياست" .. عاودت ايمان المحاولة من جديد ولكن عن طريق وسيلة مساعدة وتحقق المراد من رب العباد .. عن طريق شقيقها "فهد" .. واخبرتني ان الفيزا جاهزة وان اعد حقيبة السفر.. "يلا جهزي الجنطة" .."حقيبة السفر" تلك الكلمة السحرية لمحبي السفر التي تحي القلب وتثير مشاعر الانتظار والترقب لكل مجهول وجميل..ولم انم ليلتها.. تتقاذفني الأفكار من كل حدب وصوب.. ومشاعر مختلطة بانتظار الرحلة المفاجأة والسريعة... فلا وقت للتفكير الآن بل حان وقت الجد والعمل لاتمام الإجراءات..
حجز التذكرة
بحثت عن اسعار التذاكر عبر مواقع الخطوط الملكية الأردنية والخطوط الكويتية والعربية للطيران عبر النت .. وكانت الاسعار كالاتي: على الملكية ذهاب واياب سعر التذكرة على الدرجة السياحية 320 دينارا اردنيا وعلى الكويتية 310 وعلى العربية للطيران 366.. وحجزت يوم الاحد 14-4 على الملكية..
تغيير الخطة
كانت الاخت ايمان يومها في لندن وحضرت مع زوجها من لندن إلى عمان ورنت علي من خطها الأردني فاستغربت ورددت انت في عمان..؟ فاجابت بنعم.. وقالت لي انها وهي في الطائرة ارسل اليها "فهد" نسخة الفيزا إلى تلفونها واعادت ارسالها لي.. وقالت لي انها راجعة الى الكويت السبت لما لا ترجعي معي الكويت ..؟ ففرحت ان نرافق بعض ايضا في طريق الذهاب..
وبعدها قربت رحلتي الى يوم السبت 13-4 لاسافر مع ايمان، على الكويتية ..
لم لاترافقوني في مذكراتي ومرئياتي مع الصور لرحلتي إلى الكويت الحبيبة..؟
حصريا على العرب المسافرون..
المفضلات