تدشين جامعة السوربون بأبوظبي أكتوبر المقبل

تتواصل الاستعدادات لافتتاح جامعة السوربون فرع أبوظبي في أكتوبر المقبل الذي يعد أول فرع في العالم للجامعة الباريسية التي تحظى بمكانة علمية كبيرة على مستوى القارة الأوروبية ·
ويأتي إنشاء فرع لجامعة السوربون الفرنسية في أبوظبي وفقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بضرورة وضع استراتيجية للنهوض بالتعليم بجميع مراحله في الدولة وبناءً على توجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم·
وتعد جامعة السوربون بأبوظبي - التى تم رصد حوالي 367 مليون درهم لإنشائها - إضافة نوعية وجديدة للتعليم العالي في الإمارة الذي يشهد ازدهاراً ملحوظاً في قطاعيه التعليمي العام والخاص في إطار الاستراتيجية الشاملة لمجلس أبوظبي للتعليم للنهوض بالتعليم في جميع مراحله، عبر منظومة من المشروعات التعليمية المتكاملة لرفع مستوى التعليم العام والعالي إلى مستوى يضاهي أفضل النظم التعليمية في العالم ·
وقال جان روبيربيت رئيس جامعة السوربون الفرنسية إن جامعة السوربون في أبوظبي تستقبل طلابها شهر أكتوبر المقبل في الحرم الجامعي الجديد والأول لجامعة السوربون خارج الأراضي الفرنسية· وأضاف ' ننتهزها فرصة نادرة للجمع بين بلدين تحت راية دراسة العلوم الإنسانية كما يشرفنا وبعد مرور 750 عاماً علًى تأسيس السوربون أن نوفر فرصة التعليم العالي في إحدى أشهر عواصم الشرق الأوسط '· وقال' إن اللغة المعتمدة في الجامعة هي اللغة الفرنسية التي تعتبر إحدى أهم الانجازات الثقافية في تاريخ العالم والتي تعطي فرصة التعرف إلى العالم الناطق باللغة الفرنسية الذي لا يقل عن نصف مليار كائن بشري موزعين في كافة محيطات الكرة الأرضية'·
أساتذة فرنسيون
وأكد روبيربيت أن أساتذة جامعة باريس السوربون سينتقلون إلى أبوظبي السوربون لنقل المعرفة إلى الطلاب حيث تبدأ الدراسة في شهر اكتوبر المقبل في مبنى مؤقت مشيراً إلى أنه تم وضع حجر الأساس لمبنى جامعة باريس السوربون أبوظبي في شهر أبريل الماضي لتبدأ حقبة جديدة في تاريخ الجامعة ·
و أضاف' أما تصميم المبنى الجديد فقد استوحي من قبة الجامعة في باريس بطراز القرن الواحد والعشرين الحديث، ومن المقرر افتتاح الجامعة خلال العام الدراسي 2007 أي بعد مرور 750 عاماً على تأسيس جامعة السوربون في باريس ' ·
ومن جانبه قال دانييل أوليفيه عضو مجلس الإدارة ومدير جامعة السوربون أبوظبي إنه من المقرر أن يستقبل فرع أبوظبي لدى افتتاحه في شهر أكتوبر المقبل 150 طالباً على أن يصل عدد الطلاب في غضون ثلاث سنوات إلى 1500 طالب· وستقدم الجامعة تعليماً باللغة الفرنسية في مجالات التاريخ والجغرافيا والأدب والفلسفة والقانون في مرحلة تالية كما تقيم الجامعة للطلاب غير الناطقين كلياً أو جزئياً باللغة الفرنسية فترة تدريب على اللغة والثقافة الفرنسيتين· وستكون مدة الدراسة بالجامعة ثلاث سنوات تُختتم بمنح دبلوم جامعة باريس ـ السوربون·
وأشار إلى أن الفرانكفونية ستستفيد أيضا من إقامة فرع السوربون في أبوظبي والذي بدوره سيفيد سكان الإمارات التي يوجد بها معهدان فرنسيان يضمان أكثر من ثلاثة آلاف طالب بينهم إماراتيون وطلاب من منطقة الخليج بشكل عام
و أكد أوليفيه - في تصريحات لـ 'الاتحاد' - إن الاستعدادات النهائية لبدء الدراسة تتم وفق الجدول الموضوع لافتاً إلى أن هذه هي المرة الاولى وربما الوحيدة التي يفتتح فيها فرع للسوربون خارج فرنسا منذ انشائها قبل حوالي 750 عاماً بل إنها المرة الأولى أيضاً والوحيدة لجامعة فرنسية خارج الأراضي الفرنسية ·
و أرجع سبب إنشاء فرع للجامعة في الامارات الى رغبة هذه الجامعة في ترسيخ وجودها الدولي وإلى تطلع واستعداد الامارات لتنويع منظومتها التعليمية والثقافية المزدهرة حالياً حيث إن افتتاح هذا الفرع سيعزز من مكانة التعليم العالي في الامارات وليساهم في مد سمعتها الاكاديمية نحو آفاق أبعد وأرحب ·
وتوقع أوليفير أن يلتحق بالجامعة مئات الطلبة من داخل الدولة وخارجها ومن مختلف الجنسيات، لكونها أول فرع لجامعة باريس السوربون خارج فرنسا، وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط، حيث توفر التعليم العالي باللغة الفرنسية، مشيراً إلى أن الفرع الجديد سيتبع نفس طريقة ومفهوم التدريس التي تميزت بها الجامعة الأم موضحاً أن اللغة الفرنسية لن تكون شرطاً للتسجيل حيث ستوفر الجامعة دورات تعليم لهذه اللغة مدتها ابتداءً من 6 أشهر، كما ستمنح الجامعة كل الشهادات بدرجاتها العلمية المختلفة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه·
وأكد أن توافر الشروط الأكاديمية المطلوبة لدى الطالب من أهم شروط الالتحاق بالجامعة، لافتا إلى أن الجامعة ستركز على نوعية الطلبة بغض النظر عن أي اعتبارات تتعلق بالجنسية أو الدين طالما توافرت فيهم شروط التميز الأكاديمية التي حددتها الجامعة ·
وأضاف أنه سيتم استخدام احدث الوسائل التكنولوجية في التعلم وستكون مختلف المناهج التعليمية التي تقدمها الجامعة معتمدة وفقاً للنظام الأوروبي 'إي· سي· تي· إس' في منح شهادات الليسانس والماجستير والدكتوراه ويحصل الطلبة في فرع أبوظبي على ECTS الأوروبية، والتي يكتسبونها أثناء دراستهم خلال ستة فصول دراسية يحصل بموجبها الطلبة على 180 اعتماداً أوروبياً، وسيكون لهم حرية الاختيار لتحويل هذه الاعتمادات إلى جامعة السوربون بباريس أو إلى أي جامعة أوروبية أخرى·
وأوضح أن الطالب وبعد حصوله على درجة البكالوريوس من الجامعة بأبوظبي سيتمكن من مواصلة دراسته للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه في جامعة السوربون بباريس، وستستفيد جامعة السوربون بأبوظبي من جميع الميزات التي توفرها المنظمة الجديدة للتعليم العالي في الاتحاد الأوروبي، والتي تهدف لزيادة وتسهيل قابلية حركة وتبادل الطلبة في جميع أنحاء القارة·
المناهج
وحول التخصصات التي ستبدأ الجامعة بتدريسها أوضح مدير الجامعة أن هناك مجموعة شاملة ومتكاملة من البرامج الأكاديمية والدورات التعليمية التي سيتم طرحها وتلبي احتياجات سوق العمل، ستوفرها الجامعة وهي: الأدب الفرنسي حيث يلبي هذا التخصص احتياجات أولئك الراغبين في العمل في مهنة التدريس وكذلك الراغبين في العمل في مجال المعلومات والاتصالات·
إضافة إلى تحرير المواد الإعلامية والجغرافيا والتخطيط، ويستطيع دارس البرنامج العمل في مجالات مختلفة مثل التخطيط الحضري أو الإقليمي والتطوير ومجال الكتابة والتحرير العادي والرقمي، وتخصص تاريخ الفن وعلم الآثار، ويختص البرنامج بالمهن المتعلقة بالثقافة والتراث·
أما تخصص التاريخ، فيمكن لدارسه أن يصبح معلماً أو باحثاً أو مؤرشفاً أو صحافياً وكذلك تخصص الفلسفة وعلم الاجتماع، حيث يفتح المجال للعمل في عدة مهن، وبرنامج اللغات والحضارات، للذين يخططون للعمل كمعلمين أو يودون مواصلة دراساتهم في علم السياسة أو الصحافة او الترجمة أو مستويات عليا في الإدارة·
تعلم الفرنسية
الدراسة في الجامعة ستكون باللغة الفرنسية لذلك ستقدم الجامعة برنامجاً لتعليم اللغة الفرنسية يستغرق ستة أشهر إلى سنة للطلبة الذين لا يتقنون اللغة الفرنسية لتمكينهم من الالتحاق بالبرامج التعليمية الأخرى التي تقدمها الجامعة وسيقوم بالتدريب أساتذة من جامعة السوربون·
أعرق الجامعات
تتميز جامعة السوربون بكونها إحدى أعرق الجامعات في العالم فقد أنشئت في القرن الثالث عشر وهي متخصصة بالدراسات المتعلقة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية وكذلك الفنون الجميلة بالإضافة إلى إمكانية تقديم برامج دراسية متنوعة وتقوم الجامعة باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية في التعلم بما في ذلك التعليم عن بعد·
الفرع الوحيد
من المتوقع حسب خطة إنشاء الجامعة استيعاب 1500 طالب من كل دول العالم خلال خمس سنوات علماً بأن الجامعة وافقت على أن يكون فرع أبوظبي هو الوحيد في منطقة الشرق الأوسط ويتوقع أن تتمكن الجامعة من تغطية نفقات إنشائها وتشغيلها طبقا للتقديرات أما مجلس إدارة الجامعة فيتكون من ستة أعضاء، ثلاثة منهم من دولة الإمارات وثلاثة فرنسيين من بينهم رئيس جامعة السوربون الفرنسية·
محطات
-إنشاء فرع شامل ومتكامل في أبوظبي جاء بعد استكمال مفاوضات ناجحة استمرت قرابة العام أجراها الجانب الإماراتي مع وزارة الخارجية الفرنسية بغرض إنشاء حرم جامعي لها في الإمارة، يكون مطابقاً للحرم الجامعي الفرنسي·
-جاء أول فرع لهذه الجامعة العريقة في ابوظبي تنفيذاً لعقد الشراكة الدولية الذي تم توقيعه في 19 فبراير الماضي في ابوظبي بين الجامعة الشهيرة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي· وكان مجلس إدارة الجامعة وافق في اجتماعه بتاريخ 23 سبتمبر 2005 بالأغلبية على المضي بتنفيذ هذا المشروع واعتمد بنود مسودة الاتفاق الأولية ·
- الدراسة ستبدأ في أكتوبر المقبل في حرم جامعي مؤقت في مبانٍ تابعة لجامعة أبوظبي لحين استكمال الحرم الجديد في مدينة خليفة (ب) بأبوظبي في مطلع عام 2008 ·
الدراسات العليا
ويعد محمد ناصر البلوشي رئيس قسم المشاريع والتطوير بوزارة الاقتصاد من اوائل طلبة الدراسات العليا الذين سارعوا بالتسجيل في سوربون أبوظبي فهو يرى أن فرع الجامعة بأبوظبي سيحافظ على الروح الفرنسية والسمعة التراثية التي عرفت بها وسيساهم هذا الفرع في نقل تجربة إحدى أعرق جامعات العالم في التعليم العالي إلى دولة الإمارات، بما يعزز من مكانتها الثقافية والتعليمية بين دول العالم · وأكد أن وجود فرع لجامعة السوربون في أبوظبي يعطي دفعة قوية للدراسات التي تفضي إلى مزيد من الابتكارات والاختراعات والتي من شأنها تطويع مجالات الدراسة في الجامعة لخدمة متطلبات القرن الواحد والعشرين بمعطياته المختلفة وخطواته المتسارعة في جميع المجالات والميادين·
وقال إن دول الخليج بصفة عامة ودولة الإمارات بصفة خاصة تشهد تطوراً نوعياً في التعليم العالي وأن الحاجة أصبحت ملحة للتركيز على الجودة في مؤسسات التعليم العالي، مشيراً إلى الدور الواجب أن تلعبه المؤسسات التعليمية في طرح برامج تعليمية وأكاديمية عالية المستوى ·
و أشار إلى أن التعليم العالي في أي بلد يمثل الأداة الرئيسية لتحقيق التنمية الشاملة ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي المطرد كما يعتبر التعليم أحد الركائز الأساسية التي تبني عليها المجتمعات نهضتها وهو أحد المحاور الرئيسية في منظومة التقدم الحضاري لافتاً إلى أن التغيرات المعاصرة والتطورات التكنولوجية المصاحبة لها كانت أسرع مما أمكن استيعابه وتطبيقه في مجال التعليم ·

و أضاف' أننا نعيش الآن في عصر يرتكز فيه الاقتصاد على المعرفة وقدرة أي مؤسسة على المنافسة تعتمد على جودة التعليم الذي يحصل عليه أفرادها ومدى غناها برأسمالها البشري والغاية القصوى للتعليم هي جعل العالم مكاناً لحياة أفضل للأجيال القادمة

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: