+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: اقتحموا مجاهل الأمازون

  1. #1
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    اقتحموا مجاهل الأمازون


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    هذه قصة قرأتها أزيد من ثلاثين مرة . لا أعرف ما الذي يشدني اليها... هي في محفظتي اينما رحلت ...عشقت أسلوب الكاتب وسحرتني أسماء الأنهر مثلما سحرته...كنت أتمنى لو اني استطيع عرضها في حلقة واحدة لكن يجب ان اطبع بيدي كل صفحاتها .لذلك سأعرض كل جزء بعدما أنتهي من طباعته...أرجو أن تجدو في هذه الرحلة التي استمرت لستة أشهر قطع فيها المجذفون ما يزيد عن ستة آلاف كيلومتر بعضا من روح المغامرة التي تسكنكم جميعا كعشاق للسفر.

    اقتحموا مجاهل الامازون
    ________________________________________
    لم يسبق ان اقتحم احد كامل مجاهل الامازون العظيم الغامض.فعمد فريق من المستكشفين الى تسلق اعالي جبال الانديز العالية. فبلغوا منبعه وانحدروا في قوارب تجذيف مندفعين فوق الشلالات والمنحدرات المائية في احد أخطر أنهار العالم . ومن بقي من الفريق ليتابع المغامرة كان عليه ان يجذف حوالي 6000 كيلو متر في حوض الامازون للوصول الى الاطلسي...كانت تلك مغامرة اصيلة قاسية حتمت على اعضاء البعثة الصامدين بذل قصارى طاقاتهم لقهر نهر جامع شديد المراس.
    فاذا كتب لهم البقاء فسيكونوا اول من اقتحم اعظم الانهار في العالم متتبعين مجراه من منبعه الى مصبه.


    يقول جو كين:

    لو توقفنا قليلا للتفكير في تلك المغامرة لربما ادركنا الحماقة الرائعة التي كنا مقدمين عليها...فقد عزمنا على تخط نهر مزبد زاخر بالشلالات والمنحدرات المائية...هو أحد أشد الانهر جموحا وغدرا في هذا الكوكب بطاقم يفتقر الى مقدار كبير من الخبرة والتجربة.
    ولكن عوض مواجهة هذه الحقائق المرة .شربنا نخب النجوم وارسلنا تحية الى صقيع ليل جبال الانديز العالية .ثم شرعنا في التحضير لرحلتنا..اذا سارة الامور وفق الخطة المرسومة فلن نغادر النهر الا وقد اجتاز القارة بكاملها من منبعه الى مصبه.
    يقع نهر الابوريماك عند منبع الامازون. وخطره ليس في حجمه وانما في صخوره وانحداره الشديد...قد لا يفقد المرء وعيه بلطمة موجة عملاقة لكنه قد ينشد الى شرك حيث يعلق تحت صخر او يمتص في مصفاة مغمورة من جلاميد فلا يجد خلاصا... ولحسن حظنا لم يضع قائد طوفنا الاخفاق في حسابه.وكان بيوتر شملنسكي رجلا ناحلا مفتول العضلات وفي عينيه الزرقاوين برودة ورباطة جأش كعيني جرو ذئب.وهو من اشد الرجال الذين عرفتهم تصميما وبأسا.كان يحضنا على النهوض قبل الفجر ويبقينا في النهر حتى ساعة متقدمة من النهار...وهو اكتسب بنفسه مهارة فائقة في قيادة زوارق الكاياك مسافات بعيدة.وكانت لديه غريزة فذة تجتذبه الى مساقط المياه المزبدة. كان يحس النهر يجري في دمه ويكن له الاحترام كقائد يجل عدوا جديرا بالاكبار.
    لم ينته اليوم الثاني الا وقد اكرهنا شملنسكي على المجازفات .وصنع منا طاقما لا بأس في كفايته. ومع اننا لم نكن اقوياء الا اننا بتنا قادرين على التجذيف كفريق منظم.نضرب بمجاذيفنا باهتياج مسعور استجابة لتوجيهاته الملحة.
    كانت وظيفتي "سائقا" في طوفنا.اذ عهد الي في استكشاف المنحدرات المائية بقدمي قبل اقتحامها الفعلي .لكن الحقيقة هي ان شملنسكي هو الذ=ي تولى الاستكشاف فيما كنت اجر نفسي وراءه.ولكم زلت قدماي على الصخور الملساء حتى اصطبغت ساقاي بعد يومين بلون أرلاجواني مزرق.وغشت القروح والندوب وجهي ويدي. وندب شملنسكي نفسه لعمل لا يحسد عليه. وهو تعليمي سبيل انتقاء مسار امن عبر الابوريماك المتعرج. وكنت كلما طلب مني انتقاء طريق اختار دربا لو اقتفيناها لادت بنا الى هلاك محتم.كأن نتسمر تحت "مصفاة"من الجلاميد.كان شملنسكي ينظر الي آنذاك باحياط يائس ثم يروح يدلني على طريق اكثر سلامة. واذ نستذكر الانعطافات والتوقفات التي يتعين علينا القيام بها خلال اقتحامنا الفعلي للمساقط المائية كان يخاطبني بلغته الانجليزية الركيكة فتجري محادثتنا كالاتي:
    -حسنا يا : جو.صخر بوينتي.
    -انه قاتل من غير ريب. اضرب انا بمجذافي فتتوقف انت.ننعطف الى اليسار ثم نستقيم في سيرنا.نقتحم. اننا نكافح حفاظا على حياتنا. انه قاتل لكنه ليس مشكلة.
    -صخر بوينتي قاتل ولا مشكلة.
    ولكن ما ان ندخل احد المساقط المائية حتى تتبخر خطتنا الايقاعية المرسومة والمدروسة في اذهاننا .فيضبط شملنسكي تجذيفنا بأوامره الحازمة التي يصدرها بنبرة قاسية جافة...

    في اليوم الاخير لاندفاعنا نحو جسر كونياك.أخضع نهر الابوبريماك شملنسكس لاختبار عسير كقائد ومعلم.فهخناك واجهنا أسوء ممنحدراتنا المائية. وهو في الواقع سلسلة من مساقط الدرجة الخامسة تلك التي تنذر بعواقب مميتة في حال حصول صعوبات فنية. وتعتبر مساقط الدرجة الخامسة قريبة جدا من الحد الاقصى للمياه القابلة للاقتحام...
    استكشفنا هذه السلسلة البلغ طولها حوالي 800 متر على مدى ساعتين.وبعد ذلك انتقى شملنسكي خط النزول.كان هناك جلمودان يشكلان مسقطا ضيقا في اعلى السلسلة. وإذ يشق النهر طريقه عبرهما يتفجر كالوقود المندفع من مكرب سيارة ويتساقط على شلال قصير مكونا في الاسفل ّ سجانةّ والذين يعلقون في شرك السجانة يدورون بضع دورات جنونية قبل ان يتسنى لهم التخلص منها.
    وتحت كل ذلك تزبد المياه الكدرة الهائجة التي تدرك بمجرد النظر اليها انها قادرة على تهميشك وإرسالك الى البيت في كرسي للمعاقين.
    قال شملنسكي : إنه قاتل.
    وكنت اعرف الرد الصحيح : لا مشكلة....

    صعدنا الى طوفنا وجذفنا الى الوراء متملصين من الدوامة واستدرنا عكس مجرى النهر.ففي التجذيف ضد التيار تسنى لنا ضبط الطوف الى حد ما.ثم ادرنا مقدم الطوف ودخلنا ببطء مجرى الماء المتسارع.
    وفيما اندفعنا كلنا فوق الشلال احسست انا كمن يهبط في قطار افعواني سريع في مدينة الملاهي. وانتابني شعور مرضي لذيذ كمن يهبط في الفراغ. ارتفعت الامواج جدرانا حولنا ورمتنا على جلاميد عدة. وكانت اصوات ارتطامنا بالصخور تطغى على هدير النهر...
    فجأة وجدنا انفسنا مسمرين الى احد الجلاميد والشلال يهدر عند اقدامنا. وحدقت الى صخر حاد كالسكين في اسفل الشلال.وتشبثت بالطوف بكل قوتي. وتعالى صراخ شملنسكي يائسا وملحاحا محذرا كما لم اسمعه من قبل واذا بنا بعد لحظات ننساب بهدوء في النهر تحت الشلال ونحن نلهث مجهدين. ولفنا الصمت ونحن ماضون في المياه الساكنة وكأننا تمازجنا والنهر في كيان واحد...تمر بنا الجبال والجلد مواكب لا تلبث ان تغيب وراءنا.
    قال شملنسكي بعد برهة من التقاط الانفس : احسنتم يا شباب. كدنا ننقلب لكننا لم ننقلب. ثم صافحنا واحدا واحدا فغمرنا الابتهاج بانجازنا الرائع....
    قال شملنسكي: ليست الفكرة ان نقهر النهر. فالنهر ينتصر دائما وهو لا يبالي.نحن نحاول اقتحام النهر لان بنا حاجة الى المحاولة. المياه المزبدة تسري في دمنا انه شيئ لا ينسى ابدا.
    في تلك الليلة دلفت الى خيمتي منغلقا على مخاوفي وحاولت القراءة. ولكن سرعان ما القيت الكتاب جانبا.كنت مضطرب الفكر فقد طلبت البقاء في الطوف حتى اقتحام كامل النهر الزاخر بالمساقط المائية. وحين استجيب طلبي لم اعد مقتنعا انني اريد ذلك حقا.فبدأت تنتابني كوابيس اراني فيها اغرق في اللجج من دون ان اموت فعلا فأدركت الى اي حد يبعث النهر الخوف في الانفس
    .
    البعثة الرائدة


    بدأت مغامرتي هذه باتصال هاتفي تلقيته من احد الغرباء فيما كنت جالسا الى مكتبي اسعى لاكمال مقال اكتبه لصحيفة سانفرنسيسكو كرونيكل.كان الرجل من جنوب افريقيا ويعتزم ان يصبح اول بشري يجتاز نهر الامازون اعظم الانهارمن منبعه الى مصبه.
    تنطلق البعثة في اب اغسطس 1985متسلقة الى حقل من الثلج في اعلي جبال الانديز حيث منبع الامازون.ومن هناك يركب الفريق زوارق الكاياك المصممة للمجاري العنيفة ويجذف مسافة 800 كلم نزولا في احد اخطر مساقط المياه على الارض. ولدى بلوغ منطقة الادغال تبدل هذه بزوارق كاياك بحرية لقطع مسافة 6000 كلم الى المحيط الاطلسي.
    أخبرني مكلمي الى ان بعض الاصدقاء اشاروا الى انني استطيع المساعدة في جمع المال اللازم من احد الناشرين على ان اكتب لاحقا عن البعثة.فاذا قررت الانضمام فسيتعين علي مرافقة الفريق عن كثب في شاحنة مساندة اولا. وعندما تنتهي طريق الاليات ارافق البعثة في طوف او زورق نهري او اي شيء اخر.
    درست الخريطة بدافع الاستطلاع. لقد رسمت الجبال زاهية باللون البرتقالي المتوهج.والغابات الغائمة بالزهري والذهبي الصارخ. والادغال بالاخضر.
    وثملت بتتبع الخط الازرق الذي يرسم مسار الرحلة.وسحرتني اسماء الانهر:ابوريماك. يوكايالي.ما رانيون. امازون. انها تثقل اللسان لكنها حافلة بالاغراء.
    ورأيتني مأخوذا بالبعثة.فهي ستتسلق الجبال وتقتحم الانهر الجامحة. وستسير في مناطق لم توضع لها خرائط مفصلة بعد.مثل المنطقة الحمراء حيث كانت حكومة البيرو تخوض نزاعا شرسا مع ثوار" سنديرو لومينوسو" او الممر الساطع. كانت المنطقة الحمراء خاضعة لنظام طوارئ ومقفلة في وجه الغرباء فتعين على البعثة التسلل اليها خفية.
    ولم اكن أنا مؤهلا للرحلة. صحيح انني اتكلم الاسبانية وانني كنت في وضع جسدي لائق. انما لم يسبق لي ان ركبت طوفا وانحدرت في مساقط الانهر.ولم اكن سباحا ماهرا.باختصار لم اكن مستكشفا. فلي صديقة ونحن على اهبة الزواج. وان تكن وظيقتي غير مرموقة لكنها كانت مضمونة. لذا فان رجلا مثلي ليس اهلا لمغامرة في نهر الامازون...
    ولكن لازمني شعور بان حياتي هي في طور انتقالي بعيدة قيد خطوة عن تحقيق ذاتها.وهكذا بعد ستة اسابيع من تلقي الاتصال الهاتفي الاول تركت وظيفتي وودعت صديقتي وركبت طائرة الى ليما عاصمة البيرو وانا مبلل بالعرق من جراء الحقن التي تلقيتها في الليلة السابقة.
    وما لبثت ان وجدت نفسي في مؤخر شاحنة تتسلق جبال الاديز العالية وتعلو تهبط في الطرق الوعرة.كانت طبيعة الارض هناك شبيهة بما في القمر.مسطحة خالية من الشجر.تطوقها قمم رمادية ناتئة حادة.وعلى ارتفاع 4500متر يهبط مستوى الاوكسجين في الهواء الى نحو نصف معدله على سطح البحر.فاحسست نبضا في رأسي.وفي اللحظات التي جلا فيها الجو كان نور الشمس يخز عيني .في سبيل الابحار في نهر الامازون العظيم من منبعه الى مصبه ولاول مرة في التاريخ كان علينا اكتشاف مصدره الكامن وراء تلك الاعالي الجرداء جنوب البيرو.ولحد الان لم نعثر الا على الغبار الذي ذرته الريح المولولة داخل افواهنا وعيوننا وآذاننا ومسام اجسادنا...........

    الى المنبع


    جلس الى يميني بولوني فظ في الثلاثين يدعى "زبيغنيو بزداك" ذو لحية حمراء عارمة وشعر اشقر.قال لي : ناديني "زبيشك فلفظه اسهل.
    وهو اخطأ في تقديريه.لكنه لم يكن يبالي لتعثري في لفظي اسمه.كان مصورا فوتوغرافيا غادر بولونيا في العام 1981 لخوض الانهر في زوارق الكاياك في امريكا الجنوبية.وحين اعلنت الحكومة البولونية حل نقابة التضامن كان بزداك وشملنسكي في امريكا الجنوبية فاختارا الذهاب الى الولايات المتحدة بدل العودة لبلادهما.
    وكان تيم بييغز الاتي من جنوب افريقيا جالسا قبالتي وركبتاه مثنيتان تحت لحية صنو لحية ابراهام لنوكلين. انه في الثالثة والثلاثين من العمر .ممتلئ العضلات.خبير بقيادة زوارق الكاياك مسافات طويلة. وكان يقضي امسياته في مطالة الكتب الدينية وقد تهيأ للاستقرار مع زوجته وانجاب الاولاد. لكنه حسب ان له وقتا لرحلة واحدة اخرى.خصوصا مع صديقه ومواطنه الجنوب افريقي جيروم تروران احد ابرز مجذفي الكاياك في العالم...
    والى جانب بيغز جلست الدكتورة كايت تروران وهي تجيل نظرها معاينة الارض القاحلة واسنانها تصطك وصاحت بصوت علا هدير الشاحنة: عجبا لماذا اتيت الى هنا.؟
    فأجابها بزداك صائحا مثلها: لان الحياة هنا أفضل من حياتك المملة في البيت.
    كانت دوران طبيبة في لندن. امضت السنة السابقة في اجراء أبحاث في الطب الاستوائي وطب المرتفعات.وحضرت عدة طبية خاصة لمعالجة اعضاء الفريق من الاصابات وحمياتهم من الملاريا والكلب والطفيليات المعوية ولدغات الحيات وسوى ذلك من الاصابات المخيفة.
    وكنت الامريكي الوحيد في البعثة.ووجدتني تعسا اكاد اتجمد من البرد وقد طغى علي الغثيان بفعل الارتفاع. فهذا المستوى4500 متر هو اعلى من اي نقطة في الولايات المتحدة. ولدى مشاهدتي المناطق الريفية الموحشة من الشاحنة المترجرجة ارتعبت .اذا تبادر الى ذهني انني لم ادرك ما انا مقدم عليه فعلا.وتناهت الي اصوات افراد البعثة مهم يتكلمون لهجات ولغات متباينة.لقد ضمت بعثتنا تسعة رجال وامرأة واحدة. من هؤولاء اربعة فقط قدر لهم الوصول الى المحيط....

    عصر ذلك اليوم نزلنا في واد واجتزنا نهرا ودخلنا ساحة قرية تضم اكواخا ترابية متداعية .وفي اليوم الثاني استاجرنا حميرا وتوجهنا صعودا في درب مغبر عبرناه خلال فترة الظهيرة الحارة. وسجل مقياس الارتفاع لدينا 3800متر ثم 3900 ثم 4000.
    كان الدرب يرتفع بحدة في جبال الانديز المتآكلة فبدأ حملي الثقيل يؤلمني لكنني كنت فخورا به وبالهوية التي يضفيها علي.فقد كان بزداك حاملا آلات تصوير وافلاما لها. ويتم بييغز حاملا كتبه . وشميلنسكي خرائطه التي يكب عليها كل مساء. فيما حملت انا مفكرتي وصورا البيت...
    ان الطريقة الفضلى للتهيؤ للارتفاع هي شرب مقدار وافر من الماء والصعود ببطء.فعلى ارتفاع 4500 متر قد يتعرض الانسان - اذا فاته التكيف الصحيح - لخطر الاصابة بالاستسقاء الرئوي والدماغي الذي قد يتسبب في الوفاة.
    وكنا نحتاج لاسبوعين لنتكيف جيدا. لكننا كنا متأخرين عن برنامجنا المقرر.وعزمنا على بلوغ قمة الفاصل القاري خلال ايام.فارتقينا الجبل في خط متمعج طويل...
    اكفهر الجو وتساقط الثلج وعصفت الريح الى حد كانت تعيدني منتصب القامة مهما جاهدت في الانحناء لاتقائها.وفقدت احساسي بوجهي...
    شددت علي بذلتي المقاومة للريح كما علمني شملنسكي ورحت اعد خطواتي واحدة .. اثنان ثلاثة وعند انتهائي الى الخطوة 731 انبسطت الطريق امامنا ورأيت بيوتر شملنسكي يرسم خطا في الثلج ويقول لاهثا: الان نجتاز الفاصل القاري.
    وفي لحظات كتب شملنسكي الى جانب من الخط" الهادئ" والى الجانب الاخر " الاطلسي" فاجتزت الخط وألقيت حملي. وعلى مسافة 800 متر الى الشرق :ارتفعت قمة مبقعة بشلال جليدي شاحب الزرقة انه منبع الامازون....
    في وسط الفاصل انتصب ركام من الحجار ارتفع حوالي مترين في اعلاه خشبتين ربطتا متصالبتين. وبموجب التقاليد تقدمت واضفت حجرا الى النصب .ثم استدرت نحو شملنسكي وقلت له : كل الرحلة نزول من هنا؟.
    فرد : نعم مسافة 6800 كلمتر...
    كانت الجداول تتفجر مبقبقة من الجبال متباعدة حوالي 100 متر من مخيمنا.فتجري ولا تلبث ان تغيب في بطن الوادي... وعلى بعد 800 متر متر من مخيمنا تجمعت الجداول في اول مجرى ثابت في الجانب الشرقي من الفاصل القاري ولكن مضت ثلاثة ايام قبل ان نجد نقطة عميقة على نهر الابوريماك كافية لحمل زوارق الكاياك....
    يتبع...

    مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:

    فنادق عطلات



  2. #2
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: اقتحموا مجاهل الأمازون


    منحدرات قاتلة

    يجري الأبوريماك شمالا غربا مخترقا قلب جبال الأنديز العالية .وهو نهر فتي جامح يتدفق من قلب جبال فتية وحشية .إنه بعيد عن الحضارة وعلى ضفتيه قرى وجسور قليلة. في الكيلومترات الثمانين الأولى يتلوى برفق مخترقا النجاد العالية الجرداء،وبعدها 500كلم ينحدر فيها على نحو شبه عمودي.هو أكثر من خمسة أضعاف حدة انحدار نهر كولورادو الأمريكي في "غراند كانيون" أو الوادي الكبير. وقبل انهياله في حوض الأمازون يشق ممرا يزيد عمقه عن 1200 متر ويمتد كيلومترات .....
    في "لا أنغستورا {المكان الضيق }حيث لا يزيد عمق النهر على بضعة أمتار أنزل شميلنسكي وتروران وبيغز زوارقهم الكايايك في الماء. وكنت أنا وبزداك ضمن فريق ثان نضرب سيرا في الأنحاء المقفرة فيما اهتمت مجموعة ثالثة للمؤن...كان الدرب القديم منبسطا وممهدا أمامنا وفيما تابعنا سيرنا كانت الدلائل قليلة جدا على وجدود الإنسان في تلك الأصقاع...والعلامات البشرية التي طالعتنا برزت بغتة كصور فوتوغرافية بعيدة عن واقع البيئة...لآمة وحيدة تتدلى من أذنيها خيوط زاهية .دخان يرتفع وراء قمة .امرأة من الكيخو تعتمر قبعة مستديرة سوداء وتسير في الدرب مرتدية سترة مصبوغة بالأزرق الصارخ وسط قتامة الطبيعة.
    وتحتنا نزولا ازداد شق الأبوريماك عمقا في الأرض .وبدأ بحارة الكاياك يلاقون فيه تحديا متعاظما. وعلى امتداد مئات الأمتار انتصبت صخور يزيد ارتفاعها على خمسة أمتار غاب فيها النهر كليا،فحمل البحارة زوارقهم ونقلوها فوق الصخورالعائقة.وإذ نال منهم التعب في الحمل ازدادت مجازفاتهم وأسباب الخطر عليهم ...
    ذات ليلة عاد شملنسكي الى المخيم وأنفه مدمى وركبتاه متورمتان.فقد سقط من زورقه وجرف حوالي 100 متر عبر ثلاثة مساقط قاتلة...
    وبدا عليه القلق أيضا ،إذا بلغه من أحد المنقبين عن الذهب أن هناك رجلين أوروبيين في زورقي كاياك يتقدماننا أربعة عشر يوما وهما في طريقهما إلى الأطلسي . وأعلن شملنسكي أننا لم نأت الى أمريكا الجنوبية لنكون الطاقم الثاني في قهر الأمازون ،لذلك علينا أن نرفع سرعتنا ...إنه سباق....
    وكانت زوارق الكاياك تخوض النهر ببطء.وفي بعض الأحيان لم يجد المجذفون أكثر من 45 مترا من المياه الصالحة للتجذيف يحملون بعدها زوارقهم ثم ينزلونها في النهر ليجدوه مليئا بالمصافي والدوامات الغادرة وقد ازداد عنفا.وكانوا أحيانا يعتبرون أنفسهم محظوظين إذا تسنى لهم التقدم كيلومترا ونصف الكيلو متر في اليوم.

    وصلنا أخير إلى " كوزكو" حيث تقرر أن ننزل طوفا في النهر نركبه أنا و دوران وبزداك للإنضمام للمغامرة المائية. وتقع كوزكو في وادي خصيب ،شوارعها مرصوفة بالحصى وجدرانها مبنية بمداميك متداخلة وترتفع حولها جبال رائعة.إن لها تاريخها ،أما لنا فهي كانت ملاذا نأكل فيه وننام ونقلق لما تخبئه لنا المنحدرات الآتية...
    استشار شملنسكي صديقا اتخذ من المدينة مقرا لشركته التي تتعاطى صناعة الأطواف.قال الصديق إنه لم يطرق الأبوريماك منذ سنتين .فقد اشتد النزاع مع ثوار "الممر الساطع" ولا أحد يعرف في كوزكو ما ينتظره بين جسر " كونياك" ومستوطنة " لويزيانا " البعيدة 322 كيلومتر نزولا...
    وفيما كنا ننتظر الدليل الي سيرشدنا في الكيلومترات الأربعين الأولى ،تلقينا أنباء مشجعة ومقلقة في آن . إذ علمنا أن الفريق الأوروبي عدل عن ركوب النهر بسبب الإصابة البالغة التي لحقت بأحد عنصريه ،وبلغنا أن ساق الرجل سحقت بحجر كبير سقط عله.
    لم نتباحث في الأمر ,ثم بلغتنا رسالة ثانية تفيد أن دليلنا هرب من كوزكو لأنه لن يشأ ركوب أي قسم من أقسام نهر الأبوريماك

    يتبع

    فنادق عطلات


  3. #3
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: اقتحموا مجاهل الأمازون

    السلام عليكم

    مع اني ما انهيت قراءة القصه بعد لكن حتى الآن هي قصه رائعه تصف روح المغامره و قمة المتعه في خوض هذه المغامره و هذا ما يتصف به اصدقاءنا في الغرب اما نحن و للاسف فمن منا يفكر بخوض متعه و مغامره مثل هذه فنحن نبحث عن الراحه و الاسترخاء فقط و ندفع المبالغ الكبيره مقابل ذلك اتمنى ان يستفيد الجميع من هذه القصه و يندمجون في مغامراتها فلربما فكر احدنا ان يزور الامازون و يتمتع بمغامره مماثله ليحكي لنا قصه ممتعه مثل هذه القصه ..شكرا جزيلا لك خي و احيي فيك تعبك في طباعة و نقل هذه القصه

    فنادق عطلات


  4. #4
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: اقتحموا مجاهل الأمازون

    مغامرة متعبة بس جميلة وممتعة
    تسلم على هالنقل
    واااااااااااصل

    فنادق عطلات


  5. #5
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: اقتحموا مجاهل الأمازون

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mamlo7a
    http://www.arabtravelersforum.com/tr...8/#post2547152

    السلام عليكم

    مع اني ما انهيت قراءة القصه بعد لكن حتى الآن هي قصه رائعه تصف روح المغامره و قمة المتعه في خوض هذه المغامره و هذا ما يتصف به اصدقاءنا في الغرب اما نحن و للاسف فمن منا يفكر بخوض متعه و مغامره مثل هذه فنحن نبحث عن الراحه و الاسترخاء فقط و ندفع المبالغ الكبيره مقابل ذلك اتمنى ان يستفيد الجميع من هذه القصه و يندمجون في مغامراتها فلربما فكر احدنا ان يزور الامازون و يتمتع بمغامره مماثله ليحكي لنا قصه ممتعه مثل هذه القصه ..شكرا جزيلا لك خي و احيي فيك تعبك في طباعة و نقل هذه القصه




    اهلا وسهلا بك في الأمازون وفي كل الأماكن التي تحبينها

    شكرا لمتابعتك وأتمنى أن تقرئي التفاصيل القادمة

    من المواضيع القادمة ان شا ءالله والتي سأعرضها في البوابة العامة بعدما انتهي من كتابتها موضوع اعتقد انك وضعت يدك عليه من خلال مداخلتك
    والموضوع بالتحيد سيكون دراسة مقارنة بين السائح العربي والأجنبي الغربي " الفرنسي بالتحديد نموذجا"
    وفيه سأتناول بالتحليل ان شاء الله كل ما سجلته من ملاحظات وفروقات في الثقافة السياحية لدى كل من السائحين العربي والفرنسي

    أتمنى ان تسعفك الايام على التفضل بقراءته ونهارك سعيييييييييييييد

    فنادق عطلات


  6. #6
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    رد: اقتحموا مجاهل الأمازون

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الذيب الشمالي
    http://www.arabtravelersforum.com/tr...8/#post2548587

    مغامرة متعبة بس جميلة وممتعة
    تسلم على هالنقل
    واااااااااااصل



    عزيزي الشمالي ...لأنك عزيز علي كثيرا اختصرت اسمك طبعا بعد إذنك

    مرحبا بك هنالك وهنا وحيثما تشاء

    هذه القصة التي بين يديك الان عرضتها على مخرج مغربي فوافق مبدئيا على تصويرها على شكل فيلم وثائقي

    ان اكتمل المشروع سأدعوك للمشاركة ههههههههه

    وستقبل طبعا لأنك تميل الى المغامرة ، وإلا فما نت لأجدك هنا بجانب الاياك والأدغال والمساقط المائية

    أتدري؟ المياه تجري في دمائي رغم أني لا أجيد السباحة بل وأخاااااااف منها ....

    لأنك عزيز علي كثيرا آمل أن تبقى حتى نهاية القصة ...فستجد فيها كل ما سيمتعك ان شاء الله

    سأتأخر في طباعتها ولني سأتفرغ لذلك بعد ايام بحول الله وقدره


    لا اعرف كيف أودعك ؟ بمساء سعيد أم بليل سعيد...... عموما تمنيت لك السعادة حيثما وجدتك هذه الكلماااات

    فنادق عطلات


+ الرد على الموضوع

المواضيع المتشابهه

  1. رحلة الى نهر الأمازون بالصـــور
    بواسطة Robot في المنتدى بوابة العرب المسافرون العامة
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 02-04-2015, 10:41 PM
  2. اقتحموا مجاهل الامازون
    بواسطة Robot في المنتدى بوابة السفر إلى أمريكا اللاتـيـنـيـة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-04-2015, 10:16 AM
  3. شباب هل هناك شركة في الرياض تقوم بالشراء من الأمازون
    بواسطة Robot في المنتدى بوابة الكاميرات و معالجة الصور
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-03-2015, 03:49 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
X