الثلاثون من أذار
يوم الأرض الخالد
في مثل هذا اليوم قبل ثلاثين عاما أي
3031976 هبت الجماهير العربية الفلسطينية في اسرائيل هبة رجل واحد متصدية لقرار مصادرة المزيد من أراضيها وخصوصاً اراضي قرية سخنين بعد ان كانت في سبات استغرقها
28 عاما في لملمة جراحها وترتيب امورها لأستيعاب الوضع الجديد الذي فرض عليها منذ النكبة وما تبعها من حروب عربية اسرائيلية.
اجتاحت المظاهرات العارمة والغاضبة في ذلك اليوم جميع قرى ومدن الفلسطينيين وسقط
6 شهداء في معركة الدفاع عن الارض والمسكن ومنذ ذلك اليوم يتم اقامة فعّاليات مختلفة في ذكرى هذا اليوم من كل سنة.
اليوم ستكون المسيرة القطرية في مدينة
[blink]اللد[/blink] المختلطة التي يشهد سكانها العرب تضييق خناق في الارض والمسكن من الصعب احتماله والوقوف ازاءه مكتوفي الايدي.
وبهذه المناسبة ارتايت أن انزل هذا الموضوع عن ارض "الروحة" التي صودرت هي أيضا بعد
22 عاما من مصادرة اراضي قرية سخنين التي ادت الى اعلان يوم الارض فيما أدّت مصادرة أراضي الروحة الى اشتباكات مع الجيش والشرطة في مدينة ام الفحم ووقوع عشرات الجرحى.
.
.
.
.
.
انها قصة اراضي "الروحة" المصادرة عام 1998
روحي وأرضك يا روحة روحين بروح..........ان راحت أرضك يا روحة روحي بتروح
كان هذا شعار للمنشور الاعلامي الذي اطلقه حزب التجمع الوطني الديمقراطي حين هبّت الجماهير للتصدي لمشروع مصادرة
28000 الف دونم من أراضي الروحة الغالية.
تقع أراضي الروحة شمالي قرى وادي عارة في الجزء المسمّى المثلث الشمالي لقرى ومدن
1948 وتأتي على رأس هذه القرى مدينة أم الفحم وقرية عارة-عرعرة وقرية كفر قرع وهي استمرارية طبيعية لأراضي هذه القرى ولا يفصلها أي فاصل عن المناطق المأهولة.
في أيلول عام
1998 هبت الجماهير هبة رجل واحد للدفاع عن هذه الاراضي حين سماع نبا مصادرتها لتحويلها الى مناطق تدريب عسكرية واقامة مستوطنات جديدة حيث نصبت لافتات "ممنوع الدخول منطقة عسكرية" على كل طريق يصل أراضي الروحة .
وقامت الشرطة بمهاجمة خيمة التضامن التي نصبت في اقرب منطقة من اراضي الروحة مما ادّى الى غليان شعبي عارم فضاعفت الشرطة من قواتها واقتحمت فيما اقتحمت المدرسة الثانوية في مدينة ام الفحم مما اوقع الكثير من الجرحى.
وعلى الفور تألفت لجنة شعبية خاصة لمتابعة ملف المصادرة وابطاله بكل ثمن وقد قطفت ثمار جهودها قبل عامين حين أغلقت وزارة الداخلية الملف بتاريخ
04/07/21 بعد الاتفاق على ارجاع
11400 (أحسن من بلاش) دونم من الاراضي المصادرة.
هذه ارض جدي لأبي في منطقة "الرّوحة" وان لم تنج من المصادرة وتبلغ مساحتها 75 دونما ولكل من اخوته بالمثل( دونم=ربع فدّان تقريباً)
لايفوتني ان أذكر انه قبل حوالي ثلاث سنوات صدرت اوامر بهدم عدد من البيوت في مراحل بناء مختلفة بادعاء انها تقع ضمن نفوذ الاراضي المصادرة ولم ينقذ هذه الدور الا توقيع الاتفاقية بارجاع قسم من الاراضي المصادرة بالوقت المناسب.
البيوت التي سلمت والحمد لله من اوامر الهدم.
أراضي الروحة ضمت في الماضي الكثير من القرى العربية مثل خبيزة وصبّارين وقنير والسنديانة وغيرهم من القرى التي دمرت بضم الدال وهجر اهلها عام
1948
.
.
.
.
جمال الأرض والطبيعة في "الروحة"
بعد الاتفاق المذكور مع وزارة الداخلية عاد سكان المنطقة لمتابعة نهجهم في الخروج للرحلات البرية لهذه المنطقة الجميلة التي يمر منها واد صغير حاملا امطار الشتاء تقل مياهه مع حلول الربيع فيصبح مرتعا للصغار وتحلو حوله الجلسات للكبار ناهيك عن وجود الكثير من النباتات الماكولة كالعكوب والحميض والجعدة والفرفحنة والزعتر .هواة المشاة منكم بامكانهم انتعال احذية رياضية والتوجه لهذه المنطقة مشيا على الاقدام او ركن السيارة في اقرب منطقة سكنية للروحة ومتابعة المسير او الذهاب بالسيارة مع قيادة حذرة وبطيئة من الطرق الترابية الوعرة التي تصل هذه الارض من كل القرى المجاورة لها (معاوية ،عارة، كفر قرع).
قرية معاوية احدى قرى وادي عارة
الطريق الى الشرق يؤدي الى قرية معاوية التي تظهر مئذنة مسجدها بعيدة في منتصف الصورة
الطريق الصاعد في التلة يؤدي الى قرية عارة
وهذه صورة اخرى لنفس جهة الطريق ويظهر فيا بيتين من البيوت التي سلمت من الهدم
هذه الصورة من الطريق نزولا الى أرض "الرّوحة" من قرية عارة
وهذه صعوداً حين العودة مروراً من قرية عارة
مستوطنة "كتسير" تعتلي قمة قرية عرعرة التي نراها على سفح الجبل
قمم "جبال" ام الفحم وما حولها
على يسار الصورة يكون اتجاه قرية كفر قرع
تتعدد رحلاتنا الى هذه المنطقة في مثل هذا الوقت من كل سنة حيث يغطي الربيع الأخضر وزهوره الارض فيجعل منها سجادة عجمية او فارسية بديعة االألوان يتخللها وادي صغير يتخذه الاطفال ملها لهم.
وتكثر جموع المتنزهين عائلات وشباب ايام الجمع والسبت في هذه المنطقة حيث يقوم الشباب والفتية بممارسة هوايات وتحديات كثيرة .
كما تقوم النسوة بجمع ما تيسر من النباتات الماكولة التي سبق ذكرها لتحضير مأكولات آخذة بالاندثار من تراثنا شيئا فشيئا.
"الفرفحنّة" نبات ينبت على جانب الوادي يفرم ناعما ويتبل بالملح والليمون والخل ليصبح نوعاً من السلاط
"العكّوب" يقتلع من الارض بسكين وينظّف من أشواك الراس والجذروتحضر منه عدة طبخات
المفضلات