هالني ما رأيت في مدينه ديترويت من كساد تجاري نتيجة انهيارها الاقتصادي الذي كنت قد قرأت عنه
مررت بوسط المدينة واسواقها واول ما شد انتباهي هو عدم وجود حركة مواصلات كثيفه كالمدن الاخرى
ثم لاحظت بعض الناس يمشون الهوينا كمن لا عمل له، والآخرين يجلسون على اعتاب المتاجر يتلهون بالحديث تارة وبالنظر الى المارة تارة أخرى
احسست أني اتنقل في مدينة اشباح، او لنقل وبشكل أقرب للحقيقة، شعرت أنى في قرية صغيرة ولست في مدينة بضخامة ديترويت
هل شعوري هذاصحيح؟ هل هو الواقع؟ ام أنى كنت ذهنياً مستعداً لتصديق ذلك من قراءتي عنها؟
قناعاتي كما هي واترك الحكم لزائرها.
توكلت على الله واكملت المسير
كان طريقي يعبر شمال ولاية إنديانا وكانت المسافة لا تتجاوز ال 80 كم بأي حال من الأحوال، ولكني واجهت فيها عاصفةً رعدية قلَ ما أذكر أني مررت بمثلها في حياتي
كان الظلام دامساً كما ترى
والصور ادناه مضاءة بالبروق فقط
كقائد حذر قمت بما يجب عليَ ان أقوم به، فأضأت مصابيح التنبيه ولزمت المسار الأيمن وأنقصت السرعة إلى ما يقارب ال 30 كم/س، وكنت بالكاد أرى طريقي.
تصرف عاقل وحكيم،ولكن لم أكد أفخر بنفسي إلا وانا أقذف بكل ما هو ممكن
إضاءات مجهرة،ابواق تصم الآذان
حتى إنه ليهيئ لي في تلك الظلمة الحالكة التي لاينيرها إلا ضوء البرق، يهيئ لي أني أرى اكفاً تمتد شاهرةً وسطى وافواهاً اطبقت اسنانها العليا على شفاهها السفلى
نعم، لقد أربكت بتصرفي ذلك الحركة بشكل عام، فهم قد اعتادوا على طقس كهذا ويواصلون مسيرهم بالشكل المعتاد
وأظن والله أعلم أنهم لم يألفوا أن يكون بينهم سفينة صحراء
بعدها زدت من سرعتي متتبعاً إحدى الشاحنات التي كانت كالقائد لي حتى هدأت العاصفة
وصلت بعدها سالماً والحمد لله إلى شيكاغو، وكان مجمل المسافة من تورنتو إلى هنا قرابة ال 850 كم
أخذت اتجول في هذه المدينة مساءً وقد اعجبتني كثيرا، لا أعلم تماماً ما الذي جذبني إليها، ولكن داخلها فعلاً جذاب كخارجها
وهي في نظري من أجمل المدن الأمريكية إن لم تكن الأجمل
فالمقبل عليها يشعر بهيبتها وفخامتها من أول نظرة
الغريب في الأمرأنى احسست بالأمن فيها! وهذا مغاير تماماً لما عرفت به
فهي تعتبر واحدة من أكثر مدن العالم ارتفاعا في معدل الجريمة
وهذا ما حدا بي للسؤال عن ذلك، فعلمت ان وسط المدينة آمن جداً لتواجد رجال الامن والكاميرات وغيره
اما جرائمها والتي يندر ان يمر اسبوعاً واحداً دون ان تتصدر نشرات الأخبار، فإنها غالباً ما تقع في اطرافها القريبة منها، اما ضواحيها فهي للمفارقة آمنة ايضاً!
استعنت بصديق(بوكينج) وحجزت فندقاً، وهذا ما اعتبره كمكافئة يومية لي
فبعد عناء السفر،والتنقل راجلاً من مكان إلى آخر، وعصف الذهن بما يرى ويشاهد، بعد هذا كله أجمل ما يمكن فعله هو الاغتسال والاسترخاء
وبالفعل لم اطارد النوم خلال هذه الرحلة على الإطلاق! بل كان طائعاً مجيباً للنداء
لقد كان رأسي لا يلامس المسند حتى أغط في نوم عميق
وهذا ما يذكرني بأخي احمد حفظه الله، فإني اذكر أكثر من مرة في ايام الصبا، يكون جالساً على سريره متحدثاً إلي، فيعلن رغبته في النوم قائلاً تصبح على خير، فأسمع شخيره ولما يلامس رأسه المسند بعد !!
ذهبت الى الفندق وصليت المغرب والعشاء ومن ثم قفزت الى سريري ومرة أخرى .........نــــوم عميــــق
استيقظت في الصباح الباكر واتجهت إلى الشاطئ وحين صوبت ناظري تجاه المدينة، رأيت واحدة من ابداعات الخالق، يا له من منظر
وكأن ناطحات السحاب تتراقص مع قطرات الندى متحزمة الضباب ووشاحها السحاب.
وصلت الشاطئ ولازالت نشوة المنظر ترافقني
لوهلة نسيت أن هذه بحيرة متشجن وليست بحرا!
فمن ضخامةهذه البحيرة يخيل لك أنك امام محيط فسبحان الخالق.
اعتلت الشمس السماء، وتلاشت الأحزمة وارتفع كل وشاح معلناً وقت مغادرتي لهذه المدينة الجميلة
غادرت الفندق مبادراً موظف استقباله ب
ركبت سيارتي وادرت مفتاح التشغيل ولكأني ادرت معه الأفكار والأماني ...
المفترض الآن الاتجاه جنوباً إلى فلوريدا ثم واشنطن ومن ثم العودة إلى نيويورك لأغلق دائرة الرحلة كماهو مخطط لها
لكن سمحت الأماني لنفسها بالإبحار ضاربة العقل والمنطق عرض الحائط
هل أتمكن من ذلك؟
كم ساعةً؟
كم يوماً؟
كيف؟
.
.
.
لنا لقاء إن شاءالله
المفضلات