منذ عقود تحتل العاصمة النمساوية فيينا صدارة وجهات السياحة العالمية، لأن شوارع هذه المدينة ليست مرصوفة بالحجارة بل بالتاريخ، وجزء كبير من سحر المدينة يكمن في الطريقة التي تحول فيها التاريخ إلى «أيام إمبراطورية قديمة جيدة». ولهذا السبب، فإن هذه المدينة الشابة الحيوية الواقعة في قلب أوروبا، التي استقبلت عصر التكنولوجيا الفائقة بملء ذراعيها، تحتضن في نفس الوقت ماضيها بحرارة. وهذا ما يجعل من فيينا احتفالية خيالية، وخاصة بالنسبة للعشاق الرومانسيين. وعبر شوارع متعرجة وباحات مقنطرة يسير الماضي والحاضر جنباً إلى جنب، حيث تنعكس الواجهة البديعة لكاتدرائية سانت ستيفان على متاجر شارع «زينغر شتراسه» ثم شارعي «بلوت غاسه» و«دوم غاسه» ، وتمثل هذه الشوارع الصغيرة قلب المدينة الرومانسية. فهي ضيقة ومظلمة ومرصوفة بالحجارة، تماماً كما كانت عليه قبل قرون مضت. وبطريقة ما لن تتفاجأ بمشاهدة الموسيقار الشهير «موزارت» وهو على طريق عودته للمنزل ينعطف إلى «موزارت هاوس» الذي يضم شقة موزارت الأصلية الوحيدة المحفوظة في فيينا، بينما يصفر لحناً من واحدة من عروضه الأوبرالية التي قام بتأليفها هناك.

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: