هناك الكثير من المواقع السياحية الصغيرة والمكثفة والحالمة التي تجمع بين العديد من العوالم والخيرات السياحية والثقافية التي تقدر بثمن. ومن هذه المناطق جزيرة اسكيا التي تعتبر من أهم الجزر الإيطالية السياحية المعروفة دوليا وهي من أكثر استقطابا للسياح الآسيويين والأوروبيين والأميركيين وخصوصا الألمان والبريطانيين، ومن أجملها من الناحية الطبيعية لمميزاتها البركانية الخالصة. وتقع الجزيرة الصغيرة (46 كلم مربعا)، والتي يسكنها نحو 60 ألف نسمة ربعهم من الإنجليز والألمان، نهاية خليج نابولي في البحر التيراني الذي يعتبر أحد فروع البحر الأبيض المتوسط، بين الساحل الغربي لشبه الجزيرة الإيطالية، وجزر سردينيا وكورسيكا وصقلية المعروفة. وتعتبر الجزيرة الجبلية المعروفة من أكبر وأجمل جزر خليج نابولي رغم شهرة جزيرة باري على هذا الصعيد. ولذا أصبحت منذ فترة محطة للإنتاج السينمائي الإيطالي والأميركي، ومركزا لتصوير الأفلام واستخدام الخلفيات الطبيعية الرائعة. وتشير الأرقام الأخيرة إلى أن جزيرة اسكيا تستقبل ما لا يقل عن 6 ملايين سائح سنويا جلهم من داخل ايطاليا أو الباحثين عن نكهة الجنوب الإيطالي الخاصة. ويمكن الوصول إلى الجزيرة عبر جميع شركات الطيران والسفر الأوروبية المعروفة ومن معظم المدن والعواصم الرئيسية. كما يمكن الوصول إليها بحرا عبر القوارب والعبارات والقطارات والتاكسي وغيرها من مدينة نابولي وجزيرة باري القريبة. وعادة ما يقصدها السياح لجمالها الطبيعي ومآكلها التقليدية الطيبة وما تقدمه من خدمات صحية من حمامات المياه البركانية الساخنة والصحية فضلا عن شواطئها الرائعة، أي ما يكفي لجذب أي سائح حول العالم. أضف إلى ذلك بالطبع خيراتها الأثرية وأبراجها وكنائسها وحدائقها القديمة. فكما هو معروف، تعرضت الجزيرة لغزوات كثيرة واستوطنها الكثير من الشعوب والأمم لجمالها وخيراتها البركانية وموقعها العسكري الإستراتيجي، مثل اليونانيين الذين أسسوها إلى الرومان والغساسنة والأتراك والإسبان أو ما يعرف بالأرغونيين. ولأن الجزيرة خصبة جدا وخضراء، فإن أحوالها الجوية تمزج بين الكثير من الأنماط، إذ لا بد للسائح أن يتوقع المطر رغم أيام الحر الطويلة كما أن الشتاء أحيانا على اعتداله يكون باردا نسبيا. على عكس الداخل الإيطالي الجنوبي المحمي من البحر. ولذا يلاحظ السائح أن المناطق الجنوبية غنية بالنباتات والأشجار الاستوائية كالصبير والنخيل التي تحمي وراءها الأشجار المتوسطية كالزيتون والعنب والخوخ والمشمش والدراقن والأجاص والأكدنيا والكرز وغيره. أما المناطق الشمالية في ظهير جبل ايبوميو العالية يعثر السائح على شجر البلوط والصرو والصنوبر والسنديان والفلين فضلا عن الزيتون والعنب واللوز. وكانت الجزيرة التي يطلق عليها البعض اسم «الجزيرة الخضراء» تاريخيا قد شهدت عدة ثورات للبركان كان أقدمها قبل 56 ألف سنة، تلاها انفجار كبير قبل 33 ألف سنة ثم عام 1302. تضم الجزيرة عدة بلدات ساحلية جميلة، أهمها وأكبرها بلدة اسكيا التي تنقسم إلى قسمين، القسم التجاري المعروف بـ«اسكيا بورتو» نسبة إلى مرفأ المدينة والجزيرة الرئيسي وقسم «اسكيا بونته» المعروف بالجسر الحجري الواصل بجزيرة أو قلعة اراغونيسي الرائعة التي تعتبر من معالم الجزيرة التي لا يمكن نسيانها. ولأن تسلق الجزيرة صعب جدا تم استحداث مصعد خاص في السبعينات لنقل الناس والسياح. ويبدو أن القلعة تم بناؤها عام 1441 على موقع قديم تم العمل عليه منذ عام 400 قبل الميلاد لحماية المدينة من الغزوات الخارجية وأحيانا تعذيب الأسرى والمعارضين في القرون الوسطى. وهناك بلدات أخرى مثل بارانو وسانت انغلو وفوريو ولاكو امينو وسيرارافونتانا وغيره. بارانو الصغيرة فوق بلدة اسكيا، تعتبر ضرورة سياحية للباحثين عن الهدوء والأجواء الإيطالية التقليدية. أما فوريو فهي مدينة خاصة ومهمة تضم الكثير من معالم وخدمات الجزيرة الممتازة والفاخرة وتعرف جدا بأسواقها الرخيصة لآخر صرعات الأزياء والماركات الإيطالية الحديثة والمشهورة وينابيع المياه الساخنة وخدماتها الكثيرة. أما سيرارا ـ فونتانا فهي تحمل اسم أعلى بلدتين في الجزيرة وعلى قمة جبل ايبوميو الذي يرتفع 800 متر عن سطح البحر. ومنها يمكن رؤية جميع أنحاء الجزيرة وحتى جزيرة باري وبعض أنحاء خليج نابلوي الجميل. وفي المنطقة نفسها ضيعة ساحلية صغيرة معروفة باسم سانت انغيلو.
ومن المواقع السياحية المهمة التي لا يمكن للسائح تجاهلها في الجزيرة، فيلا «لامورتيلا» أو فيلا «الخالدين» في فوريو ـ سان فرانسيسكو، والتي حط فيها أولا المؤلف الموسيقي الإنجليزي وليام وولتن وزوجته الأرجنتينية قبل الانتقال إلى فيلا قريبة محاذية عام 1946. وقد أسست العائلة الحديقة الخاصة بالفيلا والتي تضم نخبة رائعة من الأشجار المتوسطية والاستوائية. وهناك أيضا فيلا وحديقة «لا كولامبايا» في فوريو أيضا التي كانت مقرا للمخرج السينمائي لوتشيانو فيسكونتي. وهذه الفيلا مفتوحة أمام العامة على مدار العام. ومن الأبراج التي لا يمكن تجاهلها أيضا برج «غويفيرا» القريب من قلعة اراغونيسي في «اسكيا بونته»، وقد تم إعادة بناء البرج عدة مرات عبر التاريخ لمراقبة المناطق المحيطة بالقلعة وحماية الجزيرة، كان آخرها في القرن الرابع عشر. ويقال إن مايكل أنغلو مكث في البرج عندما زار الجزيرة قديما ولذا تم تأسيس صالة ومتحف للعروض الفنية في البرج احتفاء به. ومن الأبراج الأخرى المهمة التي أصبحت متحفا فنيا مفتوحا أمام العامة برج «توريوني» في منطقة أو بلدة فوريو. ويعود تاريخ هذا البرج إلى القرن التاسع. ومن الشواطئ المعروفة والمشهورة في الجزيرة والتي ينصح السياح بتجربتها، هو شاطئ «فومارولي» الذي يعتبر الأكبر والأجمل والأنظف بين شطآن الجزيرة البركانية الكثيرة. كما يعرف الشاطئ القريب من سانت أنغلو بهدوئه وعدم ازدحامه. وكثيرا ما يستخدم الشاطئ أثناء الليل وكثيرا ما يستخدم السكان رماله وحصاه البركانية الساخنة لتحضير الطعام وطبخ المآكل. وبالقرب من هذا الشاطئ هناك شاطئ أو خليج «سورغيتو» غرب سانت أنغلو الذي يجمع المياه الساخنة ومياه البحر وهو قريب جدا من موقع جبلي كان يستخدمه أهل اليونان قديما للاستيطان. ومن أطول وأكبر شواطئ الجزيرة شاطئ «مارينا دي مورانتي» في بارانو. ويصل طول هذا الشاطئ نحو 3 كلم وهو قريب أيضا من سانت انغلو وهو من الشواطئ التي تجمع أيضا بين الخيرات البركانية والساحل البحري المالح، بعيدا عن ضجيج البلدات والسياح. ولا يمكن نسيان شواطئ كارتارومانا في بلدة اسكيا وسانت مونتانا وغافا غرادا

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك: