الطريق للسعادة الزوجية (1)
2014-07-25السلام عليكم ورحمة الله
أتمنى أن تحوز أول مشاركاتي معكم في واحة المسافر الى عالم الأسرة على أستحسانكم ورضاكم
الطريق للسعادة الزوجية (1)
أن الطريق الى السعادة الزوجية ليس بالأمر الهين ولكنه ليس صعب التحقيق, و نحن هنا لا نثبط الأزواج الساعين حثيثاً لتحقيق السعادة الزوجية أو نغلق الطرق المؤدية الى ذلك الهدف المنشود وانما نحاول في هذه الأطروحة نستعرض بعض العقبات و المصاعب والحلول والتي نسأل الله أن تكون في ميزان أعمالنا ويوفق كل ساع لتحقيق السعادة.
يتفق الأختصاصيون الأجتماعيون بإن الخصوصية في الحياة الزوجية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأسس التي تقوم عليها اللبنات الأولى في طريق الحياة الزوجية السعيدة، و الخصوصية التي نعني لا تتنافى و الصراحة والصدق بعتبار أن الزواج شراكة تقوم على الفطرة وليست كأي شراكة مادية، فهي بين طرفين يحكمهما الدين القويم الفطرة التي فطرنا الله عليها، و لا قدر الله لو أختلت أسس الشراكة سيدب بين الشريكين الخلاف وتغدو الحياة بينهما كالجسد بلا روح.
إذا ما هو الحل الناجع للوصول الى ذلك الترياق الذي به نحفظ خصوصية كل طرف من الزوجين في حياتهما الزوجية دون المساس بروح الشراكة ومكتسباتها ؟
الثقة:
أن خصوصية كلاً من الشريكين لا تستأثر بالرصيد الأكبر في الحياة، ولكن الحساسية لدى كلاً من الطرفين اتجاه خصوصية كل شريك تجعل من الخصوصية معضلة، الأمر الذي يجب على الطرفين تعزيز مبدأ الثقة بينهما لانجاح الحياة الزوجية، ولا نغفل بأنه يجب على الشريكين احترام خصوصية كل شريك دون أنكار أو تجريد الطرف الأخر في أمتلاك الخصوصية الشخصية، بل وعدم الميل للكيل بمكيالين في تقييم الخصوصية الشخصية لكل طرف، و لعلنا نوجه أصبع اللوم للزوج والذي قد يرى أن من حقه دون زوجتة الإطلاع على كافة أسرار زوجته بلا إذن وحرمانها من حق مشروع وهو الخصوصية الشخصية، بل ودون إعطائها الحق في ذلك بالمثل، وهو وكمحصلة بديهية تؤدي إلى زعزعة الثقة بين الطرفين.
الطبّ النفسي يقر بأنّ الصراحة بين الزوجين لا تعني عدم الاحتفاظ بالخصوصية الشخصية، وهنا يجب أن لا نخلط بين الخصوصية الشخصية و تغييب الحقيقة عن الزوج أو الزوجة ، فهما أمران مختلفان، فالخصوصية هي ما يتعلق بالفرد ذاته، وليس بمؤسسة الزواج أو علاقة أحد الزوجين بالطرف الآخر، فما نعنيه أن الحق مكفول في الأمور التي معرفتها من قبل الطرف الأخر لا تغير أو تغيب حقيقة ما … أو قد تمس الطرف الأخر في عرضة أو ماله أو في شخصه، أو بمعرفة أحد الطرفين لهذا الشيء قد تترك أثار سلبية في نفسه تنعكس تلك الأثار على العلاقة الزوجية، و لا نستطيع في هذا المقام أن نفهرس تلك الأمور، فلكل شراكة زواجية وضعها الخاص، و الخصوصية الشخصية تعتمد على طبيعة العلاقة بين الزوجين، وإذا كانت تلك العلاقة مبنية على الثقة المتبادلة، فستكون عامل قوّة وليس معول هدم، وهو ما يدفعنا للتأكيد للمتزوجين أن عليهم سد هوة عدم الثقة بل و بناء جسور الثقة.
يبقى أن أذكر بأهمية:
1- في ظل وجود مشكلة ما بين الطرفين أن يقبل كلاً من الزوجين التفسيرات و الأيضاحات المقدمة من الطرف الاخر دون التشكيك أو الأفراط في البحث و التدقيق عن تفاصيل مقيتة و التي لا تضيف سوى أتساع الهوه في العلاقة الزوجية.
2- أن يترك كل طرف للآخر مساحة من الحرية شخصية وأن لا يصادر تلك الحرية.
3- عدم محاولة البحث لمعرفة الأشياء من وراء الطرف الآخر، والعبث في حاجيات الطرف الاخر وتخويل طرف وأعطاء لنفسه صلاحيات البحث و الاستقصاء دون مراعات حدوده الشرعية.
4- الوضوح و الشفافيه بين الطرفين.
5- أعطاء للود و الحب المساحة الأكبر في التفاهم و التحاور فهو كفيل لوصولك لمبتغاك.
أتمنى للجميع حياة زوجية هانئه لا يشوبها و لا يكدرها و لا ينغصها شيء مما نكرهه و نمقته.
و السلام عليكم و رحمة الله
التعليقات