قصه اسلام سعودى
2010-03-06المواطن الشمراني السعودي الذي اعتنق النصرانية 24 عاما يروي قصة حياته بعد اعتناقه الدين الحق
قصة إسلام السعودي نجم الشمراني
24 عاما قضاها شاب سعودي مع الديانة المسيحية، لأنه عاش في حضن أمه الأمريكية بعيدا عن أبيه، الذي لا يعرفه. شاءت الظروف أن يعود إلى وطن آبائه وأجداده، فوالده من منطقة عسير، ليعلن إسلامه هنا ويولد هنا الشاب “نجم الشمراني”.لكنه ليس السعودي الأول الذي يعلن إسلامه بعد أن تربّى في الخارج وعاش مع ديانة أخرى، فهناك فيصل الذي عاش في الفلبين، وسبقه في تجربة إشهار إسلامه بالسعودية. إلا أن نجم لا يعرف عن اللغة العربية شيئا، غير “السلام عليكم”، و”شكرا”، فهو يمثل في دواخله ودمائه والكثير من خلاياه شيئا من حقيقته السعودية، إلا أن لسانه لا يعطيه الفرصة للإفصاح عنها، على الأقل الآن، قبل أن يخوض تجربة البدء في تعلم لغة أهله.
“شمس” كانت بجانب الشمراني قبل لقاء الهلال والنصر، ولفت الانتباه بحرصه على متابعة المباراة بحماس من يشجع كرة القدم بمعرفة ودراية، فقد كان له ناديه المفضل من بين الناديين السعوديين، ونعرفه من خلال حديثه عن تجربة العودة للوطن، ومشاعره بعد الإسلام.
حنين الجذور
يتحدث الشمراني عن فصول حياته بعيدا عن الدين والوطن، قائلا: “بدأت قصتي عندما تزوج والدي محمد الشمراني بوالدتي في دولة البحرين قبل قرابة 24 عاما، وأثمر هذا الزواج عن خروجي إلى الدنيا، واختاروا لي اسم نجم، لكن بعد مرور ثلاثة أعوام حدث خلاف نتج منه انفصال بين الطرفين، لتعود أمي واعود معها إلى فلوريدا بأمريكا، ويعود الوالد إلى السعودية”.
ويتابع حديث الغربة والاغتراب عن الوطن: “كنت أتساءل بشكل مستمر عن موعد عودتي إلى وطني، الذي أنتمي له، وكان الحنين إلى جذوري ينمو مع السنين التي قضيتها هناك، وكنت في شوق كبير من أجل العودة إلى والدي، لكن هذا السؤال كان يصطدم بواقع القوانين الأمريكية دائما، فهي تعطي الأم حق حضانة ابنها ما دام لم يبلغ الـ 18، وكانت والدتي تتشدد في ذلك، فهي كانت تقول لي دائما: إنك لي بموجب القانون الأمريكي”.
اضطهاد أمريكي
وعن مدى علمه بأصوله العربية والسعودية، يقول: “بالتأكيد كنت أعلم، فأمي حدثتني بذلك، حيث أخبرتني منذ وقت مبكر أنني ابن رجل ينتمي إلى السعودية، وكانت تحدثني عن أصولي العربية، وعن السعودية كبلد، وبقيت هذه الصورة لدي، وكنت أعرف تماما اسم والدي، وأعرف عن العرب والسعوديين بعض الأمور”.
ولا شك أن هذه الأصول العربية أحدثت مفارقة في المجتمع الذي يعيشه بعد أحداث سبتمبر، يقول الشمراني: “هذا مما يحز في نفسي، فالمجتمع الأمريكي مارس تجاهي اضطهادا بسبب هذا الأمر، ما جعلني في صراع نفسي مرير، وكنت أتساءل عن سبب هذا الكره للعرب، ولماذا لا يقبلني المجتمع الأمريكي بشكل كامل، مع أنني لا أختلف عن هيئتهم أو حتى لغتهم، والأمر الذي جعلني أصاب بالذهول هو ما حدث عند وصولي إلى السعودية، فقد كنت أظن أن المجتمع السعودي لن يقبلني أيضا”.
ويستطرد متحدثا عن شعوره عند حضوره لبلده: “وجدت منهم كل حب، فقد تقبلوا فكرة أنني نصف عربي ونصف أمريكي بكل أريحية، وكنت ولا أزال أحظى باهتمام من عامة الناس، ولم أجد إلا الاحتواء التام لي، ما جعلني أتساءل مرة أخرى، وأعقد في ذلك مقارنة بين الشعبين السعودي والأمريكي، وكيف أن السعوديين قبلوني على الرغم من أنني أختلف معهم في اللغة، وكيف أن المجتمع الأمريكي رفضني وأنا كنت جزءا منه”.
دخول الإسلام
السؤال الحيوي في مواجهة الشمراني كان عن الإسلام.. متى نَمَتْ الرغبة في الدخول إليه؟ ويجيب: “صدقا، أنا أتيت إلى السعودية من أجل أن أرى والدي وأبقى في بلدي الذي أحس أنني أنتمي له، ولم أكن أفكر بل كنت أحاول أن أطرد هذه الفكرة تماما، وهي فكرة اعتناقي الإسلام، فلم أكن أرغب في تغيير ديانتي، وإنما كنت أرغب في الوصول إلى السعودية وحسب”.
ويضيف: “فكرتي عن الإسلام كانت سيئة، حتى بعد وصولي إلى السعودية، لم تتغير هذه النظرة كثيرا، وسبب بقاء هذه الصورة في ذهني وعدم تزعزعها هو الإعلام، فقد كان الإعلام ولايزال، لا يكف عن الحديث بصورة سيئة عن الإسلام، حتى أصبح الدين الإسلامي يعني القتل والإرهاب، والقاعدة، وغيرها من الصور السلبية، التي تعرفت على مدى مجانبتها للصواب بعد تعرفي على الإسلام بشكل كامل وسليم، واقتنعت أن الإسلام في النهاية هو الدين الصحيح”.
وسؤال آخر.. متى فكرت أو اقتنعت بأن الإسلام هو الدين الصحيح والمناسب لك؟ ويجيب الشمراني: “في الحقيقة بعد وصولي إلى السعودية قبل عامين تقريبا، اعتنقت الإسلام وأصبحت مسلما، بالاسم فقط، فلم أكن أعرف الواجبات الدينية، أو حتى معنى الشهادتين أو الفاتحة، أو غيرها من الأصول الإسلامية، وعشت على هذا النحو حتى أتيت إلى الرياض والتقيت قبل يومين فقط بأعضاء من مكتب الدعوة بالشفا، وتعرفت من خلالهم على الإسلام بشكل صحيح، وأعلنت عودتي أو تجديدي للإسلام مرة أخرى، وأنا الآن أحس أنني قد حصلت على كنز عظيم، وأن علاقتي بالله عز وجل أصبحت فعلية، بعد أن عشت سنين من دون أن يكون لي اتصال حقيقي بالله عز وجل”.
بعد الإسلام
ويواصل الشمراني حديث التجربة مع الإسلام، قائلا: “نعم، وأحمد الله تعالى أني تعرفت على الدين الصحيح، وحقيقة أحس أنني أسعد الناس على وجه الأرض، وتكتمل سعادتي عندما أدل الآخرين وأسهم في إيصال رسالة الإسلام الحقيقية، لأن الإسلام مشوه في كل العالم للأسف الشديد، وأتمنى لو أتمكن من ذلك، لكي أقوم بواجبي تجاه ديني، وهذه من الأهداف المهمة التي أطمح إلى تحقيقها”.
ويقول: “حاليا قدمت طلبا من أجل الاستفادة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، حيث إن كافة الشروط تنطبق علي، خاصة شرط اللغة الإنجليزية التي أتقنها بالطبع، وأرغب في دراسة تخصص الإدارة لأنني أشعر بأني أملك صفات تؤهلني لأن أكون مديرا ناجحا، وأتمنى أن يتكلل طلبي بالموافقة لأجل أن أحظى بهذه الفرصة، وأعود بعدها لأخدم وطني السعودية”.
ويضيف: “لا أرغب في العودة إلى أمريكا، وليس لدي شرط محدد أو اختيار لدولة دون غيرها، لكني لا أريد العودة إلى أمريكا من أجل الدراسة، وبالنسبة إلى تأثر ديانتي خاصة وأنني مسلم جديد، والقرآن الكريم معي، أحمله بشكل دائم، وإخوتي هنا في السعودية الذين تعرفت عليهم، سأكون معهم على تواصل دائم، من أجل أن أتثقف دينيا وأصل إلى مستوى من المعرفة والتعلم لأمور ديني الإسلام”.
تجاوب نجم السريع وتهيئته النفسية.. سر إسلامه
أكد عصام عبدالرازق المسؤول عن برنامج (ادعوني إلى الإسلام)، وصاحب الإسهام المباشر في إسلام نجم الشمراني، أن التجاوب السريع الذي أبداه نجم، كان حجر الزاوية في نجاح هذه الدعوة، ويبدو أن نجم كان مهيأ نفسيا بشكل جيد.
وعن جهود اللجنة التي يشرف عليها، يقول عبدالرازق: “لجنة ادعوني إلى الإسلام، لديها برنامج مبتكر ويفيد منه الآلاف من غير المسلمين، وعدد الذين أسلموا في المكتب قرابة الأربعة آلاف شخص، وتعود أهمية هذا البرنامج في كونه طريقة سهلة لدعوة غير المسلمين، ونحن نستفيد من أفراد المجتمع في الترويج للأرقام الخاصة باللغات، فلدينا دعاة مختصون بالمكتب وآخرون متعاونون لحوالي 16 لغة، والإقبال والتواصل في ازدهار شديد.
وحول آلية التواصل، يوضح عبدالرازق الطريقة: “يقوم أي شخص بإرسال رقم الشخص المطلوب دعوته، واللغة التي يتكلم بها، ليتولى الأشخاص الموكلون بهذه اللغة بالتواصل معه، وغالبا تتكلل هذه الجهود بالنجاح.
ويوضح منصور الثاري مدير مكتب الدعوة أن أبرز أنشطة المكتب مشروع (ادعوني إلى الإسلام) وطباعة الكتب والمطويات وكذلك نسخ الأشرطة الصوتية المهتمة بتوعية الشباب وبقية أفراد المجتمع.
فيما أبدى الشيخ عبدالله العيدان نائب مدير المكتب والمسؤول عن الشؤون الإعلامية بالمكتب، عتبه على وسائل الإعلام بعدم إبراز الجهود الدعوية والتي تقوم بها المكاتب في شتى أنحاء السعودية، وقال: “نتمنى من كافة الإعلاميين أن يتواصلوا مع مكاتب الدعوة، لإبراز أنشطتها، خاصة أنها تتسم بالوفرة والتميز”، وحول أنشطة المكتب أكد العيدان أنهم يهتمون بتوعية الشباب، وكذلك دعوة غير المسلمين إلى الإسلام.
منقول


التعليقات