تذمر من استغلال السائح السعودي والسفارة المصرية تؤكد تطبيق قرار المساواة
2006-08-20كتبت جريدة الوطن يوم السبت 25 رجب الخبر التالي
الفنادق تمايز بينهم وبين الأوروبيين والأمريكيين
تذمر من استغلال السائح السعودي والسفارة المصرية تؤكد تطبيق قرار المساواة
زهير جرانة الدكتور عبدالمحسن السليمان
جدة: محمود تراوري
أبدى عدد من السياح السعوديين في جمهورية مصر تذمرهم مما اعتبروه تمييزا ضد السائح السعودي بشكل خاص والخليجي بشكل عام في التعامل، حيث تخصص له الفنادق والمنتجعات أسعارا مضاعفة تختلف عن الأسعار التي تقدم لغيره من السياح سواء أكانوا عربا أم أوروبيين أو أمريكيين.
وقال الدكتور عبدالمحسن السليمان لـ”الوطن”: قضيت جزءا من عطلتي الصيفية في مصر، وحز في نفسي ما لاقيت من تفرقة بين السياح الخليجيين وإخوانهم من جنسيات عربية أخرى، إضافة إلى الجنسيات الأجنبية الأخرى، فالفنادق مثلا حددت أسعارا خاصة للخليجيين تفوق بمراحل ما يدفعه المواطن العربي الآخر أو المواطن الأوروبي أو الأمريكي، ولا أدري كم يدفع السائح الإسرائيلي؟ وإن كنت أخشى أن أسأل حتى لا أصعق، بالإضافة إلى أن المواطن المصري يحظى بـ50% خصما في جميع الفنادق.
ويضيف السليمان: هذه التفرقة لا تقتصر على الفنادق فقط بل تشمل على سبيل الذكر لا الحصر أجور تذاكر المسرحيات حتى المتحف الوطني. وهناك ما يثبت بالمستندات هذه التفرقة فعلى شبكة الإنترنت إذا ما دخلت لتحجز بفندق تفاجأ بعبارة (هذه الأسعار لا تنطبق على المواطنين الخليجيين).
ويتابع السليمان الذي يملك مكتبا خاصا للاستشارات القانونية: هذا الأسلوب لو كان في إحدى دول الغرب أو الولايات المتحدة الأمريكية يمكن بسهولة إقامة دعوى قضائية ضده لأنه يمثل شكلا من أشكال التمييز العنصري، وما يحدث بمصر للسائح الخليجي شيء محزن لا يعكس مشاعر الشعب المصري لنا نحن إخوانه السعوديين، فإخواننا المصريون يعلمون أنهم عندما يأتون للعمرة أو الزيارة يدفعون كما يدفع المواطن السعودي تماما، بل مثل ما يدفع أي مواطن من أي دولة أخرى ولا سيما أن المواطن السعودي يشكل ما نسبته 65% من السياحة الخليجية مما يدفعنا للظن أنه يستحق حسومات وليس زيادات، فالسياحة المصرية ترفع شعار (البيت بيتك) وأنا أتساءل: هل يستغل المرء أو يغبن في بيته؟!.
ويتفق عبد الله حاجي مع الدكتور السليمان غير أنه يقول: بالنسبة لي قاطعت السياحة في مصر منذ سنوات، بسبب هذه المعاملة التي تفضل السائح الأجنبي وتنزع إلى محاولة استغلال السائح السعودي، وقد اضطررت للسفر إلى مصر هذا العام لظروف دراسة ابني فتعاملت مع شركة فنادق فرنسية، وحجزت عن طريق مكتبها في باريس وبعملة اليورو، وبالتالي ارتحت من الاستغلال.
بينما ينتقد إبراهيم الدقسة الوعي السياحي لدى المواطن السعودي والخليجي مشددا على أن غالبية الخليجيين لديهم مفهوم مغلوط عن السياحة فتجدهم يتكدسون في مناطق بعينها، ويقضون أغلب الوقت في النوم نهارا، والسهر مساء في أماكن معروفة، وهم على عكس السائح الأجنبي الذي يجوب الأماكن الأثرية، ويعرف كيف يقضي وقته في التعرف على الأماكن التاريخية والإرث الحضاري للبلد وثقافتها. ويرجع الدقسة ما يوجد من استغلال للسائح الخليجي إلى ممارسات وسلوكيات عززت تلك الصورة النمطية عنه والتي تدفع لاستغلاله ربما لما يرون من بطر وإسراف وطريقة سياحة سطحية وبليدة جدا.
من جهته، ذكر مصدر في السفارة المصرية بالرياض أن وزير السياحة المصري زهير جرانة أصدر قرارا منذ سنتين بمعاملة السائح العربي معاملة المصريين، وهو قرار مطبق. وقال جمال صابر نائب المستشار الإعلامي بالسفارة نافيا وجود هذا الاستغلال لـ”الوطن”: في كل فندق ومرفق سياحي يوجد مكتب لهيئة التنشيط السياحي يمكن لأي سائح الإبلاغ عن طريقه عن أي تجاوزات، وهي عملية سهلة جدا، وأي جهة يثبت عليها التلاعب في الأسعار تطبق عليها الغرامة التي من الممكن أن تصل لحد الإغلاق إن تطلب الأمر.
في الوقت الذي يسرد فيه السليمان واقعة حدثت له كما يقول : كنت أسكن في أحد الفنادق الكبيرة، وتعرفت خلال إقامتي على شاب كندي من أصل سوري كان يقضي إجازته في القاهرة، ووصل بنا الحوار إلى الحديث عن أسعار الفنادق في القاهرة فسألته بكم أخذت غرفتك فقال بـ64 دولارا لليلة بالحجز والدفع في كندا ولمدة أسبوع فقط بينما أنا حجزت ودفعت في السعودية بـ108 دولارات لليلة ولمدة 12 يوما، أي أن الفرق 44 دولارا، مع العلم إننا نسكن في نفس الطابق وفي غرف مجاورة ونفس المستوى والفئة.
نص الخبر في الجريده اليوم
التعليقات