ღ باريس الشرق .. بيروت ღ
2009-05-30بيروت المدينة الساحرة التي تخطف أحلامك وتزرع في حناياك الدهشة تفاجىء زائريها بلحظات من الدهشة، بيروت باريس الشرق أو سويسرا الشرق، التسميات عديدة لكن الأحب إلى القلب هي أنها بيروت التي تجمع سحر الصفات من الشرق والغرب. إنها مدينة الحلم الجميل المدينة البهية سيدة الليل والنهار التي لا تنام وتعد بأجمل الأوقات.
بيروت تلك المتخيلة العاصية التي تضمك إليها بذراعين مفتوحين وترحاب يملأك حبوراً، تقدم لزائريها كماً من الفرح والأصالة والتراث. إن بيروت الجميلة التي تطوقها أنظار المحبين والحاسدين في آن، لعبت دوراً مهماً في تاريخ معظم الحضارات التي مرَت عليها نظراً لموقعها الجغرافي المميز الذي جعلها همزة وصل بين الشرق والغرب.
هي الجميلة التي تختال أمام محبيها ممتلئة بالعشق والحب والجمال..إنها المتآلقة التي تأسر القلب والعقل وتسرق من محبيها الوقت ويغار منها الجمال..
بيروت مدينة التراث والجمال والفن والسياحة المتميزة تقدم لزوارها صيفاً أجمل اللحظات وتلعب على أنغام القلب وتدق أبواب الحلم.
بيروت الماضي عمالها من كل الشرائح… فسيفساء متلونة في النهار وفي الليل، في شوارعها يسير العالم بشرقه وغربه، على الرغم من أنها عاصمة بلد العشرة آلاف وأربعمئة وإثنين وخمسين كلم متر مربع، إلا أنها تبدو أكبر من مساحة الوطن بكثير إنها عاصمة الملايين الذين يزورونها ويقعون في غرامها.
في العام 1922 كان في بيروت حوالي 95 ألف نسمة وإحصاء العام 1995 أظهر أن فيها مليون ومئة ألف نسمة ومع هذا هي لا تخص أحداً وليست مطوبة على إسم أحد، تخص الملايين وهي للملايين فقط، الملايين الذين يزورونها ويذوبون في عشقها.
المدينة اللبنانية العريقة أضحت أكثر جمالاً لقد إختفت البشاعة خلف ذاكرة الماضي… صار الدمار في تداعيات الذاكرة… والحرب في دفاتر النسيان. نهضت سيدة العواصم من تحت الركام، كما قالت لها ماجدة الرومي يوماً وهي تغني رائعة نزار قباني “قومي من تحت الردم”…لتبقى بيروت عروس المدن سيدة الضوء فهي تستحق كل الثناء والفرح فقد تحملت الأعاصير المحلية والمستوردة، وسكتت، وهاهي ثورتها تأتي من قلبها حيث النبض وحيث الليل والنور والناس والشباب والذاكرة والمكان الذي لا يحسب حساباً لغدرات الزمان.
إنها قبلة الزائرين والباحثين عن الفرح يستطيع زائر هذه المدينة الساحرة أن يبدأ مشواراً غنياً مليئاً بالمفاجآت..يبدأ المشوار في قلب العاصمة وسط البلد أو “الداون تاون” حسب التسمية الدارجة وقلب العاصمة الجميل يقدم لرواده ما لا يشبه ما يشاهده في أي مدينة أخرى. التجول في قلب المدينة له متعة خاصة فبالإضافة إلى الأرصفة الجميلة التي استحدثت مع إعادة الإعمار، تنتصب أبنيتها الأنيقة والجميلة التي بنيت على الطراز الفرنسي أو الإيطالي، طلتها بديعة فيها قدر من الأناقة والرهبة تسر الناظر إليها بهندستها المعمارية الفريدة التي تشابه باريس وروما بجمالها. وفي أروقتها وشوارعها الداخلية التي لا تعرف زعيق السيارات يصبح المشي أكثر إمتاعاً، حيث يتسنى لك التعرف على كنائسها وجوامعها الأثرية القديمة التي تم ترميمها والتي تعد تحفة معمارية إلى جانب قيمتها الروحية والدينية ورمزيتها في التآخي والتجاور بين الديانتين الإسلامية والمسيحية.
الكنيسة إلى جانب المسجد مشهد المجتمع اللبناني وتركيبته الطائفية التي تميز بها وجعلت من لبنان رسالة للمحبة وتآخي الأديان والتنوع الحضاري. ولا بد للزائر في وقت الظهيرة أن يسمع تمازج أصداء تكبير المآذن ودق الأجراس في آن واحد وكأنه يصغي الى ترنيمة إنسانية مليئة بالحب والسلام.
تستقبلك الشوارع البديعة إذاً وتقدم لك خياراً متنوعاً من المطاعم ومقاهي الرصيف إذا ما أردت تناول الطعام وتذوق المطبخ اللبناني أو أي مطبخ عالمي أو الإستراحة لشرب القهوة والنارجيلة “الشيشة”.
بيروت البهية المشرقة في النهار هي أيضاً عاصمة الفن والثقافة ويمكن لزائري الوسط أن يزوروا معارض اللوحات الفنية والنحت والديكور المنتشرة في شوارعها. والتعرف على الآثار التاريخية التي كانت تنام تحتها وتلك التي تنبش كل يوم، فبيروت العصية التي إنقلبت على نفسها سبع مرات نتيجة زلازل طبيعية تخبئ في ترابها تراثاً من العصور العديدة التي مرت عليها الرومانية والفينيقية والإغريقية.. إنها فسيفساء مزينة بحضارات مختلفة وهذا سر بهائها.
بيروت في النهار تستقبلك بترحاب تحت الشمس الساطعة وتستطيع التجول والتسوق في متاجرها العالمية التي توفر الماركات الراقية كما تجد فيها المحلات الشعبية، إنها مدينة لكل الناس ولكل الطبقات الاجتماعية والأجناس.
بيروت المدينة الساحلية التي تعانق البحر يقودك السير في وسطها إلى البحر الأزرق الرحب حيث يتمكن المرء من التمتع بهواء منعش على الشاطىء أو على الكورنيش البحري الواسع الذي يضج بحركة ملؤها الحيوية، فإليه يلجأ الشيب والشباب للتمتع بسحر المياه والأمواج المتلألئة تحت خيوط الشمس الذهبية ورؤية المراكب الشراعية التي تختال في قلب البحر أو النزول إلى البحر ومعانقة رمال الشاطئ الذهبية.
جمال بيروت في النهار ينقلب سحراً في الليل، تبدو هذه المدينة ليلاً كالفاتنة التي يلفها السحر تفرد شعرها وتتلفت يمناً ويساراً تدير معها العقول، تترك الناظر إليها مفتوناً يرقص على موسيقى القلب والحب وعشق الحياة.
وسط المدينة في الليل مبانٍ مشعة كأنها آتية من لاس فيغاس، كأنها “باربي” اللعبة الفاتنة التي يحبها الجميع… وبرشة عطر ساحر ترتدي هذه المباني ثوبها وتسلط الأضواء الخافتة على جمال العالم… إنها قصة صبية ولدت منذ أكثر من أربعة آلاف عام كبرت ودفنت وقامت سبع مرات من تحت التراب، وها هي للمرة الثامنة تقوم بجمالها المعتاد كلما مرّ بها الساهرون، صبية عمرها أربعة آلاف سنة وتبدو في العشرين.
في الليل تخبئ العاصمة بيروت لروادها كماً من البهجة والفرح، إنها المدينة التي لا تنام والسهر فيها يمتد إلى لحظات إنبلاج الفجر، إنها اللحظات التي يستطيع المرء فيها أن يرمي ضغوط النهار وتعبه في جو من الفرح، تدعوك خلالها إلى التنعم بشتى أنواع المرح ويمكن للساهرين أن يقصدوا مطاعمها وملاهيها المنتشرة في وسطها وعلى أطرافها في مناطق الحمراء ومونو والجميزة.
بيروت في الليل ساحرة تقضي على الكآبة والتعب وتمد روادها بالنشاط والحيوية. إنها مدينة نابضة بالحياة تمدك بالفرح والقدرة على الاستمتاع وتعي من خلالها أن الحياة تستحق العيش بكافة أشكالها الحضارية والإنسانية والثقافية والترفيهية.
الرحلة إلى لبنان وزيارة العاصمة بيروت لن تكون سياحة عابرة بل تترك في نفس زائرها قدراً من الغبطة ولحظات آسرة للذكرى لن يتمكن من محوها من ذاكرته ، تدعوه إلى زيارتها دائماً لتجديد عشق الفرح والحياة في هذه المدينة الجميلة.
المتاحف
لمتحف الوطني
تم افتتاح هذا الصرح الثقافي عام 1942، وهو اليوم مقفل بإنتظار الانتهاء من أعمال ترميمه وإعادة تأهيله
متحف نقولا إبراهيم سرسق
وهو متحف خاضع لوصاية بلدية بيروت وتقام فيه معارض فنية تتناول الفنون التشكيلية على اختلافها بالإضافة إلى مجموعته الخاصة الدائمة
متحف الجامعة الأميركية في بيروت
وهو متحف يحتوي مجموعة أثرية متنوعة، يفتح أبوابه للزائرين يومياً بين الساعة العاشرة صباحاً والرابعة بعد الظهر ما عدا أيام العطل الجامعية
كيف تمضي وقتك في بيروت؟
النشاطات الثقافية
تشكل المتاحف وصالات عرض الفنون التشكيلية والقاعان الجامعية أماكن مفضلة لإحياء النشاطات الثقافية على اختلافها
الجولات السياحية
هناك عدد لا بأس به من شركات السياحة والسفر تؤمن للزائر عدداً من الجولات السياحية ضمن الأراضي اللبنانية بشكل عام وضمن بيروت بشكل خاص
المطبخ اللبناني والحياة الليلية
هناك الكثير من المطاعم المتخصصة التي تمكنك من تذوق أطباق لبنانية صرفة تم تحضيرها بحسب الطرق التقليدية، ومن أشهرها تلك الأطباق الصغيرة المتنوعة التي يطلق عليها اللبنانيون اسم “المازات”، وهناك أيضاً الكثير من المطاعم الأجنبية التي تقدم لك جميع أشكال المآكل العالمية وألوانها
أما الحياة الليلية فتتنوع بين المقاهي والملاهي التي تقدم للزائر ما يسمح له بتمضية أوقات ممتعة
الحمام التركي
ما زال “حمام النزهة” يشكل جزءاً هاماً من التقاليد البيروتية العريقة. وعلى الرغم من أن بناءه لا يعتبر من الأبنية القديمة المميزة، فإن الخدمة التي يوفرها تغوص جذورها في التراث. ويفتح هذا الحمام أبوابه نهار الاثنين صباحاً للنساء وسائر أيام الأسبوع للرجال
الرياضة
جميع أنواع الرياضة متوافرة في بيروت. فهناك ميدان سباق الخيل حيث تتبارى أجود أنواع الخيول العربية بعد ظهر كل يوم أحد. وهناك نادي الغولف، بمسابحه وملاعب الغولف والتنس فيه. وكذلك المسابح المنتشرة على الشاطىء وما تقدمه من تسهيلات لممارسة جميع الهوايات الرياضية. أضف إلى ذلك نوادي الكمال الجسماني التي انتشرت في معظم أنحاء العاصمة
الروشة
إن أفضل ما يمكنك القيام به لتتعرف على المدينة هو أن تسير فيها على قدميك وإذا قصدت منطقة “الروشة” تطالعك صخور عملاقة عند طرف بيروت الغربي
وقد شهد هذا الشاطىء الصخري أولى نشاطات الإنسان في بقعة بيروت، إذ عثر فيه على أدوات صّوانية تعود إلى مئات ألوف السنين. وتعج منطقة “الروشة” بالمطاعم التي تقدم المآكل اللبنانية والأجنبية، وبالمقاهي التي تقدم المشروبات المبردة وبعض المأكولات السريعة
التعليقات