شفشاون … غرناطة المغرب و إرث الأندلس.

مدينة شفشاون، المدينة الزرقاء. تحمل في جيناتها ميزات و عبق الأندلس المفقود. اسمها كما يحب عشاق التاريخ أن يسموها ” غرناطة الصغيرة”. تقع في شمال المغرب، على بعد 50 كيلومترا من مدينة تطوان. 

جمالها يحبس الأنفاس، و ما من أحد يزورها مرة، إلا وكان لها وقع كالسحر على نفسه وقلبه. هي عنوان للجمال و الروعة و الابداع.

و أنت تتجول في أزقتها، تفقد وعيك ” ايجابيا”، و تنسحب إلى عالم يكاد يكون خيالا. بين أزقتها الصغيرة، تستقبلك بلونها الأزرق السماوي. لون يرمز إلى الارتقاء بالذات و الارتباط الدائم مع السماء.

شيدت المدينة خلال سنة 1471 ميلادي، على يد ” مولاي عبد السلام بن رشيد العلمي”. كان الهدف من تشييدها هو اتخاذها كقاعدة خلفية لمواجة الهجمات الصليبية المحتملة، و خصوصا من طرف البرتغاليين. 

إذا ما حددت لكم بعض الوجهات لزيارتها في ” المدينة الزرقاء”، أكون قد انقصت كثيرا من قيمتها و جمالها. شفشاون في ذاتها تحفة و مزار لعشاق الجمال.

سكان مدينة شفشاون متعودون على استقبال الزوار على مضار السنة. و يتميزون بانفتاح و ضيافة، تمتزجان في مزيج غريب مع الحياء و ميزات المجتمع المحافظ.

تاريخيا، كانت شفشاون محطة لاستقبال المسلمين الفارين من الأندلس و محاكم التفتيش، جنبا إلى جنب مع اليهود، عربا و أمازيغ. مغاربة و مورسكيين. مزيج لا يزال إلى غاية اليوم يطبع الحياة اليومية و العمرانية و الثقافية ل “غرناطة الصغيرة”

تتوفر فيها عدة مطاعم، فخمة و بسيطة أيضا. تقدم وجبات مغربية أصيلة، و أخرى يغلب عليها طابع المنطقة. و من بين ما يميز المائدة ” الشفشاونية” هو الشاي بالنعناع. طعمه خاص و مختلف عن 

باقي مدن المغرب. لابد أن تجربه عندما تحل بالمدينة.

طالما احتلت المدينة الزرقاء مكانتها بين أجمل مدن العالم، من بين مختلف التصنيفات، تجدها بين ال 100 مدينة الأجمل في العالم على الأقل.

تتميز بمناخ متوسطي معتدل نسبيا، و تشهد صيفا لطيفا يستحق أن يقصد للتخييم.

جولة واحدة وسط المدينة، تكفي بأن تعرفك عن سمعة المدينة العالمية، و كيف أنها تعج بالسياح دائما كما لو كانت “مدينة متعددة الجنسيات”. غرناطة الصغيرة، مفخرة المغرب، و إرث الأندلس المفقود. إذا لم تزرها و تضعها من بين وجهاتك العاجلة، تأكد أن تضيع وجهة قد تكون الأهم في العالم العربي.